من مواقف ماكرون الصبيانية !
2024-10-31 11:00:00
<p dir="rtl">مضحك أمر الرئيس الفرنسي الذي يزور هذه الأيام محميته الواقعة على حدودنا الغربية، فكل تصرفات الرجل والخطاب الذي القاه أمام البرلمان واعترافه الشخصي بما اسماه بوحدة التراب المغربي وسيادة المغرب على الصحراء الغربية و دوسه على القوانين الدولية وعلى حق الشعب الصحراوي ي تقرير مصيره، كلها كانت موجهة الى الجزائر في محاولة يائسة لإغاظة الرئيس تبون الذي أهان ماكرون مرارا ورفض زيارة فرنسا رغم توسلات رئيسها الذي أهين في آخر زيارة له الى بلادنا، وعاد خاوي الوفاض منها باستثناء شريط المرحوم حسني والذي لا أعتقد أنه فهم ما كان يقوله شهيد المؤامرة على بلادنا والتي كانت فرنسا طرفا فيها.</p> <p dir="rtl">فبينما تقضي محكمة العدل الاوربية ببطلان الاتفاقيات المبرمة مع المغرب في الصحراء الغربية ، يعلن ماكرون الذي يعاني شعبه من أزمات خانقة، سياسية واجتماعية على استثمارات في الأراضي الصحراوي، ضاربا عرض الحائط على كل المواثيق الأممية، مثلما داس على دم أطفال فلسطين عندما قال أمام نواب هذا الماخور، أنه من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها منددا بما قامت وتقوم به المقاومة في غزة، وباستثناء بعض الاحرار وأذكر من بينهم النائب فاطمة التامي التي نددت بشدة بما قاله الرئيس الفرنسي بشأن طوفان الاقصى، وأيضا ما قام به المئات من المغاربة في الشارع رافضين هذه الزيارة وبصقوا في وجه الرئيس المنبوذ في لاده، صفق نواب التطبيع طويلا له، بعد أن غازلهم بأكذوبة اعترافه بوحدة التراب الغربي.</p> <p dir="rtl">فبينما تهان فرنسا في الجزائر وتطرد في عموم افريقيا، تفتح لها أبواب المحمية وتعود ككل مرة إلى حديقتها الخلفية التي طالما تبول فيها شواذها ومثلييها على نسائها وغلمانها، فحتى في هذه الزيارة اصطحب ماكرون معه أحد أكبر بيدوفيل فرنسي والذي طالما انتهك عرض أطفال المغرب مدير معهد العالم العربي بباريس " جاك لانغ."</p> <p dir="rtl">المضحك أيضا في هذه الزيارة التي برمجت نكاية بالجزائر التي تهان فيها فرنسا ويمرغ أنفها في الأرض باعتراف المحامي الفرنسي جيل ويليام غولدنادال، الذي صرح على قناة سي نيوز الفرنسية بهذه المناسبة أنه "عكس المغرب الذي يفرش لنا السجاد الأحمر فإننا في المقابل نهان لدي جيرانه"، وهي شهادة نعتز بها بهذه المناسبة العزية على قلوبنا الذكرى الـ 70 لاندلاع ثورتنا المجيدة، ثورنا التي حررت ترابنا كاملا وغير منقوصا، عكس الجارة الغربية التي لم تطلق أية رصاصة على المستعمر وفشلت حتى في التفاوض على ترابها من أجل الاستقلال الذي ما لـاتي اليوم النائب كانت لتناله لا هي ولا تونس، لو لم تقم ثورتنا التحريرية واجبرت فرنسا على التخلي على المستعمرتين والتفرغ لجوهرة افريقيا الجزائر، لتأتي اليوم النائب المغربية التي كنا نحسبها على الأحرار لمناهضتها التطبيع، نبيلة منيب<span class="Apple-converted-space"> </span>وتستقوى بأسوأ رئيس عرفته فرنسا، "ن أجل ما اسمته باسترجاع الصحراء الشرقية" والمتعلقة بأراضينا الغربية التي فشل ملكها المقبور في الاستيلاء عليها بعد استقلالنا، مثلما هي عادة ملوكها، كلما استقل بلد مجاور إلا وحاولوا استعماره، مثلما فعل محمد الخامس مع موريتانيا بعد استقلاها سنة 1960 ، وبعده الحسن الثاني مع الجزائر عندما حاول احتلال بشار وتندوف، ثم الصحراء الغربية بعد استقلالها من الاحتلال الاسباني.</p> <p dir="rtl">وأقول لنبيلة منيب، لو كانت فرنسا قادرة على سلخ جزء من ترابنا ونحه لإرضاء أطماع المغرب التوسعية، لما أجبرت على توقيع اتفاقيات ايفيان والاعتراف بهزيمتها في الجزائر، أو على الأقل احتفظت بالصحراء التي كانت تريد تنصيب أمير عليها تابعا لها متمثلا في شخص حمزة بوبكر، لكنها أجبرت على ذلك بعد إصرار مفاوضينا على استقلال الجزائر كاملا غير منقوص، مسكين نبيلة، صدقت أكذوبة ماكرون واعتقدت أنها انتصرت في الصحراء الغربية، وبدأت تعد العدة للتوسع شرقا...<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p> </p> <p> </p>
عندما تتغلب بصيرة السلطة!
2025-12-06 06:00:00
<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>
وماذا عن إخوان الجزائر؟
2025-12-04 06:00:00
<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl"> </p>