صفعة جديدة للمخزن
2025-04-20 06:00:00

<p dir="rtl">قبل الحديث عن الصفعة التي تلقاها المخزن بعد التصريح الذي أدلى به مسعد بولس مستشار الرئيس ترامب إلى مديرة مكتب قناة العربية بواشنطن، بأن أمريكا حريصة على حل قضية الصحراء الغربية حلا يرضي طرفي النزاع، البوليساريو والمغرب وأن إعلان الرئيس الأمريكي سيادة المغرب على الصحراء الغربية لم يكن مطلقا بلا شروط، ويعتبر أنه لا وجود لحل من غير موافقة البوليساريو وأن الجزائر (وهي ليست طرفا في النزاع) مستعدة لقبول أي حل يقبل به البوليساريو، وأن بلاده تتمنى علاقات أفضل مع الجزائر. وقبل معرفة درجة الصدمة التي هزت الجارة الغربية المنتشية بالدعم الأمريكي المزعوم لاحتلالها للصحراء الغربية، وبالدعم الفرنسي لها، وجب توجيه السؤال لإدارة ماكرون الذي ومن أجل إغاضة الجزائر صرح باعترافه بما يسميه مغربية الصحراء، التصريح الذي أكده الأسبوع الماضي وزيره للخارجية في زيارته الأخيرة للرباط بعد الصفعة المدوية التي تلاقها في الجزائر عندما عاد فارغ اليدين في محاولة فاشلة لترميم العلاقات بين البلدين وإطلاق سراح الكاتب المتصهين بوعلام صنصال.</p> <p dir="rtl">أين موقف باريس المسكينة ونظام ماكرون وحكومته الهاوية من هذا التحول في الموقف الأمريكي الذي اصطف مع موقف الأمم المتحدة وحصره حل الأزمة في طرفي النزاع بإشراك الجزائر في الحل، وهو الذي راهن على أن ترامب قد فصل في القضية دون الرجوع للقرارات الأممية، وها هو يخسر مرة أخرى الرهان، مثلما راهن على ضرب الجزائر ووحدتها الترابية باستعمال حركة "الماك" التي صنعتها المخابرات الفرنسية والتي ليس لها أي حاضنة شعبية في ولايتي تيزي وزو أو بجاية المحسوبة على منطقة القبائل، ومثلما راهن على حراق نسبته إلى المعارضة والمعارضة بريئة منه؟</p> <p dir="rtl">ثم أين نخب تلوين الخرائط التي اعتقدت أنها فصلت في ملف الصحراء الغربية حتى دون استفتاء ورمت بتقارير المينورسو في المزبلة متهمة المبعوث الاممي للصحراء الغربية دي ميستورا بالرضوخ لموقف الجزائر، وبدأت تطالب بما أسمته بالصحراء الشرقية مستثمرة في الأزمة القائمة بين الجزائر وباريس ظنا منها أن ماكرون سيدعمها في مطلبها وهو الذي لم يعد يتحكم حتى في وزراء حكومته، ولم تنتبه أنه حتى اعتراف ترامب بحق المغرب في الصحراء الغربية كانت مجرد خديعة للدفع بالمخزن وبالملك على الارتماء في حضن الكيان وتمكين اليهود من اصول مغربية من العودة لاسترجاع ما يدعون انها ممتلكاتهم، رغم أن مدير مكتب الاتصال الصهيوني في الرباط صرح لإعلامية مغربية عميلة للكيان أن هذا الاخير لن يدعم تصريحات ترامب لأنه لا مصلحة له في الخصومة مع الجزائر؟</p> <p dir="rtl">انتهى زمن الدجل السياسي والديبلوماسي، والجزائر الثابتة في مواقفها رغم محاولات استهدافها، هي المنتصرة براجحة عقول حكامها وشعبها الملتف حول قيادته وجيشه، وليلون المخزن الخرائط كيفما شاء، وليهدد روتايو وبارو باستعمال القوة ضد بلادنا، ويفتحوا ساحات باريس للتظاهر ضد بلادنا، او يحركوا انقلابيي مالي في محاولة فاشلة لاستفزازنا، فلا شيء يزعزع ثقتنا في أنفسنا ما دام بيان نوفمبر مرجعيتنا، لن تتيه خطواتنا!</p>
تبون – ماكرون وطوق النجاة
2025-04-19 10:41:00

<p>ما بين تصريح رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حول العلاقات المتوترة مع باريس والحملة العدائية ضد الجزائر، من أن "المناخ سام، ونحن نضيع الوقت مع الرئيس إيمانويل ماكرون، وأن "الجمهورية الفرنسية هي في المقام الأول رئيسها"، مثلما جاء في الحوار الذي أدلى به لجريدة "لوبينيون" الفرنسية، ونشر في بداية فيفري الماضي، وبين اعتبار أن نظيره، إيمانويل ماكرون هو "المرجعية الوحيدة "لحل الخلافات بين البلدين، في لقاء تبون بممثلي الصحافة الوطنية في شهر مارس الماضي، يظهر أن الرئيس الفرنسي لم يفهم أن الرئيس تبون بمنحه فرصة أن يكون صاحب القرار الوحيد في تخفيض حدة التوتر بين البلدين، وأن ماكرون الذي اعتبرته الجزائر صاحب الحل، ما هو في الحقيقة إلا قطعة أساسية من التوتر لكنها كانت متخفية من وراء تصريحات الوزير المتطرف، روتايو. بما معناه أن ماكرون فوت على نفسه فرصة الإمساك بطوق النجاة الذي بعث به إليه الرئيس تبون بحكمة وتبصر بأن ينأى بنفسه كرئيس دولة بأن يكون طرفا في الأزمة بإرادته أو بإرادة الدولة العميقة التي جردته من صلاحياته الرئاسية مثلما يتم تعرية الديك من ريشه في المطابخ الفرنسية.</p> <p> </p> <p>إن اختيار ماكرون أن يعلن "الإليزي"، عوض وزارة الخارجية الفرنسية، عن قرار طرد الموظفين الجزائريين العاملين بالممثليات الديبلوماسية الجزائرية بفرنسا، جعل طوق نجاة الرئيس تبون يفلت من يديه لاسترداد سلطة القرار من قوى فرنسية، يمكن تسميتها، بغير الدستورية جعلت من النظام الفرنسي كتلة غير متجانسة، تزيد فيه سيطرة اليمين واليمين المتطرف وأصحاب النزعة الكولونيالية الجديدة.</p> <p> </p> <p>هذا النظام الذي عراه الرئيس تبون ركيزته نواة تسيطر على الإدارة وترفض أن تتخلى عن الفكر الاستعماري في التعامل مع الدول التي أصبحت مستقلة بفضل كفاحها وتضحياتها الجسمية بعدما عانت لعشريات من الزمن كمستعمرات استباحت فيها فرنسا نهب ثرواتها والتنكيل بشعوبها، كما حاولت نصب أنظمة خاضعة لها تحرس مصالحها بعدما رأت فرنسا أنها لم تعد قادرة أن تصمد أمام قوة الحديد والنار التي أبانها دعاة الإستقلال وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.</p> <p> </p> <p>نواة الدولة العميقة، ورأس حربتها وزير الداخلية، برونو روتايو، مسنودا باليمين واليمين المتطرف وجماعات الضغط في السياسة الفرنسية من الأقدام السوداء والضباط السابقين في الجيش الفرنسي ممن عملوا في الجزائر خلال حرب التحرير والمتمسكين بالإيديولوجية الاستعمارية وديبلوماسيين سابقين، هذه النواة اصطدمت بحكمة رئيس جزائري استطاع أن يستميل إليه الرئيس الفرنسي ويزرع فيه أمل التخلص من هذه الفئة غير الدستورية التي استولت على صلاحيات "الإليزي" وفرضت عليه سياسات لم تجن منها باريس إلا الخسائر خلال السنوات الأخيرة وأضرت بالمصالح الفرنسية سواء في افريقيا بعدما تم طردها من مستعمراتها القديمة أو في أوروبا بأن أصبح مدى صوت باريس لا يتجاوز أرجاء قصر الرئاسة الفرنسية.</p> <p> </p> <p>وعلى هذا الأساس، يظهر أن التيار الذي يقوده وزير الداخلية، برونو روتايو، انتصر على التيار الذي يقوده رئيس الجمهورية الفرنسية، إمانويل ماكرون، الذي استسلم لضغوط الدولة العميقة خوفا من أن تمنعه من استكمال عهدته الرئاسية.</p> <p> </p> <p>لزهر فضيل</p>
ماكرون أمام خيارين ... !
2025-04-17 09:00:00

<p dir="rtl">الأزمة لم تعد أزمة بين الجزائر وفرنسا، بقدر ما هي أزمة فرنسية داخلية، أزمة حكم وأزمة مؤسسات، بين وزير داخلية يدوس على تعليمات رئيسه ويستولي على صلاحيات زميله في الخارجية، يميني متطرف حاقد على الجزائر المستقلة ندما على ما ضاع منهم من ثروات ومن أراضي خصبة حتى أنهم يرددون يوميا أن الجزائر تساوي أربعة أضعاف فرنسا من حيث المساحة، وبين رئيس ضعيف اعتقد بإمكانه أن يستعمله لاستفزاز الجزائر وإجبارها على الانصياع لمطالب فرنسا.</p> <p dir="rtl">وبالنظر الى ما وصلت اليه الأوضاع وبعد تلغيم محاولة التقارب بين البلدين، من قبل وزير داخلية يريد استغلال الوضع في حملة انتخابية مسبقة لكسب دعم اليمين الى جانبه في سباق الرئاسيات المقبلة، لم يعد هناك حلا للأزمة سوى خيارين، فإما أن يقيل ماكرون وزير داخليته كخطوة جادة لاستعادة العلاقات بين البلدين، أو يتنحى هو من الحكم لأنه اثبت عجزا ليس فقط في التحكم في أعضاء حكومته، بل في حل مشاكل الفرنسيين، ويتوقف عن سياسة الهروب الى الأمام باستعداء الجزائر والتهديد بحرب مع روسيا، والشعب الفرنسي<span class="Apple-converted-space"> </span>وكذلك اليسار الفرنسي يرفض في كلتا الحالتين التصعيد مع الجزائر من جهة، ومحاولة جر فرنسا في حرب ستخرج منها خاسرة ومدمرة، خاصة وأن ازمتها المالية والاقتصادية ومديونيتها الضخمة لن تسمح له بإدخال البلاد في حرب مع احدى اقوى الاقتصاديات العالمية.</p> <p dir="rtl">وفي ميزان القوى دائما، فالجزائر في موقف قوة وليست في مفترق طرق مثلما يدعي روتايو ويخيرها بين الحوار أو التصعيد، فالذي في موقف ضعف هي فرنسا ومعها ماكرون، حتى أن الجزائر صارت تجبر فرنسا على ردود الأفعال، وكشفت بثباتها على قرارها، مواطن ضعف فرنسا ماكرون التي لم تعد تمتلك من وسائل ما تواجه به الجزائر والضغط عليها غير التهديد والشتم والتلويح الفارغ بالعقوبات، مع أن الكثير من الأصوات التي تتحلى بالمنطق حتى من اليمين مثل هنري غويانو مستشار ساركوزي السابق، تحدث مرارا في وسائل الاعلام وكشف أن بلاده لا تمتلك اية وسائل ضغط على الجزائر، وأنها مجبرة على حل الأزمة ديبلوماسيا وسياسيا فقط، وأن فرنسا هي الخاسر في لعبة لي الذراع هذه، ناصحا حكومة بلاده بوضع حد للتصعيد ومحذرا من إمكانية فتح الجزائر ممرات لملايين الحراقة الأفارقة وإغراق فرنسا في أزمة غير مسبوقة.</p> <p dir="rtl">حتى في لغة البيانات، الجزائر سجلت ضد خصمها الفرنسي هدفا ديبلوماسيا حيث جاء في بيان الخارجية أن "الجزائر اتخذت بصفة سيادية قرارا باعتبار 12 موظفا بالسفارة الفرنسية (...) غير مرغوب فيهم والزامهم بمغادرة التراب الوطني"، بينما استعمل بيان ماكرون كلمة الطرد وهي لغة غير ديبلوماسية صادرة عن شخص في قمة الغضب.</p> <p dir="rtl">سيستمر الجمود في العلاقات بين البلدين طويلا ما لم يقل ماكرون وزيره، حتى ما بعد رئاسيات 2027، هذا إذا لم يفز روتايو المترشح قبل الأوان في الانتخابات، وقتها لن تصل العلاقات الى قطيعة فعلية مثل القطيعة مع المغرب المستفيد الوحيد من هذا الوضع.</p> <p dir="rtl"> </p>
