ماكرون أمام خيارين ... !
2025-04-17 09:00:00

<p dir="rtl">الأزمة لم تعد أزمة بين الجزائر وفرنسا، بقدر ما هي أزمة فرنسية داخلية، أزمة حكم وأزمة مؤسسات، بين وزير داخلية يدوس على تعليمات رئيسه ويستولي على صلاحيات زميله في الخارجية، يميني متطرف حاقد على الجزائر المستقلة ندما على ما ضاع منهم من ثروات ومن أراضي خصبة حتى أنهم يرددون يوميا أن الجزائر تساوي أربعة أضعاف فرنسا من حيث المساحة، وبين رئيس ضعيف اعتقد بإمكانه أن يستعمله لاستفزاز الجزائر وإجبارها على الانصياع لمطالب فرنسا.</p> <p dir="rtl">وبالنظر الى ما وصلت اليه الأوضاع وبعد تلغيم محاولة التقارب بين البلدين، من قبل وزير داخلية يريد استغلال الوضع في حملة انتخابية مسبقة لكسب دعم اليمين الى جانبه في سباق الرئاسيات المقبلة، لم يعد هناك حلا للأزمة سوى خيارين، فإما أن يقيل ماكرون وزير داخليته كخطوة جادة لاستعادة العلاقات بين البلدين، أو يتنحى هو من الحكم لأنه اثبت عجزا ليس فقط في التحكم في أعضاء حكومته، بل في حل مشاكل الفرنسيين، ويتوقف عن سياسة الهروب الى الأمام باستعداء الجزائر والتهديد بحرب مع روسيا، والشعب الفرنسي<span class="Apple-converted-space"> </span>وكذلك اليسار الفرنسي يرفض في كلتا الحالتين التصعيد مع الجزائر من جهة، ومحاولة جر فرنسا في حرب ستخرج منها خاسرة ومدمرة، خاصة وأن ازمتها المالية والاقتصادية ومديونيتها الضخمة لن تسمح له بإدخال البلاد في حرب مع احدى اقوى الاقتصاديات العالمية.</p> <p dir="rtl">وفي ميزان القوى دائما، فالجزائر في موقف قوة وليست في مفترق طرق مثلما يدعي روتايو ويخيرها بين الحوار أو التصعيد، فالذي في موقف ضعف هي فرنسا ومعها ماكرون، حتى أن الجزائر صارت تجبر فرنسا على ردود الأفعال، وكشفت بثباتها على قرارها، مواطن ضعف فرنسا ماكرون التي لم تعد تمتلك من وسائل ما تواجه به الجزائر والضغط عليها غير التهديد والشتم والتلويح الفارغ بالعقوبات، مع أن الكثير من الأصوات التي تتحلى بالمنطق حتى من اليمين مثل هنري غويانو مستشار ساركوزي السابق، تحدث مرارا في وسائل الاعلام وكشف أن بلاده لا تمتلك اية وسائل ضغط على الجزائر، وأنها مجبرة على حل الأزمة ديبلوماسيا وسياسيا فقط، وأن فرنسا هي الخاسر في لعبة لي الذراع هذه، ناصحا حكومة بلاده بوضع حد للتصعيد ومحذرا من إمكانية فتح الجزائر ممرات لملايين الحراقة الأفارقة وإغراق فرنسا في أزمة غير مسبوقة.</p> <p dir="rtl">حتى في لغة البيانات، الجزائر سجلت ضد خصمها الفرنسي هدفا ديبلوماسيا حيث جاء في بيان الخارجية أن "الجزائر اتخذت بصفة سيادية قرارا باعتبار 12 موظفا بالسفارة الفرنسية (...) غير مرغوب فيهم والزامهم بمغادرة التراب الوطني"، بينما استعمل بيان ماكرون كلمة الطرد وهي لغة غير ديبلوماسية صادرة عن شخص في قمة الغضب.</p> <p dir="rtl">سيستمر الجمود في العلاقات بين البلدين طويلا ما لم يقل ماكرون وزيره، حتى ما بعد رئاسيات 2027، هذا إذا لم يفز روتايو المترشح قبل الأوان في الانتخابات، وقتها لن تصل العلاقات الى قطيعة فعلية مثل القطيعة مع المغرب المستفيد الوحيد من هذا الوضع.</p> <p dir="rtl"> </p>
الوعي الإفريقي لا يزال بعيدا!
2025-04-16 10:25:00

<p dir="rtl">اعتقدت ـ في بداية تولي مجموعة من الشباب الحكم في بلدان الساحل عن طريق عمليات انقلابية طردت من خلالها حكام عملاء لفرنسا تلتها "ثورة" عارمة على المصالح الفرنسية وجيوشها من أجل مغادرة ترابها ـ أن هؤلاء يمتلكون من الوعي والكفاءة ما سيعمل على تخليص بلدانهم وبقية البلدان القارة من الاستعمار الذي لا يزال يجثم على صدور شعوبهم وينهب ثروات بلدانهم خاصة وأن هناك جيوشا من المدونين والمؤثرين من النخبة الافريقية تدعم هذا الاتجاه وتفضح أساليب الاستعمار الفرنسي في الهيمنة على سلطة القرار هناك.</p> <p dir="rtl">لكن للأسف، أملي في مستقبل مشرق لإفريقيا لم يدم طويلا، وها هي النخبة المثقفة ومنها على سبيل المثال الكاميرونية المقيمة في سويسرا ناتالي يامب التي تطلق على نفسها<span class="Apple-converted-space"> </span>لقب سيدة سوتشي بعد مداخلة لها في قمة من قمم سوتشي الروسية، والتي كانت تملأ مواقع التواصل خاصة في منصة "إكس" صراخا وانتقادا للنظام الفرنسي وتفضح وجوده العسكري من أجل حماية الشركات الفرنسية التي تنهب ثروات إفريقيا من يورانيوم وذهب ونفط وغيرها من الثروات المنجمية والفلاحية، صارت تروج لاستعمار جديد، وتضع أقلامها في خدمة فاغنر، وتدافع على المصالح الروسية والإماراتية في هذه البلدان، وبمجرد أن الجزائر رفضت تواجد أية ميليشيات وقوات غير نظامية في إفريقيا حتى تحولت هدفا لهؤلاء الذين كان ينتظر منهم نشر الوعي في أوساط الشباب الإفريقي لتحميله مسؤولية حماية مصالحه، حتى لا يبقى فريسة للفقر والأمراض والإرهاب والهجرة غير الشرعية المخطط لها في مشروع "كلارجي"<span class="Apple-converted-space"> </span>والنظام العالمي الماسوني الذي دفع بملايين الأطفال والشباب الافريقي عبر الصحراء الكبرى معرضا إياهم للموت ومخاطر الاتجار بالبشر، من أجل تغيير التركيبة السكانية لبلدان شمال افريقيا ومن ثم التدخل في شؤونها بحجة الدفاع عن أقليات مضطهدة.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">حتى أعيان مالي من ينعتون أنفسهم " بحكماء سيغو" هم عبارة عن دمى يحركها المخزن، خرجوا من يومين في مظاهرات يرفعون فيها الاعلام المغربية إلى جانب أعلام مالي وطالبوا غويتا باقتناء السلاح النووي لضرب الجزائر، ونسوا أن المغرب هو الراعي الرسمي لمصالح فرنسا والكيان في إفريقيا.</p> <p dir="rtl">وبالإضافة إلى مطالبتهم غويتا اقتناء هذا النووي راحوا يترجونه البقاء لخمسة سنوات في الحكم، وهو الذي لم ينفذ أي بند مما وعد به بعد العملية الانقلابية من أزيد من سنتين، ولم يجر أي انتخابات من أجل العودة الى الشرعية، كان الأجدر بهم مطالبته بتوفير الوقود والمواد الغذائية لشعبهم الذي يقف في طوابير لا تنتهي للحصول على الغذاء والوقود بعدما قطعت الجزائر الامدادات عنهم عقابا لوقاحة غويتا ومن معه ومحاولته المتكررة اختراق التراب الجزائري عن طريق درونات تجسس.</p> <p dir="rtl">هذه المشاهد المؤسفة، التي تبين أن بزوغ فجر الوعي الافريقي لا يزال بعيدا، وأن ما تعيشه افريقيا من بؤس وجهل سيستمر عقودا أو ربما قرونا ما دامت نخبهم مأجورة، وأعيانهم غارقون في الجهل وتحركهم النعرات القبلية والأحقاد.</p>
أمير "الحراق" في نجدة روتايو !
2025-04-15 09:50:00

<p dir="rtl">لم يمض أسبوع على محاولة إذابة الجليد على العلاقات الجزائرية الفرنسية، بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيس تبون ونظيره الفرنسي، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر، حتى عاد الخلاف من جديد، بعد عملية الاختطاف المزعومة التي يدعي المدعو "أمير دي زاد" أنه تعرض إليها عن طريق موظف بالقنصلية الجزائرية بباريس، لتعتقله الشرطة الفرنسية من أجل التحقيق معه، وتسارع الجزائر من جهتها لاستدعاء سفير فرنسا بالجزائر لمساءلته حول القضية والمطالبة بإطلاق سراح الموظف في أقرب الآجال.</p> <p dir="rtl">وليس مستبعدا أن يكون هذا الحراق المدعو "أمير دي زاد" والذي لا تربطه بالجزائر التي يحمل رمزها أية علاقة منذ أن وضع نفسه في خدمة الشيطان والتعاون مع كل أعداء الجزائر من مخابرات فرنسية ومغربية وحتى إماراتية، ولكل من يدفع له لقاء خيانته لضرب الجزائر، هو من افتعل قضية اختطافه بالتواطؤ مع مخابرات وزير الداخلية الفرنسية اليميني المتطرف روتايو الذي يقود حربا إعلامية ومخابراتية دون هوادة على بلادنا لإفشال محاولات ترميم العلاقات بين البلدين.</p> <p dir="rtl">والدليل على ذلك الأهمية التي أعطتها كل وسائل الإعلام الفرنسية للقضية واستضافتها للعميل "أمير" في بلاتوهات التلفزيونات لشرح سيناريو الاختطاف الذي يكون اتفق عليه مسبقا مع من يحركونه، لأن عودة العلاقات لا تخدمه شخصيا وهو الطامح للترشح لرئاسيات 2027 ويستثمر في عدائه للجزائر لكسب أصوات هذا التيار الحاقد على بلادنا، كما لا تخدم حلفائه في الكيان وفي الجارة الغربية التي قام أمس بزيارة لها، مثلما لا تخدم عميله بوخرص "دي زاد" لأنه في حال عادت العلاقات سيكون اسمه ضمن قائمة المطلوبين من العدالة الجزائرية إلى جانب بوشوارب ودرابكي الماك فرحات مهني وغيرهم، ولهذا فاستمرار التنافر والحرب الإعلامية والدبلوماسية ضد بلادنا تخدمهم جميعا، وتخدم "الحراق" شخصيا حتى لا يتم تسليمه إلى الجزائر.</p> <p dir="rtl">هذا الفيلم الخيالي لا يختلف عن فيلم آخر من إخراج عميل المخزن الآخر هشام عبود، الذي ادعى هو الأخر من أشهر أن المخابرات الجزائرية وراء اختطافه في إسبانيا، قبل أن تنكشف الحقيقة، لأن الجزائر ليست في حاجة لتلطيخ يديها بقاذورات من هذا النوع، وهي تدرك أن مخابرات روتايو ستتخلص منه لما تنتهي مدة صلاحيته ولم تعد في حاجة لخدماته، فهكذا تكون دائما نهاية العملاء إما بالمقايضة أو التصفية الجسدية حتى لا ينكشف السر.</p> <p dir="rtl">ليس غريبا أن تنزل فرنسا إلى هذا المستوى، وتقوم بفبركة أكاذيب لم يعد يصدقها أحد في عصر التكنولوجيا ووسائط التواصل وصار من السهل على الجميع كشفها خاصة بتكرار مثل هذه السيناريوهات وبالغباء الفرنسي المعهود.</p>
