بين صنصال وساركوزي!

2025-03-30 10:00:00

banner

<p dir="rtl">تزامن إصدار الحكم بخمس سنوات سجنا نافذا في الجزائر على الكاتب المتصهين بوعلام صنصال مع الحكم على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بسبع سنوات سجنا مع غرامة مالية باهضة في قضية تمويل حملته الانتخابية من قبل القائد الليبي معمر القذافي الذي عوض أن يشكره قاد على بلاده حملة مع الحلف الأطلسي لإسقاطه وقتله بأبشع الطرق وفتح ليبيا على كل المخاطر.</p> <p dir="rtl">وبينما أثارت قضية صنصال الاعلام الغربي والصهيوني وعلق ماكرون شخصيا على الحكم محاولا دغدغة عواطف الرئيس تبون من أجل اطلاق سراحه، وقبلها نظم التنظيم الصهيوني "الكريف" الذي طالب هو الآخر بإطلاق سراحه عرفانا للخدمات الجليلة التي قدمها إلى فرنسا وإلى الكيان مثلما اعترف هو بنفسه في الكثير من التصريحات الإعلامية منها أنه بارك الهزيمة التي ألحقها الكيان بالعرب وبسحقه لهم في حرب 67، واعترافه أنه كان يقدم التقارير عن الأوضاع في الجزائر إلى فرنسا، ويطالبها بالتدخل حتى أن الرئيس شيراك لما أقلقه ذلك ولم يتمكن من فعل أي شيء لدولة مستقلة، قال له أنه أتعبه وطلب منه الانتقال إلى فرنسا ما دام غير قادر على العيش في الجزائر، في حين لم يثر أمر الحكم بالسجن على ساركوزي أي ردة فعل.</p> <p dir="rtl">فهل العدالة عندهم مستقلة، بينما يريدون للعدالة عندنا أن تؤتمر بأوامر الاتحاد الأوروبي وترضخ لمساومات روتايو وساركوزي وتهديدات الاعلام الفرنسي ومطالبته بمعاقبة الجزائر بسبب سجن البشاغا بوعلام الجديد الذي قدم لهم خدمات جليلة، وباع أسرار وطنه الأم بشهادته شخصيا، كما شكك في وحدته الترابية وفي ثورته التحريرية وطعن في تاريخ بلاده وشهدائها.</p> <p dir="rtl">في الحقيقة خمس سنوات سجنا مقارنة بالتهم الموجهة إلى هذا العميل، هي قليلة جدا، وحتى العشر سنوات التي طالب بها المدعي العام<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>قليلة، ومن المفروض أن يحكم عليه بالإعدام أو المؤبد، لأنه في قانون العقوبات الفرنسي وفق المادة 411-4 والمادة 411-6، يدين المتهم الذي يشكك في وحدة بلاده الترابية أو يقوم بعمل يمس الوحدة الترابية لفرنسا بالسجن لمدة لا تقل عن 30 سنة وبغرامة مالية تصل 450 الف أورو ، بينما يضغطون على الجزائر لإطلاق سراح عميل<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>قام بجريمة أخطر من المنصوص عليها في المادة، بل كان يتفاخر أمام الاعلام الصهيوني والفرنسي بخيانته لبلاده، ويدعون أن صنصال سجن من أجل كتاباته في حملة مغرضة لتغليط الرأي العام الهدف منها النيل من الجزائر،<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية ومن الحرب على غزة، وكل هذا خدمة للكيان واللوبي الصهيوني في فرنسا الذي يتحكم في أغلب وسال الإعلام الفرنسية.</p> <p dir="rtl">أتمنى ألا يستجيب الرئيس تبون لتوسلات ماكرون، ويعفو على هذا المجرم، فالعفو على هذا العميل فيه طعنة للشهداء ولتاريخ بلادنا وللجغرافيا، وأكبر طعنة ستكون للعدالة، فبينما يطالبون بالعفو على هذا العميل، يدعون أن العدالة عندهم مستقلة ويرفضون تسليم الخائن الآخر عبد السلام بوشوارب، الذي يعد إلى جانب علي حداد ورجال أعمال آخرين أحد ممولي حملة ماكرون لرئاسيات 2017، ومن المفروض أن تفتح العدالة الفرنسية المستقلة تحقيقا في قضية تمويل رجال أعمال جزائريين لحملة ماكرون وينتهي به الأمر هو الآخر في السجن مثل ساركوزي.</p>

العلامات اساطير

أسئلة كثيرة ومسؤوليات متشابكة !

2025-09-09 07:00:00

banner

<p dir="rtl">بدأت تظهر بعض خيوط اللعبة، ولا أقول المغامرة التي قام بها ثمانية أطفال قصر، ركبوا البحر وصولا إلى شواطئ إسبانيا من يومين، وبدأت تظهر التناقضات في حديثهم، حيث خرجوا يتحدثون على التيك توك يروون تفاصيل رحلتهم التي يبدو أنها لم تكن مضنية، ما يعني أن هناك حلقات مفقودة في الرحلة، حيث لم يظهر عليهم التعب ولم يصب أحدهم بدوار البحر، يظهرون وكأنهم سافروا على متن طائرة وليس في قارب صيد، فمرة يقول أحدهم أنهم سرقوا القارب، ومرة أخرى ينفي السرقة ويقول أن أشخاصا ساعدوهم في تنفيذ خطتهم، ويتحفظ عن ذكر الأسماء، ما يجعلنا نشك أن العملية مدبرة، وربما كان من يريد لهم نهاية مأساوية مثل حادثة حافلة الحراش لاستعمالها من قبل أعداء الجزائر في الداخل والخارج، ومن قبل المعارضة المشبوهة في حربها على ما تسميه بالنظام، خاصة وأنها تزامنت مع الحدث القاري الهام، معرض التجارة الافريقية البينية الذي تحتضنه الجزائر هذه الأيام.</p> <p dir="rtl">ليسوا<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>أطفالا أبرياء مثلما يتبادر إلى الأذهان، ولا هم أبطال، فجيل "زاد" الذي ينتمون إليه، هو جيل العولمة الذي فتح عينيه على الفايسبوك والتيك توك والنتفليكس، يعتقد أن كل شيء مباح، وأن لا شيء يحد بصره ولا طموحاته، ويريد الحياة التي يراها في الأفلام دون بذل أدنى مجهود، بما فيها النجاح في الدراسة كأهم واجب من واجباته، وتجده ناقم على البلاد لأنها لم تعطه حقه مثلما ردد أحدهم، لأن لا أحد علمه أنه قبل أن يطالب بحقوق هناك واجبات، وأولها الالتزام بدروسه، وفي حالة هؤلاء المراهقين لا أحد منهم متمدرس، ولا أقول ضحايا تسرب مدرسي، بقدر ما هم ضحايا أسر مستقيلة من دورها التربوي، والدليل أن لا أحد خرج من أوليائهم قلقا على مصيرهم، مما يوحي بأنهم من شجعوهم على الحرقة، أحد الأولياء فقط علق على الحادثة بعبارة " تهنيت منه"، أي أنه ارتاح من وجع الرأس الذي كان يسببه له، ونسي أنه هو المسؤول عن تنشئة ابنه.</p> <p dir="rtl">المؤسف هي التعليقات عبر وسائل التواصل، والرسائل التي وجهها المتفاعلون مع الأطفال القصر، يشجعونهم فيها على الحرقة كمراهقين مدعين أنها الأفضل وأنهم يتلقون معاملة أحسن، ما يعني أن الحادثة ستؤدي إلى انفجار حقيقي للظاهرة، في الغياب المعتمد لحراس الشواطئ الذين لم يقوموا بدورهم لمنع هؤلاء الأطفال من الحرقة، ، فالمعروف أن تمنفوست توجد بها مدرسة البحرية، ومن المفروض أن حراسة الشواطئ في منطقة عسكرية تكون مشددة.</p> <p dir="rtl">الأسئلة المطروحة بشأن العملية كثيرة، والمسؤوليات متشابكة، لكن تبقى المسؤولية الأولى على عاتق الأسر المستقيلة من واجبها التربوي وهذه هي الكارثة&nbsp;!</p>

العلامات اساطير

أين تصنف هذه "الحرقة" ؟!

2025-09-08 07:00:00

banner

<p dir="rtl">لا أدري في أية خانة أصنف ما فعله المراهقون الثمانية الذين "حرقوا" إلى الشواطئ الإسبانية بطريقة ذكية ووصلوا سالمين، لم يتاجر بهم تجار البشر من أصحاب المركبات، لم يدفعوا الملايين لأصحاب "السريع"، ولم يرم بهم أحد إلى الأمواج في حال تعطل المركب مثلما يفعل مصاصي دماء الشباب وتشجيعهم على الهجرة في قوارب الموت.</p> <p dir="rtl">هل أصنفها في خانة البطولة، لأنها مهما كانت الطريقة التي خرجوا بها وسرقة مركب جار لهم وجمعهم كميات من الوقود بطريقة ذكية دون أن تثير انتباه أصحاب محطات الوقود، وتمكنوا من الوصول بسلامة باستعمال التكنولوجيات الحديثة، حتى أن أحدهم تمكن من إصلاح العطب في المركب بسهولة، وتمكنوا من الإفلات من قبضة حراس الشواطئ ربما لأنهم اعتقدوا أنهم أطفال ولا يشبهون لصورة الحراق النمطية، يرتدون لباسا صيفيا مثل أندادهم، إذا لا تظهر عليهم علامات الفقر والحاجة التي تدفع بهم إلى المخاطرة بحياتهم،<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>ليتمموا رحلتهم<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>رغم المخاطر المحدقة بهم بكل شجاعة، وهذا في الحقيقة رغم المجازفة ليس غريبا على الشباب الجزائري المبدع، لأن هذه المغامرة فيها من الإبداع والشجاعة التي تذكرنا بالشباب الجزائري الذي قاد ثورة من أعظم الثورات التي عرفها التاريخ الحديث، فهم ليسوا أقل شجاعة من الطفل عمر ياسف الذي استشهد في القصبة في معركة الجزائر؟</p> <p dir="rtl">أم أصنفها في خانة الإجرام، بسرقتهم المركب، وتحايلهم لجمع كميات من الوقود كافية لرحلتهم نحو السواحل الإسبانية، فالعملية برمتها فيها من الذكاء الإجرامي ما يجب التنديد به ومحاسبة أوليائهم عن عدم احتواء أطفالهم ومراقبة ما يقومون به والانتباه لعلاقاتهم، فكان بإمكانهم أن يكونوا لصوص أحياء أو تجار مخدرات ما دام لا أحد من أوليائهم يهتم لهم كيف يمضون يومهم أو التأكد من سيرة علاقاتهم في الحي، أي ما ينطبق عليه المثل الشعبي " طيش وربي يعيش" الذي يطلق على الأولياء من عديمي الضمير والمسؤولية؟</p> <p dir="rtl">لحسن حظهم أنهم وصلوا بسلامة إلى الشواطئ الإسبانية، فهم لم يكونوا يقدرون عواقب ما قاموا به، ولا ما يكون مصيرهم عند وصولهم إلى الضفة الأخرى، فهم ليسوا بطالين خرجوا بحثا عن فرصة لحياة أفضل، وليسوا ضحية تسرب مدرسي، بل مجرد مغامرين أرادوا أن يجربوا حظهم، ويكتبوا قصتهم التي تليق أن تتحول إلى فيلم سينمائي يروي مغامرة شباب حقيقية مثل مغامرات "والت ديزني" المتخيلة <span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>لتي لا علاقة لها بالواقع.</p> <p dir="rtl">الإيجابية الوحيدة حتى الآن أنه تم التكفل بهم وإلحاقهم بالمدارس هناك، لكن يبقى مصيرهم مجهول فإسبانيا وأوروبا كلها ليست جنة فوق الأرض فشعوبها تعيش السنوات الأخيرة أزمات حقيقية.</p> <p dir="rtl">الخوف كل الخوف أن يتم تجنيدهم للقتال في أوكرانيا أو توظيفهم من قبل المافيا، ولهذا من واجب أوليائهم المطالبة باستعادتهم، فمسؤولية سلامتهم هي مسؤولية أسرهم أولا.</p>

العلامات اساطير