صفعة أخرى للانقلابي غويتا !
2025-09-22 08:00:00

<p dir="rtl">حذرت السفارة الأمريكية بباماكو رعايا بلادها في هذا البلد وطالبتهم بتوخي الحذر وتفادي التنقل واتخاذ الإجراءات الاحترازية، بمناسبة العيد الوطني لمالي الموافق ليوم 22 سبتمبر، لتواجد قوات الأمن بكثافة مما قد يؤدي إلى حدوث مظاهرات واحتجاجات في بعض المناطق، حيث يأتي الاحتفال هذه السنة في ظل اضطرابات أمنية خاصة في مدينتي "خاي"و"نيورو".</p> <p dir="rtl">يأتي هذا في الوقت الذي تتطاول فيه السلطات الانقلابية في مالي على الجزائر بعد أن وضع الانقلابي غويتا ومن معه أنفسهم في خدمة الشياطين المغربية والإماراتية التي تريد ضرب استقرار الجزائر، بعد إسقاط دفاع الجو الجزائري طائرة درون مالية في أفريل الماضي كانت بصدد التجسس على بلادنا.</p> <p dir="rtl">ولم تكن المرة الأولى التي تخترق فيها طائرة "درون" مالية الحدود الجزائرية ورغم تحذير الجزائر للسلطات المالية على هذا النشاط المشبوه، لم تكترث باماكو لهذه التحذيرات، حتى جاءها الرد الجزائري بإسقاط الطائرة المسيرة في بضعة ثواني من اختراقها حدودنا الجنوبية، الأمر الذي أثار حقد السلطات الانقلابية في مالي والتي منذ مجيئها إلى الحكم في صائفة 2023 ناصبت العداء للجزائر التي وقفت مع الشرعية.</p> <p dir="rtl">السلطات المالية التي أزعجها نجاح طبعة الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية حاولت بيأس التنغيص على الجزائر في نفس يوم لقاء الرئيس تبون بزعماء أفارقة، وأعلنت أنها رفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد الجزائر بتهمة إسقاط المسيرة "بيرقدار" والتي لم تكن سددت باماكو ثمنها بعد، مدعية أن إسقاط الطائرة المسيرة عملا عدوانيا ينتهك القانون الدولي، مع أن الطائرة أسقطت في التراب الجزائري ومن حق الجزائر الدفاع على سيادتها الترابية وأمنها.</p> <p dir="rtl">وها هو الرد يأتيها من المحكمة، حيث رفضت هذه الأخيرة النظر في القضية، وربطت الأمر بقبول الجزائر بالولاية القضائية، لأن الجزائر لم تمنح<span class="Apple-converted-space"> </span>هذه المحكمة الاختصاص في أي نزاعات مع أعضاء آخرين في الأمم المتحدة، ما يعني أن مصير الدعوى يبقى مرهونا بين يدي السلطات الجزائرية، وأن مالي "خرجت للعيب" على حد المثل الشعبي بدون فائدة ترجي، وما يعني أيضا أن الانقلابي غويتا يجهل القوانين ولأنه لم يتمكن من بسط نفوذه على كامل التراب المالي الذي تبقى نسبة كبيرة منه تحت سيطرة الأزواد، أراد كسب نوع من الشرعية والتعاطف داخليا بهذا التصرف الذي سيدفع الشعب المالي ثمنه بسبب وقف الجزائر مساعداتها الإنسانية والتجارية مع مالي، وبعد غلق حدودها وأجوائها منذ حادثة الدرون.</p> <p dir="rtl">فالقضية الوحيدة التي يجب أن تنظر فيها المحكمة الدولية بالنسبة لمالي هي معاقبة الانقلابيين بسبب الفوضى والمجازر التي يرتكبونها في شمال البلاد وإقصاء طائفة من الشعب المالي (الأزواد) من حقهم في العيش والاستقرار في وطنهم والتمتع بكامل حقوقهم الدستورية.</p>
وعد بلفور ووعد ماكرون
2025-09-21 10:36:00

<p>عندما سمعت، خلال الأشهر الماضية، بأن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قرر الإعتراف بدولة فلسطين، اعتقدت في بادئ الأمر أن الخبر من صنع بعض المواقع التي تريد رفع نسبة مقرؤيتها على مواقع التواصل الاجتماعي حتى ولو كان الأمر من قبيل الفكاهة والإزدراء بفرنسا الغارقة في الولاء لليهود وإسرائيل. لكن عندما أعلن الإليزي رسميا عن ذلك وتوالت تصريحات ماكرون شخصيا حول هذا الاعتراف بعدما كانت في شكل إيحاءات في البداية، تأكدت أن الأمر هو عبارة عن سمكة أفريل في غير وقتها، فمن غير الممكن أن أقتنع وهو حال الملايين على ما أعتقد بأن فرنسا ستعترف بالدولة الفرنسية تألما لما تتعرض إليه غزة من مجازر وتدمير وتهجير منذ أكثر من عامين، وما تتعرض له فلسطين منذ عهد بلفور ومعاهدة سايكس بيكو.</p> <p>يخطئ من يعتقد أن اعتراف إيمانويل ماكرون، الرئيس الأضعف في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة، بالدولة الفلسطينية، هو من قبيل الإلتزام بقرارات الشرعية الدولة، فلو كان ذلك حقا لما اعترفت باريس في عهد ماكرون بالأطروحات المغربية التي تحتل أراضي الصحراء الغربية، وهي من الدول التي من المفروض أن تحمي القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.</p> <p>فماذا حدث حتى يقرر رئيس الأغنياء في فرنسا والذي يدين لعائلة روتشيلد اليهودية بوصوله إلى كرسي الرئاسة الفرنسية، وهي صاحبة المال والنفوذ الذي كان دائما في خدمة اليهود وإسرائيل.</p> <p>وعد ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، جاء رغم الغضب الكبير الذي قابلت به إسرائيل ومسؤولوها واللوبي القوي فرنسا، وبلغ درجة أن وجه يائير نتنياهو نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي الشتائم إلى الرئيس الفرنسي. كما أن ماكرون هو أبعد ما يكون عن أن يوصف بأنه صديق للفلسطينيين والمتعاطف معهم في وقت تصنف فيه بلاده كأكبر الداعمين لإسرائيل سياسيا وعسكريا فهي لم تتوقف عن توريد الأسلحة إليها رغم الإبادة الجماعية الجارية في غزة.</p> <p>وقد جاء إعلان ماكرون قبيل أيام من استضافة الأمم المتحدة للمؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية، والذي انطلق في 28 جويلية الماضي في نيويورك، بهدف وضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة "تعيش بسلام بجوار إسرائيل". إذن، فإن طموحات ماكرون، هي في الحقيقة أطماع في أن يكون لفرنسا نصيب في ما تجود به عليه السعودية من أموال يحلم أن تخرج بلاده من الأزمة المالية الخانقة الغارقة فيها، إذ تريد فرنسا أن تكون الأولى ضمن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تعترف بدولة فلسطين.</p> <p>ويريد كذلك ماكرون من وراء هذا "الإعتراف اللغز"، حتى تظهر تفاصيله في الإعلان الرسمي نهار الغد، أن يحقق له أهدافا شخصية برسم سياسة بلاده بشكل مستقل عن أوروبا وعن الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت نفسه فرض باريس كطرف فاعل في الشرق الأوسط بعد إبعادها لعقود من طرف الولايات المتحدة، وكذا تراجع الدور الفرنسي في الملفين اللبناني والسوري، إضافة إلى محاولة امتصاص الغضب الداخلي الناتج عن تزايد حملات التضامن مع غزة داخل المجتمع الفرنسي، ضمن محاولات باريس ضبط التوازن بين العلاقات التاريخية مع إسرائيل والعلاقات المتوترة مع الجاليات المسلمة. كما أن هذا الإعتراف هو محاولة للرد على التحركات الأوروبية ممثلة في إيرلندا وإسبانيا والنرويج التي اعترفت رسميا بدولة فلسطين في ماي 2025.</p> <p>ومن هذه المنطلقات يمكن فهم أن ماكرون لا يتحرك بدافع إنساني أو قانوني، بل تحت ضغط السياسة الداخلية والواقع الدولي والبحث عن تمويلات قد تبعد فرنسا عن احتمالات الخضوع لإملاءات المؤسسات المالية الدولية.</p> <p>وعلى ما يظهر، فإن الصفعة التي تلقاها إيمانويل ماكرون من طرف زوجته عند وصولهما إلى فيتنام، في مستهل جولة الرئاسية في آسيا، خلال الأشهر الأخيرة، لا تخرج عن نطاق رفض هذا الإعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى من السيدة الأولى في فرنسا، ما دفع عضو الكنيست الإسرائيلي، ألموغ كوهين، في تغريدة عبر منصة "إكس" إلى مخاطبة ماكرون مباشرة عقب الحادثة: "عزيزي الرئيس ماكرون، سمعت أنك حريص على إقامة دولة فلسطينية. بالنظر إلى فوضى الليلة الماضية في باريس، فإنك تحرز تقدما كبيرا، فقط في فرنسا". وأضاف: "هناك شيء ما ينبئني بأن الصفعة القادمة التي سيتلقاها الشعب الفرنسي العزيز.. ستكون أشد إيلاما"، في إشارة على ما يبدو إلى الصفعة التي تلقاها من السيدة الفرنسية الأولى.</p> <p>لزهر فضيل</p>
سامحينا غزة !
2025-09-20 07:00:00

<p dir="rtl">الجزائر وعلى لسان الكبير عمار بن جامع الذي ومنذ قرابة السنتين في مجلس الأمن لا هم له غير وقف الظلم على غزة، اعتذرت أمس لفلسطين بعد الفيتو الأمريكي البلد المجرم الذي منع اصدار قرار بوقف الحرب في القطاع الذي يواجه حرب إبادة أبشع من التي قام بها هتلر على الشعب اليهودي، وقد أكدت الأمم المتحدة أن القطاع يعاني مجاعة حقيقية.</p> <p dir="rtl">بن جامع ردد بتأثر بالغ "سامحونا لأن هذا المجلس لم يتمكن من إنقاذ أطفالكم، سامحونا لأن هذا المجلس لم يتمكن من حماية نسائكم، والمسنين، وأطبائكم وممرضاتكم وممرضيكم، ولأننا لم نتمكن من الدفاع عن صحفييكم، ولأن المجاعة تنتشر اليوم في غزة ولم يتمكن المجلس من وقفها، ولم يتمكن من التحرك حتى للتنديد بها، لأن هذا المجلس من وقف تهجيركم القسري، والمساعدة الإنسانية حولت إلى سلاح، ولم يتمكن هذا المجلس من كسر الحصار".</p> <p dir="rtl">لكن لمن تقرأ زابورك يا داود، فهذه المؤسسة التي كذبوا علينا أنها أسست من أجل زرع السلام في العالم مختطفة منذ البداية من كمشة دول عاثت ولا تزال حروبا في العالم، فوجودها في الأراضي الأمريكية البلد الذي يشعل سنويا عشرات الحروب في العالم، ويزرع الفوضى ويؤلب الشعوب على أنظمتها، هو في حد ذاته رهن قرار المنظمة، وليس فقط من خلال استعمال الفيتو، هذا الامتياز الذي سمح للدول الاستعمارية أن تواصل هيمنتها على العالم، وهي التي صنعت إسرائيل للسيطرة ليس على الشرق الأوسط فحسب بل لاستبدال الاستعمار التقليدي بإضعاف الدول من خلال إطلاق يد الكيان عليها وزعزعة استقرارها والحيلولة دون بناء نهضة ومؤسسات واقتصاد قوي لتبقى رهينة أمريكا مثل الطريقة التي تمارسها حاليا مع دول الخليج وابتزازها علانية بنهب أموالها وثرواتها بحجة أنها تحمي عروشهم من شعوبهم.</p> <p dir="rtl">لما أبلغ ترامب ناتنياهو أنه لا يريد ضرب إيران، رد عليه سفاح غزة بقوله " من قال أننا في حاجة لرأيك، هذا الأمر يخصنا ونحن أسياد العالم"، وضرب إيران، لكن إيران غير قطر، ردت وبقوة ولولا تدخل ترامب لمحت الكيان من وجه المعمورة، فالدول الاستعمارية التي ساعدت الصهيونية على احتلال فلسطين ومنح دولة ليهود العالم في خطة للتخلص منهم ومن جرائم التيار الصهيوني وخبثه وجشعه، تجد اليوم نفسها رهينة الصهيونية التي التفت على الأنظمة الغربية مثل الأخطبوط من خلال السيطرة على وسائل الاعلام والاقتصاد فيها والسيطرة على المؤسسات المالية، التي تديرها عائلة روتشيلد أهم عائلة في المحفل الصهيوني الماسوني، وصار الكيان هو من يحرك الأنظمة الغربية وهو من يختار الرؤساء والوزراء، فصار مجلس الديانة اليهودية في فرنسا "الكريف" كحكومة موازية للحكومة الفرنسية بل قراراته هي التي تنفذ، ونفس الأمر بالنسبة للوبي الصهيوني في أمريكا الذي وحده يقرر الرئيس وليست الصناديق من تختار الرؤساء، ونواب الكونغرس والوزراء وبالطبع الممثلية الأمريكية في مجل الأمن، وكلهم صهاينة حتى وإن لم يكونوا يدينون بالديانة اليهودية، ولهذا فالمؤامرة على فلسطين صارت مكشوفة، والدور المقبل على كل دول المنطقة وربما ستكون البداية بدويلة قطر التي كان أميرها يعتقد أنه في منأى عن الغضب الأمريكي والصهيوني لأنه المقاول الذي كانت تعتمد عليه واشنطن لزعزعة الأنظمة وتسليم الحكم فيها لأنظمة إرهابية دربتها المخابرات المركزية الأمريكية وتستعملها اليوم قنابل موقوتة لتفكيك الأوطان.</p> <p dir="rtl">نعم، سامحينا غزة، سامحينا فلسطين، ليسامحنا كل الضحايا الأموات والاحياء منهم، وكل مشاريع الشهداء على مذبح هذه القضية الإنسانية التي لم يعد هناك أمل في كفكفة دماء أبنائها غير التضرع إلى الله وحده، لا المفاوضات ولا غيرها من أكاذيب ترامب، بعد الدوس على كل الأعراف والقيم الإنسانية بمحاولة قتل المفاوضين في الدوحة.</p>
