دريانكور يدعو للاستعانة بترامب ضد الجزائر!
2025-05-10 06:00:00

<p dir="rtl">بعد أن فشلت كل خطط السفير الفرنسي بالجزائر الأسبق كزافييه دريانكور في الضغط على الجزائر ومحاولة محاصرتها ومعاقبتها من أجل إطلاق سراح الكاتب الصهيوني بوعلام صنصال، ها هو هذا الديبلوماسي الفاشل والحاقد على بلادنا يدعو مسؤولي بلاده للاستعانة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل ضد الجزائر من أجل إطلاق سراح عميلهم بعدما فشل البرلمان الأوروبي وحتى البرلمان الفرنسي الذي صوت من يومين على لائحة تدعو من خلالها إلى إطلاق سراح صنصال مثلما فشل كل نباح وتهديدات وزير الداخلية روتايو في الضغط على بلادنا.</p> <p dir="rtl">وليست المرة الأولى التي ينصح فيها باللجوء إلى ترامب من أجل هذا الغرض، فقد نطق قبله بمثل هذا الكلام نجل الرئيس ساركوزي الذي سبق له وقال لو أن بيده مقاليد الحكم لحرق سفارة الجزائر بفرنسا، لإجبار الجزائر على إطلاق سراح<em> </em>عميل إسرائيل وبائع أسرار الجزائر المدعو صنصال.</p> <p dir="rtl">أليس هذا اعتراف من دريانكور ـ الذي قال في كتاب له حمل عنوان " فرنسا الجزائر، العمى المزدوج" وكان عليه أن يقول العمى الفرنسي، لأن فرنسا هي من ترفض أن ترى الحقيقة أن الجزائر دولة مستقلة، والذي خصصه للعلاقات الثنائية بين البلدين ـ بضعف بلاده وتقهقرها السياسي، أمام الجزائر التي قال عنها أنها ليست نفس الجزائر التي وقعت مع بلاده اتفاقيات ايفيان سنة 1962، وأنه يجب التوقف على اعتبار الجزائر شأنا فرنسيا داخليا، وعلى حلم بناء علاقات متميزة معها، ويعني بالمتميزة، التحكم في القرار السياسي الجزائري والانفراد بها ومنعها من بناء أية شراكة مع أي بلد آخر ؟</p> <p dir="rtl">احتماء فرنسا بترامب لمواجهة الجزائر، يذكرنا بلجوء هذا البلد خلال الحرب الثانية ضد ألمانيا، بعدما احتل هيتلر باريس وكاد يدمرها لولا أن الطيار الذي كلف بقصفها، درس بها وله ذكريات جميلة فيها، وهو ما رواه الثنائي "دومينيك لابيار" و"لاري كولينز"<span class="Apple-converted-space"> </span>في القصة الشهيرة Paris brule t-il، الصادر سنة 1964 والتي تحولت سنوات من بعد الى فيلم سينمائي لا يقل شهرة، ما يعني أن الرجل يعترف بقوة الجزائر ومتانة مؤسساتها المتمثلة في رئيس الجمهورية والجيش الوطني الشعبي سلسل جيش التحرير الذي أذاق فرنسا مر العذاب وأجبرها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل الاستقلال، وإلا لماذا ـ وهم يدعون أنهم قوة نووية وعضو هام في الحلف الأطلسي الذي أعادها إليه ساركوزي، بعد خروجها منه سنوات الستينيات على يد ديغول ـ يتوسلون ترامب للضغط على الجزائر، مع أن الرئيس الأمريكي أبدى مرارا احتقاره لفرنسا ولرئيسها، حتى أنه في آخر لقاء له مع الرئيس الأوكراني منع ساركوزي من حضور الجلسة، مثلما احتقره سابقا لما زار واشنطن في محاولة يائسة لمنع ترامب من التفاوض مع بوتين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.</p> <p dir="rtl">ثم ما هي مصلحة ترامب في صنصال وهو التاجر الذي لا يتدخل في شأن إلا عندما يتعلق الأمر بصفقات مالية واقتصادية، حتى يطالب الجزائر بإطلاق سراح إنسان باع وطنه؟</p> <p dir="rtl">كل النباح الفرنسي على قافلة الجزائر التي تسير بثقة وتواصل طريقها، يدل على شيء واحد، أن الطبقة السياسية الفرنسية أصيبت بعقم في الأفكار، بل قل إنها أصيبت بمتلازمة جنونية اسمها الجزائر، وهي اليوم بحاجة إلى أطباء نفسانيين للشفاء من هذه الحالة المرضية المستعصية.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
عودة لجذور الصراع الهندي الباكستاني!
2025-05-07 16:15:00

<p dir="rtl">حرب أخرى تهز القارة الاسيوية انطلقت شرارتها مساء الثلاثاء بين الهند وباكستان، الدولتان النوويتان في المنطقة، حيث سقطت العشرات من الأرواح من الجهتين.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">وبعيدا عن البحث عمن هو الظالم، ومن باشر بالعداء الجديد، وداس على اتفاقيات السلام<span class="Apple-converted-space"> </span>ومعاهدة نهر السند الذي تقسم مياهه البلدين، فكلاهما يتهم الآخر بأنه هو من بدأ العنف، والكراهية والأحقاد ليست بالجديدة بين بلدين كان قبل عقود بلدا واحدا، قبل أن يفتعل فيه مشلط السير "مونت باتن" فعلته ويقوم بعملية جراحية دامية لم تتوقف عن النزيف الى اليوم، عندما كلفه العرش البريطاني ـ وهو المستشار المقرب من قصر ويندسور وعم<span class="Apple-converted-space"> </span>الأمير فيليب زوج ولية العهد وقتها والملكة لاحقا اليزابيت الثانية، الذي قرب بينها وبين ابن شقيقته والعائلة التي فقدت عرشها في اليونان وخرجت بدون مال ولا جاه تبحث عن قصر ملكي يأويها ويعيد لها مجدها- بتقسيم الهند قبل منحها الاستقلال عن التاج البريطاني،<span class="Apple-converted-space"> </span>ومنح مسلمي الهند دولة خاصة بهم لوضع حد للصراعات بين المسلمين والهندوس والسيخ، حيث كان وقتها الناشط الاخواني المسمى علي جناح يطالب بإقليم خاص بالمسلمين وكانوا أقلية مقارنة بالديانات الأخرى لحمايتهم وحماية عقيدتهم، وهو القرار- قرار التقسيم- الذي وقف ضده الفيلسوف والمحامي الهندي المهاتما غاندي بكل قوة وقاد المسيرات وجاب البلاد طولا وعرضا لتعبئة شعبه لمنع هذا التقسيم، قبل أن يغتال على يد ناشط سيخي في 30 جانفي 1948 أشهرا قليلة بعد إعلان استقلال باكستان "أرض الأطهار " في 14 أوت 1947.</p> <p dir="rtl">وهكذا تمت العملية الجراحية القاسية على يد الجراح مونت باتن، الذي تقول ألسنة السوء أن زوجته كانت عشيقة الرئيس الهندي وقتها جواهر لال نهرو، والد انديرا غاندي وهي من أثرت عليه ليقبل بالخطة البريطانية، وهكذا أيضا منح المسلمين الهنود دولة دينية لهم، قبل أن تعطي دولة دينية لليهود في فلسطين حتى لا يحتج المسلمون على إقامة الدولة اليهودية الصهيونية في أرض المسلمين.</p> <p dir="rtl">قلت أن الدم الذي سببته العملية الجراحية ما زال ينزف من هذا الجسد المثخن بالجراح الذي هو شبه القارة الهندية، وقتها وعندما تقرر تهجير المسلمين من الأراضي التي منحت لدولة الهند، كانت القطارات تنطلق وعلى متنها الآلاف من المهجرين المسلمين، لتصل محطاتها مخضبة بالدماء ومليئة بالجثث، ونفس الشيء حدث مع المهجرين الهنود من الأراضي التي منحت لعلي جناح ليقيم فيها دولته الإسلامية، فكان المشهد فضيعا مثلما يصوره الروائيان<span class="Apple-converted-space"> </span>الفرنسي والانجليزي<span class="Apple-converted-space"> </span>" Dominique Lapierre et Larry Collins" في كتابهما الشهير "cette nuit la liberté"، الذي نقلا فيه مأساة شعب على يد استعمار لم يغادر البلد الذي نهب ثروته وجعل منه الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، قبل أن يزرع في جسده قنابل موقوتة، ما زالت إلى اليوم تنفجر في كل مرة، وقد دفعت انديرا غاندي ونجلها<span class="Apple-converted-space"> </span>راجيف غاندي ثمن عدم الاستقرار مثلما دفعت بنازير بهوتو ووالدها قبلها الثمن بحياتها، ومهما اختلفت الأسباب واليد التي حملت السلاح وقتلت وفجرت، ما زال أسباب الصراع قائمة في إقليم كشمير وحول تقسيم مياه نهر السند وغيرها من نقاط الخلاف، وستبقى ما لم تزل أسباب الصراع والاحقاد، فحيثما حل الاستعمار سواء فرنسي كان أم بريطاني أو غيرهما إلا وزرع قنابل موقوتة في جسد البلدان وتمنعها من التخلص منها وبناء نفسها بعيدا عن تدخلها.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
علاقة في إطار الاحترام المتبادل !
2025-05-06 06:00:00

<p dir="rtl">لم تشب العلاقات الثنائية الجزائرية العمانية اية شائبة منذ استقلال هذا البلد الخليجي المسالم حيث كانت الجزائر من أوائل البلدان التي<span class="Apple-converted-space"> </span>اعترف باستقلالها، إذ كانت العلاقات بين بلدينا دائما قوية في إطار الاحترام المتبادل، بين بلدين يحترم كل منهما الاخر ولا يتدخل في شؤونه، خاصة وأن ما يربطنا بالسلطنة هو أن فئة طيبة كريمة من شعبنا تتبع<span class="Apple-converted-space"> </span>دينيا المذهب الإباضي الذي يتبعه الشعب العماني المسالم وتربطهما علاقات ثقافية متينة برعاية الدولة الجزائرية.</p> <p dir="rtl">وفي إطار هذا الاحترام والصداقة المتينة بين بلدينا، سجلت أمس العلاقات بين بلدينا صفحة جديدة من التقارب والتعاون الاقتصادي والتجاري، بزيارة الدولة -وهي أعلى رتبة في تصنيف الزيارات- التي يقوم بها السلطان هيثم بن طارق لبلادنا ، وتأتي بعد اشهر من الزيارة التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون أكتوبر الماضي الى السلطنة.</p> <p dir="rtl">ومثل ما تواجه الجزائر من اشهر بل قل من بضعة سنوات عداء منقطع النظير من قبل دولة الامارات التي تختلق المشاكل لبلادنا وتمول حملات إعلامية مغرضة للتشويش على الجزائر، عانت السلطنة هي الأخرى من ظلم دولة الامارات التي استولت على مساحات شاسعة من الأراضي العمانية ، حتى أن الامارات تاريخيا تعتبر أراضي عمانية<span class="Apple-converted-space"> </span>وهي جزء من الإقليم المسمى تاريخيا باسم عمان أو مجان والذي يشمل حاليا دولة الامارات وسلطنة عمان، ولهذا السبب تعرف العلاقة بين البلدين نوعا من الفتور رغم الحفاظ على حد من الاحترام لكن الدولتين عضوا في مجلس تعاون الخليج.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>ولهذا تأتي زيارة السلطان أمس لبلادنا رغم اعتبار أبواق مخزنية أنه جاء من أجل للقيام بوساطة بين الجزائر والامارات، جاءت كرد مباشر على دولة الامارات التي تدفع لإعلام<span class="Apple-converted-space"> </span>مأجور لنشر ادعاءات أن الجزائر معزولة على العالم، لأنها كشفت في كل مرة ما تخطط له دولة الامارات وخاصة منذ فشلها في "تنصيب" رئيس موال لها على رأس الجزائر، ومنذ انتقد الرئيس تبون الهرولة نحو التطبيع، لضرب استقرار الجزائر وضربها بأنظمة معادية على حدودها، مثلما تقوم به رفقة الكيان في المغرب، وفي حدودنا الجنوبية مع النظام الانقلابي<span class="Apple-converted-space"> </span>في مالي، وهو نفس ما تقوم به في السودان وفي ليبيا لمنع استقرار هذه البلدان في محاولة للسيطرة على ثرواتها ولتنصيب أنظمة موالية لها. <span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">متانة العلاقة بين بلدينا ليست ضد أي كان، بما فيها صانعة الانقلابات ووسيلة الخراب الصهيونية بالمناولة في المنطقة، فهي علاقة راقية بين شعبين حرين ودولتان تجمعهما علاقة في إطار جامعة الدول العربية، كلاهما يدافع على القضايا العربية والإسلامية المشتركة، وعلى راسها القضية الفلسطينية،<span class="Apple-converted-space"> </span>وحتما ستعطي هذه الزيارة دفعا قويا للعلاقات وللتعاون الاقتصادي خاصة في مجال الفلاحة بين البلدين، وهو ما تسعى الجزائر اليه في إطار سياستها المنتهجة لتنويع علاقاتها وشراكاتها مع البلدان في إطار الاحترام المتبادل.</p>
