لا للتشجيع على العنف!
2024-06-22 07:00:00
<p dir="rtl">مرعبة التعليقات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على منصة التيك توك، حول منشور خبر الجريمة لمروعة التي راحت ضحيتها ممرضة حي النعجة داخل عيادة طبيبة جلد قبيل عيد الأضحى، أين ضحى بها ثلاثة شبان، انتظروا مغادرة الطبيبة للعيادة ليهجموا على الممرضة وبعدما اغتصبوها، نحروها مثلما تنحر الشاة يوم العيد، فأغلب التعليقات تشفى أصحابها في المغدورة وقالوا أنها تستحق ما حدث لها، فإما لأن الطبيبات " طغين في الجزائر" حسب عديد التعليقات، فهن<span class="Apple-converted-space"> </span>يجبرن المريض على دفع مبلغ 2500 دج مقابل الفحص، وهو مبلغ يحصله" الرجل" في يومين، وتأخذه هي في دقائق، وبعضهم<span class="Apple-converted-space"> </span>رأى أنها تستحق ما جرى لها حتى تكون عبرة للأخريات، بل هناك من أثنى على المجرمين وقالوا أنهم رجال وبرافو لهم على ما فعلوه ، وغيرها من التعليقات المرعبة والتي تنم عن أننا نعيش وسط مجتمع مريض، لم يعد يفرق بين حدود الخير والشر.</p> <p dir="rtl">فالطبيبة ليست هي من تحدد تسعيرة الفحص المقررة من وزارة الصحة، زد على ذلك هي من افنت شبابها في الدراسة للتمكن من تشخيص المرض ووصف العلاج، وليست القضية قضية دقائق الفحص مثلما يدعي هؤلاء المرضى النفسانيين الذين أعمى الحقد على نجاح المرأة في الدراسة وفي الحياة بصيرتهم، فنجاحها وضعهم أمام خيباتهم وفشلهم، فراحوا يتحرشون بالنساء ويشجعون على الاعتداء عليهن، ويهربون من وعاقهم بالإدمان والمهلوسات التي نخرت عقولهم.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>ويبدو أن القوانين التي سنتها الدولة بتجريم العنف ضد المرأة وبتشديد العقاب على كل من<span class="Apple-converted-space"> </span>يتعرض لها بسوء حمهما كانت صلة القرابة، لم تعد تكفي، لأن ظاهرة العنف ضد النساء باقية وتتمدد، والأسباب متعددة، أولها مخلفات الإرهاب و ما اقترفه من مجازر في حق مئات الالاف من الأبرياء، حيث كنا نستيقظ كل صباح على أخبار قتل لا تفرق بين النساء والأطفال، وصار خبر القتل أمرا عاديا.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">لكن يبقى للأسرة أيضا دورها السلبي في نشر الكراهية والتنافر بين الاناث والذكور، بتفضيل الذكور على الاناث، بل المجتمع بصفة عامة الذي ما زال ينظر نظرة دونية للمرأة رغم نجاحها الباهر في الدراسة وفي كل المجالات التي تخوضها.</p> <p dir="rtl">اللوم هنا ليس على غياب الامن في الاحياء الشعبية مثل حي عين النعجة الذي كان سنوات الإرهاب معقلا للإرهابيين، بل اللوم على الأمن السبيراني، الذي من المفروض أنه يفتح تحقيقات أصحاب هذه التعليقات وهي كثيرة ومتعددة مع كل خبر جريمة تستهدف النساء، لوضع حد لكل من يشجع على العنف أو يبرره<span class="Apple-converted-space"> </span>بعد أن أصبحت مواقع التواصل بمثابة منصات للتشجيع على العنف<span class="Apple-converted-space"> </span>خاصة ضد النساء.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
أزمة مالي في انقلابييها !
2025-10-28 08:00:00
<p dir="rtl">لماذا لم يسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنجدة أصدقائه الانقلابيين في مالي، وهو الذي صرح من أيام ردا على سؤال صحفية جزائرية حول ارتكاب روسيا جرائم ضد المدنيين في مالي، وقال أن الحدود بين الجزائر ومالي موروثة عن الاستعمار مشككا في أحقية الجزائر في حدودها، لماذا ـ وهو الحامي لغويتا والطغمة العسكرية الانقلابية في مالي ـ لم يقدم المساعدة لفك الحصار على باماكو التي تغرق في الظلام، وأزمتها لم تأت من حدودها مع بلادنا التي قال عنها أنها موروثة عن الاستعمار، فهذه مغلقة منذ محاولة اختراق طائرة مسيرة لترابنا الوطني أفريل الماضي، بل من حدودها مع بوركينا فاسو وغينيا، حيث<span class="Apple-converted-space"> </span>شدد مقاتلو<span class="Apple-converted-space"> </span>الأزواد الخناق على جنوب البلاد ومنعوا وصول شاحنات الوقود إلى داخل مالي.</p> <p dir="rtl">اليوم، قررت الطغمة العسكرية في مالي وقف تام للدراسة لمدة أسبوعين في كل مدارس البلاد بسبب أزمة الوقود الذي أثر على سير المواصلات وحال دون تمكن الإطار التعليمي من الوصول إلى المدارس، حسب ما جاء في بيان مشترك بين وزارتي التربية والتعليم العالي على أمل حلها لأزمة الوقود التي استفحلت منذ قرار الجزائر غلق حدودها ومنع نقل السلع والوقود إليها من الجنوب.</p> <p dir="rtl">في الحقيقة، الأزمة في مالي ليست أزمة وقود فحسب، بل هي أزمة حكم وسوء تسيير السلطات الانقلابية للشأن العام في هذا البلد الذي تمزقه الانقلابات، ويواجه صراعات قبلية بين الأزواد (الطوارق) في الشمال والحكومة المالية، الصراع الذي سعت الجزائر لإنهائه باتفاق السلم والمصالحة أو ما بات يعرف باتفاق الجزائر لسنة 2015 بين الحكومة المركزية والجماعات السياسية والعسكرية المطالبة بالاستقلال عن دولة مالي، قبل أن ينقلب المجلس العسكري الانقلابي برئاسة غويتا على الاتفاق وينهي العمل به وتدخل البلاد من جديد في حرب أهلية، فقامت الحكومة الانقلابية بطردهم بعثة الأمم المتحدة واستعانت بقوات فاغنر الروسية التي ارتكبت مجازر ضد المدنيين في مالي.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">قلت الأزمة في مالي ليست أزمة وقود فحسب، ولا سببها إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة تابعة للطغمة اخترقت حدود بلادنا بهدف التجسس، ما جعل غويتا يهدد بمتابعة الجزائر قضائيا في المحاكم الدولية، بل هي أزمة حكم، فحتي بعد مرور أزيد من أربع سنوات على انقلاب ماي 2021 الذي نصب من خلاله غويتا نفسه رئيسا على مالي، لم تتمكن الحكومة الانتقالية إلى غاية اليوم العودة للشرعية، إذ ما زالت تؤجل تنظيم انتخابات رئاسية كان مقررا تنظيمها في أفريل 2024، وقبلها انتخابات تشريعية بذريعة وجود عوائق فنية.</p> <p dir="rtl">أما الدستور الذي صوت عليه الماليون فقد أخاطه الانقلابي غويتا على المقاس بتمديد ولايته لمدة خمس سنوات إضافية قابلة للتجديد دون إجراء انتخابات رئاسية مما يتيح له السيطرة على البلاد لفترة معتبرة تسمح له بتقاسم خيرات الشعب المالي مع حلفائه الجدد.</p> <p dir="rtl">أما السبب الفعلي وراء عزوف غويتا على تنظيم انتخابات خوفه من خسارتها،<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">لقد سارع هذا الانقلابي رفقة الطغمة العسكرية المحيطة لخنق كل الأصوات المعارضة وسجن الوجوه السياسية البارزة به وحل الأحزاب المعارضة المنتقدة لسياسته وطريقة حكمه وانقلابه على اتفاق الجزائر للبقاء وحيدا في الميدان كما لم يتقبل الانتقادات التي طالته بشأن الاستعانة بفاغنر ـ التي خلفت القوات الفرنسية في نهب ثروات البلاد ـ قبل أن تجبر هذه القوات على مغادرة البلاد تحت ضغوط جزائرية.</p> <p dir="rtl">وما زالت مختلف الأزمات تخنق الشعب المالي بسبب السياسة المتهورة للمجلس الانتقالي<span class="Apple-converted-space"> </span>وعداءه للدولة الجزائرية التي كان الشعب المالي يعيش على خيراتها.</p>
روتايو يخلف روتايو !
2025-10-27 07:00:00
<p dir="rtl">في السياسة الفرنسية مثلما في قانون المرور، روتايو يمكن أن يخفي روتايو آخر، مثلما قد يخفي قطار قطارا آخر، وهذه المرة روتايو الجديد في حكومة لوكورنو اسمه فيليب تابارو ويتقلد منصب وزير النقل وهو نجل أحدد مؤسسي الجيش الإرهابي السري في وهران لعرقلة استقلال الجزائر، ويبدو أن ملف الحقد والكراهية الذي كان وزير الداخلية السابق روتايو يسهر على تأجيجه، قد سلمه إلى وزير النقل الذي لم نكن نسمع له تدخلا في قضية العلاقة مع الجزائر، رغم أنه كان يحتل نفس المنصب.</p> <p dir="rtl">الرابط المشترك بين الرجلين أنهم من ذرية مؤسسي المنظمة الإرهابية سيئة السمعة التي حاولت منع استقلال الجزائر بالتفجيرات والاغتيالات "أو أ أس" ورثهم آباؤهم، وزرعوا فيهم كراهية الجزائر وأوصوهم بمواصلة مشروعهم الاستعماري لبلادنا بشتى الطرق للاستمرار في نهب ثرواتها ومحاربة هويتها، ووضع كل العراقيل في طريقها لمنعها من التطور والرقي لتحقيق الاستقلال الفعلي للبلاد، وفرض سيادتها واستقلال قرارها السياسي عن عدوها الأبدي، فرنسا.</p> <p dir="rtl">ولمواصلة الحرب الديبلوماسية والسياسية الفرنسية ضد بلادنا، التي باشرها في الحقيقة ماكرون قبل أن يطلق العنان لورثة مشروع الجزائر الفرنسية، في تبادل للأدوار، في محاولة يائسة للنيل من الجزائر، صرح تابارو في قناة "سي نيوز" الفرنسية الإرهابية بغضب، ونفث سمومه ضد بلادنا، حيث قال أنه بالنسبة<span class="Apple-converted-space"> </span>للجرائم الاستعمارية لفرنسا في الجزائر، لن نعتذر لا عن الماضي ولا على الحاضر، وأنه يجب أن تكون فرنسا صارمة في علاقاتها مع الجزائر، لأن الجزائر هي من تسجن مواطنين فرنسيين ويقصد بذلك بوعلام صنصال والصحفي المزعوم كريستوف غليز الذي ضبط في مهمة جوسسة في منطقة القبائل.</p> <p dir="rtl">موقف يؤكد مرة أخرى أن فرنسا مستمرة في محاولتها لي ذراع السلطات الجزائرية، رغم ما قيل عند تعيين وزير داخلية جديد<span class="Apple-converted-space"> </span>لوران نونياز خلفا لروتايو، والده من الاقدام السوداء<span class="Apple-converted-space"> </span>كرهان عن حسن نية فرنسا لإعادة الدفء للعلاقات مع الجزائر، فالإعلام الفرنسي ما زال يصب الزيت على النار لتأجيج الحرب الإعلامية والديبلوماسية التي تقودها فرنسا ضد الجزائر، حيث خرج من جهته صحفي فرنسي " سيباستيان لونيي" على قناة "أوروبا 1 " يقول أنه " يجب أن نشرح للجزائر أن فرنسا بإمكانها أن تدوس على الحكومة<span class="Apple-converted-space"> </span>الجزائرية وتسحقها إذا ما أرادت فرنسا سحق الحكومة الجزائرية، وأنه يرفض مقترح العودة إلى الحوار لأن الضغوطات لم تؤد إلى نتيجة لأن النظام الجزائري لا يفهم إلا لغة القوة ... "</p> <p dir="rtl">هذا الإعلامي الذي يبدو أنه يعيش في برج عاجي، ما زال يعتقد أن فرنسا لا تزال إحدى أكبر قوة في العالم، ولا يدري أن بلاده صارت جمهورية من جمهوريات العالم الثالث، ينهك الجوع شرائح واسعة من مواطنيها، بعد طردها من إفريقيا، ورئيسها يهان يوميا من قبل الرئيس الأمريكي الذي لا يخفي سخريته منه، دولة تمزقها الأزمات، وبلغت درجة من الضعف والهزال بحيث لم يتمكن رئيسها من إيجاد شخص لينصبه وزيرا أولا، بعد دوسه على الدستور، وسحقه للانتفاضة الشعبية للسترات الصفراء، واحتقاره للمعارضة التي تطلب منه الرحيل لفشله في إدارة البلاد ناهيك عن فضائح زواجه من متحول جنسي،<span class="Apple-converted-space"> </span>فهل بقي لفرنسا من قوة لتسحق الجزائر.</p> <p dir="rtl">ولا بأس لو حمل ماكرون على محمل الجد اقتراح هذا المعتوه، لأعطانا ربما فرنسا ولما بدأه أسلافنا في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا الفاتح من نوفمبر.</p>