بين "ميستر آب" و"ميستر كذاب"!
2024-06-24 11:00:00

<p dir="rtl">هل سيتحدث " ميستر آب" خلال ممارسته لمهامه كناطق رسمي باسم مؤسسة مطار الجزائر الدولي باللغة التي رد بها على منتقدي تعيينه في هذا المنصب في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استعمل المغني السابق ألفاظ بذيئة ردا على الحملة التي استهدفته عبر العديد من المنصات بحجة أنه ليس إعلامي ولا يستحق أن يعين في هذا المنصب؟</p> <p dir="rtl">شخصيا لا أعرف هذا الشخص، ولا يمكنني أن أحكم على مؤهلاته للمنصب، لكن نزوله إلى الحضيض باستعماله شتى عبارات السب والشتم لمنتقديه في الحقيقة كافية للحكم عليه حتى قبل البحث عن المؤهلات، أو التساؤل عن معايير التعيين لمثل هذه المناصب الحساسة، فعمل الرجل يدخل ضمن تسيير العلاقات العامة، والتواصل مع الزبائن أو الإعلاميين، وهو منصب يتطلب قدرا من الكفاءة والكثير من حسن السلوك، وكان يكفي قراءة ردوده على منتقديه ليتراجع من عينه في المنصب عن قراره.</p> <p dir="rtl">ثم ليست المرة الأولى التي يعين من لا يملك شهادات ولا مؤهلات علمية لمناصب حساسة، زد على ذلك أن الكثير من الأسماء التي هاجمته في مواقع التواصل تدعي بأنها إعلامية وتنسب نفسها للصحافة زورا، وهي ليست أحسن مستوى ولا سلوكا منه، والدليل المستوى المتدني والفوضى التي نزل إليها الاعلام في الجزائر، عندما صارت مهنة الصحافة مهنة من لا مهنة له.</p> <p dir="rtl">أما من يسمون أنفسهم بصناع المحتوى الذين توظفهم قنوات الصرف الصحي، فهذه بلوى أصابت كل مجتمعات العالم وليس فقط الجزائر، منذ أن أعطت منصات التواصل للتافهين والمرضى النفسانيين الحق في الكلام وإبداء الرأي، فصاروا يمطروننا يوميا بالكلام الفاضح ويروجون لكل أنواع الفساد والجرائم.</p> <p dir="rtl">فما الفرق أن تمنح قناة فضائية لإحدى المؤثرات الفرصة لتقديم برامج اجتماعية وهي لا علاقة لها بأخلاق المجتمع، بل ما الفرق أن تقدم ممثلة سينمائية برنامج على قناة خاصة وتستضيف ضيوف يبررون العنف ضد النساء بدعوى أن لباس المرأة الفاضح حسبه هو السبب، أو أن تأتي بمواطن اسمر البشرة من سكان "الجنوب الكريم" ليصب الشاي للضيوف في برنامج تلفزيوني على أنه عبد في قصر من القصور العبودية؟</p> <p dir="rtl">المصيبة في الضجة التي أعقبت تعيين المدعو "ميستر آب" كناطق رسمي باسم مطار الجزائر أن من دافعوا تعيينه في المنصب مثل منتقديه أغلبهم دخلاء على مهنة الاعلام، ويمثلون الوجه التعيس لها وصاروا طرفا في الفساد المستشري، وكان من المفروض أنها هي عين المجتمع ولسانه والمدافع عن قيمه وثقافته وهويته وعاملا لترقيته.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">فالدخلاء على الإعلام لا يقتصرون على "ميسر آب" وحده، بل تعداه لعشرات الإعلاميين كأمثال "ميستر كذاب" الذي قاد حملة الطعن في تعيين عبيدات في المنصب المذكور بينما هو معروف بفبركة الأخبار الكاذبة.</p>
هكذا عرفت الرجل !
2025-07-30 07:00:00

<p dir="rtl">ككل سنة يغمرني الفخر والفرح وأنا أتابع استقبال الرئيس تبون لنجباء البكالوريا وتكريمهم واحتضانهم واحتضان آمالهم وأحلامهم المستقبلية، وبعيدا عن أي تملق، أجد لقاء الرئيس بأبنائنا وفرحته بهم وضحكته الصافية وهو يقبلهم قبلة صادقة ونابعة من القلب، وفي الواقع هذه حقيقة الرجل، وهذه طريقة تعامله مع كل من يلتقي به في شتى المناسبات، تستقبلك ابتسامته قبل النكتة والمزاح، صادق في كل تعاملاته مع القضايا الإنسانية والقضية الفلسطينية تحديدا وفيا لمبادئ نوفمبر، صادق عندما يحب، وعندما يغضب ولا أقول يكره، شفافا يرد الكيل بالكيل، خاصة لما يتعلق الأمر بمن يعادي بلادنا وهو ما لاحظناه في تعامله مع فرنسا ومملكة الجوار، يكيل لكلاهما ما يليق به من استصغار له ومن استهزاء به، يجسد بعمق أنفة الجزائريين الأحرار، أنفة موروثة عن أسلافنا الذين قاوموا على مدى عصور الظلم والطغيان، وانتصروا دوما للحق وللمظلوم، وهذا ما ينعت به الإنسان الجزائري الثابت في مواقفه الفخور بهويته، صفة قلما نجدها لدى الشعوب الأخرى التي تتلون وتتبدل كالحرباء كلما تبدلت المصالح واتبعت وجهة الرياح.</p> <p dir="rtl">وبنفس الصفاء الذهني ونفس الابتسامة العريضة النابعة من القلب التي استقبل بها نجباء البكالوريا، كرم في نفس اليوم القامة الأدبية الجزائرية، الروائي رشيد بوجدرة، أياما قليلة بعد إصداره " زناة التاريخ"، وكانت الرسالة واضحة، وهي الطريقة التي يرد بها دائما الرئيس على أعداء الجزائر، بالأمثلة المختصرة والدقيقة الهدف والمستهدف، حيث تبقى مقولة" لن أذهب إلى كانوصا" كأقوى رد له على ماكرون الذي طالما ترجى زيارة من رئيسنا، والرسالة من تكريم " صاحب الحلزون العنيد" موجهة بالدرجة الأولى إلى الإعلام الصهيوني في الضفة الأخرى، وعلى من يتهمون بلادنا بالتضييق على حرية التعبير، وعلى أنها تتخذ الصهيوني صنصال كرهينة بينما هو متابع قضائي في قضايا لا علاقة له بكتاباته بل بخيانته للوطن وعمالته لفرنسا وللصهيوينة.</p> <p dir="rtl">فالرئيس وقّر وكرّم بوجدرة رغم بعض مواقف الرجل المتناقضة مع ثوابتنا.</p>
من الذكاء الاصطناعي إلى الغباء الطبيعي !
2025-07-29 11:00:00

<p dir="rtl">يبدو أن المسافة بين الذكاء الاصطناعي، والغباء الطبيعي المغلف بالفكر الظلامي قصير جدا عند البعض، وإلا بماذا نفسر هذه الكارثة الحقيقية المدعو بن قداش محمد الأمين، والذي باركنا تفوقه السنة الماضية في شهادة البكالوريا وفوزه بالمرتبة الأولى وطنيا ما أهله للحصول على منحة للدراسة في كندا، وتطويره نسخة ذكية من نفسه، ها هو ينصب نفسه مفتيا، وينصح المتحصلة على المرتبة الأولى وطنيا لبكالوريا هذه السنة السوقهراسية رونق زاني أن تتراجع على حلمها في دراسة الذكاء الاصطناعي بأمريكا، لأن المرأة حسب هذا الأمرد لا يحق لها السفر بدون محرم؟</p> <p dir="rtl">يعني أنه هو كرجل من حقه تحقيق حلمه والسفر للدراسة في الخارج، رغم أن هذا الخارج بلاد الكفار، بينما يمنع هذه الطالبة التي لا تقل ذكاء عنه بعدم جواز سفرها والأحسن لها أن تبقى في بلادها، وتنسى حلمها، ولم يبق إلا أن يقول لها " بلاصتك في الكوزينة أي مكانك في المطبخ"، الذي يروج له أمثاله وما أكثرهم في هذا المجتمع الذي يغرق كل يوم في التطرف الديني.</p> <p dir="rtl">فرغم انتصارنا على الإرهاب المسلح، ها هو الإرهاب الفكري يمتد ويسيطر على عقول النشء الذي كنا نتمنى أن يحقق لنا التفوق العلمي والتكنولوجي ويحررنا من التبعية التكنولوجية إلى الخارج، ويكون من بينهم زوكربارغ جزائري أو بيل غايتس وغيرهما من النوابغ العلمية التي صنعت مجد الغرب.</p> <p dir="rtl">هذا الغرب الذي موّل فتاوى الإرهاب الفكري والعنف لتدمير مجتمعاتنا وحرمانها من التفوق العلمي حتى لا تنافس الغرب في الصناعة والطب وفي علوم الفضاء وصناعة الأسلحة وفي شتى المجالات الفكرية، لنبقى مجرد أسواق لنفايات مصانعهم، وأتباع لهم يقررون مصيرنا ويتحكمون في خياراتنا الإستراتيجية.</p> <p dir="rtl">وفي حال حاولنا التحرر وحافظنا على سيادة وطننا، زرعوا فينا دواعش، استهدفوا عقول شبابنا وسمموها بفتاوى مهربة من العصر الحجري لا علاقة لها بالدين، وهو ما أصاب هذا الشاب، وفي الحقيقة حتى رونق ليست أفضل منه في هذا الجانب، وربما ستقتنع بنصيحته مثلما قالت أنها معجبة بحفظه لكتاب الله وكان من الأفضل أن تكون معجبة بالانجاز العلمي الذي حققه، حتى وإن كانت نسخة مطورة منه بالذكاء الاصطناعي، قد يخصصها لنشر فتاويه الظلامية.</p> <p dir="rtl">المصيبة أن مملكة بن سلمان نفسها أسقطت شرط المحرم في سفر المرأة للحج والعمرة، بينما يريد هذا الشاب فرضها على هذه الطالبة الحالمة بمستقبل أفضل لها ولبلادها.</p> <p dir="rtl">أخاف أن يكون النظام العالمي الذي شجع ولي عهد المملكة على نفض الغبار على التراث الديني، وحرر المجتمع السعودي من الكهنوت، ومن لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي روعت المرأة السعودية قرونا، وفتح بلاده أمام رياح التغيير وإعادة النظر في التراث الديني، يريد أن يجعل من المجتمع الجزائري خليفة لما كان عليه المجتمع السعودي من الانغلاق وحاضنة جديدة للفكر الوهابي الذي حاربه بن سلمان واجتثه من أرض الحرمين، وهي مصيبة لا تقل خطورة عن كارثة الإرهاب الدموي.</p> <p dir="rtl"> </p>
