كرونولوجيا حراك الريف..الفقر و"الحقرة"
2024-11-24 08:55:00
<h2>الحراك الشعبي أو حراك الريف هو سلسلة من الاحتجاجات التي عرفتها مدينة الحسيمة، بمنطقة الريف شمال مملكة المغرب، منذ مقتل الشاب محسن فكري يوم 28 أكتوبر 2016. وترتكز الاحتجاجات على مبدأ السلمية والمطالبة بتحقيق لائحة من المطالب لسكان المنطقة. وفي 26 جوان 2018 تم الحكم على معتقلي الحراك بأحكام سجنية طويلة، أكبرها السجن النافذ لمدة 20 سنة على ناصر الزفزافي وثلاثة آخرين، بالإضافة إلى أحكام أخرى على باقي المعتقلين السياسيين.</h2> <p> </p> <p>وتعود الأحداث التي هزت الريف المغربي إلى يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016، عندما صادرت السلطات المحلية بميناء مدينة الحسيمة، سلعة الشاب محسن فكري، بحجة أن السمك الذي كان يبيعه ممنوع صيده، لتصادر السلطات سلعته ورمت السمك في شاحنة القمامة. وكخطوة احتجاجية صعد محسن فكري ورفاقه إلى شاحنة القمامة لمنع عملية إتلاف السلعة.</p> <p>وحسب شهود عيان، فإن ممثل السلطة المسؤول عن العملية أعطى تعليمات بتشغيل آلة الطحن، مستعملا قولته الشهيرة: "طحن امّو" بالرغم من علمه بوجود الشباب في شاحنة القمامة. وقد تمكن أصدقاء محسن فكري من القفز والنجاة من الموت، إلا أنه لم يتمكن، هو، من ذلك لأنه كان ممددا داخل الآلة التي سحقته بسرعة كبيرة ولقي مصرعه أمام أعين ممثل السلطة الذي لم يحرك ساكنا. في تلك الليلة، انتظمت وقفة احتجاجية في المدينة تزعمها ناصر الزفزافي وحاور فيها عدة مسؤولين، ليصبح، بعدها، قائدا للحراك وناطقا باسمه.</p> <p> وقد تأسست لجنة متابعة ملف محسن فكري في البداية لمتابعة سير التحقيق ونظمت عدة مسيرات في المدينة. ومع مرور الوقت، تطورت اللجنة إلى لجنة للحراك الشعبي اشتملت على عدة مطالب اجتماعية واقتصادية.</p> <p>ومنذ انطلاق أولى شرارات الحراك الشعبي في 28 أكتوبر 2016، ركز قادته على مبدأ المسيرات السلمية وتم تنظيم عدة احتجاجات، مثل مسيرة الورود ومسيرة الأكفان. ويوم 14 ماي 2017، التقى زعماء أحزاب الأغلبية الحكومية بقيادة وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت وقدم لهم تقريرا يتهم فيه الناشطين بالانفصال وبتلقي تمويلات من جهات خارجية لم يذكر ما هي.</p> <p> ويوم 22 ماي 2017 قام وفد وزاري بزيارة الحسيمة ولكن لم يلتق نشطاء الحراك. وبتاريخ 26 ماي من نفس السنة، وعقب مقاطعة الزفزافي لخطبة الجمعة في أحد المساجد بالمدينة، أصدرت النيابة العامة أمرا باعتقاله، واعتقل يوم 29 ماي 2017.</p> <p> وكانت خطبة ذلك الجمعة تتمحور حول الحراك الشعبي وأنه فتنة للمسلمين. وبعد إصدار المذكرات، تم اعتقال عدد كبير من الناشطين في الحراك منهم محمد جلول ونبيل احمجيق، وعشرات المشاركين في الإحتجاجات،</p> <p> تم نقل عدد منهم إلى مدينة الدار البيضاء، في ظروف اعتقال مهينة وقاسية. وذكر أحد البرلمانيين عن المنطقة، بخصوص ظروف الإعتقال، أن "هناك اعتقالات تشمل العديد من الشباب من بينهم من لم يتم إخبار عائلته بمكان احتجازه، وهو ما يعتبر اختطافا، إذا لم تتدخل الدولة وتفصح عن مكان وجودهم". لكن رغم حملة الإعتقالات والقمع، فقد تواصلت الاحتجاجات.</p> <p> </p> <p><strong>مطالب الحراك</strong></p> <p>حمل حراك الريف، منذ انطلاق شرارته الأولى، عدة مطالب حقوقية وقانونية واجتماعية واقتصادية، بينها ما يجمل الطابع الإستعجالي، ويظهر من خلالها أن منطقة الريف لم تشمل أي عملية إنمائية ما جعل سكان المنطقة وشبابها يعيشون في فقر مدقع وظروف اجتماعية قاهرة، تجعلهم بعيدين عن الإحساس بالإنتماء والمواطنة، ومن بين هذه المطالب:</p> <p> </p> <p><strong>مطالب حقوقية</strong></p> <p>تقديم جميع المتورطين في مقتل الشاب، محسن فكري، إلى العدالة والذهاب بالتحقيقات إلى أبعد مدى مع الإفراج على النتائج في أقرب وقت، مع ضمان عدم تكرار هذه الجرائم. والكشف عن حقيقة ملف الشهداء الخمس في البنك الشعبي خلال أحداث 20 فيفري 2011.</p> <p> </p> <p><strong>مطالب قانونية</strong></p> <p>إلغاء قانون 1.58.381 الذي يعتبر إقليم الحسيمة منطقة عسكرية، وإسقاط كل المتابعات القضائية في حق بسطاء مزارعي القنب الهندي بإقليم الحسيمة والمناطق الأخرى، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتسوية وضعيتهم من خلال مراجعة الأحكام القاسية التي صدرت في حقهم حتى يعودوا إلى أعمالهم.</p> <p> </p> <p><strong>مطالب اجتماعية</strong></p> <p>* بناء جامعة متكاملة التخصصات، وما يستلزمها من مرافق وإحداث معاهد عليا في عدة تخصصات.</p> <p>* توسيع شبكة المؤسسات التعليمة (الابتدائية، الاعدادية، الثانوية) بكامل أسلاكها على امتداد الريف.</p> <p>* فتح مختلف التخصصات والشعب والمسالك التعليمية المعتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية: التخصصات التقنية والعلمية، الأقسام التحضيرية.</p> <p>* إنجاز معاهد للتكوين المهني والمعاهد المتخصصة في التكنولوجيا التطبيقية على امتداد مختلف البلديات إقليمي الحسيمة والدريوش.</p> <p>* إنجاز مستشفى جامعي بإقليم الحسيمة.</p> <p>*إتمام أشغال المستشفى الإقليمي محمد الخامس وتوفير طاقم طبي في جميع التخصصات، مع وضع حد للفوضى والتسيب الذي يعيشه المستشفى.</p> <p>* تجهيز مركز تحاقن الدم بالاَلات اللازمة وإمداده بطاقم طبي متخصص</p> <p>* بناء مستشفى خاص بالسرطان في القريب العاجل بشتى مستلزماته وطاقمه الطبي.(مطلب استعجالي)</p> <p>* الإسراع في استكمال أشغال مستشفى إمزورن وفتح تحقيق في الخروقات التي طالته، مع توفير طاقم طبي الكفيل لتلبية الخدمات اللازمة بمستشفى تاركيست.(مطلب استعجالي)</p> <p>* تعميم المستوصفات والخدمات الطبية على باقي مداشر وقرى اقليم الحسيمة والنواحي، مع تزويدها بمختلف الآلات الضرورية (إسعاف، راديو، أدوية..) وكل الموارد البشرية الكفيلة لمباشرة العمل فيها.(مطلب استعجالي)</p> <p>* إحداث مركز خاص لذوي الاحتياجات الخاصة يشمل مختلف التخصصات (الترويض، التأهيل، العناية الطبية….)(مطلب استعجالي)</p> <p>* الشروع في إتمام أشغال متحف الريف وفتح تحقيق نزيه بخصوص الخروقات التي طالته، مع الحفاظ وترميم كل المآثر التاريخية لمنطقة الريف.</p> <p>* إحداث مركز ثقافي يشمل مختلف الأنشطة والأجنحة الثقافية (مسرح، معهد موسيقي، جناح خاص بالأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة….)</p> <p>* إنشاء مراكز خاصة بالنساء للاستفادة من مختلف التكوينات الثقافية والمهنية موزعة على مختلف الجماعات الترابية بالإقليم والنواحي.</p> <p>* إحداث مركز جيوفيزيائي متخصص في الزلازل والكوارث الطبيعية مع إحداث برنامج للحد من آثارها السلبية.</p> <p>* الحفاظ على القطاع الغابوي وصيانته وفق المعايير الدولية (غابة السواني-اصفيحة- غابة شقران- غابة كتامة-اساكن..)، مع فتح تحقيقات نزيهة وجادة في اجترار هذا الملك (الغابوي).</p> <p>* الحفاظ على الثروة المائية للإقليم مع تحسين تدبير استغلالها لصالح الساكنة، وتحسين جودة الماء الصالح للشرب مع تعميمها على باقي القرى والمداشر الإقليم.</p> <p>* الحفاظ على شواطئ الإقليم وعدم السماح بالتسيب والفوضى في تدبيرها.</p> <p>* إنشاء ملعب جديد لكرة القدم بمعايير دولية.</p> <p>* إنشاء ملاعب كبرى لكرة القدم بكل من مدينتي تاركيست وإمزورن.</p> <p>* إنشاء مراكز تشمل مختلف الأنشطة الرياضية موزعة على مختلف جماعات الإقليم والنواحي.</p> <p> </p> <p><strong>مطالب اقتصادية</strong></p> <p>* رفع حقيقي للتهميش والحصار الاقتصادي.</p> <p>* معاقبة كل اللوبيات المتورطة في جميع الاختلالات التي يعرفها قطاع الصيد البحري.</p> <p>* تحديد نسبة تصدير مختلف أنواع السمك إلى خارج الإقليم، واحترام صارم للراحة البيولوجية للسمك.</p> <p>* هيكلة وتشجيع أرباب الصيادين الصغار لضمان قوتهم اليومي مع إيجاد حلول قانونية لحمايتهم.</p> <p>* إعادة النظر في مشاكل البحارة وأرباب مراكب الصيد بعين من المسؤولية والجدية لضمان السير العادي لهذا القطاع ومن أجل وضع حاد للفساد الذي يعيشه قطاع الصيد البحري.</p> <p>* إيجاد حل لعمال الميناء غير المنضويين تحت أي إطار (الحمالة..) وحمايتهم من الناحية القانونية (التغطية الصحية الإجبارية، التقاعد..)</p> <p>* تحديث وهيكلة مرسى "ثماصات بأحديد" للصيد التقليدي المتواجدة بجماعة ثروڭوت.</p> <p>* جعل سهل النكور منطقة فلاحية لا منطقة إسمنتية تتسابق إليها لوبيات العقار.</p> <p>* تشجيع الفلاحين البسطاء وتقديم يد المساعدة لهم.</p> <p>* استغلال مؤهلات المنطقة الفلاحية لتحقيق اكتفاء ذاتي غذائي.</p> <p>* التشجيع على خلق معامل خاصة لتصبير السمك، عبر منح امتياز ضريبي في هذا المجال.</p> <p> * التشجيع على خلق معامل خاصة للصناعة الغذائية، عبر امتياز ضريبي في هذا المجال.</p> <p>* الإعفاء او الإمتياز الضريبي للمقاولات الصغرى والذاتية</p> <p>* منح الأولوية لساكنة الإقليم للولوج إلى وظائف المؤسسات العمومية المتواجدة بالإقليم.</p> <p>* الإسراع في تنفيذ أشغال المنطقة الصناعية بتغانيمين المخصصة للمهنيين والحرفيين.</p> <p>* خلق برامج طموحة حقيقية للقضاء على البطالة</p> <p>* إحداث منشآت سياحية تعرف بجمالية وتاريخ المنطقة في مختلف مناطق الإقليم (محطات ثلجية بإساكن- شقران-بني عمارث)، مع إعطاء الأولوية لأبناء المنطقة للتشغيل بها.</p> <p>* ربط إقليم الحسيمة بخط السكة الحديدية.</p> <p>ربط الإقليم بالشكبة الوطنية للطرق السيار.</p> <p>* التسريع في إتمام أشغال الطريق الربطة بين تازة- الحسيمة.</p> <p>* توسيع مطار الشريف الإدريسي بإقليم الحسيمة وفتح خطوط جوية جديدة بأسعار مناسبة على غرار باقي المطارات.</p> <p>* فتح خطوط بحرية جديدة دولية ووطنية، لتسهيل عملية العبوربين الحسيمة وأوروبا وباقي المدن المغربية.</p> <p>* تعزيز الشبكة الطرقية بين مختلف مداشر إقليمي الحسيمة والدريوش.</p> <p>* هيكلة قطاع النقل والمواصلات لما فيه مصلحة للمواطنين، والمتمثل في سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، وتقديم حل قانوني لضمان تقاعدهم وتغطيتهم الصحية.</p> <p>* تحمل المؤسسات البنكية لمسؤوليتها في التنمية المحلية والوطنية.</p> <p>* وضع سياسات ضريبية شعبية تشجع على الاستثمارات التي تخلق الثروة.</p> <p>* وضع حد لدور البنوك في تهريب أموال العمال المهاجرين الريفيين إلى خارج المنطقة عبر توظيفها في إنجاز مشاريع اقتصادية وإنمائية بالريف.</p> <p>* انشاء تنموية جهوية.</p> <p>* تخفيض تسعيرة الماء والكهرباء.(مطلب استعجالي)</p> <p>* مراقبة أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية وتخفيضها بما يتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطنين، ووضع حد للوبيات المحتكرة لتوزيع تلك المواد الغذائية وبخاصة في مجال سوق الخضر والفواكه.(مطلب استعجالي)</p> <p>* إيجاد حلول عاجلة لسوق الجملة للخضر والفواكه، عبر تخفيض الرسوم التي تفرضها إدارة ذلك السوق بتواطؤ مع السلطات المحلية.</p> <p>* إعادة النظر في المركب التجاري ميرادور ومعاقبة المتورطين في كل الاختلالات (طريقة توزيع المحلات، طريقة بناء المركب وتصميمه..)</p> <p>* الكف عن نزع الأراضي لمبرر المنفعة العامة، مع ضرورة فتح تحقيق نزيه في ملفات نزع الأراضي التي عرفها إقليم الحسيمة مع تعزيز آليات الرقابة عند تفعيل مسطرة النزع وتوفير ضمانات قانونية لمن سرَت في حقهم هذه المسطرة.</p> <p>* التوقف عن مصادرة الأراضي السلالية بالريف وإرجاع ما تم سلبه منها.</p> <p>* رفع يد وزارة المياه والغابات عن أراضي المواطنين غير المستعملة، وجعل الغابات التي تنمو في تلك الأراضي في ملكية أصحاب تلك الأراضي وذويهم.</p> <p>* اختيار مسؤولين أكفاء متشبعين بثقافة حقوق الإنسان من أجل القطع مع الشطط في استعمال السلطة.</p> <p>* تحمل السلطات لمسؤوليتها في السير العادي للحياة العامة وتخليق الحياة العامة واحترام الملك المشترك.</p> <p>* التوزيع العادل لمختلف نفقات الاستثمار العمومي.</p> <p>* إدراج إقليم الحسيمة في المناطق التي تستفيد من مختلف المشاريع والاستثمارات التي وقعها المجلس الجهوي.</p> <p>* إعادة النظر في دور القنصليات والسفارات وجعلها في خدمة وحماية المهاجرين ووضع حد للفساد والتسيب والمحسوبية واستعمال الأمازيغية إلى جانب العربية في المؤسسات الرسمية للدولة</p> <p> </p> <p><strong>من هو قيادي حراك الريف ناصر الزفزافي؟</strong></p> <p>ناصر الزفزافي شاب مغربي هو ابن مدينة الحسيمة التي ولد وترعرع فيها، من مواليد سنة 1978 بحي "الميناء" الشعبي، سطع نجمه سنة 2016 على إثر مقتل محسن فكري، حيث قاد، حينها، المظاهرات الشعبية للمطالبة بمشاريع تنموية واجتماعية واقتصادية في منطقة الحسيمة، موجها سهام الإنتقادات الشديدة للحكومة والسلطات العمومية المغربية، ليتم اعتقاله في 29 ماي 2017. وينحدر الزفزافي ومن عائلة سياسية، تقلد بعض أفرادها مناصب في عهد قائد الثورة ضد الاحتلالين الإسباني والفرنسي، ما بين 1921 و1926، التي قادها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي. وينتمي الزفزافي إلى قبيلة آيت ورياغل التي تعتبر إحدى أهم قبائل الريف، وهي قبيلة الخطابي نفسها.</p> <p>عمل الزفزافي في مهن بسيطة، حيث اشتغل في قطاع الحراسة الأمنية الخاصة، وافتتح محلا لإصلاح الهواتف المحمولة، لكن اضطر لإغلاقه بعد تلقيه إشعارا بضريبة تقدر بستة ملايين سنتيم مغربية (نحو ستة آلاف دولار)، حسب ما نشرته صحف مغربية، كما اشتغل في القطاع الفلاحي.</p> <p>وشارك الزفزافي، مع رفيقا دربه، نبيل أحمجيق والمرتضى إعمراشا، في احتجاجات سابقة بمنطقة الحسيمة المغربية، ليكونوا، بعد ذلك، من قيادات حراك الريف المغربي. وعرف الزفزافي بكونه ناشطا سياسيا في وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن نجمه لمع في ما عرف بحراك مدينة الحسيمة إثر مقتل بائع السمك محسن فكري يوم 28 أكتوبر 2016.</p> <p>للإشارة، فإن محسن فكري، هو بائع سمك مغربي، أثارت ظروف موته بطريقة مأسوية، سحقا داخل شاحنة لجمع النفايات في مدينة الحسيمة، أثناء مصادرة شحنة سمك غير مرخصة، موجة كبيرة من الحزن والغضب في مناطق مغربية عديدة.</p> <p>وتميز الزفزافي الذي يلقبه محبوه بـ"أمغار ناريف" وتعني "قائد الريف"، خلال المظاهرات الشعبية بخطب حماسية باللهجة المحلية "تاريفيت" واللغة العربية، انتقد فيها بشدة ممارسات السلطات المغربية وما وصفها بسياسة التهميش التي يعاني منها سكان منطقة الحسيمة. كما بث الزفزافي فيديوهات عدة على وسائل التواصل الاجتماعي وجه فيها انتقادات لاذعة للوزراء وللنخب المحلية والمنتخبين والعمال والولاة، مؤكدا أنهم فقدوا مصداقيتهم أمام الشارع الغاضب.</p> <p>وبفضل سلاسة أسلوبه وتمنكه في الخطابة، استطاع الزفزافي أن يستقطب تأييد الآلاف بمحافظة الحسيمة وخارجها، حيث كان يشارك الآلاف من المغاربة في المسيرات الاحتجاجية التي كان يقودها، وظلت فيديوهاته التي ينشرها على وسائك التواصل الاجتماعي، تحظى بمتابعات كبيرة.</p> <p>وأصبحت تحركاته بالشارع تحظى بحماية أنصاره، خاصة بعدما كشف في تصريحات إعلامية في 28 أفريل 2017 بأنه تعرض لاعتداءات عدة، كان بينها اعتداء بالسلاح الأبيض في ديسمبر من سنة 2016. وذكر الزفزافي، كذلك، أنه وصلته عشرات رسائل التهديد على هاتفه المحمول.</p> <p>وظلت قوات الأمن المغربية تبحث عن الزفزافي منذ 26 ماي 2017 بتهمة مقاطعة إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة، واتهمته "بإهانة خطيب" مسجد محمد الخامس و"إلقاء خطاب استفزازي". لكن "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" قالت إن "إصرار" الإمام على "تعبئة المصلين ضد المظاهرات" هو الذي "أثار غضب ناشطي الحراك الحاضرين" وخصوصا ناصر الزفزافي الذي رأى أنه "مستهدف بشكل مباشر بهذه الخطبة".</p> <p>ويؤكد مؤيدون للزفزافي أن الخطبة كانت مجرد حجة لاعتقاله، إذ إن اسمه كان مطلوبا منذ بروزه قائدا لحراك الريف وحضوره المستمر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد اختفى الزفزافي عن الأنظار بسبب متابعات الشرطة له لاعتقاله عقب حادثة خطبة الجمعة، وبث شريط فيديو على فيسبوك دعا فيه السكان إلى "السير إلى جانبه" لكن بطريقة سلمية دائما.</p> <p>اعتقلت الشرطة 22 شخصا يشكلون نواة "الحراك"، حسب أرقام رسمية، لكن محاميا تحدث عن اعتقال 70 شخصا، ونظمت في مدينة الحسيمة ومدن مغربية أخرى مظاهرات احتجاجية تضامنية مع ناصر الزفزافي وحراك الريف، وتم مواجهتها بحملة قمع كبيرة من طرف قوات الشرطة.</p> <p> </p> <p><strong>إعلان الحسيمة منطقة عسكرية</strong></p> <p>عرف إقليم الحسيمة، تاريخيا، احتجاجات شعبية على مدى سنوات طويلة، تطالب برفع التهميش وتحسين ظروف معيشة سكان المنطقة، وكذا إلغاء القانون الذي يعتبر الحسيمة منطقة عسكرية، وهو المطلب الذي تبنته أحزاب سياسية وجمعيات المجتمع المدني.</p> <p>بعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956، إثر التوقيع على معاهدة "إيكس ليبان"، اعتبر جيش التحرير أن البلاد حصلت على استقلال شكلي، ورفض الاعتراف بنتاج اتفاقية "إيكس ليبان"، واستمر في القيام بعمليات عسكرية في العديد من مناطق المغرب.</p> <p> </p> <p><strong>اغتيال عباس لمساعدي</strong></p> <p>رفض جيش التحرير إلقاء السلاح، ما أدخله في صراع مع أجهزة الدولة المغربية، ومع حزب الاستقلال الذي كان يتمتع بنفوذ كبير آنذاك. وفي 27 جوان سنة 1956، تم اغتيال قائد جيش التحرير محمد بن عبد الله ابن الطيب بن الحبيب المشهور بعباس مساعدي. وكانت حادثة اغتيال عباس لمساعدي بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس وأحدثت تغيرا جوهريا في منطقة الريف. ففي 2 أكتوبر سنة 1958، وخلال نقل جثمان عباس المساعدي من قبره في فاس، لإعادة دفنه بأجدير قرب مدينة الحسيمة، اندلعت مواجهات بين المشيعين من جهة وممثلي الدولة، وسرعان ما تحولت هذه المواجهات إلى انتفاضة في منطقة الريف، بعدما امتدت لتشمل مناطق أخرى. ودعا، آنذاك، محمد الحاج سلام أمزيان، إلى عصيان مدني ومقاطعة المخزن وحزب الاستقلال، ليتحول إلى رمز لهذه الانتفاضة.</p> <p>وفي 7 أكتوبر سنة 1958 تطورت الأحداث في المنطقة، وتم الإعلان عن إنشاء حركة التحرير والإصلاح الريفية، التي صاغت ملفا مطلبيا من أهم ما جاء فيه منح إقليم الريف حكما ذاتيا، وعودة محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى البلاد وجلاء الاستعمار وعملاءه عن الريف. وأدى رفض الدولة لمطالب الحركة، إلى تغير هذه الأخيرة إلى جبهة النهضة الريفية، بعدما تحولت إلى تنظيم مسلح تحت قيادة الشريف الخمليشي.</p> <p>بقيت العلاقة بين منطقة الريف والدولة المركزية متوترة، وفي 29 نوفمبر سنة 1958 تم إعلان منطقة الحسيمة منطقة عسكرية، بموجب "قانون" الظهير الشريف رقم 1.58.381 الصادر بالجريدة الرسمية، عدد 2405، المؤرخ ب 17 جمادى الأول 1378/ الموافق ل 29 نونبر 1958، موقع من طرف أحمد بلافريج الذي كان رئيسا للحكومة المغربية.</p> <p>وفي جانفي سنة 1959، أشرف ولي العهد آنذاك، الحسن الثاني، على إرسال فيالق عسكرية للقضاء على انتفاضة الريف، وتمكن الجيش المغربي الذي كان يقوده الجنرال أوفقير، من دخول مدينة الحسيمة في 16 جامفي 1959. واشتهرت العملية العسكرية المغربية بعنفها الشديد، ورح ضحيتها المئات من الضحايا بين قتيل وجريح وعددا آخر من المعتقلين، كما تم دفن الضحايا من القتلى في مقابر جماعية لا زالت تعتبر مشكلة حقوقية تؤرق المخزن إلى حد الآن.</p> <p> </p> <p><strong>الحسن الثاني والأوباش</strong></p> <p>بعد قمع انتفاضة الريف، دخلت مدينة الحسيمة وباقي المدن الريفية في مرحلة من التهميش الاقتصادي، الذي تجلى في غياب الاستثمارات العمومية في الصحة والتعليم، إضافة إلى إبقاء الدولة المغربية على عزلة المنطقة بغياب للاستثمارات على مستوى البنيات التحتية والطرق.</p> <p>هذه الوضعية دفعت سكان الريف إلى الهجرة بشكل كبير نحو أوروبا، وحسب إحصاء سنة 1971، كان إقليم الحسيمة الثاني على المستوى الوطني، وراء الناضور، من حيث نسبة المهاجرين، بنسبة 19 مهاجرا لكل 1000 نسمة. وأدى التهميش، كذلك، إلى نمو الأنشطة الموازية غير الشرعية، وخاصة التهريب وزراعة وتجارة القنب الهندي.</p> <p>وفي 19 جانفي سنة 1984، كان إقليم الريف على موعد جديد مع احتجاجات كبيرة، وذلك بعد اتخاذ الحكومة المغربية إجراءات اقتصادية (نتيجة لسياسة التقويم الهيكلي)، أدت إلى ارتفاع كلفة المعيشة.</p> <p>وانتقلت هذه الاحتجاجات إلى مدن أخرى كالناضور وتطوان والقصر الكبير ومراكش ووجدة. وعلى غرار انتفاضة 1958، تم قمع هذه الإحتجاجات بالقوة، ما خلف سقوط عدة ضحايا، إضافة إلى حملة قمع واعتقالات كبيرة في مدينة الحسيمة.</p> <p>عقب هذه الاحتجاجات، خرج الملك الحسن الثاني عن صمته، وألقى خطابا مشهورا وصف فيه سكان الريف بـ"الأوباش" وقال "الأوباش في الناظور والحسيمة وتطوان والقصر الكبير، الأوباش العاطلين الذي يعيشون على التهريب والسرقة.. أنا أقول لكم الأوباش ذهبوا إلى السجن... ناس الشمال عرفوا ولي العهد (تذكير بقمع انتفاضة 1958)، ومن الأحسن لهم أن لا يعرفوا الحسن الثاني في هذا الباب".</p> <p> </p> <p><strong>الحسيمة في عهد محمد السادس</strong></p> <p>بعد تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم سنة 1999، تغيرت سياسة الدولة اتجاه منطقة الحسيمة، وتم فتح عددا من الورشات على مستوى البنيات التحتية والتطوير العمراني لمدينة الحسيمة، لكن رغم هذا التغير ظلت المقاربة الأمنية حاضرة في تعاطي الدولة مع مطالب سكان المنطقة، بالإضافة إلى أن هذه المشاريع لم تغير الشيئ الكثير في حياة سكان المنطقة، رغم زيارة الملك محمد السادس إلى إقليم الحسية سنة 2000، وهي الزيارة الأولى لملك مغربي منذ قمع انتفاضة سنة 1958.</p> <p>وفي سنة 2005، أصدرت هيئة الإنصاف والمصالحة تقريرها الختامي، الذي أوصى بجبر الضرر الجماعي وصيانة الذاكرة التاريخية، إلا أنه لم يحدد المسؤوليات في ما يتعلق بأحداث 1958-1959 بالمنطقة، وصنفها في دائرة الصراع الحزبي، ما جعل التقرير يتعرض لانتقادات شديدة.</p> <p>وفي 20 فيفري سنة 2011، تحولت الاحتجاجات التي دعت إليها حركة 20 فبراير إلى أعمال عنف في الحسيمة وبني بوعياش وإمزورن. ما خلف مقتل خمسة شبان، ولا زال الجدل قائما حول الرواية الرسمية التي فسرت وفاتهم. وفي 28 أكتوبر 2016، فجر حادث مقتل الشاب، محسن فكري، بائع السمك احتجاجات شعبية انطلقت من الحسيمة لتعم العديد من المدن المغربية.</p> <p> </p> <p> </p> <p>إعداد: لزهر فضيل</p>
مشروع قرار أمريكي لوقف مبيعات الأسلحة للإمارات
2024-11-22 12:57:00
<h2>يناقش مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار لوقف مبيعات الأسلحة للإمارات بسبب تورطها في دعم ميلشيات قوات الدعم السريع وتأجيج الحرب الأهلية في السودان منذ أكثر من عام ونصف.</h2> <p> </p> <p>مشروع القرار المشترك، حسب ما كشفت عنه وكالة "رويتز" للأنباء، قدمه السيناتور الأمريكي، كريس فان هولين، في الوقت الذي قدمت فيه السيناتور الديمقراطية، سارة جاكوبس، مشروع قرار مماثل إلى مجلس النواب.</p> <p>وذكر السيناتور، كريس فان هولين، في بيان له، أن "الإمارات شريك مهم في الشرق الأوسط، لكن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي بينما تدعم وتؤجج الكارثة الإنسانية في السودان. علينا أن نستخدم نفوذنا لمحاولة حل هذا الصراع سلميا".</p> <p>وينص القانون الأمريكي على أن يراجع الكونغرس صفقات الأسلحة الكبيرة، ويسمح لأعضاء مجلس الشيوخ بفرض إجراء التصويت على قرارات رفض من شأنها وقف تلك المبيعات. ورغم أن القانون لا يسمح لأعضاء مجلس النواب بفرض مثل هذا التصويت، إلا أن القرارات يتعين أن تحصل على موافقة مجلسي الكونغرس، وألا يعطلها البيت الأبيض بحق النقض، لكي تدخل حيز التنفيذ.</p> <p>وكان السودان قد أمر 15 دبلوماسيا إماراتيا بمغادرة أراضيه، خلال 48 ساعة، شهر ديسمبر 2023، على خلفية اتهامات وجهتها الخرطوم لـ"أبو ظبي" بدعم قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول، محمد حمدان دغلو، الملقب بـ "حميدتي"، هو قائد قوات الدعم السريع في السودان منذ سنة 2010، التي تحارب الجيش السوداني منذ منتصف أفريل الماضي، بالمال والسلاح، حسب ما أعلنت عنه وزارة الخارجية السودانية، التي استدعت القائمة بالأعمال بالإنابة في سفارة الإمارات، وأبلغتها بالقرار.</p> <p>ويأتي قرار السلطات السودانية، بعد نحو أسبوعين من اتهام عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق ياسر العطا، الإمارات، بمساندة قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.</p> <p>وقبل هذا القرار بحوالي شهر، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الإمارات تقدم دعما عسكريا لقوات الدعم السريع.</p> <p>وفي شهر ماي 2024، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أن "السودان يملك أدلة على استقبال مطارات تشاد، لأكثر من 400 رحلة طيران تحمل عتادا حربيا لقوات الدعم السريع من الإمارات"..</p> <p>وحسب وكالة الأنباء السودانية، قال وزير الخارجية، حسين عوض علي، إن "تشاد خصصت مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية، التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري للمليشيا الإرهابية من دولة الإمارات". وأضاف: "رحلات نقل الأسلحة والعتاد تزيد عن الـ 400 رحلة، رصدتها الأجهزة الوطنية السودانية والدولية المتخصصة بتفاصيل الطائرات الناقلة والمسارات التي اتخذتها وتواريخ وصولها وتفريغها".</p> <p> وأشار إلى أن "الجيش السوداني تعامل مع بعض القوافل التي تنقل الأسلحة من تشاد، بعد دخولها الأراضي السودانية"، وهذا مقابل استفادة الإمارات من كل الذهب المهرب من السودان، حيث أصبحت مركزا لغسل الذهب المهرب إلى السوق العالمية.</p> <p>للإشارة، ففي فترة عام واحد فقط من الحرب الأهلية، أصبح السودان موقعا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فبالإضافة إلى عدد القتلى الذين خلفتهم الحرب، فإن البلاد تعيش مجاعة تمس ملايين السودانيين.</p> <p>وفي هذا الإطار، كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 7 ملايين شخص نزحوا داخليا، وفر نحو مليوني شخص إلى البلدان المجاورة، ويحتاج 25 مليون شخص، ما يمثل نصف عدد السكان، بشدة إلى المساعدات الإنسانية. كما تشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص منذ بدء الحرب في أفريل 2023.</p> <p>وحسب خبراء الأمم المتحدة، فقد أنشأت الإمارات عمليات لوجستية لإرسال الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر شبكاتها في ليبيا وتشاد وجمهورية افريقيا الوسطى وجنوب السودان وأوغندا، وتم إخفاء الأسلحة والإمدادات العسكرية في طائرات تحت غطاء المساعدات الإنسانية.</p> <p> </p> <p>لزهر فضيل</p>
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية
2024-11-22 11:00:00
<h2>تجددت الغارات، صباح الجمعة، على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بالإخلاء.</h2> <p> وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بشن إسرائيل غارتين على الأقل، استهدفتا منطقة الكفاءات في الحدث، مشيرة إلى "تصاعد الدخان بشكل كثيف من محيط الجامعة اللبنانية"،</p> <p>وإستهدفت غارتين إسرائيليتين بلدة الناقورة في قضاء صور، وأضاف أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف أيضا بلدتي الناقورة والشعيتية في المنطقة ذاتها.</p> <p>وكشفت وزارة الصحة اللبنانية صباح اليوم الجمعة عن حصيلة محدثة لقتلى الغارات الإسرائيلية وجرحاها أمس الخميس على مناطق متفرقة في لبنان.</p> <p>وأكدت الوزارة إستشهاد 40 شخصا وإصابة 52 في سلسلة غارات على 10 قرى مختلفة في قضاء بعلبك شرقي لبنان، وأضافت أن 12 شهيد و50 جريحا سقطوا في سلسلة غارات أخرى شملت أنحاء عدة في جنوب لبنان.</p> <p> </p>