رأس ماكرون هو المطلوب !
2025-09-10 08:00:00

<p dir="rtl">الأرض تهتز تحت أقدام إيمانويال ماكرون في فرنسا، بعد حجب ثقة لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، من قبل البرلمان أول أمس بالأغلبية عن رئيس وزرائه فرانسوا بايرو الذي أجبر على تقديم استقالته، ما يضع الرئيس الفرنسي في موقف حرج وهو الذي رفض أن يمنح هذا المنصب لتيار اليسار الفائز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية السابقة، وكان ماكرون قد حل البرلمان طمعا في الحصول على أغلبية تمكنه من مواجهة المعارضة الشرسة، التي تحاصره بسبب سوء تسييره للبلاد وبسبب الأزمات التي غرقت فيها فرنسا، بعد طردها من إفريقيا وانخراطها في حرب أوكرانيا، ناهيك عن أزمة ديون ازدادت تراكما منذ دخوله قصر الاليزيه.</p> <p dir="rtl">استقالة بايرو ومعه حكومته وعلى رأسها روتايو الذي جعل من عدائه للجزائر مهمته الرئيسية، لكن الذي يجب أن يرحل في الحقيقة هو ماكرون، وكل نظامه<span class="Apple-converted-space"> </span>وهذا هو مطلب الشعب الفرنسي برحيله هو وليس فقط الحكومة، وهو ما أكدت عليه انتفاضة السترات الصفراء المقموعة، لكن ماكرون لا يزال يتشبث بمنصبه رغم الصفعات التي تلقاها مرارا، ليس على مدرج الطائرة خلال زيارته لفيتنام من طرف المدعو بريجيت فحسب، بل الصفعات التي تلقاها في الانتخابات البرلمانية، ومن الشارع الفرنسي الموعود اليوم بانتفاضة عارمة مطالبة وبإضراب شامل مع دعوة الفرنسيين لسحب أموالهم من البنوك، ناهيك عن الصفعات التي تلقاها مرارا خلال زيارته البيت الأبيض، ومن طرف الرئيس الروسي بوتين الذي يتحداه يوميا أن يدخل الحرب إلى جانب أوكرانيا.</p> <p dir="rtl">ماكرون يرفض الاعتراف أن رأسه هو المطلوب من قبل الشعب الفرنسي الغارق في الفقر والجوع، وما زال يتمسك ببقائه في السلطة حتى 2027، وربما فيما بعدها لأنه يطمع في رئاسة الاتحاد الأوروبي، فهو يطمح أن ينقذه اليمين المتطرف من السقوط، ومن يسار ميلانشان الذي تآمر عليه سابقا وحرمه من رئاسة الحكومة، وبالتالي فمن المحتمل أن يسند الحكومة لزعيم اليمين بارديلا، ما سينبئ بكارثة وبانهيار للنظام الفرنسي إذا ما تقلد هذا الجاهل بالقوانين منصبا بهذه الحساسية في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الفرنسي إلى منقذ من قامة رئيسهم الأسبق الجنرال ديغول، لأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعيشها فرنسا شبيهة بظروف سقوط الجمهورية الرابعة ومجيء المخلص ديغول إلى السلطة.</p> <p dir="rtl">ومهما كانت الشخصية التي ستخلف بايرو على رأس الحكومة الفرنسية، فإن فرنسا موعودة بالغرق في أزمات متشابكة على رأسها المديونية التي فاقت 3415 مليار يورو يضاف إليها ما لا يقل عن 107 مليار يورو مع نهاية كل سنة قيمة الفوائد المترتبة عن الديون، الأمر الذي سيضعف ماكرون في الداخل، وكذلك في الخارج وهو الذي يحاول التغطية على الواقع<span class="Apple-converted-space"> </span>الفرنسي بافتعال أزمة مع الجزائر والتهديد بالدخول في حرب مع روسيا دفاعا عن أوكرانيا.</p> <p dir="rtl">إنها لعنة الجزائر ولعنة دماء الشهداء وضحايا فرنسا الاستعمارية في القارة السمراء التي ستبقى تلاحقها حتى الانهيار والتفكك.</p>
أسئلة كثيرة ومسؤوليات متشابكة !
2025-09-09 07:00:00

<p dir="rtl">بدأت تظهر بعض خيوط اللعبة، ولا أقول المغامرة التي قام بها ثمانية أطفال قصر، ركبوا البحر وصولا إلى شواطئ إسبانيا من يومين، وبدأت تظهر التناقضات في حديثهم، حيث خرجوا يتحدثون على التيك توك يروون تفاصيل رحلتهم التي يبدو أنها لم تكن مضنية، ما يعني أن هناك حلقات مفقودة في الرحلة، حيث لم يظهر عليهم التعب ولم يصب أحدهم بدوار البحر، يظهرون وكأنهم سافروا على متن طائرة وليس في قارب صيد، فمرة يقول أحدهم أنهم سرقوا القارب، ومرة أخرى ينفي السرقة ويقول أن أشخاصا ساعدوهم في تنفيذ خطتهم، ويتحفظ عن ذكر الأسماء، ما يجعلنا نشك أن العملية مدبرة، وربما كان من يريد لهم نهاية مأساوية مثل حادثة حافلة الحراش لاستعمالها من قبل أعداء الجزائر في الداخل والخارج، ومن قبل المعارضة المشبوهة في حربها على ما تسميه بالنظام، خاصة وأنها تزامنت مع الحدث القاري الهام، معرض التجارة الافريقية البينية الذي تحتضنه الجزائر هذه الأيام.</p> <p dir="rtl">ليسوا<span class="Apple-converted-space"> </span>أطفالا أبرياء مثلما يتبادر إلى الأذهان، ولا هم أبطال، فجيل "زاد" الذي ينتمون إليه، هو جيل العولمة الذي فتح عينيه على الفايسبوك والتيك توك والنتفليكس، يعتقد أن كل شيء مباح، وأن لا شيء يحد بصره ولا طموحاته، ويريد الحياة التي يراها في الأفلام دون بذل أدنى مجهود، بما فيها النجاح في الدراسة كأهم واجب من واجباته، وتجده ناقم على البلاد لأنها لم تعطه حقه مثلما ردد أحدهم، لأن لا أحد علمه أنه قبل أن يطالب بحقوق هناك واجبات، وأولها الالتزام بدروسه، وفي حالة هؤلاء المراهقين لا أحد منهم متمدرس، ولا أقول ضحايا تسرب مدرسي، بقدر ما هم ضحايا أسر مستقيلة من دورها التربوي، والدليل أن لا أحد خرج من أوليائهم قلقا على مصيرهم، مما يوحي بأنهم من شجعوهم على الحرقة، أحد الأولياء فقط علق على الحادثة بعبارة " تهنيت منه"، أي أنه ارتاح من وجع الرأس الذي كان يسببه له، ونسي أنه هو المسؤول عن تنشئة ابنه.</p> <p dir="rtl">المؤسف هي التعليقات عبر وسائل التواصل، والرسائل التي وجهها المتفاعلون مع الأطفال القصر، يشجعونهم فيها على الحرقة كمراهقين مدعين أنها الأفضل وأنهم يتلقون معاملة أحسن، ما يعني أن الحادثة ستؤدي إلى انفجار حقيقي للظاهرة، في الغياب المعتمد لحراس الشواطئ الذين لم يقوموا بدورهم لمنع هؤلاء الأطفال من الحرقة، ، فالمعروف أن تمنفوست توجد بها مدرسة البحرية، ومن المفروض أن حراسة الشواطئ في منطقة عسكرية تكون مشددة.</p> <p dir="rtl">الأسئلة المطروحة بشأن العملية كثيرة، والمسؤوليات متشابكة، لكن تبقى المسؤولية الأولى على عاتق الأسر المستقيلة من واجبها التربوي وهذه هي الكارثة !</p>
أين تصنف هذه "الحرقة" ؟!
2025-09-08 07:00:00

<p dir="rtl">لا أدري في أية خانة أصنف ما فعله المراهقون الثمانية الذين "حرقوا" إلى الشواطئ الإسبانية بطريقة ذكية ووصلوا سالمين، لم يتاجر بهم تجار البشر من أصحاب المركبات، لم يدفعوا الملايين لأصحاب "السريع"، ولم يرم بهم أحد إلى الأمواج في حال تعطل المركب مثلما يفعل مصاصي دماء الشباب وتشجيعهم على الهجرة في قوارب الموت.</p> <p dir="rtl">هل أصنفها في خانة البطولة، لأنها مهما كانت الطريقة التي خرجوا بها وسرقة مركب جار لهم وجمعهم كميات من الوقود بطريقة ذكية دون أن تثير انتباه أصحاب محطات الوقود، وتمكنوا من الوصول بسلامة باستعمال التكنولوجيات الحديثة، حتى أن أحدهم تمكن من إصلاح العطب في المركب بسهولة، وتمكنوا من الإفلات من قبضة حراس الشواطئ ربما لأنهم اعتقدوا أنهم أطفال ولا يشبهون لصورة الحراق النمطية، يرتدون لباسا صيفيا مثل أندادهم، إذا لا تظهر عليهم علامات الفقر والحاجة التي تدفع بهم إلى المخاطرة بحياتهم،<span class="Apple-converted-space"> </span>ليتمموا رحلتهم<span class="Apple-converted-space"> </span>رغم المخاطر المحدقة بهم بكل شجاعة، وهذا في الحقيقة رغم المجازفة ليس غريبا على الشباب الجزائري المبدع، لأن هذه المغامرة فيها من الإبداع والشجاعة التي تذكرنا بالشباب الجزائري الذي قاد ثورة من أعظم الثورات التي عرفها التاريخ الحديث، فهم ليسوا أقل شجاعة من الطفل عمر ياسف الذي استشهد في القصبة في معركة الجزائر؟</p> <p dir="rtl">أم أصنفها في خانة الإجرام، بسرقتهم المركب، وتحايلهم لجمع كميات من الوقود كافية لرحلتهم نحو السواحل الإسبانية، فالعملية برمتها فيها من الذكاء الإجرامي ما يجب التنديد به ومحاسبة أوليائهم عن عدم احتواء أطفالهم ومراقبة ما يقومون به والانتباه لعلاقاتهم، فكان بإمكانهم أن يكونوا لصوص أحياء أو تجار مخدرات ما دام لا أحد من أوليائهم يهتم لهم كيف يمضون يومهم أو التأكد من سيرة علاقاتهم في الحي، أي ما ينطبق عليه المثل الشعبي " طيش وربي يعيش" الذي يطلق على الأولياء من عديمي الضمير والمسؤولية؟</p> <p dir="rtl">لحسن حظهم أنهم وصلوا بسلامة إلى الشواطئ الإسبانية، فهم لم يكونوا يقدرون عواقب ما قاموا به، ولا ما يكون مصيرهم عند وصولهم إلى الضفة الأخرى، فهم ليسوا بطالين خرجوا بحثا عن فرصة لحياة أفضل، وليسوا ضحية تسرب مدرسي، بل مجرد مغامرين أرادوا أن يجربوا حظهم، ويكتبوا قصتهم التي تليق أن تتحول إلى فيلم سينمائي يروي مغامرة شباب حقيقية مثل مغامرات "والت ديزني" المتخيلة <span class="Apple-converted-space"> </span>لتي لا علاقة لها بالواقع.</p> <p dir="rtl">الإيجابية الوحيدة حتى الآن أنه تم التكفل بهم وإلحاقهم بالمدارس هناك، لكن يبقى مصيرهم مجهول فإسبانيا وأوروبا كلها ليست جنة فوق الأرض فشعوبها تعيش السنوات الأخيرة أزمات حقيقية.</p> <p dir="rtl">الخوف كل الخوف أن يتم تجنيدهم للقتال في أوكرانيا أو توظيفهم من قبل المافيا، ولهذا من واجب أوليائهم المطالبة باستعادتهم، فمسؤولية سلامتهم هي مسؤولية أسرهم أولا.</p>
