خيانة متعددة الأوجه !

2025-09-11 07:00:00

banner

<p dir="rtl">لم تخدع أمريكا ولا الكيان دولة قطر عندما خططت لاغتيال قادة حماس في الدوحة، بل قطر والعرب هم من خدعوا ويخدعون أنفسهم بأنفسهم، فحتى وإن لم يبلغ ترامب قطر بنية الكيان استهداف خالد مشعل والوفد المرافق له إلى الدوحة لمناقشة المقترح الأمريكي لوقف العدوان على غزة مثلما فعل وأكد ذلك في ندوة صحفية، فإن السلطات القطرية وقناة الجزيرة التي تدعي أنها تعرف كل شيء كان عليها أن تعرف أنها خطة مدبرة للقضاء على حماس، فقد أمرها ترامب بإيواء وفد حماس في فيلا وليس في فندق ما يعني أن طبخة مدبرة بين تل أبيب وواشنطن وليس للدوحة أن تحتج أو ترفض تنفيذ جريمة على أرضها، كان علي قطر ووفد حماس أن يستعيضوا مما فعلته أمريكا والكيان مع إيران، عندما طمأن ترامب طهران بنيته التوصل إلى حل الأزمة عن طريق المفاوضات، ليعطي من جهة أخرى الضوء الأخضر لناتنياهو لضربها.</p> <p dir="rtl">الكل يلوم دولة قطر، ما فائدة قاعدة "العديد" إذا كانت لا تحمي الدوحة من عدوان مثل الذي استهدفها أمس؟ ولماذا لم تتصد لصواريخ الكيان مثلما فعلت مع الصواريخ الإيرانية من أسابيع، والحقيقة تتضح يوما بعد يوم أن قطر هي مجرد دولة وظيفية تابعة لأمريكا وتؤتمر بأوامرها، وأمريكا نفسها تؤتمر بأوامر اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في الغرب برمته، وهي بهذا لن تقو على رفض أية أوامر، ورغم أن أمريكا أبلغتها بخطة إسرائيل للقضاء على وفد حماس، لم تحرك ساكنا، وهي من أعطت الأمان لخالد مشعل ومرافقيه لحضور المفاوضات ربما كانت تدرك مسبقا أنها مطب للإطاحة بمن تبقى من زعماء الحركة.</p> <p dir="rtl">ليست قطر وحدها الشريك في هذه الخدعة، فقد مرت طائرات الكيان الـ 15 بأجواء عربية منها الأردن التي تصدت سابقا للصواريخ الإيرانية المستهدفة للأراضي المحتلة، وبقيت أميرتها سلمى مكتوفة الأيدي وهي التي تفاخرت بإسقاطها صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى الكيان، فالخيانة متعددة الأوجه، والمؤامرة ليست على فلسطين وحدها، فبعد أن ابتلع الكيان الدول المطبعة وجعل منها حارسا لأمنه، لن تبق أرض عربية واحدة في مأمن من أطماعه التوسعية.</p> <p dir="rtl">أين دويلة الإمارات التي أدانت مقتل صهاينة في عملية على يد المقاومة الفلسطينية، وقدمت تعازيها لأسر الخنازير التي نفقت؟ أم أنها ستدعو هي الأخرى لضبط النفس مثلما فعل ملك البحرين.</p> <p dir="rtl">الكيان ضرب خلال بضعة ساعات دولتين عربيتين، الدوحة وقبلها بساعات ميناء سيدي بوسعيد مستهدفا سفينة إسبانية ضمن سفن الأسطول المتجه لفك الحصار على غزة، وفي الوقت الذي اكتفت الدوحة بالإدانة، راحت تونس تكذب الخبر وتقول أنه انفجار على ظهر المركب سببه قداحة سجائر مع أن كاميرات التقطت صورا للطائرة المسيرة التي قصفت السفينة، وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف الكيان تونس، فقد سبق ودخلت مجموعة صهيونية مسلحة سنة 1988 إلى تونس واغتالت القيادي الفلسطيني خليل الوزير المدعو أبو جهاد.</p> <p dir="rtl">الكيان لا يخفي مشروعه، ولن ينفع دول الخليج تقديم الهبات والملايير لترامب، فأمير قطر لم يحمه الألف مليار دولار الذي أهداه لترامب، ولا الطائرة بقيمة 400 مليون دولار التي قدمها هدية له شخصيا، فها هو ترامب يتبول على الجميع ويعترف بموافقته على الاعتداء وأنهم لا يزنون عنده وزن ذبابة، فالاعتداء على قطر هو اعتداء على كافة دول الخليج التي سبق لها وتآمرت على الحوثيين وقادت تحالفا خليجيا ضدهم لكنها اليوم تقف مكتوفة الأيدي وتدعو لضبط النفس جبنا.</p> <p dir="rtl">الضربة أمس في قطر وتونس، وقبلها في سوريا ولبنان، وكل الاحتمالات مفتوحة على الأسوأ، فالدور قادم على العرب جميعا، لكنهم يتجهون للمذبحة كقطعان المواشي دون مقاومة، فبعد أن تآمروا على القذافي والأسد، ووظفت قطر جزيرتها لنشر الفوضى في الوطن العربي لإضعاف الأنظمة، ها هو السحر ينقلب عليها ومصيرها لن يكون أرحم من مصير ليبيا وسوريا وسيلتهمها المشروع الصهيوني طال الزمن أم قصر.</p>

العلامات اساطير

رأس ماكرون هو المطلوب !

2025-09-10 08:00:00

banner

<p dir="rtl">الأرض تهتز تحت أقدام إيمانويال ماكرون في فرنسا، بعد حجب ثقة لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، من قبل البرلمان أول أمس بالأغلبية عن رئيس وزرائه فرانسوا بايرو الذي أجبر على تقديم استقالته، ما يضع الرئيس الفرنسي في موقف حرج وهو الذي رفض أن يمنح هذا المنصب لتيار اليسار الفائز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية السابقة، وكان ماكرون قد حل البرلمان طمعا في الحصول على أغلبية تمكنه من مواجهة المعارضة الشرسة، التي تحاصره بسبب سوء تسييره للبلاد وبسبب الأزمات التي غرقت فيها فرنسا، بعد طردها من إفريقيا وانخراطها في حرب أوكرانيا، ناهيك عن أزمة ديون ازدادت تراكما منذ دخوله قصر الاليزيه.</p> <p dir="rtl">استقالة بايرو ومعه حكومته وعلى رأسها روتايو الذي جعل من عدائه للجزائر مهمته الرئيسية، لكن الذي يجب أن يرحل في الحقيقة هو ماكرون، وكل نظامه<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>وهذا هو مطلب الشعب الفرنسي برحيله هو وليس فقط الحكومة، وهو ما أكدت عليه انتفاضة السترات الصفراء المقموعة، لكن ماكرون لا يزال يتشبث بمنصبه رغم الصفعات التي تلقاها مرارا، ليس على مدرج الطائرة خلال زيارته لفيتنام من طرف المدعو بريجيت فحسب، بل الصفعات التي تلقاها في الانتخابات البرلمانية، ومن الشارع الفرنسي الموعود اليوم بانتفاضة عارمة مطالبة وبإضراب شامل مع دعوة الفرنسيين لسحب أموالهم من البنوك، ناهيك عن الصفعات التي تلقاها مرارا خلال زيارته البيت الأبيض، ومن طرف الرئيس الروسي بوتين الذي يتحداه يوميا أن يدخل الحرب إلى جانب أوكرانيا.</p> <p dir="rtl">ماكرون يرفض الاعتراف أن رأسه هو المطلوب من قبل الشعب الفرنسي الغارق في الفقر والجوع، وما زال يتمسك ببقائه في السلطة حتى 2027، وربما فيما بعدها لأنه يطمع في رئاسة الاتحاد الأوروبي، فهو يطمح أن ينقذه اليمين المتطرف من السقوط، ومن يسار ميلانشان الذي تآمر عليه سابقا وحرمه من رئاسة الحكومة، وبالتالي فمن المحتمل أن يسند الحكومة لزعيم اليمين بارديلا، ما سينبئ بكارثة وبانهيار للنظام الفرنسي إذا ما تقلد هذا الجاهل بالقوانين منصبا بهذه الحساسية في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الفرنسي إلى منقذ من قامة رئيسهم الأسبق الجنرال ديغول، لأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعيشها فرنسا شبيهة بظروف سقوط الجمهورية الرابعة ومجيء المخلص ديغول إلى السلطة.</p> <p dir="rtl">ومهما كانت الشخصية التي ستخلف بايرو على رأس الحكومة الفرنسية، فإن فرنسا موعودة بالغرق في أزمات متشابكة على رأسها المديونية التي فاقت 3415 مليار يورو يضاف إليها ما لا يقل عن 107 مليار يورو مع نهاية كل سنة قيمة الفوائد المترتبة عن الديون، الأمر الذي سيضعف ماكرون في الداخل، وكذلك في الخارج وهو الذي يحاول التغطية على الواقع<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>الفرنسي بافتعال أزمة مع الجزائر والتهديد بالدخول في حرب مع روسيا دفاعا عن أوكرانيا.</p> <p dir="rtl">إنها لعنة الجزائر ولعنة دماء الشهداء وضحايا فرنسا الاستعمارية في القارة السمراء التي ستبقى تلاحقها حتى الانهيار والتفكك.</p>

العلامات اساطير

أسئلة كثيرة ومسؤوليات متشابكة !

2025-09-09 07:00:00

banner

<p dir="rtl">بدأت تظهر بعض خيوط اللعبة، ولا أقول المغامرة التي قام بها ثمانية أطفال قصر، ركبوا البحر وصولا إلى شواطئ إسبانيا من يومين، وبدأت تظهر التناقضات في حديثهم، حيث خرجوا يتحدثون على التيك توك يروون تفاصيل رحلتهم التي يبدو أنها لم تكن مضنية، ما يعني أن هناك حلقات مفقودة في الرحلة، حيث لم يظهر عليهم التعب ولم يصب أحدهم بدوار البحر، يظهرون وكأنهم سافروا على متن طائرة وليس في قارب صيد، فمرة يقول أحدهم أنهم سرقوا القارب، ومرة أخرى ينفي السرقة ويقول أن أشخاصا ساعدوهم في تنفيذ خطتهم، ويتحفظ عن ذكر الأسماء، ما يجعلنا نشك أن العملية مدبرة، وربما كان من يريد لهم نهاية مأساوية مثل حادثة حافلة الحراش لاستعمالها من قبل أعداء الجزائر في الداخل والخارج، ومن قبل المعارضة المشبوهة في حربها على ما تسميه بالنظام، خاصة وأنها تزامنت مع الحدث القاري الهام، معرض التجارة الافريقية البينية الذي تحتضنه الجزائر هذه الأيام.</p> <p dir="rtl">ليسوا<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>أطفالا أبرياء مثلما يتبادر إلى الأذهان، ولا هم أبطال، فجيل "زاد" الذي ينتمون إليه، هو جيل العولمة الذي فتح عينيه على الفايسبوك والتيك توك والنتفليكس، يعتقد أن كل شيء مباح، وأن لا شيء يحد بصره ولا طموحاته، ويريد الحياة التي يراها في الأفلام دون بذل أدنى مجهود، بما فيها النجاح في الدراسة كأهم واجب من واجباته، وتجده ناقم على البلاد لأنها لم تعطه حقه مثلما ردد أحدهم، لأن لا أحد علمه أنه قبل أن يطالب بحقوق هناك واجبات، وأولها الالتزام بدروسه، وفي حالة هؤلاء المراهقين لا أحد منهم متمدرس، ولا أقول ضحايا تسرب مدرسي، بقدر ما هم ضحايا أسر مستقيلة من دورها التربوي، والدليل أن لا أحد خرج من أوليائهم قلقا على مصيرهم، مما يوحي بأنهم من شجعوهم على الحرقة، أحد الأولياء فقط علق على الحادثة بعبارة " تهنيت منه"، أي أنه ارتاح من وجع الرأس الذي كان يسببه له، ونسي أنه هو المسؤول عن تنشئة ابنه.</p> <p dir="rtl">المؤسف هي التعليقات عبر وسائل التواصل، والرسائل التي وجهها المتفاعلون مع الأطفال القصر، يشجعونهم فيها على الحرقة كمراهقين مدعين أنها الأفضل وأنهم يتلقون معاملة أحسن، ما يعني أن الحادثة ستؤدي إلى انفجار حقيقي للظاهرة، في الغياب المعتمد لحراس الشواطئ الذين لم يقوموا بدورهم لمنع هؤلاء الأطفال من الحرقة، ، فالمعروف أن تمنفوست توجد بها مدرسة البحرية، ومن المفروض أن حراسة الشواطئ في منطقة عسكرية تكون مشددة.</p> <p dir="rtl">الأسئلة المطروحة بشأن العملية كثيرة، والمسؤوليات متشابكة، لكن تبقى المسؤولية الأولى على عاتق الأسر المستقيلة من واجبها التربوي وهذه هي الكارثة&nbsp;!</p>

العلامات اساطير