من يحرك الخم الإفريقي؟
2025-04-09 20:00:00

<p dir="rtl">الحرب الإعلامية والديبلوماسية التي تقودها مالي وبعض الدول الإفريقية على الجزائر ينطبق عليها المثل الشعبي الجزائري " السردوك (الديك) تعيشه عام ما يعشيكش ليلة" أي تطعمه سنة ولا يكفيك لوجبة عشاء، ولحسن الحظ أن أرشيف الصحف متوفر، لتذكير الديك المالي ودجاج الخم الذي يقوده بخير الجزائر عليه شخصيا عندما حررته من الأسر عندما اعتقلته حركة الأزواد عام 2012 حيث دخل وقتها الأراضي الجزائرية فأوته الجزائر وانقذته من الأسر،<span class="Apple-converted-space"> </span>وكذلك على بلاده وعلى بلدان إفريقية أخرى، عندما قرر الرئيس تبون منذ أقل من سنتين تخصيص ما لا يقل عن مليار دولار كاستثمار في الصحة والتعليم والماء الشروب في عدد من البلدان الإفريقية تحدد بنفسها احتياجاتها لهذه الاستثمارات.</p> <p dir="rtl">ولتذكير دجاج الخم الإفريقي، أن بلادنا مسحت مرارا الديون (1.4 مليار دولار) المستحقة لدى عدد من البلدان الافريقية من بينها مالي والنيجر وبوركينا فاسو ودول أخرى، إيمانا منها بدعم التحرر والتنمية الاقتصادية للبدان الإفريقية ودعوتها إلى تحقيق التعاون الدولي من أجل عالم متضامن.</p> <p dir="rtl">ولم تلجأ حتى للمساومة بهذه الديون مقابل مصالح ومواقف مثلما يجري الآن مع الحكام الانقلابيين في هذه البلدان ممن وضعوا بلدانهم ومصالح شعوبهم خدمة لأطراف معادية للجزائر وتريد جر الجزائر إلى حرب إقليمية، مسرحها التراب المالي.</p> <p dir="rtl">فبعد فشل الطغمة العسكرية في مالي وإن كنت أرفض في بداية الانقلاب هذه التسمية معتقدة أن هذا الشاب الذي انقلب على المصالح الفرنسية سيقود مالي إلى التحرر من الاستعمار، وإذا به يبيع بلاده ومصالح شعبه التائه جوعا في صحاري وشوارع المدن الجزائرية إلى استعمار جديد هدفه إضعاف الجزائر التي وضعت كل مقوماتها وإمكانياتها للنهوض بإفريقيا إيمانا منها بعمقها الإفريقي وتصدت وتتصدى يوميا لكل أنواع الاستعمار ومنها أطماع الكيان الذي حاول مرارا اختراق المنظمة الإفريقية حماية لثروات القارة من النهب.</p> <p dir="rtl">المضحك في الأمر أنه في الوقت الذي تستشهد أمريكا بنجاعة سياسة مكافحة الإرهاب الجزائرية وتستعين بخبراتها في هذا المجال، تتهم الطغمة الانقلابية في بلدان الساحل الثلاث الجزائر برعاية الإرهاب، لأنها أفسدت المحاولة المالية الفاشلة للتجسس على ترابها بإسقاطها الدرون التركي، وكشفت من خلال هذه العملية غير المسبوقة المستفيد الفعلي من التشويش على الجزائر، الجزائر التي حاربت لأزيد من عشريتين أكبر مؤامرة إرهابية على بلادنا ودفعت الآلاف من الأرواح كانوا ضحايا هذه الآفة العابرة للقرارات والتي خططت <span class="Apple-converted-space"> </span>ومولتها مخابر الإمبريالية في الغرب، بل نسبت حتى إرهابيي القاعدة في بلاد المغرب للجزائر واتهمتها بصناعتهم متجاهلة الحرب التي قادتها دون هوادة لتطهير الجنوب ومنطقة الساحل من هذا الخطر الذي لا يخفى على أحد أن فرنسا هي من رعته وتحركه لتبرر تدخلها في شمال مالي لبسط يدها على ثرواته.</p> <p dir="rtl">ولولا الجزائر والحرب التي قادتها على الجماعات الإرهابية بكل مسمياتها، لكانت مجمل البلدان الإفريقية وخاصة منطقة الساحل اليوم أفغانستان أخرى، وسوقا للعبيد والسبايا، ليعيد تاريخ العبودية نفسه مثلما حدث ذلك قرونا مضت !</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
ماكرون أمام خيارين ... !
2025-04-17 09:00:00

<p dir="rtl">الأزمة لم تعد أزمة بين الجزائر وفرنسا، بقدر ما هي أزمة فرنسية داخلية، أزمة حكم وأزمة مؤسسات، بين وزير داخلية يدوس على تعليمات رئيسه ويستولي على صلاحيات زميله في الخارجية، يميني متطرف حاقد على الجزائر المستقلة ندما على ما ضاع منهم من ثروات ومن أراضي خصبة حتى أنهم يرددون يوميا أن الجزائر تساوي أربعة أضعاف فرنسا من حيث المساحة، وبين رئيس ضعيف اعتقد بإمكانه أن يستعمله لاستفزاز الجزائر وإجبارها على الانصياع لمطالب فرنسا.</p> <p dir="rtl">وبالنظر الى ما وصلت اليه الأوضاع وبعد تلغيم محاولة التقارب بين البلدين، من قبل وزير داخلية يريد استغلال الوضع في حملة انتخابية مسبقة لكسب دعم اليمين الى جانبه في سباق الرئاسيات المقبلة، لم يعد هناك حلا للأزمة سوى خيارين، فإما أن يقيل ماكرون وزير داخليته كخطوة جادة لاستعادة العلاقات بين البلدين، أو يتنحى هو من الحكم لأنه اثبت عجزا ليس فقط في التحكم في أعضاء حكومته، بل في حل مشاكل الفرنسيين، ويتوقف عن سياسة الهروب الى الأمام باستعداء الجزائر والتهديد بحرب مع روسيا، والشعب الفرنسي<span class="Apple-converted-space"> </span>وكذلك اليسار الفرنسي يرفض في كلتا الحالتين التصعيد مع الجزائر من جهة، ومحاولة جر فرنسا في حرب ستخرج منها خاسرة ومدمرة، خاصة وأن ازمتها المالية والاقتصادية ومديونيتها الضخمة لن تسمح له بإدخال البلاد في حرب مع احدى اقوى الاقتصاديات العالمية.</p> <p dir="rtl">وفي ميزان القوى دائما، فالجزائر في موقف قوة وليست في مفترق طرق مثلما يدعي روتايو ويخيرها بين الحوار أو التصعيد، فالذي في موقف ضعف هي فرنسا ومعها ماكرون، حتى أن الجزائر صارت تجبر فرنسا على ردود الأفعال، وكشفت بثباتها على قرارها، مواطن ضعف فرنسا ماكرون التي لم تعد تمتلك من وسائل ما تواجه به الجزائر والضغط عليها غير التهديد والشتم والتلويح الفارغ بالعقوبات، مع أن الكثير من الأصوات التي تتحلى بالمنطق حتى من اليمين مثل هنري غويانو مستشار ساركوزي السابق، تحدث مرارا في وسائل الاعلام وكشف أن بلاده لا تمتلك اية وسائل ضغط على الجزائر، وأنها مجبرة على حل الأزمة ديبلوماسيا وسياسيا فقط، وأن فرنسا هي الخاسر في لعبة لي الذراع هذه، ناصحا حكومة بلاده بوضع حد للتصعيد ومحذرا من إمكانية فتح الجزائر ممرات لملايين الحراقة الأفارقة وإغراق فرنسا في أزمة غير مسبوقة.</p> <p dir="rtl">حتى في لغة البيانات، الجزائر سجلت ضد خصمها الفرنسي هدفا ديبلوماسيا حيث جاء في بيان الخارجية أن "الجزائر اتخذت بصفة سيادية قرارا باعتبار 12 موظفا بالسفارة الفرنسية (...) غير مرغوب فيهم والزامهم بمغادرة التراب الوطني"، بينما استعمل بيان ماكرون كلمة الطرد وهي لغة غير ديبلوماسية صادرة عن شخص في قمة الغضب.</p> <p dir="rtl">سيستمر الجمود في العلاقات بين البلدين طويلا ما لم يقل ماكرون وزيره، حتى ما بعد رئاسيات 2027، هذا إذا لم يفز روتايو المترشح قبل الأوان في الانتخابات، وقتها لن تصل العلاقات الى قطيعة فعلية مثل القطيعة مع المغرب المستفيد الوحيد من هذا الوضع.</p> <p dir="rtl"> </p>
الوعي الإفريقي لا يزال بعيدا!
2025-04-16 10:25:00

<p dir="rtl">اعتقدت ـ في بداية تولي مجموعة من الشباب الحكم في بلدان الساحل عن طريق عمليات انقلابية طردت من خلالها حكام عملاء لفرنسا تلتها "ثورة" عارمة على المصالح الفرنسية وجيوشها من أجل مغادرة ترابها ـ أن هؤلاء يمتلكون من الوعي والكفاءة ما سيعمل على تخليص بلدانهم وبقية البلدان القارة من الاستعمار الذي لا يزال يجثم على صدور شعوبهم وينهب ثروات بلدانهم خاصة وأن هناك جيوشا من المدونين والمؤثرين من النخبة الافريقية تدعم هذا الاتجاه وتفضح أساليب الاستعمار الفرنسي في الهيمنة على سلطة القرار هناك.</p> <p dir="rtl">لكن للأسف، أملي في مستقبل مشرق لإفريقيا لم يدم طويلا، وها هي النخبة المثقفة ومنها على سبيل المثال الكاميرونية المقيمة في سويسرا ناتالي يامب التي تطلق على نفسها<span class="Apple-converted-space"> </span>لقب سيدة سوتشي بعد مداخلة لها في قمة من قمم سوتشي الروسية، والتي كانت تملأ مواقع التواصل خاصة في منصة "إكس" صراخا وانتقادا للنظام الفرنسي وتفضح وجوده العسكري من أجل حماية الشركات الفرنسية التي تنهب ثروات إفريقيا من يورانيوم وذهب ونفط وغيرها من الثروات المنجمية والفلاحية، صارت تروج لاستعمار جديد، وتضع أقلامها في خدمة فاغنر، وتدافع على المصالح الروسية والإماراتية في هذه البلدان، وبمجرد أن الجزائر رفضت تواجد أية ميليشيات وقوات غير نظامية في إفريقيا حتى تحولت هدفا لهؤلاء الذين كان ينتظر منهم نشر الوعي في أوساط الشباب الإفريقي لتحميله مسؤولية حماية مصالحه، حتى لا يبقى فريسة للفقر والأمراض والإرهاب والهجرة غير الشرعية المخطط لها في مشروع "كلارجي"<span class="Apple-converted-space"> </span>والنظام العالمي الماسوني الذي دفع بملايين الأطفال والشباب الافريقي عبر الصحراء الكبرى معرضا إياهم للموت ومخاطر الاتجار بالبشر، من أجل تغيير التركيبة السكانية لبلدان شمال افريقيا ومن ثم التدخل في شؤونها بحجة الدفاع عن أقليات مضطهدة.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">حتى أعيان مالي من ينعتون أنفسهم " بحكماء سيغو" هم عبارة عن دمى يحركها المخزن، خرجوا من يومين في مظاهرات يرفعون فيها الاعلام المغربية إلى جانب أعلام مالي وطالبوا غويتا باقتناء السلاح النووي لضرب الجزائر، ونسوا أن المغرب هو الراعي الرسمي لمصالح فرنسا والكيان في إفريقيا.</p> <p dir="rtl">وبالإضافة إلى مطالبتهم غويتا اقتناء هذا النووي راحوا يترجونه البقاء لخمسة سنوات في الحكم، وهو الذي لم ينفذ أي بند مما وعد به بعد العملية الانقلابية من أزيد من سنتين، ولم يجر أي انتخابات من أجل العودة الى الشرعية، كان الأجدر بهم مطالبته بتوفير الوقود والمواد الغذائية لشعبهم الذي يقف في طوابير لا تنتهي للحصول على الغذاء والوقود بعدما قطعت الجزائر الامدادات عنهم عقابا لوقاحة غويتا ومن معه ومحاولته المتكررة اختراق التراب الجزائري عن طريق درونات تجسس.</p> <p dir="rtl">هذه المشاهد المؤسفة، التي تبين أن بزوغ فجر الوعي الافريقي لا يزال بعيدا، وأن ما تعيشه افريقيا من بؤس وجهل سيستمر عقودا أو ربما قرونا ما دامت نخبهم مأجورة، وأعيانهم غارقون في الجهل وتحركهم النعرات القبلية والأحقاد.</p>
