أين تصنف هذه "الحرقة" ؟!
2025-09-08 07:00:00

<p dir="rtl">لا أدري في أية خانة أصنف ما فعله المراهقون الثمانية الذين "حرقوا" إلى الشواطئ الإسبانية بطريقة ذكية ووصلوا سالمين، لم يتاجر بهم تجار البشر من أصحاب المركبات، لم يدفعوا الملايين لأصحاب "السريع"، ولم يرم بهم أحد إلى الأمواج في حال تعطل المركب مثلما يفعل مصاصي دماء الشباب وتشجيعهم على الهجرة في قوارب الموت.</p> <p dir="rtl">هل أصنفها في خانة البطولة، لأنها مهما كانت الطريقة التي خرجوا بها وسرقة مركب جار لهم وجمعهم كميات من الوقود بطريقة ذكية دون أن تثير انتباه أصحاب محطات الوقود، وتمكنوا من الوصول بسلامة باستعمال التكنولوجيات الحديثة، حتى أن أحدهم تمكن من إصلاح العطب في المركب بسهولة، وتمكنوا من الإفلات من قبضة حراس الشواطئ ربما لأنهم اعتقدوا أنهم أطفال ولا يشبهون لصورة الحراق النمطية، يرتدون لباسا صيفيا مثل أندادهم، إذا لا تظهر عليهم علامات الفقر والحاجة التي تدفع بهم إلى المخاطرة بحياتهم،<span class="Apple-converted-space"> </span>ليتمموا رحلتهم<span class="Apple-converted-space"> </span>رغم المخاطر المحدقة بهم بكل شجاعة، وهذا في الحقيقة رغم المجازفة ليس غريبا على الشباب الجزائري المبدع، لأن هذه المغامرة فيها من الإبداع والشجاعة التي تذكرنا بالشباب الجزائري الذي قاد ثورة من أعظم الثورات التي عرفها التاريخ الحديث، فهم ليسوا أقل شجاعة من الطفل عمر ياسف الذي استشهد في القصبة في معركة الجزائر؟</p> <p dir="rtl">أم أصنفها في خانة الإجرام، بسرقتهم المركب، وتحايلهم لجمع كميات من الوقود كافية لرحلتهم نحو السواحل الإسبانية، فالعملية برمتها فيها من الذكاء الإجرامي ما يجب التنديد به ومحاسبة أوليائهم عن عدم احتواء أطفالهم ومراقبة ما يقومون به والانتباه لعلاقاتهم، فكان بإمكانهم أن يكونوا لصوص أحياء أو تجار مخدرات ما دام لا أحد من أوليائهم يهتم لهم كيف يمضون يومهم أو التأكد من سيرة علاقاتهم في الحي، أي ما ينطبق عليه المثل الشعبي " طيش وربي يعيش" الذي يطلق على الأولياء من عديمي الضمير والمسؤولية؟</p> <p dir="rtl">لحسن حظهم أنهم وصلوا بسلامة إلى الشواطئ الإسبانية، فهم لم يكونوا يقدرون عواقب ما قاموا به، ولا ما يكون مصيرهم عند وصولهم إلى الضفة الأخرى، فهم ليسوا بطالين خرجوا بحثا عن فرصة لحياة أفضل، وليسوا ضحية تسرب مدرسي، بل مجرد مغامرين أرادوا أن يجربوا حظهم، ويكتبوا قصتهم التي تليق أن تتحول إلى فيلم سينمائي يروي مغامرة شباب حقيقية مثل مغامرات "والت ديزني" المتخيلة <span class="Apple-converted-space"> </span>لتي لا علاقة لها بالواقع.</p> <p dir="rtl">الإيجابية الوحيدة حتى الآن أنه تم التكفل بهم وإلحاقهم بالمدارس هناك، لكن يبقى مصيرهم مجهول فإسبانيا وأوروبا كلها ليست جنة فوق الأرض فشعوبها تعيش السنوات الأخيرة أزمات حقيقية.</p> <p dir="rtl">الخوف كل الخوف أن يتم تجنيدهم للقتال في أوكرانيا أو توظيفهم من قبل المافيا، ولهذا من واجب أوليائهم المطالبة باستعادتهم، فمسؤولية سلامتهم هي مسؤولية أسرهم أولا.</p>
النجاح الباهر لن تحجبه أي غيمة !
2025-09-07 07:00:00

<p dir="rtl">النجاح الباهر الذي حققه حفل افتتاح فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية 2025 في طبعته الرابعة لن تحجبه أي غيمة حتى ولو كانت مصطنعة، واتضح جليا أنه أزعج أعداء الجزائر غربا وجنوبا وفي الضفة الأخرى، وحتى من ينسبون أنفسهم للمعارضة في الخارج لكن في الواقع هم مجرد لصوص نهبوا أموال البلاد.</p> <p dir="rtl">وعلّق بعض الإعلام الفرنسي على صور استقبال رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد بالجزائر لحضور حفل الافتتاح رفقة زعماء أفارقة آخرين، بما أسماه بجزأرة تونس، وهو أمر مقلق على حد تعبير محلل سياسي في إحدى الفضائيات الفرنسية، حيث أزعجتهم العلاقة المتميزة التي تربط البلدين، وكانوا يتمنون أن تناصبنا الجارة الشرقية العداء مثلما تفعله معنا مملكة الليوطي ، التي تتحول يوميا إلى إسرائيل أخرى منذ تطبيع علاقتها بالكيان بتمكينها للصهاينة من أصول مغربية يدعون أنها أملاكهم فلجأوا إلى طرد المغاربة من بيوتهم وأراضيهم.</p> <p dir="rtl">ونسي المعلق الفرنسي المنزعج من العلاقات المتميزة بين البلدين الجارين، تونس والجزائر، والتي وصفها بجزأرة تونس، وهي أن العلاقات بين فرنسا وتونس صارت تحاكي العلاقات الجزائرية الفرنسية رغم أن استقلال تونس لم يتم عن طريق حرب، وأن علاقات تونس بفرنسا كانت جيدة قبل التقارب الجزائري التونسي، ونسي أيضا أن بلاده فرنسا صارت متصهينة ومستعمرة من قبل المجلس اليهودي الفرنسي "الكريف"، الذي يتحكم في مراكز القرار بفرنسا من خلال 60 نائبا في برلمانه يحملون جنسية الكيان، حتى أن الصهيوني "ميار حبيب" النائب السابق هدد من أيام فرنسا بعدوان يشنه عليها الكيان في حال اعتراف ماكرون بدولة فلسطين.</p> <p dir="rtl">لن أتحدث عن محاولات تقزيم التظاهرة الإفريقية التي تحتضنها الجزائر طيلة أسبوع وما ينجم عنها من توقيع اتفاقيات تجارية بملايير الدولارات بين البلدان الحاضر زعمائها حفل الافتتاح من ضيوف الجزائر، حيث قالوا أنه اجتماع لفقراء إفريقيا غاب عنه الأغنياء، مع أنه لا توجد دولة فقيرة في افريقيا من حيث الثروات، والتي تسمى فقيرة ما زالت لم تفتك ثرواتها من مخالب الاستعمار الفرنسي الحديث، لأن ما أزعجهم هو حضور الرئيس الصحراوي حفل الافتتاح، مثلما أزعجتهم عودة الرئيس تبون بقوة إلى الواجهة بعدما ادعى المخزن مرضه وغير ذلك من الأكاذيب المفضوحة.</p> <p dir="rtl">كما لم تهضم من جهتها الطغمة الانقلابية في مالي نجاح الحدث، وتحول الجزائر طيلة أسبوع إلى عاصمة إفريقيا بدون منازع، فحاولت رمي كمشة رمل على الشعاع المنبعث من الجزائر، بإعلانها في بيان سخيف أنها رفعت قضية ضد الجزائر لدى محكمة العدل الدولية، بتهمة إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي أفريل الماضي كانت اخترقت الحدود الجزائرية، الطائرة من نوع "بيرقدار" التي كانت اقتنتها من تركيا بدفع ثمنها على أقساط وقد ألحق رد الفعل الجزائري خلال ثوان قليلة خسارة تركيا صفقات خاصة بهذا الدرون مع المغرب وأفغانستان.</p> <p dir="rtl">خرجة الطغمة الانقلابية بمالي ليست بريئة وقد تكون بإيعاز من الجارة الغربية وربما من تركيا نفسها انتقاما من كشف الجزائر لهشاشة طائرتها المسيرة وما لحقها من خسارة الصفقات وانهيار أسعار هذه الدرونات .</p>
حلم الوحدة الإفريقية.. من بومدين إلى تبون!
2025-09-05 12:19:00

<p>الجزائر التي تعيش عزلة حسب ادعاءات أعدائنا في الداخل والخارج، كانت هذا الخميس العاصمة الإفريقية بامتياز، وكان الرئيس عبد المجيد تبون الزعيم الافريقي الذي يجسد بقوة مقولة سلفه ماسينيسا " إفريقيا للأفارقة"، مثلما يسعى لتجسيد تنبؤات سلفه الآخر الرئيس هواري بومدين رحمه الله الذي يكن له الكثير من الاحترام ولا يفوت فرصة إلا ويستدل بأفكاره ويحاول السير على نهجه، عندما قال "إفريقيا ليست حقل تجارب أسلحة، ومن أراد أن يوقف الهجرة فليساعدنا على تنمية دول افريقية" في إشارة إلى ضغوطات الاتحاد الأوروبي من غير أن يسميها التي تريد من الحكومات الإفريقية وخاصة في شمال افريقيا أن تقوم بدور الدركي لمنع قوافل المهاجرين غير الشرعيين من عبور المتوسط والوصول إلى السواحل الأوروبية الجنوبية، وهي الظاهرة التي حذر منها الرئيس هواري بومدين منذ نصف قرن عندما حذر في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974 الدول الغربية، أنها ما لم تساعد شعوب الجنوب في القارة السمراء على التنمية وخروجها من الفقر، أنها ستأتي في قوافل هجرة غير شرعية بالملايين بقوله:" سيأتي يوما ما، يغادر ملايين الرجال النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، متجهين نحو الشمال، ليس كأصدقاء، بل كمحتلين" واليوم آلاف الحراقة يغادرون إفريقيا نحو أوروبا عبر قوارب الموت".<br />الرئيس تبون، وفي خطابه غير المسبوق من حيث قوة الطرح ووضوح الرؤية، الخميس أمام ثلة من الزعماء الافارقة، والمئات من الحضور في افتتاح معرض التجارة البينية الافريقية 2025 في طبعته الرابعة التي تحتضنها الجزائر، لخص كل الهم الإفريقي، لأنه يدرك وهي الحقيقة أن مستقبل إفريقيا بيد الأفارقة، لأن إفريقيا هي الأصل، وليس بالانتماء لا للشرق ولا للغرب، فكل تكتل جهوي يضع مصالح شعوبه فوق كل اعتبار، ولهذا تساءل في خطابه أين تقف إفريقيا اليوم من الاقتصاد العالمي ، لأن همنا اليوم مثلما قال هي اقتصادي بامتياز وهو هم مصيري، وقد أجاب عن تساؤلاته بأرقام مذلة لإفريقيا، فهي لا تزال مغيبة في صنع القرار العالمي، ونصيبها ضئيل في ميزان التجارة العالمي الذي لا يتجاوز الـ15 بالمائة، رغم أنها ترقد على كم هائل من الثروات لا يزال معظمها يسيطر عليه مستعمرها السابق خاصة فرنسا التي تسعى دائما لإثارة الفتن والنزاعات والانقسامات حتى تبقى القارة مسرحا للحروب والانقلابات، ولا تحقق الاستقرار الضروري لبناء بلدانها وتوفير العيش الرغد لشعوبها.<br />الجزائر التي تعي جيدا الدور المنوط بها لتكون بوابة العامل الى افريقيا، وتسعى بقوة للمساهمة في تحقيق الاستقلال الفعلي لشعوبها وسيطرة هذه الأخيرة على ثرواتها، مثلما ساهمت ثورتها التحريرية في سلسلة من الثورات في القارة أدت إلى فكها من ربقة الاستعمار، تقوم اليوم قدر المستطاع على حد قول الرئيس تبون، بالمساهمة في إيجاد الحلول للأزمات الافريقية، سواء كانت أمنية أو اقتصادية، فهي مثلما سبق وشطبت ديون 14 دولة افريقية، سعت دائما الى حل الأزمات الأمنية بالحوار مثلما اطرت اتفاق الجزائر بين الأزواد والنظام المالي سنة 2015، ومثلما تسعى لتحقيقه في دولة ليبيا التي كان رئيس مجلسها الرئاسي في ضيافة الرئيس تبون والجزائر وقدم نظرة ليبيا للمساهمة في النهوض بالقارة الافريقية، خلال جلسة الحوار التي نشطها الرئيس تبون بجدارة وشارك فيها ضيوف الجزائر من زعماء أفارقة، وهو موقف لخصه الرئيس الواعي بدور الجزائر لقيادة القاطرة الافريقية بقوله" حتى نكون افريقيين، فالقارة الافريقية هي المستقبل وأن ما نقوم به هو من أجل الشباب الافريقي المبتكر وليس له عقدة "، كما أن الجزائر تمنح سنويا ما لا يقل عن 8 آلاف منحة دراسية لطلبة أفارقة من كل بلدان القارة في الروبوتيك والذكاء الاصطناعي والرياضيات وغيره.<br />خلاص افريقيا السياسي مرهون بتحقيق التكامل الاقتصادي بين بلدانها، ومعرض التجارة البينية البوابة لتحقيق هذا المكسب، ومكاسب أخرى سيدعمها طريق الوحدة الافريقية المشروع الآخر للرئيس الراحل هواري بومدين، ويسعى الرئيس تبون اليوم لتجسيده، ومشارع أخرى يعود الفضل فيها لقائد الجزائر الحالي.</p>
