جريمة فاقت المحرقة !

2025-09-02 07:00:00

banner

<p dir="rtl">صحيفة "لومانيتيه" الفرنسية كانت وفية أمس لاسمها" الإنسانية" حيث عنونت في صفحتها الأولى أبيضا على أسود وبالخط العريض:"مع هذه الوتيرة التي يقتل فيها الجيش الإسرائيلي الصحفيين الفلسطينيين، قريبا لن يوجد أحد من أجل إعلامكم".</p> <p dir="rtl">لقد قررت" لومانيتيه" الخروج عن الصف ونقل عكس ما ينقله إعلام "بولوري" بالانضمام إلى عدد من المؤسسات الإعلامية العالمية التي قررت عدم السكوت على المجزرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين في غزة حيث وصل عدد المغتالين 247 رجل إعلام.</p> <p dir="rtl">نعم إنها الحقيقة، إنها الجريمة التي فاقت المحرقة وكل الجرائم التي عرفتها الإنسانية لا ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا رأفة بالأطفال أو الحيوانات، فقط تصميم على التطهير العرقي بأمر ممن يسمون أنفسهم بالعالم الحر والديمقراطي، حر في القتل وفي السطو على أملاك الآخرين ومصادرة حياتهم وممتلكاتهم.</p> <p dir="rtl">أين الديمقراطية التي قادوا من أجل فرضها على العالم جيوشا دمروا باسمها العراق، وقتلوا وهجروا الشعب السوري، ورهنوا ليبيا في يد وحش اسمه حفتر، وكمموا أفواه الشعب المصري، ويحاولون إعادة اليمن وإيران إلى العصر الحجري، بمحو كل أثر للحضارات العريقة من على وجه المعمورة، لفرض نظامهم التلمودي المخالف للطبيعة البشرية. فالديمقراطية هي الحكم وفق إرادة الشعب، وها هي الشعوب عبر المعمورة تنتفض يوميا من أجل وقف قتل الشعب الفلسطيني، وتقود أسطولا بعد أسطول لفك الحصار، وإيصال المساعدات والمواد الغذائية لسكانها المحاصرين منذ سنوات، لكن الحكومات الديمقراطية المجرمة ترفض ذلك، وقد قررت قتل الشعب الفلسطيني بكل الطرق المتاحة، القصف والحرق والتجويع، قررت ألا يبقى فلسطيني واحد حيا يرزق في القطاع، فإما الموت قصفا أو جوعا وإما إجبارهم على النزوح، هكذا قرر ترامب وهكذا قررت أوروبا، محو الشعب الفلسطيني، وتعويضه بنظام صهيوني مجرم، لمحو عقدة ذنب اضطهادهم لليهود قرونا مضت؟</p> <p dir="rtl">حرية التعبير التي يدعي الإعلام الفرنسي الدفاع عنها - واستثني هنا لومانيتيه - في قضية صنصال ويتهم ما يسميه بالنظام الجزائري بالدوس عليها، ليست مكفولة في نظرهم وفي نظر سفاح البيت الأبيض وتاجر العقارات برتبة رئيس دولة، لصحفيي غزة، يطلقون يد جيش الكيان للقضاء على كل من نقل صورة أو قال كلمة عما يحدث في غزة من محرقة فاقت المحرقة التي تم تضخيم قائمة ضحاياها لتبرير المشروع الصهيوني التلمودي ليس للاستيلاء على فلسطين فحسب، بل لحكم كل العالم وليس فقط من النهر إلى البحر، ولهذا فهم يستهدفون الصحفيين، مثلما يستهدفون بطون النساء والأطفال لأنهم سيكبرون ويحملون السلاح دفاعا على أرضهم، فكل الشعب الفلسطيني بمن فيهم محمود عباس المتواطئ مع قتلة أطفال غزة إرهابيون ويستحقون القتل والتطهير العرقي، فلا ترامب يعترف بحقهم في الحياة فما بالك بحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة المختطفة من الماسونية، ومن الولايات المتحدة التي هي الأخرى أكبر سلاح لتنفيذ المشروع التلمودي مثلما هي كل المنظمات الدولية، ولا من قبل ماكرون المنافق الذي وحتى لا يضغط لوقف قتل الفلسطينيين، واستهداف الصحفيين في غزة، يغطي الشمس بغربال النفاق مدعيا أنه سيعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري، بينما ترفض أمريكا حضور رئيس السلطة الفلسطينية.</p> <p dir="rtl">ويبقى أحرار العالم يملأون الدنيا صراخا في كل شوارع مدن العالم دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة، وقد انطلق أمس أسطول الصمود من موانئ إسبانيا وحتى وإن لم ينجح في فك الحصار على غزة، فقد نجح في فضح نفاق المجتمع الدولي ومنظماته والغرب الفاقد لكل القيم.</p>

العلامات اساطير

الشيح سعدي.. وداعا !

2025-08-31 11:30:00

banner

<p>فقدت مدينتي قالمة اليوم أحد أعمدتها ورمزا من رموزها، ومربي الأجيال الأستاذ حسن سعدي مدير ثانوية محمود بن محمود العريقة ، الثانوية التي احتلت لسنوات في عهده المرتبة الأولى وطنيا في نتائج شهادة البكالوريا.<br />كان حسن سعدي رحمه الله رجلا من طينة الشهداء والمجاهدين الأحرار، تحمل مسؤولية ثانوية في السنوات الأولى للاستقلال بدأها كمراقب عام ثم مديرا خلفا لرجل نبيل أخر اسمه سعيد فيلالي.<br />وقتها كان يدرس بالثانوية تلاميذ ذكور من المدن المجاورة مثل سوق أهراس وتبسة ووانزة وعدد من القرى الأخرى حيث كانت تضم مرقدا للتلاميذ الذكور وتخرجت منها إطارات حملت القيم التي زرعها فيها المرحوم &nbsp;الشيخ سعدي، اذكر على سبيل المثال الجنرال علي غديري والوزير رحابي ومدير سوناطراك السابق &nbsp;حميد زرقين والعقيد مزاري وثلة من الضباط وقائمة طويلة من الأطباء والمهندسين والأستاذة ممن خدموا الجزائر بصدق .<br />كان الشيخ سعدي صارما صرامة الأب المسؤول الذي يقدر رسالة تربية الأجيال التي تحمّلها في الجزائر المستقلة حديثا والتحديات التي تواجهها، وطيبا ورحيما طيبة الجزائري الحر الأصيل الذي ولد من رحم المعاناة والفقر تحت ظلم الاستعمار، وهو أصيل بلدة عزابة بالشرق الجزائري.<br />ولمحاسن الصدف ومن حظ مدينتنا قالمة تم تعيينه بعد تدشين ثانويتنا سنوات الاستقلال الأولى، فسهر على السير الحسن للمؤسسة بأساتذتها وأغلبهم من المتعاونين الأجانب وحياة التلاميذ في النظام الداخلي للثانوية وعلى المستوى الدراسي للتلاميذ وتفوق على أعرق الثانويات عبر الوطن حتى أن الوزيرة السابقة زهور ونيسي قدمت له التهاني وشكرته بحرارة عن العمل الجبار الذي كان ينجزه سنويا والخدمات الجليلة التي قدمها لمدينة فقيرة عانت كثيرا من الاستعمار وقدمت قربانا من خيرة أبنائها على مذبح الحرية.<br />زارني أستاذي سعدي مرارا بمقر الجريدة عندما أصيب بداء السرطان حيث توسطنا له رفقة مجموعة من تلاميذه الأوفياء لتمكينه من جلسات علاج بالأشعة في مستشفى مصطفى، وكان يسعد كثيرا كلما زارني ويحدث زملائي الصحفيين عن أخواتي وعني وكيف كنا متفوقات في دراستنا ويعتبرنا مجاهدات ومن أذكى تلاميذه حسبه، وكيف كان يتفاخر بنا &nbsp;ويضرب بنا الأمثلة للتلاميذ الجدد مع كل دخول مدرسي يريهم الميدالية التي نالتها شقيقتي التي صارت طبيبة أطفال لاحقا حيث تحصلت عليها في مسابقة وطنية في مادة العلوم وهي المسابقة التي كانت تجريها وزارة التربية كل سنة للتلاميذ النجباء تشارك فيها ثانويات الجزائر وفي شتى المواد الدراسية تحت قيادة الرئيس هواري بومدين الذي كان يستقبل المتفوقين ويهديهم هدايا قيمة مع سفريات إلى الخارج.<br />للأسف مديري &nbsp;الطيب الرجل المكافح المتفاني في عمله والذي يخشى الله في رسالته، لم يجاز &nbsp;الجزاء الذي يليق به، فهو لم يستفد حتى من سكن اجتماعي، وهو الذي كان عضوا بلجنة توزيع السكنات.<br />كان وقتها يقيم بالسكن الوظيفي في الثانوية، أجبر على مغادرته بمجرد خروجه للتقاعد، وبقي بعدها متشردا واعتذر على العبارة، يحتل وزوجته غرفة صغيرة في بيت أحد أبنائه حتى وافته المنية أمس في الوقت الذي ترقد زوجته المريضة عند شقيقتها.<br />قلت، رغم أنه كان مشرفا على توزيع السكنات ولأنه كان قنوعا لم يمنح نفسه وأسرته كما يقال "قبر الدنيا" وكان هذا ما يحز في نفسه ويشتكي منه كلما تحدثت إليه في كل مناسبة.<br />رحم الله أستاذي ومربي بنات وأبناء قالمة الرجل الذي يشهد له الجميع بحسن الأخلاق والطيبة والتواضع الشيخ سعدي ومنح أرملته وأبناءه جميل الصبر والسلوان.</p>

العلامات اساطير

لوموند تدق جرس نهاية فصل في المغرب !

2025-08-27 08:00:00

banner

<p dir="rtl">الآن فهمنا لماذا الاهتمام المبالغ فيه للذباب الالكتروني المخزني بالرئيس عبد المجيد تبون، حتى أنهم نشروا 12 مليون هاشتاق "أين تبون"، كما يخرج يوميا المدعو منار سليمي المختص في افتعال الأكاذيب عن الجزائر مدعيا أن خلاف في هرم السلطة في الجزائر وراء اختفاء الرئيس تبون، بينما الرئيس والحكومة الجزائرية في عطلة سنوية.</p> <p dir="rtl">لكن تفسير هذا الاهتمام فضحته أمس صحيفة لوموند الفرنسية في سلسلة من المقالات تحت عنوان "Au Maroc&nbsp;, une atmosph&egrave;re de fin de regne " أي في المغرب، أجواء نهاية عهد، تطرقت فيه إلى الوضع القائم حاليا في هرم السلطة في المغرب، وعدم وضوح الرؤية حول خلافة الملك المريض محمد السادس وإلى علاقاته الغرامية بالأخوين زعيتر الفضيحة التي هزت من سنوات العرش في مملكة بوسبير، وإلى غيابات الملك المتكررة في فرنسا ودبي وبلدان أخرى.</p> <p dir="rtl">كما نشرت مجموعة القراصنة " جباروت" من جهة أخرى فضيحة من العيار الثقيل ستدمر مستقبل ولي العهد، حيث كشفوا أن الطباخ الفرنسي في القصر الملكي يضيف في أطباق ولي العهد هرمونات أنثوية بأمر من مخابرات الحموشي "ديستي" لتغيير جيناته وتحويله إلى خنثى حتى يسهل التحكم فيه عند اعتلائه العرش.</p> <p dir="rtl">كما سبق وتحدثت صحف اسبانية عما عنونته بصراع الأجهزة في المغرب، فيما سارعت بعض الصفحات المخزنية إلى اتهام الجزائر بالوقوف وراء هذه المؤامرة الإعلامية لتشويه صورة المغرب حسب ادعائهم، فهم لم يهضموا بعد أن قرار "لوموند" نشر هذه السلسة عن المغرب ليس بريئا، بل هو إيذان للسلطات الفرنسية بمباشرة التغيير وتنصيب ملك جديد على العرش المغربي مثلما فعلت دائما مع المملكة التي صنعتها وتديرها وتحرك دميتها المسماة ملكا.</p> <p dir="rtl">لهذه الأسباب وغيرها الكثير وعلى رأسها المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، مثل مشكل العطش والنزوح الريفي، وآثار زلزال الحوز لعام 2023 حيث لا يزال المنكوبين يقطنون الخيام صيفا وشتاء ولم تعرهم السلطات أدنى اهتمام إلى جانب الفقر الذي يغرق فيه الشعب المغربي، وآثار التطبيع مع الصهاينة حيث يستولي هؤلاء يوميا على ممتلكات المغاربة بمساعدة عدالة المخزن، كل هذا جعل ذباب الحموشي ينشر يوميا الأكاذيب حول الجزائر وحول الرئيس تبون لإلهاء الرأي العام المغربي عن الأزمات التي تغرق فيها بلاده وعن الفضائح التي تلاحق الملك المريض والصراعات حول خلافته، وهو الأمر الذي لم يعد يخفى على أحد، حتى صار رواد مواقع التواصل والمغردين العرب يسخرون من المغاربة لاهتمامهم بالرئيس الجزائري أكثر من اهتمامهم بملكهم، وأن الرئيس الجزائري هو الرئيس الوحيد الذي يحكم شعبين، فهم يناقشون قرارات تبون ويبدون رأيهم فيها بالرفض أو القبول وكأنها موجهة إليهم مثلما سبق وناقشت النائب نبيلة منيب المغربية قرار منحة البطالة وقالت أنه قرار خطير سيثني الشباب الجزائري عن البحث عن العمل.</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p> <p dir="rtl">السؤال المطروح بماذا يبرر سليمي وذباب الحموشي عودة الرئيس تبون إلى عمله عند انتهاء عطلته، سليما معافى، أم أنهم سيقولون أنه صورة ذكاء اصطناعي مثلما ادعوا عن حملة الحصاد السنة الماضية؟</p>

العلامات اساطير