وطن واحد كالأم
2025-07-17 09:46:00

<p>"تحيي الجزائر في هذا اليوم ذكرى مجيدة، لها في أفئدتنا دلالة عميقة. إنها الذكرى الثالثة والستين (63) لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، ذلك اليوم الذي انجلت فيه عن وطننا المفدى جحافل الاستعمار البغيض وهي تجر أذيال الهزيمة لأنها جوبهت برجال أشداء سكن الوطن سويداء قلوبهم وعقدوا العزائم أن تتحرر الجزائر".</p> <p>هذه الفقرة المعبرة، وردت في مقدمة الرسالة التي وجها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمناسبة الاحتفال بذكرى الثالثة عيد الاستقلال، استوقفتني لأغوص في معانيها، لأول مرة، بهذا الشكل رغم أنني استمعت إلى عشرات الروايات من شهود عيان عن الثورة وجبروت المستعمر عندما كنت صغيرا وأنا أنتظر دوري عند عمي أحمد بوربيع الحلاق وقرأت الآلاف من النصوص وشاهدت المئات والمئات من الوثائقيات والأفلام وقرأت عدد لا أستطيع تحديده من الكتب والمجلات وجلست واستمعت وحاورت، بحكم المهنة، إلى العشرات من المجاهدين ممن كانوا وراء صنع ملحمة الفاتح من نوفمبر، ممن كنت أقرأ عنهم في الكتب الدراسية. استوقفتني هذه الفقرة وحاولت أن أعيش اللحظة التي قرر فيها الإنسان الجزائري الأصيل الرافض للإستعمار أن يقرر إخراج انتفاضة بحجم البركان في صدره ويترك الأهل والإبن والزوجة والأم والأب، بدون معيل ولا حتى ما يسدون به الرمق، لكن كانت رعاية الله كافية ونداء الوطن أقوى من أن يوقفه أي التزام أو مسؤولية أخرى مهما كانت، ويلتحق بجبهات المقاومة الشعبية لهذا المستعمر الذي عاث في أرض الأجداد وشعبها فسادا وتقتيلا....</p> <p>ليس من السهل أن تترك من أنت مسؤول عنهم من الأهل وتهب لنجدة هذا البلد الذي فقد أمنه ومعاشه وحريته وأنت تعرف أنك لم تترك لهم ولو عشاء ليلة على بساطته، إلا أن نداء التحرير كان أقوى ورعاية الله التي آمن بها هؤلاء لأرواحهم وعوائلهم أكبر من أن تكبح هذا الإصرار على الإنعتاق.</p> <p>فبمثل هؤلاء تحقق النصر على فرنسا التي "جوبهت برجال أشداء سكن الوطن سويداء قلوبهم وعقدوا العزائم أن تتحرر الجزائر"، وكانت 7 سنوات من المقاومة الشاملة الباسلة، بعد 132 سنة من الإستعمار رغم حركات المقاومة الشعبية التي ارتوى كل تراب الجزائر بدماء شهدائها، كافية لأن تجعل أكبر قوة استيطانية تفقد الأمل نهائيا في إطفاء نور الحرية التي آمن بها الشعب الجزائري وجعل فرنسا تطأطئ الرأس وتخرج من أرض الأجداد وهي "تجر أذيال الهزيمة".</p> <p>بمثل هؤلاء الرجال والنساء ومن ورائهم شعب صامد، وكلفة غالية بمليون ونصف الميلون شهيد، عرفنا طريق الحرية والإنعتاق فسلكناه إلى غاية تحقيق النصر المبين.</p> <p>إن تخليد ذكرى الاستقلال هو مناسبة لتذكر تضحيات شهدائنا ومجاهدين، ومناسبة أيضا لاستلهام ما تنطوي عليه من قيم سامية وغايات نبيلة، خدمة للوطن وإعلاء مكانته وصيانة وحدته، والمحافظة على هويته ومقوماته، والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته. في هذه الذكرى، نحن مطالبون جميعا كجزائريين، بالسعي للمحافظة على هذا الوطن، وجعله فوق كل اعتبار أو انتماء آخر لتحقيق العيش المشترك بين جميع أبنائه. فليس لنا وطن آخر بديل، فالوطن بمثابة الأم، ومن فقد أمه فلن يجد حضنا آخر يجعله يحس بالأمان، مهما كانت المغريات.</p> <p>عاشت الجزائر حرة أبية مستقلة والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.</p> <p> </p> <p>لزهر فضيل</p>
ليس هذا ما ناضل لأجله جورج عبد الله ! ليس هذا ما ناضل لأجله جورج عبد الله !
2025-07-19 06:00:00

<p dir="rtl">خبر سعيد في عتمة الأحزان الآتية من سوريا، الافراج بعد أيام على أقدم سجين في العالم اللبناني جورج إبراهيم عبد الله الذي قضى قرابة أربعة عقود في السجون الفرنسية بتهمة اغتيال ديبلوماسي صهيوني وآخر أمريكي في باريس سنة 1987.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">سيخرج قلت هذا المناضل الوطني، ليجد المنطقة تقف على كف الشيطان الصهيوني الذي وبمساعدة الخونة العرب، يسارع في تنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر.</p> <p dir="rtl">ففي سوريا الممانعة والظهر الذي كان يحمي لبنان أمام أطماع الصهيونية وأمام الصراعات الطائفية، تسقط في المؤامرة الكبرى، بعدما فرضت أمريكا إرهابي سفاح يحكم شعبها، قبيل تنفيذ مشروع تجزئتها وإشعال الفتن الطائفية بين شعبها، وتشتعل حرب طاحنة بين أكراد ودروز من جهة، وعلويين وسنة من جهة أخرى، وربما ستظهر لاحقا أقليات تركمانية أو أرمينية تطالب بوطن لها في الجغرافية السورية التي تسعى تركيا أردوغان لابتلاعها، مثلما ابتلعت من قبل لواء اسكندرون، ومثلما جردت حلب مستغلة فوضى الدمار العربي من مصانعها ومن نفطها، وهي التي كانت تسهل عبور الجماعات الإرهابية متعددة التسميات والجنسيات إلى سوريا ليس لقلب النظام بل لاستنزافها قبل أن تنقض عليها.</p> <p dir="rtl">سيجد في سوريا التي بشرونا بأنها تحررت من آل الأسد، بين يدي إرهابي اسمه أحمد الشرع، يرتدي بدلة وربطة عنق وساعة يد بعشرات آلاف الدولارات، بعدما كان اسمه الإرهابي الجولاني الذي كانت ولا تزال يداه ملطختان بدماء السوريين، ويرتدي الزي الإرهابي ويطلق لحية سلفية.</p> <p dir="rtl">قلت سيجد جورج عبد الله هذا الإرهابي الذي كان رأسه مطلوبا مقابل مكافأة بملايين الدولارات من قبل العدالة الأمريكية، يحكم سوريا وينفذ بحكمة مخطط تقسيمها، ويسهر على تصفية الوطنيين فيها بتهمة الانتماء إلى نظام بشار، ويفتح أجوائها أمام القصف الصهيوني دون أن يرد<span class="Apple-converted-space"> </span>عليه، خوفا من أن يسقط في الاختبار الأمريكي والصهيوني قبيل توقيع اتفاقيات التطبيع مثلما وعد عرابه ترامب، حيث تعيش سوريا بما فيها القصر الرئاسي منذ ثلاثة أيام تحت قصف صهيوني متواصل ، ولا أحد من النظام الجولاني أو الداعمين له من إخوان الشيطان خرج وندد واستنكر بما يقوم به ناتنياهو في سوريا من دمار لبنيتها التحتية وسيطرة على مناطق منها السويداء التي تسيطر عليها فصائل درزية بدعم من الكيان، الذي صار يتصرف في المنطقة مثلما يفعل بالأراضي المحتلة ويمنع تنقل سكانها إلا بإذن منه.</p> <p dir="rtl">البطل المفرج عنه، سيجد الكيان قد ابتلع سوريا بالكامل وهضمها، وليس فقط الجولان، كما سيجد بلده لبنان الذي تمزقه الصراعات الطائفية قد مرت عليه عواصف أعتى من الحرب الأهلية التي دمرته سنوات السبعينيات والثمانيات من القرن الماضي، بعد أن أجبر الجيش السوري انسحابه من لبنان بقرار أممي بتهمة ضلوعه في اغتيال الزعيم السني رفيق الحريري، وبعد أن واجه عدوانا مدمرا من الكيان على حزب الله سنة 2006، ما زال لبنان الذي لم تتمكن اتفاقيات الطائف من لملمة أشلائه، وهو يواجه يوميا القصف من جيش الكيان الذي تمكن من فترة من تصفية أبرز قادته حسن نصر الله.</p> <p dir="rtl">سيجد أكذوبة الربيع العربي، وقبلها العدوان على العراق الذي بدوره اعتدى على الشعب الكويتي الآمن واحتله، قد دمرت كل شبر في البلدان التي تسمى بالوطن العربي، من ليبيا إلى سوريا مرورا بالعراق واليمن، فريسة لفتن طائفية أعدت في مخابر الصهيونية جهارا نهارا حتى تتآكل من الداخل وتنهار، بمباركة المحفل الإخواني الذي شكلته راعية الصهيونية بريطانيا على شكل محفلها الماسوني ليكون ذراعها لضرب المشروع الوطني في هذه الدول وعرقلة تطورها ومنع تفوقها العلمي والاقتصادي.</p> <p dir="rtl">سيجد ما ناضل من أجله وعانى عقودا من الظلم والظلام في زنزانته وقد صار محط سخرية، بل سلعة رخيصة تقايض في سوق التطبيع، وقائمة الخيانات طويلة... !</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
دوس على سيادة الدول !
2025-07-16 06:00:00

<p dir="rtl">لم تبق إلا قمامة أمريكا لم يلقيها ترامب في بلدان أخرى وخاصة إفريقيا، وإلا بماذا يمكن وصف ما يسعى هذا المعتوه لفرضه على البلدان الأخرى بعد قراره ترحيل مهاجرين من أمريكا إلى بلدان ثالثة غير بلدانهم الأصلية، وهذا بعد إخطارها بساعات قليلة من تنفيذ قراراته، حسب مذكرة نشرتها صحيفة واشنطن بوست، في موقف غير مسبوق داس من خلاله على سيادة الدول وكأن الكرة الأرضية ورثها عن والده.</p> <p dir="rtl">ترامب وبعدما فشله على إجبار عدد من البلدان اللاتينية استقبال مهاجريها التفت إلى إفريقيا، حيث كان قد أخبر خلال لقاء الفضيحة مع زعماء أفارقة أنه ينوي "الرمي" بمهاجرين محبوسين من جنسيات مختلفة إلى بلدانهم.</p> <p dir="rtl">ترامب الذي نسي أنه هو الآخر حفيد مهاجر جرماني أهداه المستشار الألماني من أيام خلال زيارة له إلى البيت الأبيض شهادة ميلاد جده " فريديريك ترامب" كدليل على أنه هو الآخر من أصول غير أمريكية مثلما يدعي، ومثلما يسعى إلى إخلاء أمريكا من الملونين في انتصار للنظرية الآرية لسلفه هيتلر، ولهذا اتهم هؤلاء المهاجرين بأنهم "حولوا المجتمعات الأمريكية المثالية إلى مجتمعات العالم الثالث"، وربما لهذا قرر أن يرسلهم إلى بلدان العالم التي لا حول لها ولا قوة، ولا قدرة إلا الرضوخ لأوامر أمريكا.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">وللتخفيف من الصدمة التي قد يحدثها هذا القرار المتهور الذي قال إنه اتخذه بناء على "تفويض تاريخي" من خلال عملية استطلاع للرأي، قال ترامب أنه سيرسل هم أو بالأحرى يرمي بهم إلى البلدان التي تتعهد بعدم اضطهادهم أو تعذيبهم، وكان قرار الترحيل نفسه ليس اضطهادا أو تعذيبا لأشخاص جاءوا بحثا عن فرص للعيش الكريم.</p> <p dir="rtl">تأتي هذه الفوضى التي يزرعها الرئيس المقاول في العالم، تزامنا مع اقتراح سفاح غزة ناتنياهو منح جائزة نوبل للسلام إلى ترامب "تكريما" له على حفظه ماء وجهه ونجدته من تورطه في العدوان على إيران وحمايته للكيان من الدمار الذي كانت ستلحقه به الجمهورية الإسلامية في حرب الـ 12 يوما وما ألحقته بالكيان من خسائر غير مسبوقة.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">"الشيطان ينهي على المنكر" على حد قول المثل الشعبي، أو بالأحرى مجرم حرب يكرم مجرم حرب آخر، بالدوس على مفهوم السلام، مثلما داسوا على القانون الدولي وعلى حقوق الانسان، وعاثوا في الأرض فسادا، وإن كانت جائزة نوبل في مختلف المجالات والتخصصات لا تشملنا إلا إذا ما تعلق الأمر بتقديم خدمات وولاء إلى الغرب، فهي جائزة خاصة بهم وبعلمائهم ومفكريهم، بينما يخصون علماء الأوطان التي تقف في وجه مشروعهم بالتصفية الجسدية مثلما فعلوا مع العلماء الإيرانيين والعراقيين ومؤخرا العلماء السوريين وكل النوابغ التي تظهر في الأوطان التي يصفونها بمحور الشر والتي يريدون لها أن تبقى حبيسة الجهل والتخلف.</p>
