تفتح أم تفسخ !؟
2024-11-18 05:00:00
<p dir="rtl">من حق ابن سلمان أن يختار المشروع المجتمعي والثقافي الذي يراه مناسبا لشعبه، وأن يعيد النظر في التراث الديني المتشدد وينفض عنه غبار قرون من الغلق والجمود المخالف لروح الإسلام وتعاليم الدين، ومن حقه أن يقيم الولائم والاحتفالات طوال السنة التي يريد من خلالها إرسال رسالة للغرب عن المملكة الجديدة، ويبعد عنه كل التهديدات باسم الحرية وحقوق الإنسان الكاذبة التي طالما استعملها الاستعمار الجديد ذريعة لنشر الفوضى في أوطاننا.</p> <p dir="rtl">ويبقى أهم شيء صنعه ولي العهد في المملكة العربية السعودية لفرض مشروعه الذي سيغير وجه المملكة هو إبعاد وقطع ألسنة شيوخ الدين في بلاده ممن أفتوا ودعوا للجهاد في الجزائر وقتل الأبرياء في إطار المخطط الأمريكي لنشر الإرهاب والتطرف الديني لضرب الدولة الوطنية التي بدأت تتحرر من آثار الاستعمار المدمرة للمجتمع وبعث الهوية الثقافية للمجتمع وإرساء مشروع تعليمي قوي لتكوين النخب الثقافية والإطارات التي تسير البلاد وتحررها من التبعية الاقتصادية وتحقيق الاستقلال الفعلي للأوطان التي خرجت لتوها من عقود من الاستعمار التدميري.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>وجميل أيضا أن يفتح أبواب المملكة ونوافذها على رياح التغيير ويبعث نهضة عمرانية غيرت وستغير وجهها لمنافسة العواصم الأخرى في المنطقة التي تشهد سباقا عمرانيا حداثيا لم يعرفه حتى الغرب نفسه، وأن يفتح مدن تاريخية مثل مدينة جدة على المنتجعات السياحية الحديثة بما فيها الشواطئ المختلطة لجذب السياح، غير السياحة الدينية التي تشكل أهم رافد للدخل القومي بعد المحروقات، فكل هذا يدفع في نفوسنا بعض الاطمئنان، أننا لن نتأذى بعد اليوم من فتاوى القتل ونشر الفتن التي كانت سببا في نشر القتل والحرق في بلادنا، بل وفرقت بين أفراد مجتمعنا ونشرت بيننا الكراهية والأحقاد باسم مذهب متطرف مهربة أفكاره من فقه مزيف حاقد على الحياة، وما زال بعد كل الدمار والقتل يفعل فعلته وسط مجتمعنا في الوقت الذي تحررت فيه المملكة من كل القيود الدينية ومن الأفكار الظلامية التي صورتها لنا عبر عقود من الزمن من أجل تمكين المشروع الأمريكي لمواجهة المد الروسي المزعوم في المنطقة وقتها.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>لكن ليس من حق ابن سلمان أن يجاهر بالمعصية إلى هذه الدرجة، فطور موسم الرياض التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل والتي تصور مجسمات للكعبة في وسط فضاء العرض وترقص حوله نساء عاريات مثل ما فعلته جنيفر لوبيز ، أو استقبال المطربة الكندية مصاصة دماء الأطفال التي كانت من أشهر تحتظر وربما تكون امتصت دماء طفل أو طفلين لتستعيد قوتها، فهذه المشاهد تمثل شتيمة للمسلمين الحقيقين وإهانة لمعتقداتهم الدينية ودوس مشاعر المسلمين الذين يتأذوا منذ أكثر من سنة من مشاهد القتل والدمار في غزة، ومؤخرا في لبنان، بينما تحتضن المملكة منبع عقيدتهم وأرضهم المقدسة مثل هذه المشاهد التي تهين مقدساتهم وتدوس على عقيدتهم، فبعد أن كانت الكعبة مركز عبادتهم وحلم الملايين لزيارته والطواف حولها في خشوع، ها هي اليوم تدنس عن قصد في مشهد أقبح من مشهد الأصنام التي كانت تعبد هناك قبل الإسلام.</p> <p dir="rtl">الخوف كل الخوف أن يكون ما يحدث الآن في المملكة من تفتح أو تفسخ، جزء من المشروع التلمودي الذي تسعى الصهيونية لفرضه على كل شعوب العالم والذي تعد المطربة الكندية سيلين ديون أحد المروجين له، وإن صح هذا فقد زرع بذور هذا المشروع الحاقد على كل الأديان في قلب الإسلام باحتلال الأرض التي نشأ بها.</p> <p dir="rtl">سؤال آخر، ماذا تفعل المطربة اللبنانية نانسي عجرم وسط هؤلاء في الوقت الذي تتعرض فيه بلادها وشعبها لعدوان صهيوني، فهل هو حب المال أم هي الأخرى جزء من المشروع؟</p>
الإعلام الفرنسي ليس مرجعية!
2025-02-05 06:00:00
<p dir="rtl">قال المحلل السياسي حسني عبيدي في تغريدة له على منصة "إكس" وعلى حسابه في الفايسبوك، أن " حوار الرئيس تبون في صحيفة يومية فرنسية مؤشر على فشل كبير للصحافة الجزائرية التي أصبحت مرجعيتها الصحف الفرنسية في تغطيتها للحدث الجزائري، وأن غياب سفير محنك في باريس قرار غير موفق".</p> <p dir="rtl">لم أفهم أين قرأ الصديق عبيدي أخبارا في الصحافة الجزائرية تستند لما ينشر في الصحافة الفرنسية، أم أنه فهم ذلك من تناول الصحف الوطنية لما جاء في حوار الرئيس لصحيفة "لوبينيون" الفرنسية، وهذا معمول به في كل العالم، فليست الصحف الجزائرية وحدها من رجعت إلى ما جاء في الحوار بل الكثير من المواقع الإخبارية غير الجزائرية تناولت ذلك خاصة في حديثه عن التطبيع وربطه الأمر بقيام دولة فلسطينية كاملة، ربما كان ذلك قائما في زمن ما من قبل بعض الصحف التي تسبح بحمد فرنسا، أو أيام صحافة الحزب الواحد والتضييق على الإعلام، وحتى وقتها كان يؤخذ بما تنشره الصحافة الفرنسية بالكثير من الحذر، لأنها لم تكن يوميا مهنية ولا حيادية عندما يتعلق الأمر بالجزائر، أو ربما بنى فكرته هذه من الردود التي يقوم بها الإعلام الوطني وخاصة وكالة الانباء الرسمية للرد على ما يلفقه إعلام "بولوري" المتصهين من أكاذيب على الجزائر، وهذا لا يعني هنا أننا نتخذ إعلامهم كمرجعية بل نفنده ونكشف اكاذيبه.</p> <p dir="rtl">أما قوله أنه كان على الصحافة الوطنية أن تستفيد من هذا السبق الصحفي، فهذه مغالطة منه، لأن الرئيس تبون يدلي دوريا بحوارات للإعلام الجزائري، ومتفتح على أهل المهنة يلتقي بهم دوريا في لقاءات لا تنقل للرأي العام، وأغلب ما قاله في حوار لوبينيون، قاله مرارا، واختياره الحديث لصحيفة فرنسية لرغبة في إعلام الرأي العام الفرنسي ضحية الإعلام الفرنسي المعادي للجزائر والذي يمارس هذه الأيام بروباغاندا حقيقية ضد بلادنا، وبالفعل فقد أرسل الرئيس تبون العديد من الرسائل في هذا الحوار إلى ماكرون والطبقة السياسية الفرنسية وخاصة التيار اليميني المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان والذي يحوز على الكثير من الحقائب الوزارية مثل حقيبة الداخلية الذي لا يخلو وزيرها يوما دون أن ينفث سمومه على الجزائر.</p> <p dir="rtl">كان يكون لكلام الأستاذ عبيدي مصداقية أيام حكم الرئيس بوتفليقة، الذي لم يجر أبدا أي حوار مع الصحف الوطنية، بينما كان يشتري بالمال العام حوارات وتحقيقات صحفية مثلما فعل مع صحيفة "لوفيغارو" اليمينية المعادية للجزائر، وقتها فقط تفوقت سردية الاعلام الفرنسي علينا، بسبب العداء الذي كان يكنه بوتفليقة للإعلام الجزائري الذي يسمي الصحفيين بطيابات الحمام، أما الآن فالرئيس تبون فتح أبواب الرئاسة لأول مرة ومنذ أيام عقود أمام الإعلام الجزائري.</p> <p dir="rtl">أما عن غياب سفير للجزائر بباريس الذي قال عنه أنه غير موفق، فهذا خيار سياسي وديبلوماسي حر، أراد من ورائه الرئيس تلقين ماكرون درسا لتطاوله في كل مرة على الجزائر. ربما كان على المحللين السياسيين الجزائريين من قامة حسني عبيدي أن يدافعوا عن الجزائر في بلاتوهات التلفزيونات الفرنسية التي لا يمر يوما إلا<span class="Apple-converted-space"> </span>وتنفث سمومها وأكاذيبها علينا، لكن لحسن الحظ هناك أصدقاء فرنسيين للجزائر من قامة سيغولان روايال<span class="Apple-converted-space"> </span>وآخرون دافعوا بصدق عن الجزائر وفندوا ادعاءات إعلام الإيليزيه.</p>
الكرة في مرمى ماكرون!
2025-02-03 18:00:00
<p dir="rtl">لم أفهم لماذا تم تركيز التعليقات على حوار الرئيس عبد المجيد تبون الذي أدلى به لصحيفة "لوبينيون" الفرنسية أمس حول قضية التطبيع مع إسرائيل، عندما قال "أن الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها بإسرائيل في اليوم ذاته الذي تقوم فيه دولة فلسطينية"، حيث فسره البعض على أنه تحول ملفت في الموقف الجزائري حول التطبيع، وراحت أغلب المواقع الإخبارية التي تحدثت عن الحوار تركز على هذه الجزئية من الحوار الطويل الذي تناول فيه الرئيس كل القضايا الوطنية والدولية التي تهم الجزائر وخاصة التوترات في العلاقات مع فرنسا ماكرون.</p> <p dir="rtl">وفي الحقيقة ليست المرة الأولى التي يدلي فيها الرئيس تبون بهذا التصريح، فقد سبق وقال هذا الكلام في حوارات سابقة، وهو الموقف الثابت للجزائر التي ربطت دوما تطبيع العلاقة مع إسرائيل بشرط اعترافها وسماحها بقيام دولة فلسطين في حدود 1967، ودون ذلك لا اعتراف ولا تطبيع مع إسرائيل، مثلما قال الرئيس تبون في تصريح له من سنوات قليلة "أننا لن نهرول نحو التطبيع ولن تبارك الجزائر اتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل ولن تكون جزءا منها، وأن موقف الجزائر ثابت من القضية الفلسطينية".</p> <p dir="rtl">موقف الرئيس من هذه القضية ليس بجديد وهو موقف الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها منذ الاستقلال، ومنذ كل النزاعات العربية مع الكيان، وعليه فإن محاولة إخراج تصريحات <span class="Apple-converted-space"> </span>الرئيس من سياقها وتفسيرها على أنه تحول في الموقف الجزائري من الكيان لا تلزم إلا أصحابها.</p> <p dir="rtl">المؤسف من هذه القراءات هو القصور الإعلامي لأصحابها، لأنها اهتمت بمسالة التطبيع أكثر من اهتمامها بالملفات الأخرى التي طرحها الرئيس في الحوار خاصة بالنسبة لعلاقاتنا مع فرنسا التي لأول مرة يتحدث عنها بصراحة مباشرة، والتي قال عنها الرئيس أن الكرة في مرماها، واتهم وزير داخليتها بمحاولة طرد مؤثر وملاحقة نشطاء جزائريين على التواصل الاجتماعي بينما تحمي مجرمين ومخربين وتمنحهم الجنسية وحق اللجوء محذرا ماكرون من السقوط فيما أسماه "افتراق غير قابل للإصلاح"، كما اتهم تصريحات اليمين المتطرف في فرنسا بخلق جو سام، وغيرها من المسائل التي عقدت الخلاف مع باريس ومنها ملف الذاكرة الذي يبقى نقطة سوداء في تاريخ فرنسا وعقبة في طريق تحسين العلاقات معها ما لم يسو نهائيا باعتراف واعتذار.</p> <p dir="rtl">الحوار جاء شاملا وصريحا ووضع النقاط على الحروف في كل القضايا، وحمل رسائل مشفرة لكل من يفسر مواقف الجزائر بالنسبة لفرنسا والمغرب ودول الساحل على أنها عزلت الجزائر في محيطها، فقد قالها الرئيس صراحة أنها مزاعم بعض السياسيين الفرنسيين والقول بأن الجزائر معزولة تضحكنا.</p> <p dir="rtl">ولم ينس أن يوجه من جهة أخرى سهاما لمن يتهموننا بأننا أتباع لروسيا، عندما قال أن الجزائر رفضت وجود قوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك، كما تطرق للخلاف مع السلطات الحالية في مالي وأنها لا تدعم الجماعات الإرهابية في مالي مثلما تدعي السلطات الانقلابية هناك، مثلما فضح سياسة الكيل بمكيالين الغربية في قضية دعم أوكرانيا وصمتها على المجازر في غزة.</p>