إيران ... حضارة عريقة ترفض أن تشيخ
2024-02-20 09:00:00

<p class="p1" dir="rtl">لا أدري من أية بوابة أدخل تقريري هذا عن الزيارة التي قادتني إلى (إيران) هذا البلد التاريخي وهذه الحضارة التي قدمت للإنسانية وللعالم الإسلامي تحديدا الكثير في جميع مجالات الفن والعمارة والطبخ والفلسفة، أو من باب الروائح الزكية التي يصعب وصفها، روائح الفستق المحمص والزعفران ودبس الرمان اللذان يعطيان للمطبخ الإيراني مذاقا ونكهة خاصة، أو من باب زخم التراث الغارق في القدم والمتصالح مع كل الحقب التي عاشها الإنسان الإيراني منذ عصور ما قبل التاريخ.</p> <p class="p1" dir="rtl">لم تكن هذه زيارتي الأولى لبلاد عمر الخيام صاحب الرباعيات الشهيرة والفردوسي وحافظ الشيرازي وسعدي صاحب رائعة "البستان " والغزليات التي ما زال يتغنى بها الإيرانيون في سهراتهم في الأماكن الاثرية والساحات العمومية يتوارثونها جيلا عن جيل، فقد زرت طهران سنة 2008 ضمن وفد رسمي ولم تتح لي الفرصة وقتها للسفر إلى مدن إيرانية أخرى، لكنني وقتها لاحظت الكثير من المرة التي نجهلها عن إيران والتي لم يكن وقتها ينقلها الاعلام الغربي الذي ما زال يشيطن هذا البلد، فقد لاحظت وقتها أن غطاء الرأس عند الكثير من النساء مجرد قماش يضعنه على رؤوسهن على طريقة بنازير بوتو وأن المرأة الإيرانية تخرج بكامل زينتها بكل حرية، تقود السيارة والحدائق العمومية تعج بالعشاق.</p> <p class="p1" dir="rtl"><strong>الحقائق تصل دوما مشوهة<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">لكن زيارتي هذه ضمن وفد إعلامي من الجزائر وهو الأول الذي يزور بلاد الخميني والشاه بناء على دعوة من السفارة الإيرانية بالجزائر التي برمجت هذه الزيارة رغبة منها لتعريف الجزائريين على الكثير من الحقائق التي يجهلونها والتي كثيرا ما تصلهم مشوهة من الاعلام الغربي، فجاءت هذه الزيارة لتكون خطوة هامة لنا كإعلاميين لننقل الاخبار من مصدرها، جعلتي أكتشف بلدا لا تكفيه عبارة جميل وساحر، فقد غيرت هذه الزيارة لدي الكثير من الانطباعات والأفكار المشوهة عن هذا البلد الذي يجسد أساطير الماضي وحكايات شهرزاد وشهريار في رائعة " الف ليلة وليلة" التي روت حكاياتها في مكان ما وتحت سقف قصر ما في بلاد فارس الجميلة العمران والبهية القصور والحدائق.</p> <p class="p1" dir="rtl"><strong>"الباسدران" تستغرب زيارة إعلاميين جزائريين<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">كانت محطتنا الأولى طهران بعد ليلة من السفر عبر مطار إسطنبول، لعدم وجود خط طيران مباشر إلى العاصمة الإيرانية، حيث وصلنا "تهران" مثلما يكتبها وينطقها الإيرانيون، ظهرا، وبعد استقبالنا في المطار بعد بعض التوجس من شرطية الحدود "الباسدران"، التي لم تفهم سبب زيارة إعلاميين لبلادها وربما هي لم تتعود على هذا النوع من الزوار، وبعد نيل قسط من الراحة في الفندق وتناول وجبة الغداء، قادتنا الحافلة التي خصصت لنا طوال الرحلة رفقة مرافقينا، عبر شوارع عاصمة تعاني من زحمة المرور طوال اليوم، رغم شوارعها وطرقاتها السيارة الواسعة، مثل شارع " ولي عصر" الذي يفوق طوله 14 كلم، لنكتشف أن طهران العريقة ترفض أن تشيخ، فهي عبارة عن ورشة كبيرة مفتوحة، فهناك مشاريع عمرانية وأبراج قيد الإنجاز على مد البصر تتنافس في جمال هندسة تمزج بين الطابع العمراني الفارسي بزخرفته وألوانه التي يغلب عليها اللون الأزرق الذي يعني النقاء وبين الطابع العصري.</p> <p> </p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>"طهران" تختزل حذاقة وذوق أهل فارس<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p><img style="display: block; margin-left: auto; margin-right: auto;" src="/storage/photos/6/2.jpg" alt="" width="641" height="296" /></p> <p class="p1" dir="rtl">وكانت زيارتنا الأولى بناء على اقتراح من مرافقينا، هو " طهران مول" شمال طهران المطل على بحيرة "شيتغاز" افتتح سنة 2018، وتبلغ مساحته 1.4 مليون متر مربع بناه طبيب إيراني ثري يعيش بالخارج، وهو ليس مجر</p> <p class="p1" dir="rtl">د مكان للتسوق أو تناول وجبات في مطاعمه ومقاهيه المتعددة، بقدر ما هو عبارة عن بزار عصري نافس كبريات المولات في العالم، أو بالأحرى متحف عصري كبير، تعرض محلاته أمام الزائر أو المتسوق<span class="Apple-converted-space"> </span>كل روائع الصناعات التقليدية التي تنتجها المدن الإيرانية، من سجاد فارسي فاخر وثمين، يحاك بعضها أمامنا على المباشر من حرير وصوف تختزل حذاقة وذوق أهل فارس، إلى المنمنمات والنقش الملون على الخشب، إلى صناعة الحلي والالماس الثمين والاقمشة الحريرية الراقية، إلى النحاس المنقوش بالأزرق و الفيروز، والاثاث الراقي والتحف ولوحات لعبة الشطرنج<span class="Apple-converted-space"> </span>الفارسية المنشأ، إلى حدائق داخلية تتخللها مجاري مائية بعضها تسبح فيه الأسماء وبعضها مغطى بالزجاج يسير عليه الزائر مثلما المسيح عليه السلام، لكن تبقى تحفة هذا المبنى الذي يختزل كل أنواع الفن الفارسي، قاعة المرايا<span class="Apple-converted-space"> </span>التي هي نموذج عن قاعة بأحد قصور الشاه في طهران، والتي تغطى جدرانها<span class="Apple-converted-space"> </span>36 مليون قطعة مرايا من كل الاحجام.</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>"غطاء الرأس" شاهد على حرية المرأة الإيرانية</strong></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong><img src="/storage/photos/6/12.jpeg" alt="" width="397" height="529" /></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">ما شد انتباهي في هذا المول وفي كل الشوارع التي مررنا بها في هذا اليوم الأول من الزيارة، هو تخلي النساء والفتيات عن " غطاء الرأس" ، الذي يضعنه حول الرقبة فقط، فرحت ألاحقهن<span class="Apple-converted-space"> </span>والتقط لهن صورا خفية، وأعدهن بالعشرات، وأصبحن مئات في أيام الزيارة الأخرى التي استمرت أكثر من أسبوع، لأنقل صورهن كشاهد على مساحة الحرية التي بدأت المرأة الإيرانية تفتكها من نظام الملالي المتشدد<span class="Apple-converted-space"> </span>بكثير من النضال والتضحيات، فالصورة تختلف تماما عن الصورة التي ينقلها الاعلام الغربي عن هذا البلد الذي تصوره كأنه جحيم فوق الأرض - ولا داعي للتذكير بفقدان الاعلام الغربي لخرافة مهنيته ومصداقيته في العدوان على غزة- وربما كان كذلك في بداية الثورة الإيرانية التي أسست للجمهورية الإسلامية والتي يسميها الإيرانيون بـ" انقلاب إسلامي"، وصادفت زيارتنا هذه الذكرى 45 لها بسقوط نظام الشاه الموافق لـ11 فيفري 1979، حيث دفعت النساء واليساريون التنظيم المسمى " مجاهدي خلق"، ثمنا باهضا مثلما ترويه القاضية الإيرانية السابقة الحائزة على نوبل للسلام شيرين عبادي في مذكراتها، مثلما تروي بعضه شهبانو فرح ديبا أرملة شاه غيران هي الأخرى في مذكراتها التي نشرتها في باريس بالفرنسية، ولن استشهد بما كان ينقله الاعلام الغربي وخاصة الاعلام الفرنسي الذي رافق عودة آيات الله الخميني على متن طائرة " ار فرانس"، حيث كانت فرنسا جيسكار ديستان تعتقد أنها ستكون لها حظوة مع نظام الملالي بعد طرد أصدقاء الشاه من البريطانيين والامريكان، والصورة التاريخية للطيار الفرنسي المزهو وهو يمسك بيد الخميني وهو ينزل عائدا إلى بلاده من منفاه الفرنسي تحكي الكثير، مثلما ذكرت، وجب على أحرار العالم إعادة النظر في كل الهراء الذي كان يمطرنا به.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: ثورة الجزائر ملهمة للشعب الإيراني</strong></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong><span class="Apple-converted-space"><img src="/storage/photos/6/Capture d’écran 2024-02-20 à 10.44.47 AM.png" alt="" width="531" height="302" /> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">اليوم الثاني من الزيارة<span class="Apple-converted-space"> </span>وأول مرحلة من البرنامج المكثف الذي سطرته وزارة الخارجية لنا، كان زيارة مقر هذه الوزارة في قلب طهران وهو مقر يعود لمرحلة حكم الشاه الجد رضا بهلوي، حيث كانت لنا جلسة مع الناطق باسم الخارجية ناصر كنعاني الذي استقبلنا بحفاوة في مقر الوزارة، حيث قال "أن الهدف من هذه الزيارة أنها ستعطينا فكرة حقيقية عن الجمهورية الإسلامية، وعن العلاقات بين بلدينا الجزائر وإيران"، وأن العلاقات بين بلدينا قديمة وودية ومتجذرة وبناءة، كما أنه لدينا مواقف مشتركة بالنسبة للكثير من الملفات والقضايا الإقليمية مثل القضية الفلسطينية ، فالمواقف التي اتخذتها الجزائر إلى جانب القضية الفلسطينية مشرفة ووجب دعمها، وأن إيران تعتبر الجزائر دولة رائدة في العالم العربي<span class="Apple-converted-space"> </span>ومحرك بالنسبة للقضايا الإقليمية، فللرئيس الجزائري<span class="Apple-converted-space"> </span>عبد المجيد تبون مواقف مشرفة وهي مجال للتعاون بين بلدينا".</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>الشعب الإيراني يتعرض يوميا لحرب نفسية<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">كما قال "أن ثورة الجزائر ملهمة للشعب الإيراني، ولحسن الحظ أنكم تزورون إيران بمناسبة الذكرى 45 للثورة ، وهذه الزيارة ستمكنكم من التعرف على أهم النشاطات بالمناسبة، وأن دور الاعلام مهم لنقل الصورة الحقيقية للواقع، وأرجو أن تنقلوا الواقع<span class="Apple-converted-space"> </span>فنحن يتم قصفنا يوميا من الإمبراطورية الإعلامية لنظام السيطرة والصهيونية منذ 45 سنة، والتي حاولت تحريف الحقائق عن الجمهورية الإسلامية، وأن الشعب الإيراني يتعرض يوميا لحرب نفسية، في محاولة لإبعاد الشعب الإيراني عن أهداف الثورة الإسلامية، لكنهم لم ينجحوا، فقد وقف الشعب الإيراني إلى جانب ثورته، رغم الضغوطات و الحصار المضروب علينا منذ45 سنة، فالدعاية المظللة حاولت أن تعطي صورة كاذبة عن إيران، وأنها هي من تهدد الامن والاستقرار في المنطقة، وأن إيران تهدد الغرب والديمقراطية الغربية، وأن النظام في إيران ليس ديمقراطي مع أننا نظمنا 45 عملية انتخابية في إيران منذ الثورة، من انتخابات رئاسية ومجالس شورى والمجالس المدنية ومجالس الخبراء وكلها عرفت مشاركة قوية، فالمرشد الأعلى للبلاد يتم انتخابه أيضا، وهذا لا يخص إيران فكل الدول الإسلامية تواجه حملة مدروسة لتشويه الحقائق".</p> <p class="p1" dir="rtl">ويضيف أنه "بالنسبة للانتخابات لدينا بيئة حرة والمجتمع الإيراني ديني والثورة الإيرانية ثورة إسلامية لم تفصل الدين عن السياسة والقوانين الإيرانية تعتمد على الإسلام، وبإمكان جميع المواطنين المشاركة في الانتخابات كمرشحين او ناخبين مع مراعاة القوانين، والمؤسسة الدينية دورها ترغيب المواطنين في الانتخابات" مع التوضيح أنه لا توجد تعددية حزبية في إيران.</p> <p class="p1" dir="rtl">وأضاف مشيدا بالعلاقات بين بلدينا "أنه بشكل عام فإن تطور العلاقات الإعلامية من شأنها أن تؤدي دورا هاما لنقل الحقائق، وبالرغم من وجود علاقات بين بلدينا فهناك تبادل ضئيل بين شعبينا، ولذلك ليست هناك معرفة حقيقية عن بعضنا البعض ومن شأن الإعلام أن يقرب بين شعبينا ولذلك فزيارتكم هذه مهمة ".</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>الرئيس الإيراني حاضر في قمة الغاز<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">كما تطرق كنعاني للزيارة الهامة التي سيقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على الجزائر نهاية الشهر لحضور قمة الغاز التي ستعقد ببلادنا والتي اعتبر انها ستكون حدثا مهما بالنسبة لبلدينا حيث قال انها ستكون تمهيدا لاتخاذ خطوات في المستقبل وستضع أطر لاتفاقيات للتعاون بين البلدين، وأضاف أن وجود مشتركات دينية وثقافية يساعد على تنمية العلاقات الثقافية بين البلدين، وأن العلاقات الاقتصادية تبقى دون المستوى، فقد انخفض التبادل التجاري خلال السنوات الأربعة الأخيرة، رغم أهمية البلدين في مجال النفط والغاز ولدينا إمكانيات مشتركة كثيرة بإمكاننا استغلالها".</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>إيران من بين 5 بلدان متقدمة في مجال الفضاء<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">أما في مجال العلوم والتكنولوجيا يقول كنعاني أن بلاده ورغم الحصار والضغوطات، فقد حققت إنجازات في مستوى الاعجاز على حد قوله، وأنها تعتبر مثلا يجب الاحتذاء به، وأنه بإمكان البلدان الاستفادة من الطور الحاصل في مجالات الطب والتكنولوجيا، حيث إن إيران تعد من بين الخمسة بلدان المتقدمة في مجال الفضاء، وأنها ستزيل الستار في السنوات القليلة القادمة على مشروع خاص بتكنولوجية الفضاء، وستكسر حصار الدول المتقدمة في هذا المجال وتأخذ مكانها في هذا المجال.</p> <p class="p1" dir="rtl">أما بالنسبة لانتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الامن الاممي قال كنعاني انها ستعزز من مواقف الدول العربية والإسلامية مثل القضية الفلسطينية، وشكر الجزائر على تصويتها ضد القرارات التي تتم غيران في مجال حقوق الانسان، وقال أن الغرب يريد فرض معاييره المنحرفة على الدول الإسلامية، كما تحدث عن العلاقات مع السعودية وقال انها تسير بالاتجاه الصحيح "وتجاوزنا سبع سنوات من القطيعة بفضل دعم الدول الصديقة، وأن الأزمات بين الدول الإسلامية لا تصب في صالحها، وأن هناك مفاوضات لفتح صفحة جديدة اقتصادية وتجارية".</p> <p class="p1" dir="rtl">كما تطرق كنعاني للقضية الفلسطينية وللعدوان على غزة حيث قال أنه من المؤسف أن هناك 50 دولة إسلامية لم تتمكن من وقف القتل في غزة، ولم تؤد دورا مؤثرا، وكان بالإمكان قطع الشريط الحيوي للكيان الصهيوني، ومقاطعته اقتصاديا لأجل وقف الحرب."</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>14 ألف وسيلة إعلامية ونسبة تواجد المرأة يمثل 40 بالمائة<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong><span class="Apple-converted-space"><img src="/storage/photos/6/425842226_7703686262994729_6207221683042972134_n.jpeg" alt="" width="468" height="216" /></span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">محطتنا الثانية في اليوم الثاني من الزيارة كانت زيارة مقر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الثقافي، حيث دعينا لمأدبة غداء بها والتقينا بثلة من مديرين ونشطاء في مجال الاعلام في إيران حيث تعرفنا على قطاع الاعلام في الجمهورية الإسلامية الذي يضم 14 ألف وسيلة إعلامية من صحف ومجلات وواقع صحفية ووكالات انباء، اين تحتل المرأة مكانة هامة في هذا القطاع بنسبة 40 بالمائة من الإعلاميين نساء.</p> <p class="p1" dir="rtl">وقد أخبرتني المرافقة الخاصة بي شخصيا أن جميع الأطياف السياسية لديهم وسيلة إعلامية، لكننا لم نتمكن من زيارة أي صحيفة معارضة، وابلغنا الإعلامي مختار الحداد بلغة عربية رائعة، أنه لا يوجد إعلامي إيراني في السجن من أجل مواقفه وكتاباته، وأن هناك ما لا يقل عن 300 مراسل صحفي لوسائل إعلام أجنبية من 30 دولة من العالم بإيران، وأنه في مناسبات مختلفة تزور وفود إعلامية إيران<span class="Apple-converted-space"> </span>لتغطية الانتخابات أو نشطات مختلفة وأن لحكومة تقدم لوسائل الاعلام دعما ماديا وفي البنية التحتية وأن الدستور الإيراني لا يفرض رقابة قبلية على النشر في وسائل الاعلام.</p> <p class="p1" dir="rtl">وعبر بعض مسؤولي الاعلام ممن التقيناهم عن رغبتهم في تواجد إعلامي جزائري في إيران، وأنه كل سنة يقام معرض إعلامي في إيران وهذه السنة سيكون المعرض مخصصا لفلسطين ومحور المقاومة به (ورك شوب) للمراسلين، حيث سيتم إطلاق المجمع العالمي للإعلاميين الداعمين للقضية الفلسطينية، كما علمنا خلال اللقاء ان العديد من وسائل الاعلام الإيرانية خاصة الالكترونية تنشر بلغات مختلفة بما فيها العبرية، كما ان هناك محكمة خاصة بالإعلام أو مجلس أخلاقيات المهنة وهيئة الانصاف في المحكمة، لكن العقوبات لا تتعدى العقوبات المادية او الحد من نشاطهم.</p> <p class="p1" dir="rtl">كما توجد هناك لجنة الوصول الحر الى المعلومة التي بإمكان الصحفيين رفع شكوى لها في حال رفضت جهة ما الرد على اتصالاتهم ورفضت الرد عن اسئلتهم فبإمكان اللجنة معاقبة هذه الهيئة أو الجهة.</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>زيارة لمقر وكالة الأنباء "إيرنا"</strong></p> <p class="p1" dir="rtl">بعد الزيارات الصباحية لمقرات الخارجية والاعلام، دعينا لزيارة مقر الوكالة الرسمية الإيرانية للأنباء إيرنا، التي تحتفل هذه السنة بالعيد التسعين لتأسيسها سنة 1934، والتي <span class="Apple-converted-space"> </span>تبث حوالي 1000 خبر يوميا بـ 11 لغة أجنبية الى جانب الصور والفيديوهات، ولها مكاتب في عدد من الدول كما لها مكاتب بـ 60 مدينة إيرانية، وتوظف حوالي 1000 صحفي وموظف نسبة كبيرة منهم نساء عدد منهم مسؤولات أقسام، كما تقوم بترجمة الاخبار من الوكالات الأجنبية الى الفارسية.</p> <p class="p1" dir="rtl">ويقول مدير الوكالة أن سياسة الوكالة بالنسبة للقضية الفلسطينية هي من السياسة الخارجية لإيران ومن خيار الشعب الإيراني الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية، وبسبب هذه المواقف هناك هجمة ضد إيران التي قبل أسبوعين (اللقاء تم في 7 فيفري) تمكنت إيران من إطلاق قمر صناعي بإمكانيات إيرانية وحاملة أقمار غيراني "سيمور"، وأن هناك تطور كبير في مجال التعليم بالجامعات، ونسبة كبيرة من الشعب الإيراني متحصل على شهادات جامعية.</p> <p class="p1" dir="rtl">أما بالنسبة للأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي يشتكي الإيرانيون من ضعف تدفق الانترنيت، وإن كانت منصة التوتير "إيكس" غير معنية بالحجب، فالحكومة الإيرانية حجبت مواقع مثل الفايسبوك والتيك توك وانستغرام<span class="Apple-converted-space"> </span>بسبب الاحتجاجات التي عرفتها البلاد في الفترة الأخيرة بعد مقتل مهسا أميني منتصف سبتمبر من 2022 التي يقال أنها قتلت في مقر الشرطة بسبب مخالفتها لقواعد اللباس الاسلامي، وفي المقابل هناك منصات تواصل إيرانية يلجا إليها الإيرانيون مثل تطبيقات المراسلة المحلية "إيتا" ميسنجر وتطبيق" روبيكا" والتي من شأنها امتصاص غضب الشباب الذي سببه حجب المواقع المذكورة<span class="Apple-converted-space"> </span>حتى لا تحرض الشباب.</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>متحف الجيش .. ذاكرة أليمة شاهدة على الحرب العراقية الإيرانية</strong></p> <p class="p1" dir="rtl">الجولة المسائية من اليوم الثاني للزيارة خصصها المشرفون على برنامج الزيارة لمتحف الجيش الذي هو في الحقيقة ذاكرة أليمة عن الحرب العراقية الإيرانية سنوات ثمانينيات القرن الماضي، حيث يجثو هناك حطام طائرات عراقية اسقطت أثناء الحرب، وهو مكان يلجأ اليه الكثير من العشاق من شباب بمظاهر غربية وشابات غير ملتزمات بغطاء الشعر مثلما نشاهده في اية عاصمة أو مدينة غربية.</p> <p class="p1" dir="rtl">ومن المتحف انتقلنا لمشاهدة جسر حديث يربط بين حديقتين فوق طريق سيار، وهو تحفة فنية من تصميم شابة إيرانية، يزوره سكان العاصمة كمعلم سياحي للنزهة وأخذ الصور، حيث تظهر في الخلفية جبال طهران المغطاة بالثلوج في هذا الشتاء الإيراني البارد.</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>"غير المحجبات" في طهران وأصفهان أكثر منهن في شوارعنا</strong></p> <p class="p1" dir="rtl">لم أعد أحصى النساء غير المحجبات في طهران فقد صار الأمر طبيعيا بعد بضعة مئات ممن احصيت، فعدد النساء غير المحجبات في طهران ولاحقا في مدينة أصفهان محطتنا الثانية في الرحلة، أكثر منهن في شوارع الجزائر، وهذا تحقق بفضل النضال الدؤوب للإيرانيات اللواتي يتظاهرن في كل مرة بحرق غطاء الرأس، رفضا للزي الذي يفرضه نظام الملالي، والباسدران (شرطة نسائية مثل لجان النهي عن المنكر والامر بالمعروف في المملكة السعودية سابق وهن نساء عرفن بالقسوة والعنف ضد مواطناتهن).</p> <p class="p1" dir="rtl">كما لاحظنا على طول شوارع المدن والطريق الرابط بين طهران واصفهان الاف الصور للشهداء بعضهم قتل في الحرب مع العراق، وبعضهم قتل على يد نظام الشاه، وبعض الصور حديثة تعود للعملية الاجرامية الأخيرة اثناء التفجير الذي هز إيران اثناء الذكرى الرابعة اغتيال الشهيد قاسم سليماني، مثلما تحمل كل شوارع المدينة أسماء الشهداء، مثلما هو في الجزائر الذي يقول الإيرانيون أنهم يستلهمون من الثورة الجزائرية.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>قصور الشاه الفخمة .. متاحف تصور حياة البذخ والرفاهية<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong><span class="Apple-converted-space"><img src="/storage/photos/6/425263537_7699780700051952_9055797074430994077_n.jpeg" alt="" width="671" height="310" /></span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">اليوم الثالث من الجولة في العاصمة خصص لزيارة قصور الشاه الفخمة في شمال طهران حيث الاحياء الراقية والتي حولتها السلطات الإيرانية إلى متاحف للزوار ليطلع الناس على حياة البذخ والرفاهية التي كان يعيش فيها الشاه وعائلته بينما يغرق الشعب الإيراني في الفقر، وثروات إيران من غاز ومحروقات تتحكم فيها شركات بريطانية وأمريكية، بعدما تمت الإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق اليسارية سنة 1953 التي سبق وأممت النفط والغاز الذي كانت تتحكم فيه الشركات البريطانية.</p> <p class="p1" dir="rtl">وللمفارقة أن الغرفة الخاصة بشهبانو فرح ديبا في أحد قصور الشاه العديدة، لا تزال تعلق على جدارها صورة لها وصور للشاه، بينما تعرض في غرف أخرى الأثاث والمقتنيات النفيسة ولباس الشهبانو وأخرى لبدل الشاه العسكرية، ناهيك عن الأثاث الذي يجمع بين الطابع الفارسي والطابع الفرنسي (لويس 14) لكون فرح ديبا كانت تدرس في باريس الهندسة المعمارية وهناك التقت بالشاه في حفل أقيم على شرفه في سفارة إيران بباريس قبل أن يتقدم لخطبتها بعدما عجزت زوجته الثانية الملكة صوريا منحه ولي للعرش.</p> <p class="p1" dir="rtl">وقبلها كان قد انفصل في لعبة سياسية حقيرة عن الأميرة المصرية فوزية شقيقة الملك فاروق التي انبهر وينستون شرشل بجمالها وقال عنها أنه يرى لأول مرة هذا القدر من الجمال وقال عنها الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول في مذكراته "إنها المرأة التي ترك الرب توقيعه عليها".</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>"بوابات القصور" تتحول إلى معارض لصور شهداء الثورة</strong></p> <p class="p1" dir="rtl">رحل الشاه وعادت القصور إلى الشعب الإيراني، هي ثروة وطنية ومتاحف تحكي للزائر الرقي والذوق الإيراني الذي لا يوجد مثلا له لا في فرساي الفرنسية ولا في قصور باكنغهام وغيرها، فهي تضم تراكم حضاري قل نظيره في الأرض، وعلى بوابات القصور معارض صور للشهداء الذين سقطوا أثناء الانقلاب على الشاه، وأخرى لاقتحام القصور وطرد خدمه وحشمه منها، مثلما تعرض صور الخميني وهو ينزل من الطائرة بصحبة الطيار الفرنسي في كل شبر من القصور وكل المرافق الحكومية، فهذه الأيام هي مناسبة للاحتفالات بالذكرى الـ45 للثورة الإسلامية الايرانية التي أسقطت النظام الاقطاعي للشاه وزوجته التي أجبر الشاه على تتويجها كإمبراطورة برفقته في حفل قل نظيره في البذخ.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p class="p1" dir="rtl">وبعد قصور زيارة قصور الشاه، قادنا مضيفونا إلى منتجع سياحي في أعالي جبال طهران، حيث المطاعم التي تقدم اشهى الأطعمة الإيرانية، بمبانيها على شكل مصاطب مدرجة على طول سفح الجبل المغطى بالثلوج تتخللها سيول الاتية من ذوبان الثلوج، وكانت المناسبة يوم الاسراء الذي يحتفل به الإيرانيون كعطلة مدفوعة الأجر، وكان المكان يعج بالسياح من عائلات وعشاق، ومتسلقو جبال بمعداتهم الخاصة، وعلى طول جنبات الطريق يعرض الباعة في مزيج من الألوان الصاخبة أشهر الحلويات والمشروبات الإيرانية، لتنتهي جولتنا في هذا اليوم الثري بالاكتشافات، بزيارة إلى بيت آيات الله الخميني بجوار بيت هاشمي رفسنجاني في حي شعبي متواضع، حتى نقارن بين بذخ الامبراطور الفارسي، وبين زهد القائد الروحي للجمهورية الإسلامية<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>العقوبات والحصار وراء تطوير إيران لمختلف مجالاتها</strong></p> <p class="p1" dir="rtl">أما اليوم الخامس من الزيارة فقد خصص لزيارة مستشفى خاص بطهران، حيث أراد من وضعوا برنامج الزيارة اطلاعنا على التطور الحاصل في المجال الطبي في الجمهورية الإسلامية التي يبدو أن الحصار والعقوبات قد قدمت لها خدمات جليلة حيث أجبر الإيرانيون الاعتماد على أنفسهم في كل المجالات وتوفير ما منعوا من اقتنائه من الخارج بصناعته محليا.</p> <p class="p1" dir="rtl">المستشفى يقدم خدمات طبية متنوعة للإيرانيين يقصده مرضى من بلدان الخليج الأخرى ومن العراق، حيث اشتهر بعلاج العقم وبزراعة الشعر بسعر تنافسي، وتتفوق في علاج السرطان خاصة سرطان الثدي، وجراحة القلب المفتوح وعمليات تكميم المعدة والطب النووي، وأن تكلفة العلاج في إيران الارخص في المنطقة، التي تشتهر بالجراحات التجميلية خاصة جراحة تقويم الأنف التي يقبل عليها الإيرانيون بقوة، أما زراعة الأعضاء فلا يسمح بها إلا بالنسبة لزراعة القوقعة والقرنية<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl">ويقول مرافقونا أن الحكومة توفر خدمات صحية لكل الإيرانيين مجانيا سواء كانت لدهم ضمان اجتماعي أم لا، وأن إيران تمتلك أفضل الأطباء في الشرق الأوسط<span class="s1">.</span> وفي اجتماع مع مسؤول بهذا المستشفى قال إنه يأمل أن يكون هناك علاقات تعاون طبي مع الجزائر، وأن إيران تعد من بين 15 دولة في العالم متقدمة في مجال علاج العيون<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>"أرشيف اطلاعات" يحتفظ بصور مسؤولين جزائريين</strong></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong><img src="/storage/photos/6/WhatsApp Image 2024-02-17 at 13.49.02.jpeg" alt="" width="261" height="565" /></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">محطتنا الثانية في اليوم الخامس بطهران خصصت لزيارة مقر صحيفة اطلاعات أو مثلما تسمى بالفارسية "رزنامة اطلاعات" ، حيث في كل جدار من بنايتها الضخمة صورة العدد الخاص برحيل الشاه " الشاه ذهب" ذكرتنا بعبارة بن علي هرب في تونس، وصفحة أخرى مقابلها الامام عاد عن عودة الخميني من منفاه، وهي أكبر واقدم صحيفة في إيران بدأت الصدور سنة 1926، حيث قمنا بجولة في مرافقها من مطابع ومقرات أرشيف حيث زرنا القسم الذي<span class="Apple-converted-space"> </span>يعمل على أرشفة الكترونيا الصحيفة منذ انشائها، واطلعنا على ما كانت تنشره هذه الصحيفة على الجزائر، أثناء الثورة، وأثناء حكم هواري بومدين، وصور للرئيس الشاذلي مع الامام الخميني، وصور للرئيس بن بلة وزعماء الثورة، وصورة للمرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم رفقة الامام الخميني في جلسة التي قال فيها نايت بلقاسم للإمام الخميني الذي رفض الحديث بالعربية مع المسؤول الجزائري " إن لم تتحدث معي بالعربية سأكلمك بلغة ستبحث في إيران كلها ولن تجد لك من يترجمها" وكان يقصد بذلك القبائلية فضحك الامام رحمه الله وأجبر على الكلام بالعربية<span class="s1">.<span class="Apple-converted-space"> </span></span></p> <p class="p1" dir="rtl">الصحيفة لها العديد من الاصدارات والمجلات الخاصة بالمرأة وطبعت أكثر من ألف كتاب دون الحديث عن الكتب المدرسية وحوليات الامتحانات<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>الأيقونة "جميلة بوباشا" رمز النضال في إيران</strong><span class="s1"><strong><span class="Apple-converted-space"> </span></strong></span></p> <p class="p1" dir="rtl">كما شاهدنا صور المجاهدة جميلة بوباشا التي يمجدها الإيرانيون حيث ترجموا الى الفارسية كتابها الذي أصدرته عن نضالها محاميتها الفرنسية جيزال حليمي، وسبق ولبت دعوة إيران لزيارتها<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl">وتوجت الزيارة باجتماع مع مسؤولي الصحيفة وكلهم قامات إعلامية كبيرة كثيرون منم يحسنون الحديث بالعربية، وهنا أيضا كان زخم ثورتنا التحريرية حاضرا، من خلال نضال جميلة بوباشا، وبقية زعماء الثورة، حيث قال عباس صالحي المدير العام الجديد لصحيفة "اطلاعات"<span class="Apple-converted-space"> </span>أن "الإيرانيين يعرفون جيدا الثورة التحريرية من خلال كتابات "فرانس فانون" التي تمت ترجمتها إلى الفارسية وأنه في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كانت هناك ثورات عديدة في العالم لكن تبقى الثورة التحريرية في الجزائر أمها جميعا<span class="Apple-converted-space"> </span>ولذلك استلهم الإيرانيون منها النضال".</p> <p class="p1" dir="rtl">كما قال أنه يجب على الاعلام في العالم الإسلامي أن يواجه الامبريالية العالمية وان يدافع عن قيمنا الإسلامية أمام الاعلام الغربي الذي يروج للنظرة الصهيونية<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl">وتحدث أيضا عن رغبة إيران في الانفتاح على الإنتاج الفكري في المغرب العربي، حيث قال لا نعرف إلا القليل من المفكرين الجزائريين مثل اركون وبن نبي اللذان ترجمت كتاباتهما الى الفارسية<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl">وفي نهاية اليوم حضينا بزيارة لمعرض على هامش مهرجان " الفجر" السينمائي في طبعته 42، قبل الصعود الى أعلى برج في طهران، وهو برج ميلاد الذي شيد بمناسبة أحد أعياد ميلاد الإمام الخميني<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>سبهان أو "أصفهان" أجمل مدينة في الكون<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong><span class="Apple-converted-space"><img src="/storage/photos/6/6.jpeg" alt="" width="352" height="625" /></span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">وغادرنا طهران صباح الاحد اليوم السادس من الزيارة باتجاه أجمل مدينة في الكون "أصفهان" أو بالفارسية "سبهان" بحرف<span class="s1"> "P" </span>والمدينة تحتضن مظاهرة ضخمة إحياء للذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، حيث يرفع المتظاهرون الرايات إلى جانب صورة الامام الخميني والالف الشهداء الذين سقطوا في كل الحروب التي قادتها الجمهورية الإسلامية<span class="s1">.</span></p> <p class="p1" dir="rtl">قبل التنقل إلى المدينة المسماة "نصف الدنيا" أصفهان، أصررنا على القيام بجولة في بازار طهران، وكلمة بازار هي في الأصل كلمة فارسية، وهي سوق تمدد على شارع طويل فيها كل ما يمكن للسان ذكره من سلع، من أثاث وسجاد فارسي إلى مواد غذائية ومحلات خاصة بالبهارات المحلية التي قلما نجدها في أسواق الشرق مثل "الزرشك" الأحمر الذي ي</p> <p><strong> </strong></p> <p class="p1" dir="rtl">دخل في أغلب وصفات المطبخ الإيراني يشبه الرمان المجفف ولا ينبت إلا بإيران، ومن ألبسة من أحدث ما ابتكرته آخر صيحات الموضة في الغرب إلى مطاعم ومقاهي تعود مبانيها إلى العصر الصفوي.</p> <p class="p1" dir="rtl">ولكي أنقل صورة صادقة عن المكان لدحض كل ادعاءات الإعلام الغربي الذي يصور إيران كسجن مفتوح للنساء (ربما كان الأمر كذلك في السنوات الأولى للثورة) وبسبب الحاجز اللغوي فالقلة القليلة تتحدث الإنجليزية أول العربية، فتحت كاميرا هاتفي وطبقت فكرة المخرج الإيطالي<span class="Apple-converted-space"> </span>"روبارتو روسيليني " في فيلمه " روما مدينة مفتوحة" الذي أخرجه سنة 1945 ونقل من خلال تجواله في روما أثار الحرب على المدينة وسكانها، وكان الشارع الإيراني في هذه الفترة يستعد لحدثين، الذكرى 45 للثورة الإسلامية الإيرانية، ولأخرى الاستعداد للاحتفال بنيروز رأس السنة الفارسية الموافق لـ21 مارس أول أيام الربيع، فكانت الأسواق مليئة بالحركة والمطاعم والمتاجر تعج بالزبائن والنساء يتنقلن بحرية مكشوفات الشعر ولا أحد عاكسهن أو حاول إيذائهن (المقال على الموقع سيرفق بالفيدييو).</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>"أصفهان" نصف الدنيا ومدينة التراث الإنساني</strong></p> <p class="p1" dir="rtl">ويطلق على مدينة "أصفهان" نصف الدنيا، لأنها تقع في منتصف الأراضي الإيرانية على بعد 340 كلم جنوب العاصمة طهران، وقد اختارتها اليونسكو كمدينة للتراث الإنساني لاحتوائها على ما يعادل 30 بالمائة من الصناعات التقليدية في العالم واحتوائها على كم هائل من التراث والأسواق التقليدية الكبرى في المنطقة التي بقيت محافظة على طابعها الفارسي الأصيل.</p> <p class="p1" dir="rtl">وعلى طول الطريق الرابط بين العاصمة طهران وعاصمة كل من الدولة السلجوقية والدولة الصفوية أصفهان، تصطف محطات البنزين ومواقع استراحة من طابع عمراني راقي يجمع بين التراث الفارسي والحديث، قمة في النظافة بها مطاعم تقدم أطباقا إيرانية من أرز بنكهة الزعفران والزرشك الإيراني الأحمر والكباب وأطباق من مختلف الأصناف لا تجدها إلا في إيران، مثل الزيتون المتبل بمطحون الجوز ودبس الرمان، والدجاج المطهو بمطحون الجوز والبصل ودبس الرمان والبرقوق، إلى جانب مقاهي عصرية ومحلات فاخرة، لا تقل جمالا عن أرقى مطارات العالم.</p> <p class="p1" dir="rtl">دخلنا "سبهان" مع الغروب، وبعد استراحة قصية وتناول الطعام في الفندق، خرجنا ونحن في شوق لاكتشاف هذه المدينة التاريخية مدينة أبو فرج الاصفهاني التي كثيرا ما قرأنا عنها، وكانت عاصمة لعدد من الممالك التي حكمت بلاد فارس، أين قادنا مرافقنا صوب ميدان "نقش جهان" وتعرف أيضا بميدان الامام، وتعتبر أكبر ساحة في العالم بعد ساحة تيان ان مان المشؤومة (قمعت فيها انتفاضة الشباب سنة 1989) ببكين بالصين، وهي ساحة مصنفة من قبل اليونسكو ضمن التراث العالمي، والتي تم انشاؤها هي الأخرى في العهد الصفوي، ومن اشهر معالمها مسجد الامام الذي كان يسمى قبل الثورة بمسجد الشاه وهو تحفة معمارية ويعود تاريخ تشييده لسنة 1629، ذي القبة والجدران المغطاة مثل أغلب المساجد الإيرانية بالزليج الأزرق وبالآيات القرآنية، ويعد مفخرة العمران في هذه المدينة<span class="Apple-converted-space"> </span>العريقة.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>"أصفهان" منشأ أغلب المشغولات اليدوية<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">ويقسم هذا الميدان الذي يتوسط أصفهان ويعني اسمه " نموذج العالم" إلى أربعة أقسام، قسم بالجهة الشرقية يتوسطه مسجد الامام المذكور آنفا يمثل السلطة الدينية، وقسم به مقر السلطة الدنيوية مقر الحاكم، ومسجد شيخ لطف الله الذي بناه نفس المهندس الذي بنى تاج محل بالهند، والقسم الرابع خصص لبازار أصفهان الكبير، فيما يحاط الميدان الذي تتوسطه بحيرة كبيرة، محاطة بالأشجار والورود، بمحلات تجارية تعرض أرقى المنتوجات التقليدية والتراثية في إيران حيث تعتبر أصفهان منشأ أغلب المشغولات اليدوية من نحاس وخشب وسجاد، وحلي من الذهب والفضة ومختلف الأحجار الكريمة، إلى جاب المطاعم الفاخرة.</p> <p class="p1" dir="rtl">كان الوقت منتصف الليل، ومع ذلك كان الميدان يعج بالحركة، والكثير من العشاق والعائلات تفترش العشب في جو من الطمأنينة والسلام، وفتيات مكشوفات الرأس يجلسن حول أباريق شاي يدخن السجائر، ولا أحد اقترب منهن وحاول إزعاجهن أو نهرهن على ما يفعلن.</p> <p class="p1" dir="rtl">وبعد ليلتنا الأولى في أصفهان التي زرناها بدعوة من رئيس بلدية أصفهان السيد "قاسم زاده" الذي تكفل بضيافتنا على حساب البلدية وخصص لنا مرافقين وجدناهما في انتظارنا في بهو الفندق غير بعيد على ميدان أصفهان، وهما المرشدة السيدة بهناز رحماني، والأستاذ الموسوعة "إبراهيم مهمندوس" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أصفهان سابقا، والذي سبق له وأن زار الجزائر بمناسبة اختيار مدينة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2012 بعد أصفهان، وتعرف على وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي التي قال عنها أنها امرأة مثقفة ونشطة وتحب إيران.</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>قصر الأربعين عمودا .. تحفة معمارية للشاه عباس الثاني</strong></p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong><img src="/storage/photos/6/8.jpeg" alt="" width="440" height="586" /></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">وكانت وجهتنا الأولى في صباح اليوم الأول في أصفهان إلى قصر الأربعين عمودا (عشرون عمودا وظلها لتصبح أربعين) المصنف هو الآخر ضمن التراث الإنساني بمنظمة اليونسكو والذي بناه الشاه عباس الثاني في العهد الصفوي، وتقع هذه التحفة المعمارية ليس بعيد عن ميدان أصفهان، وهو قصر يقع في حديقة كبيرة تمتد على ساحته الأمامية بركة كبيرة كانت عبارة عن مسبح زمن مؤسسها، وفي جهة المدخل نصبت مصطبة كانت مخصصة للعازفين في سهرات القصر التي تخصص سهرتان منها في الأسبوع للنساء، وفي الجهة الأخرى على مدخل القصر تنصب<span class="Apple-converted-space"> </span>الموائد ومجالس، فيما ينقل ماء المسبح المتحرك أصوات الموسيقى إلى المستمعين في الجهة الأخرى، أما بالقاعات الداخلية للقصر، فقد زينت جدرانها برسومات كبيرة ومنمنمات روت الملاحم التاريخية التي عاشها ملوك تلك المرحلة، من حروب وعلاقات تجارية وسياسية مع الدول المجاورة، كما زين السقف بمختلف الزخارف المطعمة بقطع المرايا والجبس المنقوش.</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>الشيعة لا يحرمون رسم الوجوه والتماثيل مثل المذاهب الأخرى<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">غادرنا القصر راجلين نحو ميدان نقش جهان، مرورا بحديقة العلماء التي تضم عددا من التماثيل لعلماء المنطقة من العصور التاريخية، وللعلم أن الشيعة لا يحرمون رسم الوجوه والتماثيل مثلما في المذاهب الأخرى، بل يكتفون بجعل الرسومات ناقصة كأن يرسمون الوجوه بعيون صينية حتى لا يكون الرسم حراما، مثلما حدثنا مرافقنا الأستاذ إبراهيم لأن الكمال لله وحده والفنان عندهم لا يجب أن يكون عمله كاملا حتى بالنسبة للنقوش والأزهار التي لابد وأن يجعل جزءا منها ناقصا عن قصد.</p> <p class="p1" dir="rtl">وفي جولة في مسجد الامام بالساحة تلقينا شروحا وفية للنقوش على جدران وقية المسجد الذي نصب على مدخله حوض ماء به ساعة مائة ودرج آخر عبارة عن ساعة شمسية يحدد من خلالها وقت صلاة الظهر عندما يختفي ظل الدرج، وكلها مباني استعمل فيها الرقم الذهبي (1.618) وهو الرقم الذي شكلت به يد الله تناسق المخلوقات من حيوانات ونباتات، واستعمله المصريون القدامى في بناء الاهرامات. <span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p class="p1" dir="rtl">ولم يبخل علينا الأستاذ إبراهيم بمكنونه من المعارف حول تاريخ هذه المدينة، حيث شرح لنا بالتفصيل الممل ما يعنيه كل رسم وكل حجر وكل حرف كتب على مداخل المساجد التي يمكن من خلال جمع حرف الآيات التي كتبت على أبوابها سنة بنائها، فالمؤذن في مسجد الامام ليس بحاجة لمكبر صوت لأن الطريقة الهندسية التي شيدت بها القبة الرئيسية في المساجد ووقوف المؤذن في مكان محدد بدقة من شأنه أن يجعل صوت المؤذن يصل الى أطراف المدينة.</p> <p class="p1" dir="rtl">وبعد تناول وجبة غداء في مطعم ببازار أصفهان في جلسة تقليدية تجولنا لأول مرة في الأسواق لشراء بعض الهدايا من صناعات تقليدية التي عرفت بها أصفهان، قبل أن نعود الى الفندق لأخذ قسط من الراحة.</p> <p class="p1" dir="rtl">وكانت جولتنا المسائية على جسور نهر أصفهان التاريخية الأسطورية على نهر زاينده، وللأسف هذه الجسور مهددة اليوم بسبب توقف سيول المياه في النهر التي حولت الى سدود تستغل في الشرب والصناعة، وبقي النهر عبارة عن مساحات كبيرة من الحجارة والرمل، بينما تحولت الجسور الى أماكن سياحية، ومزارات للساهرين، يجلسون تحت أقواسها حول نار مخيم يرددون بصوت عال أهازيج من أشعار حافظ وسعدي الشرازي والفردوسي، حيث يغني الكبار الاشعار ليحفظها الشباب ونقل هذه العادات الجميلة الى الأجيال اللاحقة.</p> <p class="p1" dir="rtl">في المساء كانت وجهتنا لمطعم جميل في أعالي المدينة قرب جبل "صفه" الصخري، ومن هناك شاهدنا مدينة أصفهان ليلا وكأنها بحر من الأضواء، قبل أن نعود الى الفندق، لنواصل في اليوم الموالي زيارتنا للمعالم الاثرية بأصفهان.</p> <p class="p1" dir="rtl" style="text-align: center;"><strong>جامع أصفهان .. من هنا مر ابن سينا وألقى دروسه<span class="Apple-converted-space"> </span></strong></p> <p class="p1" dir="rtl">وهذه المرة كانت وجهتنا إلى مسجد آخر ويسمى مسجد جامع أصفهان وهو أقدم مسجد في هذه المدينة يعود للعهد السلجوقي وتم تشييده سنة 777 م زخرفته أقل اتقانا مقارنة بالمسجد السابق بني بالآجر، لكن قبابه وسقوف مساحاته المتعددة مزينة بأشكال هندسية مختلفة استعمل فيها الآجر، وشخصيا اعتلتني رعشة ومرافقنا الأستاذ إبراهيم يورينا العمود الذي كان يجلس إليه العالم ابن سينا ليلقي دروسه المختلفة في الطب والفلسفة على مسامع طلابه.</p> <p class="p1" dir="rtl"> </p> <p class="p1" dir="rtl">وبعدها اتجهنا الى معالم تاريخية أخرى في الحي الأرميني الذي يطلق عليه اسم "جلفا" وهي تعني المدينة باللغة الأرمينية، وهي مدينة جميلة العمران نظيفة الشوارع مثل باقي المدن الإيرانية، بها أجمل محلات السجاد الثمين، كثيرة الكنائس، حيث تضم أصفهان وحدها 13 كنيسة أرمينية يمارس اتباعها طقوسهم بكل حرية، وتمكنا من زيارة إحداها، وننهي جولتنا الثقافية في حمام من العهد الصفوي تم تحويله الى مطعم راقي، تقدم فيه أشهى الأطباق الإيرانية، تغطي جدرانه زخارف إيرانية جميلة.</p> <p class="p1" dir="rtl">ما شد انتباهنا في كل المطاعم التي زرناها وجود موسيقيين يعزفون موسيقى إيرانية راقية، قبل أن نلتحق بحافلتنا ونعود أدراجنا إلى طهران ليلا، لنشد الرحال في اليوم الموالي عائدين إلى بلدنا الحبيب الجزائر.</p> <p class="p1" dir="rtl"> </p> <p class="p1" dir="rtl"><span style="background-color: #e03e2d; color: #ffffff;"><strong>روبورتاج وتصوير / حدة حزام</strong></span></p> <p class="p2" dir="rtl"> </p>
6أسماء جزائرية في القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية 2025
2025-06-30 17:31:00

<h2 dir="rtl">أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” بقطر, اليوم الأحد, عن القائمة الطويلة لأفضل الأعمال المشاركة في الدورة الـ11 لجائزة كتارا للرواية العربية 2025 حيث ضمت أسماء 6 كتاب جزائريين شاركوا في مختلف فئات المسابقة.</h2> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl">ونشر الموقع الإلكتروني للجائزة قائمة الـ 18 (القائمة الطويلة) لأحسن الأعمال المختارة لهذه السنة، في مختلف الفئات، حيث ضمت أسماء 6 كتاب جزائريين وهم فيصل الأحمر عن روايته “العشاء الأخير لكارل ماركس” في فئة الروايات المنشورة، وعبد الرزاق بوقطوش وروايته “أحجار العقيق من نكبة ابن رشد” في فئة الروايات غير المنشورة.</p> <p dir="rtl">وفي فئة روايات الفتيان تأهل كل من عبد الرزاق بوكبة عن روايته “القنديل أبي” وسميرة بن عيسى عن عملها “سفار” وخديجة تلي عن روايتها “نحو بوسعدية الراقص الغامض”، وأما في فئة الدراسات النقدية فقد تم انتقاء اسم الباحثة سامية غشير عن دراستها بعنوان “مقاربات نقدية للرواية العربية المعاصرة -نماذج مختارة-“.</p> <p dir="rtl">وتهدف جائزة “كتارا” للرواية العربية، وهي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” بقطر في 2014, إلى تشجيع الروائيين العرب وتثمين إبداعاتهم والتعريف بها عربيا وعالميا.</p>
وزير الثقافة والفنون يُشرف على إطلاق تطبيق "اكتشف الجزائر" (Discover Algeria)
2025-06-26 08:21:00

<h2>أشرف وزير الثقافة والفنون، "زُهير بَللّو" مساء الأربعاء، على حفل الإطلاق الرسمي لتطبيق "Discover Algeria"، وذلك بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، حيث يأتي ذلك في إطار التوجّه الاستراتيجي لرقمنة القطاع الثقافي وتعزيز إشعاع التراث الوطني عبر الوسائط الرقمية.</h2> <p> </p> <p>هذا وتم ذلك بحضور كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلّف بالجالية الوطنية في الخارج "سفيان شايب"، والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية الجزائرية للإعلام والنشر والإشهار، ومُمثلي الشركة الناشئة المطوّرة، إلى جانب نخبة من الفاعلين الثقافيين والمهتمين بالإبداع الرقمي.</p> <p>ويُتيح التطبيق، المصمَّم بثماني لغات، استكشاف المواقع الثقافية والمعالم الأثرية عبر واجهة تفاعلية تجمع بين الصور عالية الدقة، والخرائط الذكية، والمحتوى المعرفي المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يلبّي تطلّعات الجمهور المحلي والدولي ويعزز الجاذبية السياحية الرقمية للجزائر.</p> <p>وأكد الوزير أن التراث الثقافي ليس مجرّد ذاكرة جماعية، بل هو رصيد استراتيجي يعكس العمق الحضاري للأمّة، ويستوجب تثمينه بأساليب عصرية تواكب التحوّلات الرقمية، معتبرًا أنّ هذا التطبيق يُمثّل قفزة نوعية في إعادة ربط الأجيال بتراثها، وفي تقديم صورة حديثة ونابضة بالحياة عن الجزائر.</p> <p>وشهدت الأمسية حضور عدد معتبر من أفراد الجالية الجزائرية بالخارج، من بينهم روّاد أعمال، وأصحاب شركات ناشئة، والملاكمة العالمية إيمان خليف، إلى جانب نخبة من الفنانين ووجوه الإعلام.</p> <p>كما تخلّل الحفل عرض ترويجي للتطبيق، وتجربة حيّة لخصائصه التقنية، إضافة إلى تكريم الكاتبة "ياسمينة سلام" والتي تُوّج كتابها "الكسكسي جذور وألوان الجزائر" بالجائزة الأولى في فئة "ثقافة الطهي" ضمن المسابقة الدولية المرموقة "Gourmand World Cookbook Awards 2025"، التي نُظمت هذا العام بالبرتغال.</p> <p> </p> <p> </p> <p><strong>ش.م</strong></p>
