خطاب هيرتسوك
2023-07-22 12:00:00
<p>على الرغم من وصف الرئيس الأميركي جو بايدن لحكومة المستعمرة الائتلافية التي يقودها نتنياهو على أن لديها "واحدة من أكثر المواقف تطرفاً"، وتصريحات من قبل مسؤولين أميركيين تقول أن الولايات المتحدة تجري تقييماً لعلاقاتها مع المستعمرة، بهدف كما قال السفير الأميركي لدى تل أبيب: "حتى لا تخرج عن القضبان"، أي أن لا تكون تل أبيب خارجة عن المألوف السياسي والمنطقي وفق المعايير الأميركية الأوروبية. </p> <p><br />الصحفي الأميركي توماس فريدمان، في مقال له نشرته النيويورك تايمز، من أن خطة حكومة نتنياهو حول "الإصلاحات القضائية" تهدد "المصالح المشتركة، بين الولايات المتحدة والمستعمرة" وأن "إعادة تقييم العلاقات بين واشنطن وتل أبيب أمر لا مفر منه"، ومع ذلك وقف اجتماع مشترك لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، أمام رئيس المستعمرة اسحق هيرتسوك، لإلقاء خطاباً له يوم الأربعاء 19 تموز يوليو 2023، بمناسبة مرور 75 عاماً على قيام المستعمرة الإسرائيلية على أرض فلسطين عام 1948.</p> <p><br />احتفلوا ورحبوا برئيس المستعمرة هيرتسوك باستثناء قلة من النواب: رشيدة طليب وإلهان عمر، ومعهن نواباً مؤيدين لفلسطين. </p> <p><br />هيرتسوك شكر الولايات المتحدة على دعمها اللامحدود للمستعمرة، وتطلع إلى مزيد من إضافات التطبيع مع البلدان العربية، عبر المسيرة التي أقامتها وفرضتها واشنطن على بعض العواصم العربية، واستبعد التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين مع وجود عمليات مسلحة تستهدف الإسرائيليين.<br />النائب براميلا جايابال من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي وصفت المستعمرة على أنها "دولة عنصرية"، فقدم رئيس مجلس النواب من الحزب الجمهوري كيفن مكارثي رداً عليها يؤكد دعم الولايات المتحدة الثابت لتل أبيب، وطالبوا بعزل النائبة من رئاسة المجموعة البرلمانية التقدمية في مجلس النواب.</p> <p><br />المظاهرات تتواصل في فلسطين من قبل قطاعات واسعة من الإسرائيليين، بينما يُعبر الكونغرس الأميركي عن دعمه للمستعمرة، ويرفض المساس بها، رغم ما تقارفه من جرائم بحق الفلسطينيين، تعتبره منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش الأميركية، وآمنستي البريطانية، وحتى إسرائيلية بتسيليم، على أنه سلوك عنصري: أبارتهايد، ومع ذلك نجد أن نواب أميركا وشيوخها، لا يسمعون، لا يرون، لا يفكرون، بل وفاعلون في تبنيهم وتغطيتهم للمستعمرة وتبرير سلوكها الاستعماري الإجرامي.</p> <p><br />استقبال هيرتسوك وخطابه أمام مجلسي الكونغرس، معابة سياسية، وتجاوز قيمي، واستهتار بحقوق الإنسان، نظراً لما تفعله المستعمرة الآن ويومياً، بحق الشعب العربي الفلسطيني، من قتل وتدمير واغتيالات بشكل فردي وجماعي بدون أي اعتبار للإنسان من أطفال ونساء وكهول من المدنيين، فإلى متى؟؟.</p> <p> </p> <p>حمادة فراعنة </p>
عندما تتغلب بصيرة السلطة!
2025-12-06 06:00:00
<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>
وماذا عن إخوان الجزائر؟
2025-12-04 06:00:00
<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl"> </p>