كلنا شعب واقف !
2025-08-14 14:30:00

<p>نعم، القبائل شعب واقف مثل كل الشعب الجزائري، وهذا لم تعلمنا إياه صحيفة لوبوان الفرنسية في عددها الصادر أمس، القبائل والشاوية والتوارق والعرب في الجزائر كلنا شعب واقف، مثلما وقفنا في وجه الاستعمار وطردناه شر طردة.<br />القبائل الواقفون اسمهم عبان رمضان، آيت أحمد، عميروش وكريم بلقاسم، ممن ربطوا مصيرهم بمصير بن بولعيد وبن مهيدي وزيغوت يوسف وبوضياف وغيرهم من أبطال الجزائر، أما الطبال فرحات مهني ومن معه من عناصر الماك الإرهابي، فقد تبرأت منهم منطقة القبائل، ومعطوب الوناس الذي حاولت فرنسا العزف على وتره لاستمالة شباب المنطقة فقد سجي نعشه بالعمل الوطني، وليس براية الصهيوني بينيت، لنفس الغرض الذي تسعى إليه فرنسا عقودا بعد الصفعة التي وجهها لها شعب الجزائر الواقف بكل أطيافه.<br />لكن فرنسا تلميذ غبي، ويبدو أنها لم تعد تدري كيف تنتقم من الجزائر التي تفوقت عليها سياسيا ودبلوماسيا ووضعتها في حجمها الطبيعي، نظام ناقم وعاجز عن حل أزمات شعبه فصار يحاول تصديرها إلى الخارج، فلعب مرة أخرى على ورقة التفرقة العنصرية، هذه الوصفة التي جربها من عقود أثناء الفترة الاستعمارية، وأحرق طبختها بين يديه عندما اتحد كل الشعب الجزائري بكل مكوناته عرب وأمازيغ وحتى من أصول أوروبية، وحاربوا أكبر قوة في الحلف الأطلسي وافتكوا منها الاستقلال ودفعوا ملايين الشهداء من كل جهات الوطن روت دماؤهم الزكية أرض الجزائر، وجعلت فرنسا الوفية لماضيها الاستعماري تتجرع مرارة فقدانها لجوهرة إفريقيا، ولا تزال تعاني أمام شعب وجيش وحكومة عقدة مزمنة.<br />ملف صحيفة لوبوان، هو محاولة فاشلة لماكرون ونظامه ووزيره العنصري للتفرقة بين الشعب الجزائري، فبعد حكاية الجزائرية الواقفة سنوات التسعينيات، قبل أن ترقد المعنية سنوات في السجن لضلوعها في قضايا فساد، تخرج علينا اليوم بعنوان عريض "القبائل شعب واقف" معتقدة أنها ستغيض الدولة الجزائرية، وهي بهذا الملف المسموم، تريد زرع الفتنة التي طالما غذتها بين الشعب الجزائري، وخسرت رهانها في كل مرة، فشتان بين قبائل يبنون وطنهم، ويساندون أو يعارضون السلطة من الداخل، وبين منتسبين إلى القبائل من خونة الماك، هؤلاء مرفوضون حتى من قبل عائلاتهم هنا في الداخل، لأنهم يدركون أنهم خونة ولا يمتون للقبائل الاحرار بصلة.<br />فرنسا غبية، وقد أفقدتها الجزائر الحرة الابية صوابها، فبعد التهديد والوعيد بالتصعيد ضد الجزائر لتأديبها والمساومات الخسة بالدوس على الاتفاقيات، لم تجد سوى القبائل معتقدة أنها ستمسك الجزائر من اليد التي توجعها، مستعملة نفس الأسلوب الفاشل لنشر التفرقة بين الشعب الجزائري وضرب الوحدة الوطنية، وتنتظر منه أن يعطي نتائج مختلفة.<br />وهكذا يفقد مرة أخرى العميل داود الذي يلعق حذاء ماكرون ويدعي أنه فرنسي أكثر من الفرنسيين كل ذرة كرامة، ويثبت أنه قلم تحت الطلب، وفيا لمهمته القذرة التي مارسها في الصحيفة التي كان يقتات منها في الجزائر، ويؤكد مرة أخرى أنه لم يسع يوميا لتنوير الرأي العام بقدر ما هو يسعى لإرضاء أسياده، مثلما يفقد اليوم سعيد سعدي حنكته السياسية بمشاركته في هذه اللعبة القذرة، محاولا التمييز بين منطقة القبائل وباقي جهات الوطن في النضال والتحرر، ونسي أن رصاصة أول نوفمبر الأولى انطلقت من الأوراس.<br />فرنسا بتهديداتها للجزائر وتحريض ماكرون كومته على الانتقام منها، جعلت الشعب الجزائري يلتف حول دولته ورئيسه وجيشه وحتى الأصوات المعارضة فهمت الغرض من الأساليب القذرة للمستعمر الأبدي، وصار يضحك يوميا من السقوط الحر لباريس على يد القزم ماكرون. <br />على القبائل الأحرار الأوفياء لنضال آيت أحمد، ودماء شهداء المنطقة وما أكثرهم أن ينتفضوا ضد محاولة استغلالهم بهذه الطريقة المهينة لهم كوسيلة لضرب الوحدة الوطنية، وهم سيفعلون ويقفون مرة أخرى أمام أطماع فرنسا ومخططها الصهيوني.</p>
من عين الفكرون إلى البلج !
2025-08-14 07:00:00

<p dir="rtl">من شارع عين الفكرون بولاية أم البواقي، إلى شواطئ تيبازة على مقربة من العاصمة، اكتشف رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مرعبة، عكست درجة العنف الخطيرة التي تزداد تفاقما سنة بعد أخرى وسط المجتمع الجزائري.</p> <p dir="rtl">فقد بينت فيديوهات مرعبة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، اعتداء على رجل مسن وسط الشارع في عين الفكرون بولاية أم البواقي في وضح النهار بالسلاح الأبيض، لسلبه أغراضه على مرأى المارة أحدهم بقي يتفرج وكأنه ينتظر أن ينال نصيبه من الغنيمة، بعد التغلب على الضحية من قبل شابين انعدمت في قلوبهما الرحمة، وتنصلا من أي وازع أخلاقي وخصال الشاوية التي يعرف بها أهل الأوراس الأشم.</p> <p dir="rtl">الجريمة ومشهد الرعب الذي عاشه الضحية، صورته شابة شجاعة لتنشره على مواقع التواصل، وتفضح المجرمين، المعتدين والشاهد الذي لم يحرك ساكنا، وهو ما مكن قوات الأمن من إلقاء القبض عليهم وتقديمهم أمام العدالة بالجرم المشهود.</p> <p dir="rtl">والواقعة الأخرى كانت ضحيتها مجموعة من النساء والأطفال بشاطئ البلج بولاية تيبازة، مجموعة ممن يصطلح عليهم تسمية "العرايا"، العرايا من وازع الضمير، ومن كل الأخلاق ومن الضمير الحي، يصلون إلى الشاطئ عن طريق قارب صيد ويهجمون باستعمال السيوف على مجموعة من العائلات جاءت للاستجمام وأخذ قسط من الراحة معتقدة أن المكان آمن، قبل أن ينزل عليهم الغزاة الجدد، ويعلو صراخ النساء والأطفال، ويتحول المكان إلى ساحة حرب مثل تلك التي صورها فيلم الرسالة من عقود، الفيلم الذي هيأ عقول الشباب والأرضية لانتشار التطرف والعنف، الذي يبدو أن سنوات الحرب على الإرهاب لم تقض عليه، إذ لا تزال الأسرة والمجتمع ككل حقل تجارب للتيار الإخواني والسلفي الذي ابتليت به البلاد.</p> <p dir="rtl">ويبدو أن هناك من يسعى لجعل الجزائر تخلف المملكة السعودية في التطرف الديني بعد أن نفضت مملكة بن سلمان عليها غبار التراث الديني المتطرف، وأغلقت باب الفتوى أمام من يسمون أنفسهم بالعلماء ممن حللوا قتل الأبرياء في الجزائر سنوات العشرية السوداء.</p> <p dir="rtl">هذه الجرائم وسابقاتها إلى جانب ظاهرة اختطاف الأطفال وسرقة المنازل، والعنف ضد النساء في الشارع، التي روعت المجتمع الجزائري والتي تجد تفسيرها في انتشار المخدرات وسط الشباب، قد ساهم في تفاقمها تراجع دور الأسرة التي تتساهل مع الأبناء الذكور، ترمي بهم إلى الشارع دون مراقبة علاقاتهم وتصرفاتهم، ويكفي أن يرتدي الشاب قميصا، ويطلق لحية لتترك له الحرية اعتقادا من اوليائهم أنهم اتقياء، قبل أن يكتشفوا الكوارث التي ابتلى بها المجتمع.</p> <p dir="rtl">حماية المجتمع من هؤلاء لا تكفي بتكيف نشر أعوان الأمن في كل ركن وكل شارع، ورواد مواقع التواصل يرون في العفو في كل مناسبة عن آلاف السجناء أحد أسباب تفاقم الجريمة، حيث يلقى في كل مرة بهم إلى الشارع، ليعودوا إلى أفعالهم، وعليه وجب إعادة النظر في من يستفيد من العفو الرئاسي، حماية للمجتمع، فكثير من الجرائم يقف وراءها مسبوقون قضائيا، فالسجن ليس رادع دائما.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl"> </p>
غزة تغسل العار العربي بدماء شهدائها
2025-08-12 09:00:00

<p dir="rtl">ما زالت غزة تغسل يوميا العار العربي بدماء شهدائها، وما زال الصحفيون مستهدفون من قبل الدولة الديمقراطية الوحيدة المزعومة في الشرق الأوسط، لأنها تريد تنفيذ مجزرتها ضد الإنسانية والتطهير العرقي بدون شاهد ينقل حقيقة جرائمها التي فاقت المحرقة النازية.</p> <p dir="rtl">أمس ارتقى الصحفي الشاب أنس الشريف وزميله محمد قريقع ومحمد الخالدي، وفريق التصوير مراسلي قناة الجزيرة في خيمة الصحفيين، وإن كان الخبر محزن حد الوجع، فهو ليس بجديد علينا بعد أن صار الصحفيون في هذه البقعة الموبوءة بأوسخ جنس في الأرض، يحملون أكفانهم على أكفهم وينتظرون دورهم للارتقاء شهداء دفاعا عن وطنهم وعن رسالتهم النبيلة لكشف جرائم النازية الجديدة ضد شعب أعزل.</p> <p dir="rtl">ثم ماذا نقول عن وصية أنس الشريف الموجعة التي أوصى فيها شعبه بوالدته وبزوجته وابنه وبفلسطين، وتداولتها صفحات التواصل الاجتماعي أنه بذل كل ما يملك من جهد وقوة ليكون سندا لأبناء شعبه منذ أن فتح عينيه على الحياة في مخيم جباليا، يروي بكل تفاصيلها المؤلمة ما يعانيه الصحفيون في غزة وفي كل فلسطين من بطش واستهداف على يد الجيش الصهيوني، مثلما سبق واستهدفوا شرين أبو عاقلة وغيرها من الشهود على جرائم الكيان.</p> <p dir="rtl">وليبرر الكيان أمام الغرب والعرب المتواطئين معه والمؤيدين له في مخطط التطهير العرقي في غزة واحتلالها بالكامل من جديد، ادعى جيش الكيان أنه قضى على إطار من حركة حماس ينتحل صفة صحفي، وأنه كان ينسق مع المقاومة في تنفيذ عملياتها، مع أن الشهيد كان يطلع يوميا على الشاشة يقدم تقاريره الصحفية وينقل حقيقة ما يجري في القطاع، على أمل أن تصحى ضمائر العالم والأنظمة العربية لفك شعبه من مخالب سفاح فاق هتلر في جرائمه. <span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">وبذكر هيتلر وما نسب إليه من جرائم ضد اليهود، فقد عنونت أمس صحيفة "بيلد" الألمانية النازية سابقا، على صفحتها الأولى "مقتل إرهابي متنكر بزي صحفي في غزة" وترفق الخبر بصورة الشهيد أنس الشريف، وكأنها تحاول التكفير عن عقدة ذنب عن جرائم بلادها في حق اليهود، بتبرير ما تقوم به الصهيونية الأخت التوأم للنازية في غزة.</p> <p dir="rtl">وبهذه الجريمة التي يراد منها طمس أي صوت يحاول فضح جرائم الكيان، يرتفع عدد الشهداء من مهنة المتاعب، أو بالأحرى عدد الشهود على فضائع الكيان، إلى 238 صحفية وصحفي وعاملين في حقل الاعلام منذ بدء العدوان على غزة.</p> <p dir="rtl">أين قادة العالم الذين ساروا في باريس تنديدا بمقتل صحفيي "شارلي إيبدو" سنة 2015 من كل ما يجري في غزة، من استهداف للصحافة ولشعب برمته وللمفارقة كان بينهم جزار غزة ناتنياهو إلى جانب محمود عباس.</p>
