"سيداو" تخرج الإسلاميين من جحورهم !

2025-08-26 06:00:00

banner

<p dir="rtl">مرة أخرى يستغل الإسلاميون قضية إلغاء الجزائر التحفظ على المادة 15 من اتفاقية "سيداو" في شطرها الرابع المتعلق بحرية اختيار المرأة للتنقل وحرية اختيار محل إقامتها، التي كانت تحفظت عليها عند توقيعها على الاتفاقية سنة 1996، ويثيرون النقاش من جديد حول هذه الاتفاقية بتلفيق الكثير من الأكاذيب حولها ولتوجيه انتقادات للسلطة رغم أن لديهم قرابة ربع النواب في البرلمان وكان من حقهم مناقشة القرار داخل الغرفتين.</p> <p dir="rtl">في الحقيقة هذا النقاش وحتى إلغاء التحفظ جاء متأخرا لأن التحفظ لم يمنع الرئيس السابق بوتفليقة من إدخال تعديلات على قانون الأسرة تتطابق وهذه المادة، ومواد أخرى من الاتفاقية خاصة فيما يتعلق بحق الأم بمنح جنسيتها لأطفالها، وإسقاط شرط وكالة الأب عند سفر الأطفال إلى الخارج أو ممارسة الرياضة وأنشطة ثقافية كانت غير ممكنة بدون موافقة الوالد، كما أسقط على المرأة حق موافقة الزوج على سفرها إلى الخارج مهما كانت الضرورة لهذا التنقل، وبالتالي فإن إلغاء التحفظ مجرد إجراء لأن القوانين المعمول بها في الواقع تتماشى مع روح الاتفاقية، وحتى في الواقع لم يكن التحفظ يطرح أي إشكال للجزائرية حيث كانت تسافر إلى الخارج وتدرس أو للسياحة دون أي مشكل سواء أعلمت الزوج أو لم تعلمه.</p> <p dir="rtl">إثارة جماعة مقري وأتباعه وأشباهه اللغط حول إلغاء التحفظ، ليس غريبا بالمرة، فقد سبق ووقف نوابهم من سنوات ضد قانون يجرم العنف ضد المرأة، وبالتالي استغلوا هذه الفرصة لإلغاء التحفظ وإلهاء الرأي العام المنتفض ضد قضية ضرب الرجل الملتحي لامرأة في بلدية سفيزف بسيدي بلعباس، حتى لا يطالب بتطبيق القانون ضد هذا المجرم الفاقد لأخلاق المسلمين، حتى يكون عبرة لغيره من الإرهابيين الجدد، ولمساندة السيدة المظلومة على متابعة الظالم قضائيا بعيدا عن المتاجرة بحقها في جلسة صلح مشبوهة من قبل زوج صادر حقها في استرجاع حقها عن طريق العدالة.</p> <p dir="rtl">وعلى ذكر قضية الشيطان الملتحي الذي اعتدى مثل ثور هائج الأم وطفلها غير مراع لا للقانون ولا لأخلاق المسلم المحب المتسامح، فشخصيا لا أناقش قرارات العدالة، لكن إخلاء سبيله قبل النطق بالحكم في قضيته، لا يبعث عن الأمل، والخوف أن يكون في الأمر تساهلا مع أمثاله، ربما تحت ضغط أتباع هذا التيار، ويكون إفلاته من العقاب سابقة خطيرة ستشجع غيره على تصرفات مماثلة في حق النساء، وكان على العدالة أن تكون صارمة، على الأقل لإعادة الاعتبار للسيدة التي أهينت مرتين، مرة بالاعتداء عليها جسديا ومرة بتسامح زوجها مع الظالم غير مبال بمشاعرها وبالقهر الذي عانته وهي تحضر مصالحة بين رجال على حسابها دون أي اعتبار لها.</p> <p dir="rtl">أما "الحاج كلوفي" المدعو "قادة" فعلى السلطة أن تقلم أظافره، حتى لا ينصب نفسه مستقبلا محل العدالة ومؤسسات الجمهورية، مثلما دعا أمس غير مبال بالعدالة رجال الدين والأئمة للضغط على الأسرة وعلى العدالة حتى يفلت هذا المجرم من العقاب، وتطبق طبخته التي يسميها صلحا&nbsp;!</p>

العلامات اساطير

الجزائر في حالة حرب!

2025-08-25 12:00:00

banner

<h2>"تمكنت مصالح الجمارك الجزائرية، في إطار مكافحة تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، من حجز أزيد من 8,5 طن من الكيف المعالج و570 كلغ من الكوكايين وقرابة 11 مليون وحدة من الأقراص المهلوسة، عبر كامل التراب الوطني خلال 2024"... "حجز واحد قنطار و15 كلغ من المخدرات الصلبة" في علمية واحدة على مستوى الجهة الغربية من البلاد"... عندما نقرأ مثل هذه الأخبار، فالنتيجة المباشرة لذلك أننا نصاب بالذعر والإكتئاب لأن الجزائر فعلا في حالة حرب بفعل هذا الخطر الداهم الذي يضرب المجتمع في خليته الأولى، وهي الأسرة ومن وراء ذلك يهدد كيان البلد بأسره. علينا أن نعي فعلا بهذه الخطورة المزلزلة لأنه لن يكون في معزل عنها أي شاب وأي أسرة وأي مؤسسة.</h2> <p>&nbsp;</p> <p>هذه الحرب لا ينطبق عليها حكم فرض كفاية، بل هي فرض عين على كل جزائري، ولا يمكن أن ننتصر فيها إلا إذا انظم إليها كل الجزائريين مثلما برهنت على ذلك الجزائر خلال العشرية السوداء، فلولا "الرجال والنساء الواقفون" لكان حالنا الآن يسر العدو ولا يسر الصديق.</p> <p>في تلك المرحلة الحرجة التي مرت بها الجزائر في بداية تغول الخطر الإرهابي، قال أحد المواطنين ممن لا زالت نخوة رجال الثورة التحريرية تسري مجرى الدم فيه، بعدما أقدمت مجموعة إرهابية على اقتراف مجزرة في حق سكان المنطقة الجبلية المعزولة التي يسكن فيها بوسط البلاد: قال "دم سارة ما يروحش خسارة"... هذا الإسم هو لفتاة اغتالها تجار الدين، وهو بريئ منهم، وهي في ريعان شبابها.. مع ضحايا آخرين من نساء ورجال من سكان الدوار.</p> <p>ومن تلك المقولة، بدأت وأخذت في الإنتشار عملية تنظيم لجان الدفاع الذاتي والحرس البلدي ورجال المقاومة لمساندة العمل الكبير الذي كانت تقوم به مصالح الأمن والدرك والجيش في دحر فلول الإرهاب الأعمى. ولولا مثل هذه الهبات التي لبى النداء فيها الشعب الجزائري، بكل أطيافه في المدن والقرى لأصبح البلد نسخة من أفغانستان أيام حكم طالبان أو أكثر سوء.</p> <p>اليوم... الجزائر في حالة حرب أخرى، وكأنه كتب عليها القتال منذ عهد المقاومة الشعبية للإستعمار على الثورة المجيدة، فمن محاربة فلول الإرهاب إلى محاربة العصابات التي نهبت البلاد، إلى الحرب على المخدرات والأقراص المهلوسة. حرب إن لم يشارك فيها الجميع، فإن هذه السموم ستجتاح بيوتنا بعد أن اجتاحت الأحياء والشوارع في المدن والقرى، مثلما يلاحظه الجميع على أرض الواقع.</p> <p>في هذه الحرب، إما أن يشارك فيها الجميع حتى ولو بالتبليغ عن ابن أو شقيق أو عم أو خال ولا حتى أم، ممن يروجون المخدرات والأقراص المهلوسة، وإما نقبل بأن تتحول بيوتنا إلى أوكار لبيع وشراء واستهلاك هذه السموم، فمثلما يقال في المثل الأمريكي حول مثل هذه المخاطر أنها "لا تحدث إلا عند الآخرين".</p> <p>شخصيا، أصاب بالذعر على مستقبل أبنائي وعلى مستقبل البلاد، فليس لدينا بلد ولا جنسية بديلة عن أن نعيش في الجزائر وكجزائريين، وأنا ألاحظ أن مختلف الأحياء، سواء في العاصمة أو الولايات الأخرى، ببلدياتها وقراها، تحولت في ظرف سنوات قليلة إلى بؤر للإتجار واستهلاك هذه السموم وما ينجم عنها من جرائم لا تبقي ولا تذر... حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي أصبح فيها أمن المجتمع والدولة في خطر داهم.</p> <p>في هذه الحرب التي يجب أن يتم إدارتها بمنطق "صفر رحمة"، للمروجين، لا يمكن أن نلقي بالمسؤولية فيها على مختلف مصالح الأمن لوحدها، لأن منطق الأشياء لا يجعل بمقدور اليد الواحدة أن تصفق بمفردها، فإما أن يشارك في هذه الحرب الجميع وإما أن يخسر فيها الجميع، فمصالح الأمن المختلفة عبارة عن جسد للبلد والمجتمع بمثابة أذرعه، والعجز والموت مصير هذا بدون ذاك.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لزهر فضيل</strong></p>

العلامات اساطير

من مصالحة "عبدقا" إلى صلح قادة !

2025-08-24 06:00:00

banner

<p dir="rtl">قبل أن يربي اللحية كان عليه أن يربي نفسه ويتحكم في غريزته الحيوانية حتى لا يؤذي أحدا، فما بالك بالاعتداء على امرأة وعلى طفل بتلك الصورة الحيوانية ومعذرة للحيوانات التي هي أكثر آدمية من هذا الوحش المفترس، الذي أطلق كل غله وقهره ومكبوتاته على امرأة وطفلها بصورة لا تمت لا للحية ولا للقميص أو الدين الذي يخادع المؤمنين بالانتساب إليه بصلة، فالإسلام هو دين رحمة ورأفة بالمؤمنين، وليس بالصك والرفس مثلما تفعل البغال عند الدفاع على نفسها وليس بالاعتداء على من لم يؤذيها.</p> <p dir="rtl">الأمر من الغضب والقهر الذي عاشته تلك السيدة وهو يطرحها أرضا ويركلها بكل ما أوتي من قوة، هو المصالحة المزعومة بين أشباه الرجال أمام منظرها، الأمر من هذا المشهد، منظر زوج الضحية وهو يشد على اليد التي اعتدت على حرمه وهو يبتسم، بينما هي تتألم من الداخل مثلما توحي ملامحها، وهي تشاهد نفاق الرجال، فالصلح تم بينهم على حساب كرامتها وكرامة طفلها، إذ يجوز في "دينهم" لمس المرأة عند رفسها وضربها ولا تجوز مصافحتها عند الصلح، فزوجها الذي من المفروض هو من يحميها ويحمي عرضها، وقف في الصف الآخر، يمد يده مسامحا، غير مبال بالضرر الجسدي والمعنوي الذي لحق بزوجته، فليس هو من مرغ في التراب وداسته أقدام نجسة تدعي الورع والتقوى.</p> <p dir="rtl">صورة مجلس الصلح برعاية "الحاج كلوف" المسمى قادة، آلمت الجزائريين بنفس الدرجة التي أثرت فيهم مشهد الضرب المبرح والدوس عليها، وهي تحاول الدفاع عن نفسها وعن طفلها، وجلسة الصلح هذه لا يجب أن تلغي المتابعة القضائية فقانون العنف ضد المرأة واضح وعلى العدالة أن تتحرك، ولا تجعل من هذه القضية سابقة يقاس عليها مستقبلا، بعد أن يفش الظالم غله في ضحيته يأتي طالبا الصفح من شخص ينصب نفسه من غير حق وليا عليها.</p> <p dir="rtl">الجريمة واضحة وموثقة بالصور والأدلة، لا يمكن أن تمحى بمنح الضحية مصحف كان على المجرم أن يعمل هو أولا بما جاء فيه من رسالة محبة وتسامح والابتعاد عن ظلم الآخر، وعلى العدالة أن تتحرك حفاظا على هيبة الدولة والقانون، وإلا يتنازل القاضي على رسالته النبيلة دفاعا عن الحق العام، لصالح شخص متسلق مثل المدعو قادة، يريد أن يمنح نفسه دور المصلح، بالدوس على حق هذه المسكينة التي يبدو أنها أرغمت على قبول المشاركة في مسرحية مهينة، مقابل عمرة، وكان بإمكانها أن ترمي به في السجن وتعيد له الختان من جديد ربما يصبح رجلا بعد سنوات من القهر في السجن الذي هو مكانه الحقيقي لحماية المجتمع منه ومن الحقد الذي يكنه للنساء، وحتى لا يصبح الإفلات من العقوبة القاعدة المعمول بها، عندما يكون المعتدي قادر على شراء صمت الضحية، مستغلا ضعفها وقلة حيلتها.</p> <p dir="rtl">من سنوات كانوا يذبحون النساء والفتيات أمام أبواب المدارس وفي مناصب العمل بحجة عدم ارتدائهن الحجاب، واليوم يتعرض لكل أنواع العنف من رفس في التراب والحرق بماء النار، والدوس تحت العجلات ناهيك عن تعرضهن للشتم والسب، واتهامهن بأخذ مناصب الشغل التي هي من حق رجال لم ينجحوا في شيء إلا في خداع المجتمع بالتدين الكاذب مثل هذا الوحش المفترس.</p> <p dir="rtl">ما زلنا ضحية الأحقاد والعنف الذي زرعه التيار السلفي والإرهابي في مجتمعنا، والمصيبة أن لا أحد يحرك ساكنا لوقف هذا الطوفان المرعب، ولو بحثنا في ماضي هذا الوحش لربما يكون ممن استفادوا من قانون المصالحة التي سوت الإرهابي بضحيته، وربما أعطت الإرهابي حصانة على حساب المجتمع برمته.</p>

العلامات اساطير