نداء إلى وزيرة السياحة
2025-08-22 14:24:00

<h2 dir="rtl">مما لا شك فيه أنني لست الشخص الوحيد ولن أكون الوحيد الذي يخرج بانطباع سيئ جدا عن بعض المرافق السياحية الكارثية في ولاية سكيكدة، ولا يجد من يستمع إليه ليرفع شكواه حول واقع بعض هذه المؤسسات الفندقية رغم النجوم المتحصلة عليها.</h2> <p dir="rtl">لكن على الأقل، فأنا أعتبر نفسي محظوظا في شيئ واحد، فعلى الأقل أن ندائي وشكواي يمكن أن أبلغها إلى المسؤولة المباشرة عن قطاع السياحة في الجزائر، الوزيرة، حورية مداحي، وهي التي كانت إلى وقت قريب والية لسكيكدة وتعرف مختلف القطاعات بهذه الولاية جيدا، بينها قطاع السياحة.</p> <p dir="rtl">فرغم أن الولاية حباها الله بإمكانيات طبيعية مذهلة تعتبر ركيزة لنشاط سياحي وطني ودولي، ورغم أن عددا معتبرا من المؤسسات الفندقية تقدم خدمات لا غبار عليها ويمكن تصنيفها في مصاف المؤسسات الفندقية الدولية، وهي بمثابة مفخرة للولاية ويستحق القائمون عليها من الخواص كل الثناء، رغم النقص الطفيف في تكوين العنصر البشري، والأسعار التي لا نقاش فيها طالما أن المنافسة القوية غير متوفرة،</p> <p dir="rtl">ما يجعل هذه المؤسسات والمجمعات السياحية تنحصر الإستفادة من خدماتها في فئة معينة من الزبائن، إلا أن واقعا آخر تنشط فيه بعض المؤسسات الفندقية، وهو موضوع هذه الشكوى، أقل ما يقال عنه هو إهانة للمواطن الجزائري قبل أن يكون سائحا وللزبون بصفة عامة سواء كان جزائريا أو أجنبيا، وإهانة لولاية سكيكدة وللسياحة في الجزائر بصفحة عامة.</p> <p dir="rtl">فهل يعقل أن يقطع أي مواطن يريد أن يمضي رفقة عائلته إجازة الصيف، مختصرة في ثلاثة أو أربعة أيام وعلى أقصى تقدير أسبوع، وعلى مسافة تتجاوز 500 كلم أو أكثر، ليجد نفسه، "سجين" فنادق من ثلاثة وأربع نجوم، تعشش في غرفها ومطاعمها مختلف الحشرات الزاحفة والطائرة من ذباب وصراصير وبعوض،</p> <p dir="rtl">إضافة إلى الأفرشة والأغطية التي أصبحت الأوساخ ملتصقة بها رغم أنه يتم غسلها، وهذا لكثرة استعمالها وقد تجاوزت مدة صلاحيتها المفترضة.</p> <p dir="rtl">أما ما تعلق بالإنارة والكهرباء في الغرف، فهذه كارثة أخرى، فقد تجد نفسك بعد أن قطعت كل هذه المسافة الطويلة في غرفة، الكهرباء لا تشتغل بصفة كاملة، زيادة على الحالة المزرية للمراحيض والحمامات في الغرف.</p> <p dir="rtl"> وتكتمل معاناة الزبون أو السائح بالخدمات، وهنا تعجز الكلمات عن الوصف، فتحس وأنك تطلب الصدقة من الطاقم العامل في هذه الفنادق، وكثيرا ما يتم تجاهل طلباتك، التي تدخل في صميم العمل الخدماتي الفندقي، من تصليح تسربات المياه والإضاءة وتغيير أغطية الأفرشة وإيجاد حل للحشرات بالغرف... والقائمة طويلة من الشكاوي التي في أغلب الأحيان يجيبك العامل بشأنها بالقول: "الله غالب، أنا مجرد عامل"... انتظر غدا.." في هذه الحالة، فأنت أمام خيارين: إما أن تغادر هذا الفندق، في آخر الأمسية أو ليلا بعد أن دفعت ثمن الإقامة فيه وتمضي عطلتك القصيرة في البحث عن فندق آخر قد تتوفر فيه مواصفات الخدمة الفندقية الحقيقة،</p> <p dir="rtl"> أو ترجع أمتعتك إلى سيارتك وتعود في الحين إلى بيتك وتقطع مسافة العودة ل 500 كلم أخرى، أو أكثر، ليلا، وفي أحسن الأحوال أن تقصد فندقا تدفع مقابل الإقامة فيه لليلية واحدة، إن حالفك الحظ وعثرت على غرفة شاغرة، ما قيمته أجرتين أو أكثر من مدخولك، على أن تغادر ولاية سكيكدة في اليوم الموالي، وقد ضيعت عطلتك وعطلة عائلتك.</p> <p dir="rtl">هذا هو واقع بعض الفنادق المصنفة بثلاثة وأربعة نجوم في مدينة سكيكدة، رغم أنها تتواجد في مواقع من أرقى المناطق السياحية، وأذكر على سبيل المثال، بلدية فلفلة وشواطئ العربي بن مهيدي، وحتى بعض الفنادق الموجودة في المدينة والتي كانت إلى وقت قريب تصنف على أنها من أرقى المعالم السياحية بالمدينة.</p> <p dir="rtl">ومما لا شك فيه أن وزيرة السياحة والوالية السابقة، حورية مداحي، قد عرفت هذا الواقع المرير المسيئ للسياحة في ولاية سكيكدة وقد حاولت محاربته حسب ما علمته من أصداء بالمدينة، لكن الحال ما يزال في أسوء صوره وما نقلته في هذه الشكوى أقل بكثير مما هو موجود في الواقع.</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl">لزهر فضيل</p>
وماذا عن غزة؟
2025-08-20 06:00:00

<p dir="rtl">مهما قيل عن الطريقة المهينة التي استقبل بها ترامب القادة الأوربيين الذين جاءوا مسرعين للدفاع عن زيلنسكي وأوكرانيا في اجتماع بالبيت الأبيض خوفا من انتصار الرئيس الأمريكي لبوتين ودعم الرئيس الأوكراني للوقوف في وجه نظيره الأمريكي حتى لا يتنازل عن أراضي أوكرانية احتلتها روسيا في القرم ومناطق أخرى، إلا أنهم جاءوا وهم يعرفون مسبقا تصرفات ترامب اتجاههم، ومع ذلك حاولوا الدفاع عن مصالح أوكرانيا ومن ورائها أوروبا وأكد كل منهم أنه لا تفاوض مع روسيا قبل وقف إطلاق النار.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">ومهما كان ضعف أوروبا وعدم قدرتها على رفض مطالب أمريكا، وما يعانيه الاتحاد الأوروبي من تفكك ولم يقو على فرض نفسه كقطب ثاني يأمر وينهي مثلما تفعل أمريكا، إلا أنهم وقفوا كلهم بمن فيهم ميلوني التي لا يمر يوما ولا تنتقد فيه زعماء أوروبيين مثل ماكرون، وراء أوكرانيا ورئيسها لوقف الحرب في هذا البلد مثلما دعموه بالمال والسلاح طوال السنوات الماضية، رغم انتقادات مواطنيهم لما سببته هذه الحرب من مشاكل اقتصادية، بسبب العقوبات التي فرضوها على روسيا، ما أدى إلى أزمة غاز ومحروقات في القارة العجوز وانهيار مستوى المعيشة بسبب ارتفاع الأسعار، وتخصيص مبالغ مالية خيالية لأوكرانيا مقتطعة من ضرائب المواطن الأوروبي، حتى أن الشعب الفرنسي صار يعاني من الجوع بنسب تزداد ارتفاعا سنويا هذا إلى جانب الديون التي سحقت هذا البلد.</p> <p dir="rtl">لكن ماذا عن العرب، وماذا عن غزة التي تعيش عدوانا مدمرا منذ قرابة السنتين، تجويع وتهجير وقتل للأطفال وقصف للملاجئ والمدارس وتدمير للمستشفيات وسد المعابر لمنع وصول المساعدات الغذائية بتواطؤ من العرب وخاصة مصر التي ترفض فتح المعابر لوصول المساعدات أو خروج اللاجئين هروبا من القصف إلا مقابل مبالغ خيالية هذا إذا لم تستول على المساعدات مثلما فعلت عندما استبدلت سيارات الإسعاف المقدمة إلى غزة مقابل سيارات إسعاف مصرية مهترئة، كما فتحت الأردن ودول خليجية أراضيها أمام شاحنات الكيان بعد أن تصدى الحوثيون للسفن القادمة والمتجهة إلى الأراضي المحتلة لمنع وصول المواد الغذائية إليه مثلما يمنع الصهاينة وصول المساعدات إلى غزة.</p> <p dir="rtl">فبينما وقفت أوروبا كلها على اختلاف أجناسها وألسنتها وراء أوكرانيا رغم أنهم خططوا لهذه الحرب ودفعوا زيلنسكي للاعتداء على سكان المناطق المحاذية لروسيا ومنعهم من استعمال لغتهم الروسية مثلما منعوا الكنائس الأرثوذوكسية، وقصفوا مرارا سكان هذه المناطق، يواجه سكان قطاع غزة مصيرهم بمفردهم، بل وجدوا أنفسهم عرضة لمؤامرة عربية خسيسة، تدافع عن المحتل الصهيوني، وتشترط مثل الصهاينة والغرب، نزح سلاح المقاومة لوقف لا أقول الحرب، لأنها ليست حرب متكافئة، بل عدوان سافر على شعب أعزل، بل وقف مخطط الإبادة والتصفية العرقية الذي خطط له من عقود.</p> <p dir="rtl">وبعد غزة سيأتي دور الضفة الغربية مثلما وعد بذلك الرئيس الأمريكي راعي السلام في أوروبا، حيث وعد الكيان بمنحه الضفة الغربية وكأنها أرضه ويتصرف فيها كيفما شاء.</p> <p dir="rtl">أين هم العرب، وأين الجامعة العربية وكل من صدعونا بأكذوبة الأمة العربية وأمة لسان الضاد يجمعنا، بينما فرقتنا المصالح والخيانات قبل أن تفرقنا الاتفاقيات الابراهيمية.</p> <p dir="rtl">ما غزة إلا البداية، وقد قالها ناتنياهو من أيام أنه مكلف بمهمة تحقيق مشروع إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر التي تلتهم مصر والأردن والعراق وسوريا والمملكة ودويلات الخليج الأخرى، وحتى المملكة المغربية لن تسلم من المشروع فهي تتحول يوميا إلى إسرائيل جديدة بتوطين الصهاينة والاستيلاء على ممتلكات المغاربة بتواطؤ من المخزن،<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">غزة على الأقل قاومت سواء انتصرت أو لم تنتصر، أما الآخرين فقد كبلتهم المعاهدات بعدم محاربة الكيان، ولن يتمكنوا حتى من شرف الدفاع عن أوطانهم وكرامتهم إن كانت لديهم كرامة!</p>
انتصر روسيا وخسرت أوروبا!
2025-08-19 07:00:00

<p dir="rtl">بعد قرابة الأربع سنوات من العملية الروسية في أوكرانيا، يجد الزعماء الأوروبيون ومعم أورسولا فان ديرلاين، أنفسهم أمام مطب حقيقي نصبه لهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ومنذ عودته إلى الحكم صرح علانية أنه ضد الموقف الأوروبي من الحرب في أوكرانيا، وقرر وقف المساعدات الأمريكية لكييف، واستقبل زيلنسكي بطريقة مهينة وأمره بالتفاوض مع موسكو لوقف الحرب، عكس ما كان يدفع إليه الرؤساء الأوروبيون وعلى رأسهم ماكرون الذي قال أنه سيدخل في حرب مع روسيا دفاعا عن أوكرانيا بدعوى أن روسيا تشكل تهديدا للسلام الأوروبي.</p> <p dir="rtl">فبعد أيام قليلة من استقبال ترامب لنظيره بوتين في ألاسكا، التي كانت سابقا أرض تابعة لروسيا القيصرية باعتها إلى الولايات المتحدة سنة 1867، لتصبح الولاية الـ 49 سنة 1959، يعني أن بوتين لم يكن غريبا في مكان له روابط تاريخية بوطنه روسيا، في رحلة مليئة بالتحدي للعقوبات الأوروبية، ولمذكرة التوقيف الدولية الصادرة ضده، وبعد التوافق بين الرجلين يقدر كلاهما قوة الآخر، عكس ما روج له الإعلام الأوروبي طوال سنوات أن العقوبات على موسكو ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الروسي ، وأن روسيا معزولة وبوتين سينهزم وأنه مريض يعاني من داء السرطان، وأوكرانيا ستنتصر، يستقبل الرئيس الأمريكي<span class="Apple-converted-space"> </span>نظيره الأوكراني زيلنسكي، رفقة زعماء أوروبيين ليضعهم أمام الأمر الواقع، وليعلمهم بما تقرر خلال قمته مع بوتين.</p> <p dir="rtl">وهكذا حقق بوتين في هذه القمة التاريخية وفي زيارة كسر الجليد إلى أمريكا،<span class="Apple-converted-space"> </span>انتصارا دبلوماسيا أخلط أوراق أوروبا وجعل زعمائها يعضون على أصابعهم وهم يشاهدون ترامب يمد البساط الأحمر لبوتين قبل أن يصطحبه في سيارته الشخصية إلى ماكن اللقاء، ما جعلهم يهرولون للقاء ترامب في محاولة يائسة لحفظ ماء وجه أوروبا التي وجدت نفسها خارج الحسابات الأمريكية في هذه الحرب التي مولتها وجيشت أوكرانيا لإضعاف روسيا بهدف دفعها إلى الانهيار ولثني ترامب عما يكون قد تقرر بينه وبين الرئيس الروسي الذي قال عنه أنه أمام التعتيم الإعلامي على ما دار في هذا اللقاء، حيث أكتفى بالقول أنهما تحدثا عن توافق في ملفات عدة، ولمنعه من تقديم أي هدية لبوتين على حد قول زيلنسكي.</p> <p dir="rtl">الأوروبيون أرادوا الحضور بقوة إلى واشنطن لدعم زيلنسكي وخوفا أن يجبره ترامب <span class="Apple-converted-space"> </span>التوقيع على اتفاقيات وقف القتال دون تحقيق أي نصر لأوكرانيا ومن خلفها أوروبا، التي لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي قبل توقيع شهادة وفاة روسيا الاتحادية، وضم المزيد من الجمهوريات السوفياتية سابق للناتو، ودون استرجاع القرم، ودون انضمام كييف إلى حلف الناتو، الذي كانت تسعى أوروبا وإدارة بايدن لتحقيقه لمحاصرة روسيا أمنيا، عكس ما اتفق عليه سنوات التسعينيات من القرن الماضي بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي، ألا يقترب الناتو من الحدود الروسية ولا يضم الجمهوريات التي استقلت حديثا عن السوفيات.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">مهما كانت نتيجة لقاء ترامب بالزعماء الأوروبيين، فإن قصب السباق فاز به بوتين، فهو من حضر الأول ومن أملى شروطه على نظيره الأمريكي، والباقون من ماكرون إلى زيلنسكي مرورا بأورسولا فان دير لاين التي لم ينتخبها أحدا من الشعوب الأوروبية على حد قولهم، سيسجلون بحسرة ما سيملى عليهم ما يريده بوتين وسيحققه، فأوروبا الخاسر الأكبر في هذه الأزمة وستبقى تقاد مرغمة من واشطن دون أدنى مقاومة!</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
