هل لبنان مقاطعة فرنسية !؟

2025-08-02 17:00:00

banner

<p>كنت دائما اعتبر أن لبنان ليس بدولة ولا يمتلك مقومات هذا التنظيم السياسي أو المؤسسة السامية وفق التعريف الحديث لمفهوم الدولة، بل هو فقط إقليم جغرافي تتقاتل عليه مجموعة من الطوائف فشلت في أن تكون شعبا موحدا، لتشكيل المقوم الثاني بعد الرقعة الجغرافية لتشكيل الدولة، لكن اليوم وبعد زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون لبلادنا وبعد حفاوة الاستقبال الذي خصه به رئيسنا، والمساعدات القيمة التي قدمها إلى لبنان لتساعده على تجاوز أزمته، اكتشفنا من خلال النقاش الإعلامي الدائر في لبنان حول هذه الزيارة، أن لبنان صار مقاطعة فرنسية، وإلا كيف نفسر غضب عميد متقاعد في قناة تلفزيونية لبنانية-هذه القناة التي كانت متخصصة في استضافة المنجمين والمغنين- يتساءل بغضب: "أنا فعلا أتساءل من هذا العبقري الذي نصح الرئيس عون بزيارة الجزائر بالرغم من أنه في هذه اللحظة مش مطلوبة، هذه الدولة التي لها مشاكل مع كل العالم، والجزائر علاقاتها متوترة مع فرنسا والتمثيل الدبلوماسي غير موجود بين الدولتين، ونحن نستنجد بفرنسا، كيف نزرو الجزائر اللي بينها وبين فرنسا خلافات كبيرة".<br />لم يكتف هذا المحلل فقط بالدفاع عن فرنسا، بل ذهب حتى الدفاع عن المغرب الذي ليس بينه وبين الجزائر سفارات، وذكر حتى خلافاتنا السابقة مع إسبانيا، في محاولة لتمديد قائمة الدول التي بيننا وبينها قطيعة سياسية حسب منظوره، ولم ينس خلافنا مع مالي ودول منطقة الساحل وقال افتراء بشأنها أنه ليس بيننا وبينها سفراء، دون أن يصححه من شاركه في حوار الطرشان هذا.<br />ونحن أيضا نتساءل بدورنا أين كان هذا الناكر لجميل الجزائر عندما قدمت بلادنا السنة الماضية بواخر من الوقود مجانا إلى لبنان عندما كان غارقا في الظلام، وأخرجته من الظلمات إلى النور، وعندما سارعت لتقديم المساعدات بعد تفجير مرفأ بيروت في صائفة 2020 في عز أزمة كورونا؟ وأين كانت فرنسا التي يدافع عنها ويترجى كرمها من هذه الأزمة ومن كل الأزمات التي تعصف من عقود بلبنان؟<br />أليست فرنسا هي من شاركت في تقطيع أوصال المنطقة في سايكس بيكو، وفرقت بين شعبها عنما منحت مسيحيي الشرق دولة في لبنان، رغم التنوع الديني الذي ميز طوال قرون المنطقة وعاش سكانها في وئام؟&nbsp;<br />ثم لماذا لم تعجل بإيجاد حلول لكم كل هذا الوقت الضائع في الانتظار ودون جدوى، وهي المكون الأساسي من قوات اليونيفل (قوات حفظ السلام) بلبنان منذ الحرب الأهلية، غير أنها ساهمت في تعميق الصراع الطائفي، واستعداء حزب الله المقاومة الوحيدة في لبنان التي لا تزال تدافع عن البلاد؟<br />هل فرنسا هي من أدانت عدوان الكيان المتكرر على لبنان في مجلس الأمن، مثلما فعلت الجزائر وما بذلته من مساعي لوقف انتهاكات الكيان للسيادة اللبنانية، ودعمت تمديد مهمة اليونيفل هناك؟<br />نحن لا نتأسف أبدا على المساعدات التي قدمتها الجزائر وتقدمها إلى هذا البلد من غير من ولا شكور، بما فيها التعهدات المالية (200 مليون دولار) التي تحدث عنها الاعلام أن الرئيس اللبناني عاد بها إلى بلاده، لأن لنا في هذا البلد الكثير من الأصدقاء يعترفون بجميل الجزائر على بلادهم ويكنون لنا محبة صادقة، لكننا في الجزائر ندرك دائما أنه ينطبق علينا المثل الشعبي : "موكولة ومذمومة كي الكرومة"، أي مثل لحم رقبة الخروف فرغم ذمه أكله مرغوب.</p>

العلامات اساطير

هكذا عرفت الرجل !

2025-07-30 07:00:00

banner

<p dir="rtl">ككل سنة يغمرني الفخر والفرح وأنا أتابع استقبال الرئيس تبون لنجباء البكالوريا وتكريمهم واحتضانهم واحتضان آمالهم وأحلامهم المستقبلية، وبعيدا عن أي تملق، أجد لقاء الرئيس بأبنائنا وفرحته بهم وضحكته الصافية وهو يقبلهم قبلة صادقة ونابعة من القلب، وفي الواقع هذه حقيقة الرجل، وهذه طريقة تعامله مع كل من يلتقي به في شتى المناسبات، تستقبلك ابتسامته قبل النكتة والمزاح، صادق في كل تعاملاته مع القضايا الإنسانية والقضية الفلسطينية تحديدا وفيا لمبادئ نوفمبر، صادق عندما يحب، وعندما يغضب ولا أقول يكره، شفافا يرد الكيل بالكيل، خاصة لما يتعلق الأمر بمن يعادي بلادنا وهو ما لاحظناه في تعامله مع فرنسا ومملكة الجوار، يكيل لكلاهما ما يليق به من استصغار له ومن استهزاء به، يجسد بعمق أنفة الجزائريين الأحرار، أنفة موروثة عن أسلافنا الذين قاوموا على مدى عصور الظلم والطغيان، وانتصروا دوما للحق وللمظلوم، وهذا ما ينعت به الإنسان الجزائري الثابت في مواقفه الفخور بهويته، صفة قلما نجدها لدى الشعوب الأخرى التي تتلون وتتبدل كالحرباء كلما تبدلت المصالح واتبعت وجهة الرياح.</p> <p dir="rtl">وبنفس الصفاء الذهني ونفس الابتسامة العريضة النابعة من القلب التي استقبل بها نجباء البكالوريا، كرم في نفس اليوم القامة الأدبية الجزائرية، الروائي رشيد بوجدرة، أياما قليلة بعد إصداره " زناة التاريخ"، وكانت الرسالة واضحة، وهي الطريقة التي يرد بها دائما الرئيس على أعداء الجزائر، بالأمثلة المختصرة والدقيقة الهدف والمستهدف، حيث تبقى مقولة" لن أذهب إلى كانوصا" كأقوى رد له على ماكرون الذي طالما ترجى زيارة من رئيسنا، والرسالة من تكريم " صاحب الحلزون العنيد" موجهة بالدرجة الأولى إلى الإعلام الصهيوني في الضفة الأخرى، وعلى من يتهمون بلادنا بالتضييق على حرية التعبير، وعلى أنها تتخذ الصهيوني صنصال كرهينة بينما هو متابع قضائي في قضايا لا علاقة له بكتاباته بل بخيانته للوطن وعمالته لفرنسا وللصهيوينة.</p> <p dir="rtl">فالرئيس وقّر وكرّم بوجدرة رغم بعض مواقف الرجل المتناقضة مع ثوابتنا.</p>

العلامات اساطير

من الذكاء الاصطناعي إلى الغباء الطبيعي !

2025-07-29 11:00:00

banner

<p dir="rtl">يبدو أن المسافة بين الذكاء الاصطناعي، والغباء الطبيعي المغلف بالفكر الظلامي قصير جدا عند البعض، وإلا بماذا نفسر هذه الكارثة الحقيقية المدعو بن قداش محمد الأمين، والذي باركنا تفوقه السنة الماضية في شهادة البكالوريا وفوزه بالمرتبة الأولى وطنيا ما أهله للحصول على منحة للدراسة في كندا، وتطويره نسخة ذكية من نفسه، ها هو ينصب نفسه مفتيا، وينصح المتحصلة على المرتبة الأولى وطنيا لبكالوريا هذه السنة السوقهراسية رونق زاني أن تتراجع على حلمها في دراسة الذكاء الاصطناعي بأمريكا، لأن المرأة حسب هذا الأمرد لا يحق لها السفر بدون محرم؟</p> <p dir="rtl">يعني أنه هو كرجل من حقه تحقيق حلمه والسفر للدراسة في الخارج، رغم أن هذا الخارج بلاد الكفار، بينما يمنع هذه الطالبة التي لا تقل ذكاء عنه بعدم جواز سفرها والأحسن لها أن تبقى في بلادها، وتنسى حلمها، ولم يبق إلا أن يقول لها " بلاصتك في الكوزينة أي مكانك في المطبخ"، الذي يروج له أمثاله وما أكثرهم في هذا المجتمع الذي يغرق كل يوم في التطرف الديني.</p> <p dir="rtl">فرغم انتصارنا على الإرهاب المسلح، ها هو الإرهاب الفكري يمتد ويسيطر على عقول النشء الذي كنا نتمنى أن يحقق لنا التفوق العلمي والتكنولوجي ويحررنا من التبعية التكنولوجية إلى الخارج، ويكون من بينهم زوكربارغ جزائري أو بيل غايتس وغيرهما من النوابغ العلمية التي صنعت مجد الغرب.</p> <p dir="rtl">هذا الغرب الذي موّل فتاوى الإرهاب الفكري والعنف لتدمير مجتمعاتنا وحرمانها من التفوق العلمي حتى لا تنافس الغرب في الصناعة والطب وفي علوم الفضاء وصناعة الأسلحة وفي شتى المجالات الفكرية، لنبقى مجرد أسواق لنفايات مصانعهم، وأتباع لهم يقررون مصيرنا ويتحكمون في خياراتنا الإستراتيجية.</p> <p dir="rtl">وفي حال حاولنا التحرر وحافظنا على سيادة وطننا، زرعوا فينا دواعش، استهدفوا عقول شبابنا وسمموها بفتاوى مهربة من العصر الحجري لا علاقة لها بالدين، وهو ما أصاب هذا الشاب، وفي الحقيقة حتى رونق ليست أفضل منه في هذا الجانب، وربما ستقتنع بنصيحته مثلما قالت أنها معجبة بحفظه لكتاب الله وكان من الأفضل أن تكون معجبة بالانجاز العلمي الذي حققه، حتى وإن كانت نسخة مطورة منه بالذكاء الاصطناعي، قد يخصصها لنشر فتاويه الظلامية.</p> <p dir="rtl">المصيبة أن مملكة بن سلمان نفسها أسقطت شرط المحرم في سفر المرأة للحج والعمرة، بينما يريد هذا الشاب فرضها على هذه الطالبة الحالمة بمستقبل أفضل لها ولبلادها.</p> <p dir="rtl">أخاف أن يكون النظام العالمي الذي شجع ولي عهد المملكة على نفض الغبار على التراث الديني، وحرر المجتمع السعودي من الكهنوت، ومن لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي روعت المرأة السعودية قرونا، وفتح بلاده أمام رياح التغيير وإعادة النظر في التراث الديني، يريد أن يجعل من المجتمع الجزائري خليفة لما كان عليه المجتمع السعودي من الانغلاق وحاضنة جديدة للفكر الوهابي الذي حاربه بن سلمان واجتثه من أرض الحرمين، وهي مصيبة لا تقل خطورة عن كارثة الإرهاب الدموي.</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p>

العلامات اساطير