حادثة المروحة قد تتكرر لكن دون استعمار جديد

2025-01-14 10:11:00

banner

<h2>عندما نعلم أن هناك 12 مليون فرنسي عبارة عن عساكر سابقون في الجزائر وأقدام سوداء ومستوطنون طردهم الشعب الجزائري بعد انتصار ثورته سنة 1962 على الاستدمار الغاشم، هنا فقط يمكننا أن ندرك حجم هذا الحقد الذي يعشش دواليب الحكم في فرنسا، بعد أن وجدوا أنفسهم خارج جنة الجزائر ولم يعودوا يستفيدون من خيراتها لا كمستعمرين سابقين ولا كمستفيدين من الريع الإستعماري الذي مكنهم منه كمشة من الجزائريين من أجل الحفاظ على المناصب خلال حقبة زمنية مضت ولن تعود.</h2> <p>&nbsp;ويمثل هؤلاء العساكر والأقدام السوداء والمستوطنون تيارا سياسيا يحمل حقدا دفينا للجزائر وللجزائريين، كونهم وراء انهاء غطرسة الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في قارة آسيا من قبل، وفي القارة الإفريقية، ودحرجت فرنسا الكولونيالية إلى حجمها الحقيقي بين قوى العالم.</p> <p>ولذلك، فإن الهجوم الذي يشنه اليميني الفرنسي، الذي انظم إليه الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي كان يظهر نفسه في ثوب ضحية هذا التيار المتعطش للروح الإستعمارية، يجد تبريره في هذا الحقد، بعدما أفلتت منه كل هذه الخيرات الجزائرية ولم تعد في متناول يد باريس كما في السابق، سواء خلال فترة الإستدمار أو خلال بعض الفترات من الإستقلال عندما رهن بعض مسؤولينا الجزائر بأطماعهم وأحلام ساسة باريس.</p> <p>ومثلما أن تيار اليمين واليمين المتطرف في فرنسا الذي يسيطر على حكومة ماكرون الرابعة، أصبح باديا للعيان بأنه يسيطر على ماكرون نفسه الذي تهاوت شعبيته، فهو لا يزال، أي التيار اليمين المتطرف يتمسك بفكره الكولونيالي ويسعى إلى توظيف حركى جدد مثلما فعل بالأمس إبان الثورة التحريرية، مستغلا خبرة ديبلوماسيين جواسيس وجدوا في أرض الجزائر أرض تدريب ممتازة، مثلما يذكر الناشط، رشيد نكاز، في آخر تحليلاته التي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي،</p> <p>&nbsp;حيث يقول "يبدو أن الجزائر أصبحت محطة توقف أساسية لبعض الدبلوماسيين الفرنسيين قبل الوصول إلى مناصب رئيسية في أجهزة الإستخبارات.</p> <p>ومن الأمثلة الحديثة على ذلك، برنار باجولي (2013-2017) وبرنار إيميي (2017-2024)، رفقة كزافيي درينكور، الذي تبدو مواقفه متوافقة مع أفكار حزب سياسي مثير للجدل في فرنسا". ويقصد بدون أدنى شك حزب الجبهة الوطنية.</p> <p>ويؤكد رشيد نكاز، في تحليله، أن هذا الثلاثي، يجد إلهامه في شخصية تاريخية: شارل دو فوكو، الجاسوس العسكري المسؤول عن محاولات تبشير السكان في الصحراء الجزائرية، بداية القرن العشرين، والذي اغتيل سنة 1916 في تمنراست.</p> <p>وبالعودة إلى التاريخ أيضا، ومثلما يقول كارل ماركس إن "التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة، وفى المرة الثانية كمهزلة"، فإن حادثة المروحة الشهيرة التي روجت لها فرنسا الإستعمارية، لاحتلال الجزائر، قبل حوالي 194 عاما، على الرغم من توافر عدد من الإثباتات والأدلة التي تشير إلى أن فكرة الاحتلال كانت قد اتخذت مسبقا، مثلما أورده، الباحث الراحل، محمد بن مبارك الميلي، في كتابه "تاريخ الجزائر في القديم والحديث"،</p> <p>حيث يقول "ليس خافيا أن الطريقة التي دفعت بها المبالغ للتاجران اليهوديان بوشناق وبوخريص كانت تهدف إلى تهريبهما من دفع ما عليهما للخزينة الجزائرية، وباختصار توجد مبالغ ترجع قانونا وواقعا إلى الخزينة الجزائرية لكن فرنسا دفعتها لعائلات، وقد فر بوشناق بعد تسلمه المبلغ إلى إيطاليا بينما تجنس بوخريص بالجنسية الفرنسية ولم يرجع".</p> <p>ويشير الميلي إلى أن المؤامرة اتضحت للداي حسين "وعرف أنها خيطها في الجزائر هو القنصل بيار دوفال ورأسها في باريس هو الوزير تاليران". القصد مما أوردته باختصار حول هذه الحادثة الشهيرة، أن هناك أهداف كثيرة من وراء التكالب الفرنسي الأخير ضد الجزائر، بينها اتفاقية الهجرة لسنة 1986 التي تريد فرنسا اليمينية المتطرفة التنصل من التزاماتها فيها.</p> <p>ومع ذلك، ومهما سيكونه عليه مصير العلاقات بين البلدين مستقبلا، فإن حادثة المروحة قد تتكرر لكن دون أن يليها استعمار جديد في الجزائر اليوم لأن التاريخ في فرنسا لا يعيد نفسه إلا في شكل مهزلة، ولأن " الجزائر لن تغفر ولن تنسى".. مثلما قال الرئيس، عبد المجيد تبون، حجم الجرائم والدمار والإستغلال البشع الذي عاشه الجزائريون لمدة قرن ونصف القرن.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;لزهر فضيل</p>

العلامات اساطير

الجزائر لا تساوم في شرفها!

2025-06-03 07:00:00

banner

<p dir="rtl">الإعلامية الفرنسية ذات الأصول اللبنانية الشعيرة، ليا سلامة أو بالأحرى هناء غسان سلامة ابنة وزير الثقافة اللبناني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا سابقا غسان سلامة، تتفوه بكلام بذيء ومهين لها قبل أن يمس بالجزائر وبتاريخ شهدائها، حيث اقترحت في حديث مع ضيف لها أدان بشاعة مجازر فرنسا في الجزائر على إذاعة "فرانس انتير" تبادل 9 آلاف جمجمة شهيد جزائري حبيسة في أقبية متحف "الإنسانية " بفرنسا مقابل إطلاق سراح بوعلام صنصال.<span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span></p> <p dir="rtl">كلام في غاية الخطورة بل فضيحة بأتم المقاييس من الإعلامية التي باعت نفسها إلى الشيطان بولوغي ووضعت اسمها وسمعة أسرتها في خدمة النظام الماسوني التلمودي <span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>الذي ما زال يهين يوميا بلادها لبنان وشعبها، فبأي حق تتدخل هذه "المتطفلة " في قضية جزائرية لا دخل لها فيها، وكان من المفروض أن تخجل من تاريخ البلد الذي انتسبت إليه، فمجرد الحديث عن وجود جماجم تم تهريبها من مستعمراتها القديمة كشاهد على بشاعة النظام الاستعماري، وهي التي تتشدق اليوم بالديمقراطية وحقوق الإنسان؟</p> <p dir="rtl">ثم من تكون هذه "الرخيصة" لتطاول على كرامة الشهداء وتقايض الجزائر في حقها الذي طالبت به عقودا رغبة منها في تحرير رفاة شهدائها من سجنهم ومنحهم مقاما يليق بذاكرتهم وبأرواحهم التي قدموها قربانا لتحرير وطنهم؟<span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span></p> <p dir="rtl">وهل كانت تدرك فظاعة ما تقوله، أن تساوم الجزائر في حقها، وتبخس عدالة بلادنا في معاقبة ومتابعة شخص وضيع يحمل للأسف الجنسية الجزائرية، جراء إهانته للشهداء ولمساسه بوحدة التراب الوطني؟</p> <p dir="rtl">ربما أرادت هناء بهذه الخرجة الإعلامية الغبية كعادتها تحويل أنظار الفرنسيين عن فضيحة إهانة المدعو بريجيت ماكرون لزوجه الذي يشغل منصب رئيس فرنسا في مطار هانوي عندما صفعته أمام كاميرات العالم كدليل على وضاعة النظام الفرنسي ورئيسه الذي يسمح لنفسه بإسداء الدروس لأسياده في الجزائر وإفريقيا، الفضيحة التي أثارت سخرية سكان المعمورة وأهانت فرنسا والشعب الفرنسي وجعلته أضحوكة العالم.</p> <p dir="rtl">كان على ليا سلامة المتنكرة لاسمها ولأصلها أن تجند نفسها للدفاع عن وطنها لبنان وعلى شعبها التائه عبر القارات الخمس بحثا عن الأمن وعن لقمة العيش، فهي ليس لأنها تحمل الجنسية الفرنسية وباعت نفسها لفرنسا مثلما فعل صنصال وداود وسيفاوي، يحق لها أن تتطاول على الجزائر وتتجرأ على مساومتها، بآلاف الجماجم مقابل خائن للوطن اعترف هو نفسه بتاريخ جداته العاهرات؟</p>

العلامات اساطير

البيان وحده غير كافي !

2025-06-01 22:00:00

banner

<p class="p1" dir="rtl">&nbsp;</p> <p class="p1" dir="rtl">وأخيرا، أصدرت السلطة المستقلة لضبط السمعي البصري بيانها يوم السبت تطالب فيه قنوات الشعوذة والخرافة وقف بعض برامجها التي تسعى لنشر الظلام وإغراق المجتمع في ممارسات تجاوزها الزمن حيث علق رواد مواقع التواصل بالإيجاب على تحرك السلطة لردع مثل هذه البرامج التي لا ترقى بالمجتمع الجزائري للمستوى الذي ناضل من أجله أحرار هذا الوطن من مثقفين وشهداء ومجاهدين سعوا لتحرير العقل الجزائري من هذه التصرفات التي شجعت عليها السلطات الاستعمارية لإبقاء المجتمع الجزائري في التخلف والجهل حتى لا ينتفض عليها.</p> <p class="p1" dir="rtl">ويبدو أن بيان السلطة ـ الذي تجاوب معه رواد مواقع التواصل ممن هالهم المستوى الإعلامي المنحط وبرامج الخرافة والتجهيل والشعوذة التي جعلت من حثالة المجتمع ومغني الملاهي وروادها إعلاميين وصناع رأي ـ لم يكن رادعا بالشكل المطلوب لوضع حد لاستهتار هذه القنوات بوعي المجتمع وبالقيم والأخلاق والعلم التي تصنع رقي الشعوب وتقدمها أمام تعاظم كارثة بعض المؤثرين من فئة التسرب المدرسي التي جعلت منها منصات "التيك توك" و"الانستغرام" رموزا للمجتمع يغرقونه يوميا في مستنقع القذارة التي فشلوا في الخروج منها.<span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span></p> <p class="p1" dir="rtl">ويبدو أيضا أن سلطة الضبط هذه ليست بالاستقلالية التي يمنحها إياها القانون أمام ضغوطات هؤلاء المؤثرين والقنوات التي توظفهم، فقد تابعنا من أيام عندما استدعت السلطة "ميستر تسرب مدرسي" المدعو <span class="s1">AB</span> لاستجوابه حول ما جاء في برنامج استضاف فيه مشعوذ على إحدى القنوات وبمجرد خروجه من مقرها، قام ببث مباشر هدد فيه هذه الهيئة الوطنية والقانونية وتوعدها بالوساخة التي يصبها يوميا على مسامع متابعيه مستقويا بمتابعيه غير مبال بما ينص عليه القانون الذي يعاقب مثل هذه الممارسات.</p> <p class="p1" dir="rtl">وأمام هذه الحالات العديمة الأخلاق والحياء لم يعد يكفي مواجهتها ببيان مهما كانت حدته، بل على الدولة بكل مؤسساتها وخاصة العدالة والأمن السيبراني أن يتحرك لمواجهة هذه الحرب المعلنة على المجتمع وعلى طموح الجزائريين في الرقي بوطنهم قبل أن يصنع الإعلام غير المسؤول أغوالا آخرين يدمرون ـ مثل غول فرانكشتاين ـ ما بنته الجزائر عبر عقود من مؤسسات وإطارات وكفاءات كان من المفروض أنها هي من تتولى قيادة المجتمع بدل الفاشلين الذين صاروا يقدمون أنفسهم كنجوم في ظلام الواقع المزري الذي نعيشه.</p> <p class="p1" dir="rtl">لا يمكن أن نقوم بتنصيب سلطة مستقلة لضبط السمعي البصري ونترك أعضاءها وحدهم يصارعون التهديدات من الداخل والخارج، لأنهم قاموا بواجبهم وحاولوا ردع هذه الظاهرة، فما قام به ميستر تسرب مدرسي لا يقل خطورة عن تصريحات الأستاذ بلغيث الذي سجن وينتظر المحاكمة بسبب مساسه بإحدى مقومات الهوية الوطنية، فناشر الجهل والتخلف والمشجع على الرذيلة والابتذال أخطر وعلى السلطات التي تحكم البلاد التحرك لمواجهة هذا التهديد لأن الأمر لا يمكن احتواؤه بسلطة ضبط وحدها.</p>

العلامات اساطير