قبل زيارة بكين!
2023-07-17 09:00:00

<p class="p1" dir="rtl"> </p> <p class="p1" dir="rtl">ما إن قرر الرئيس تبون زيارة رسمية إلى بكين بدعوة من الرئيس الصيني، بعد الزيارة الناجحة التي قام بها إلى روسيا الشهر الماضي، حتى بدأت أبواق المخزن تنشر الأكاذيب على أن دول "البريكس" رفضت مطلب انضمام الجزائر إلى المنظمة، والمصيبة أن مواقع منسوبة إلى صحفيين جزائريين سقطت في اللعبة ونشرت هذه الادعاءات المخزنية، مع أن الرئيس تبون صرح في حوارات سابقة أن انضمام الجزائر إلى "البريكس" سيكون في البداية كعضو ملاحظ ، قبل أن تقرر الانضمام رسميا، ورغم أن دولا مثل روسيا وجنوب إفريقيا كعضوين مؤسسين للتنظيم رحبتا بمطلب الجزائر الانضمام إليها، وسبق للبرازيل من سنوات الطلب من الجزائر الالتحاق بالتنظيم في العهدة السابقة للرئيس ولم ترد الجزائر على الطلب.</p> <p class="p1" dir="rtl">وإن كانت الصين لم تعلق على المطلب الجزائري إلا أنه لا يمكن أن تعترض على انضمام بلادنا إلى المجموعة كونها المتعامل الاقتصادي والتجاري الأول للجزائر بحصة سوقية تبلغ 17 بالمائة، حتى قبل فرنسا وإيطاليا، ومن المستبعد أن تعترض بكين على الطلب الجزائري ما دامت تحرص على تقوية شراكتهما في مجال المعادن والطاقة وغيرها.</p> <p class="p1" dir="rtl">ما يقلق المخزن في سياسة الرئيس تبون الخارجية والزيارة الأكثر من ناجحة إلى روسيا هوما خصه الرئيس بوتين بحفاوة استقبال، والرئيس تبون يسير على خطى الرئيس الراحل هواري بومدين، وسعيه للعودة بالجزائر لأمجاد الرئيس الراحل بدفاعه عن القضايا العربية ومناصرته للقضايا الإنسانية العادلة كقضيتي فلسطين والصحراء الغربية، ناهيك عن القرارات الجريئة التي اتخذها في العلاقة مع فرنسا، وتحديه للتهديدات والضغوطات التي تلقاها لمنعه من الزيارة التاريخية إلى موسكو والخطاب الجريء الذي ألقاه هناك.</p> <p class="p1" dir="rtl">ليست الجزائر وحدها من تكسب من انضمامها إلى "البريكس" بل دول المجموعة هي من ستستفيد من عضوية أهم بلد إفريقي من حيث المساحة والتاريخ والثروات ومن مواقفه السياسية الشجاعة الصادقة.</p> <p class="p1" dir="rtl">وأمام هذه الحملات الإعلامية والبروباغندا ضد مجموعة "البريكس" وضد البلدان التي تنوي الالتحاق بها، والتي لا يستبعد أن تكون دولة الاحتلال وراءها، لأن ظهور أقطاب اقتصادية وجيواستراتيجية جديدة سيؤدي إلى إضعاف الغرب الذي يدعم دولة الاحتلال ويمدها بالسلاح والمال.</p> <p class="p1" dir="rtl">وبالتالي فإنه على المجموعة أن تطلق وسائل إعلام قوية لمواجهة الحملات الإعلامية الغربية الكاذبة والتي تسيطر على المشهد الإعلامي العالمي، لأن شعوب العالم بحاجة لإعلام نزيه وصادق، فحتى الشعوب الأوروبية التي تعاني من تبعات الأزمة الأوكرانية لم تعد تثق فيما تبثه القنوات والصحف الغربية من أكاذيب وتشويه الحقائق واملاءات الناتو على هذه القنوات.</p> <p class="p1" dir="rtl">على المجموعة أن تولي اهتماما كبيرا لدور الإعلام في الحرب الدائرة ضد النظام العالمي الجائر الذي تقوده أمريكا والذي أصبح يتنافى والقيم الإنسانية ومبادئ الديمقراطية الحقة وليست ديمقراطية الحروب واسترقاق الشعوب ونهب ثرواتها.</p>
"واستعينوا على حوائجكم بالكتمان !"
2025-06-30 06:00:00

<p dir="rtl">باشرت مؤسسة الجيش الوطني الشعبي السنوات الأخيرة جملة من المشاريع الصناعية في مجالات متعددة من صناعة ميكانيكية إلى صناعة المدرعات والدرونات والطائرات، مرورا بصناعة السفن والزوارق وكلها بأيادي جزائرية بنسبة إدماج لأغلبها 100 بالمائة، وهذا من أجل بناء قدراتها الدفاعية، كما تسعى للانفتاح على القطاع المدني العمومي، في قطاع السيارات على سبيل المثال، وهذا ما ظهر جليا في معرض الجزائر الدولي الذي تفوقت فيه الصناعات العسكرية للمرة الثانية على التوالي وجلبت أجنحتها المتعددة الزوار والصناعيين.</p> <p dir="rtl">هذه المؤسسة الاستراتيجية لم تعد تستورد فقط سلاحها من الخارج وتحديدا من روسيا، بل بدأت تطور قدراتها شيئا فشيئا حيث فرضت عليها الأزمة الأمنية النهوض بقدراتها الإنتاجية بعدما فرضت عليها عقوبات من قبل الدول وخاصة الأوروبية وأمريكا عندما حرمتها من استيراد ما تحتاجه من سلع ومن السلاح لمواجهة الجماعات الإرهابية عقابا لها على وقف المسار الانتخابي، ما جعلها اليوم تباشر الاعتماد على نفسها في عديد المجالات وربما لتعميم هذه التجربة على أسلحة أكثر تطورا، مثلما فعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي جعلت من العقوبات التي فرضتها عليها أمريكا والغرب طوال أربعين سنة فرصة للاعتماد على نفسها وتتفوق في صناعة أسلحة جد متطورة وصواريخ عجزت القبة الحديدية في حربها الأخيرة مع الكيان عن التصدي لها، فلأول مرة بعد طوفان الأقصى تتلقى دولة الاحتلال ضربة غير مسبوقة باستهداف مؤسساتها الاستراتيجية ومعاهد بحوثها، لو لم تسارع أمريكا ترامب لاحتواء الأزمة لانهار الكيان أمام القوة العسكرية لإيران.</p> <p dir="rtl">ونحن بدورنا وأمام التحديات والتهديدات التي تتربص ببلادنا علينا أن نضع كل ثقلنا في الصناعات العسكرية والتفوق فيها استعدادا لأية مواجهة تفرض على بلادنا، ومؤسستنا العسكرية قادرة على رفع هذا التحدي الإلزامي وليس اختياري، فالكيان الصهيوني لم يعد فقط محتلا لفلسطين، بل باتت على مقربة منا وانشأت القواعد والمستشفيات العسكرية على حدودنا استعدادا لأية مواجهة مع الجزائر نيابة عن عدونا التقليدي المملكة المغربية.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">ومثلما تفوق السلاح الإيراني وانتصر على الكيان، سيتفوق حتما السلاح الجزائري، لكن هذا لن يكون إلا بالعمل في صمت وفي سرية تامة حتى لا نتعرض لأية مضايقات أو مساومات مثلما حدث مع التجربة العراقية، ولحماية المشاريع الإستراتيجية حتى تصل إلى نهايتها، ولا نتعرض للمضايقات والمنع مثلما حدث مع المشروع النووي بعين وسارة في عهد الشاذلي بن جديد أين أرسلت أمريكا وفدا على رأسه السيناتور الأسبق والرئيس الأمريكي لاحقا<span class="Apple-converted-space"> </span>جو بايدن، سنوات الثمانينيات لوضع حد لهذا المشروع خوفا من التوصل إلى امتلاكنا السلاح النووي، مثلما فعلوا مع العراق، ويحاولون حاليا مع إيران مع أن المشروع النووي في الجزائر كان لأغراض مدنية بحتة ومع ذلك منعنا من الاستمرار فيه.</p> <p dir="rtl">وعملا بالمثل الشعبي القائل " ما بكي لك غير شفرك، وما يحك لك غير ظفرك، وهو يعني أن لا أحد يخدمك مثلما تخدم نفسك، علينا أن نصنع قوتنا في شتى المجالات بسواعد أبنائنا، مثلما علينا أن نصنع غذائنا بأنفسنا، فهذا هو الضمان الوحيد لاستقلالية قرارنا وضمان أمننا الغذائي الذي لا يقل أهمية عن أمننا العسكري".</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p>
الانضباط سر النجاح
2025-06-28 14:45:00

<p>"سجلت دفعات مدارس أشبال الأمة هذه السنة نتائج ممتازة، حيث تحصل 484 شبلا على شهادة التعليم المتوسط بنسبة نجاح 100%"، هذا الخبر أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني، اليوم ، وهو نفس البيان الذي يتكرر كل سنة في امتحانات نهاية مرحلة كافة الأطوار التعليمية التي تشرف عليها مدارس أشبال الأمة، وهي نتائج تدعو للفخر لأن سرها الوحيد يكمن في الانضباط الذي يميز هذه المؤسسات التعليمة.</p> <p> </p> <p>. شخصيا كنت آمل أن تكون مثل هذه النتائج أو ما هو أقرب إليها، سمة تتقاسمها جميع المدارس الجزائرية من التعليم الإبتدائي إلى المتوسط فالتعليم الثانوي والبكالوريا، وهذه الأمنية ليست بعيدة المنال أو صعبة التحقيق عندما تتظافر جهود جميع مكونات الأسرة التعليمية، من العائلة إلى المعلمين والأساتذة والمدرسة ككل والوزارة ومديريات التربية. كلنا نفرح بتحقيق أبنائنا للنجاح المأمول ونفرح أكثر عندما يكون هذا النجاح بدرجة الإمتياز لكن هذا الفرح العارم لا يكون إذا لم يرافقه الانضباط الصارم الذي يلتزم به التلميذ وجميع مكونات الأسرة التعليمية منذ بداية دورة التمدرس في الإبتدائي وحتى في المرحلة التحضيرية. مثل هذه النجاحات في مدارس أشبال الأمة التي تجعلنا نفتخر لا يمكن التحجج بصعوبة تحقيق نفس النتائج أو ما يقترب من ذلك، بأن نلوم المدرسة العمومية ونصفها بالعقيمة لأن ما ينقصها فقط هو الانضباط لأن هذه المدرسة هي أيضا يتخرج منها نوابغ في شتى التخصصات لا لشيئ سوى لأن التلميذ فيها ومن حوله في المحيط التعليمي لا يخلطون بين الوقت المخصص للتعلم والمراجعة وأوقات اللعب والراحة.</p> <p> </p> <p>الضرر الكبير الذي يتركه قلة الانضباط أو غيابه يمكن أن نعطي مثالا عنه، عندما يغادر تلاميذ أقسام نهاية كل فترة تعليمية لمقاعد الدراسة، خاصة في نهاية مرحلة التعليم الثانوي، بحجة التفرغ للمراجعة وهذا بإيعاز من بعض المعلمين والأساتذة الذين يشجعونهم على مغادرة مقاعد الدراسة باكرا ليتفرغوا لاستقبالهم في حصص الدروس الخصوصية التي انتشرت بشكل مرعب في ال35 سنة الأخيرة، ولم يجد الأولياء أي سبيل لعدم الحاق أبنائهم بها، فلو كانت هذه الدروس مكملة فعلا للمجهود الذي يتم بدله في المدرسة لوصلنا إلى نتائج نجاح تقارب ما تحققه مدارس أشبال الأمة. فهذه الظاهرة، أي الدروس الخصوصة، التي لم تكن موجودة نهائيا قبل سنة 1990، تغولت إلى درجة أن ظاهرة ترك مقاعد الدراسة مع بداية الفصل الدراسي الثالث أصبحت سنة ابتدعها بعض المعلمين على مدى أكثر من ثلاث عشريات، وها هي النتيجة الآن أن أصبحت الأقسام النهائية في التعليم الثانوي فارغة من التلاميذ. الأولياء أيضا لهم دور كبير في بسط الانضباط في الدورة التعليمية المتكاملة، فكم من متمدرس يحتضنه الشارع وفضاءات اللعب في الأحياء لعدة ساعات بعد الانصراف من المدارس، وقد يستمر الأمر إلى ساعات متأخرة من كل أمسية دون رقيب، زيادة على الأثر المدمر الذي تخلفه الهواتف النقالة ومختلف الأجهزة الإلكترونية عندما تستغل في اللعب، عوض التحصيل العلمي للتلميذ.</p> <p> </p> <p>. ومع كل هذا، نجد أن الكثير من الأولياء يصطدمون بالنتائج المخيبة لأبنائهم في نهاية كل فصل دراسي، مع أن الأمر ما هو إلا انعكاس لنقص أو تراجع الانضباط الذي يبدأ وسط العائلة وينتقل إلى المدرسة.</p> <p> </p> <p>هنا يتأكد أن الانضباط هو السر الوحيد في النجاحات المفخرة التي تحققها مدارس أشبال الأمة، لأن كل مكونات الدورة التعليمية تقوم بمهامها على أكمل وجه، فالتلميذ له ساعات دراسة يومية محددة بانضباط علمي دقيق، وله وقت للراحة ولممارسة الرياضة، ثم وقت للمراجعة المسائية فالنوم المبكر، ولا أعتقد أن هذا الأمر، مستحيل التحقيق، ولا يمكن توفيره في المدارس الأخرى غير التي تخضع لنظام التعليم في مدارس أشبال الأمة التي يكون فيه الإنضباط سر النجاح. فألف مبروك للتلاميذ وللمشرفين على هذه المدارس.</p> <p> </p> <p>لزهر فضيل</p>
