إيمان خليف وحدها تهزم الغرب وتكشف وجهه العنصري
2024-08-11 09:30:00

<p dir="rtl"> إيمان خليف حفيدة فاطمة نسومر (جان دارك جرجرة) كما وصفها الاحتلال الفرنسي الغاشم إيمان تلك الجزائرية التي كسرت جدار الصمت وكشفت بعفوية هادئة وأنوثة ساحرة عن عبقرية لا مثيل لها لإمرأة جزائرية قوية .عضلاتها من فلاذ وعقلها من ألماز فتاة بسيطة أظهرت للرجل الأبيض بتلقائية نبيلة عن ثقافتها الموسعية وفصاحتها البالغة في اللغة الإنكليزية والفرنسية فتاة نزلت أرض باريس (عاصفة الانوار) كي تشارك عرس الألعاب الأولمبية كأي بنت كان الحظ حليفها فاستطاعت بفضل إرادتها الصلبة ومجهوداتها الكبيرة أن تصل إلى هذه المرتبة وتمثل بلدها أحسن تمثيل لكنها صدمت (un choc ) بواقع مرير ومهتز ومعها العالم جميعا فوجئت بعالم قبيح وغير سوي يعبر عن حقد تاريخي أوربي دفين وقديم جدا كنا نظن أنه تخلص منه وإنتهى من علاج شيزوفرانيته (Schizophrénie) لكننا كشفنا أنه لايزال حبيس ثقافة دنيئة ضد الجمال والجلال بالمفهوم الفلسفي الكانطي عالم سيئ مازال ينظر الى المستعمرات القديمة بعين الإمبريالية والكبر و بجدلية (الإستعلاء والدونية )وأنها مجرد أمم تابعة جاهلة ليست إلا قطيعا غير بشري بلا عقل. تجمعات بشرية بائسة لا تستحق التطور ولا تصلح إلا للإستعمار colonisation والقهر Oppression والذل والإستغلال (الأنا والأنا الأخر)إنه عالم موحش لم يتغير ولا يريد أن يهجر جلده . بقي ثابتا على فكره الكولونيالي القديم وإديولوجيته الفاسدة . أوروبا الأمس هي أوربا اليوم لم تغيرها الثورات الكبرى ( لا الثورة الفرنسية 1789 - 1799 ولا الإنتفاضات السارترية المتمردة والثائرة ضد الاستبداد (Jean-Paul Sartre) ولا تعلمت أيضا من دروس ومحاضرات الأديب والفيلسوف الفرنسي بول فاليري (Paul valéry ) ولا روسوا ولا عن كانط . أو ديكارت أو جاك دريدا أو سقراط أو أفلاطون وغيرهم كثر خلد التاريخ اسماءهم.ولا تأثرت أيضا بتاريخ اليونان وفكره. اليونان تلك الأمة التي أسست للحضارات الإنسانية الحديثة والقديمة لكنها لم تكن جاحدة مثل أوروبا وإعترفت وبشجاعة تاريخية أنها أخذت من الحضارات الشرقية المختلفة في آسيا وأفريقيا وعدت نفسها تلميذة صغيرة مطيعة لهم. يبدو ان أوربا الحديثة أوربا التحرر والإنسانية أوروبا المساواة والأخوة والديموقراطية" Liberté, Égalité, "Fraternité هي مجرد كذبة واهمة وواهية وفارغة من أي وعاء إبستمولوجي أوربا لم تخرج من العصور الوسطى المظلمة ومازالت قابعة في الظلام و لم تتأثر بالجرح الميتافيزيقي أو ما يسمى ( الثورة الكوبرنيكية) كوبرنيكوسNicolas Copernic أحد أعظم أبطال العقل الجمعي الأوروبي والعالمي الذي كتب على تمثاله «الرجل الذي حرك الأرض» تلك الثورة .التي فجرت الحداثة. أوروبا فضحت نفسها بصوت عال واثبتت انها عالم مخيف و وسخ عالم مدجج بالعنصرية والحقد والجهل عالم يسبح في وحل الشيفونية والإستبداد عالم متعطش للإنتهاك كرامة الأنسان وعرضه عالم لم يغير إدارته الإستعمارية الفاشية وبقي متشبثا بها . ممقوت odieux لا يتعلم من التاريخ ولا يستفيد من خباراته وتجاربه . مفترس prédateur لا يعرف أن (أشرف ما في الإنسان فكره وأن قائد الأفكار لأعظم من قائد الجيوش ) طه حسين. فكل من لا يشبههم يسحقون وجوده المادي والمعنوي ويسحقون ذاكرته التاريخية والفكرية ويرمونه في معدة الفناء و يخفونه إخفاءا لكن هذا العداء وللأسف الشديد لم يتوقف عند أوربا فقط بل تخطاها وتجاوزها إلى بلدان أخرى بعيدة كنا نحسبها صديقة .ليس غريبا أن يأتيك الغدر من بلد حاقد مثل فرنسا لأننا نعرفها جيدا ونحن متعودين على حماقاتها السياسية وخرجاتها الطفيلية الساذجة لكن المدهش و المؤسف والعجيب و الغريب أن يأتيك الغدر من عند من كنت تظنه صديقا حميما ستلجأ إليه في الصعاب والمحن ولكن كما قال أسلافنا الكفر ملة واحدة إنه الحليف التقليدي للجزائر (روسيا ) الذي تطاول </p> <p dir="rtl"> ممثلها الدبلوماسي ورمى سهامه المسمومة دون تردد ولا تراجع سهام مصرة على القذف والموت سهام مفترسة تحمل في فوقتها إتهامات خطيرة وغير مسؤولة للملاكمة الجزائرية إبنة تيارت الجزائرية( تيهرت ) عاصمة الدولة الرستمية قديما .روسيا الوهم تجاوزات الصداقة وخانت العهد والصحبة و كشفت عن وجهها الخفي والحقيقي فسقط قناعها روسيا (الصديق العدو) شكك ممثلها غير دبلوماسي في أنوثة الآنسة إيمان خليف معللا بذلك بتقرير الاتحاد الدولي للملاكمة الذي يشن هو الأخر حربا ضروس وغير أخلاقية كلها كذب وبهتان ضد بطلتنا الجميلة إيمان خليفة</p> <p dir="rtl"> لكن الرد الجزائري كان فوريا و قويا و لم ينتظر طويلا حيث رد الممثل الدبلوماسي الجزائر ي ردا افحمه .ردا كان بمثابة وكزة موجعة وكزته فقضت عليه ردا في مقام رجل وقف بكل ثقة وثبات و بكل جزائرية ذكرته أن الملاكمة الشجاعة البطلة ، الآنسة إيمان خليف ولدت أنثى و مارست الرياضة كامرأة ولا يوجد أدنى شك حول أنوثتها وأن هذا التصريح العدائي المقيت يحمل أجندة سياسية لا ندري مقاصدها وأضاف قائلا: أكتفي بإحالة الجميع إلى اللجنة الأولمبية الدولية نفسها والتي بكامل الوضوح وبشهادتها تقصم ظهر كل مشكك في بطلتنا الشجاعة الآبية، حفيدة النساء الجزائريات الحرائر.<br />لكننا نقول وبحب كبير اننا جميعا نحن الجزائرين إيمان خليف ونقول لكل من أحبها وشجعها ووقف جنبها مد افعا عنها من غير الجزائريين شكرا بحجم الجزائر شكرا بحجم الكون وفي الأخير نقول لإبنتنا البطلة إيمان انت الذهب وانت المرجان ونحن نحبك جميعا <br />(لكي تجني من الوجود أسمى ما فيه عش في خطر ) نيتشه.</p> <p dir="rtl">باريس:صلاح الدين مرزوقي</p> <div class="html-div xdj266r x11i5rnm xat24cr x1mh8g0r xexx8yu x4uap5 x18d9i69 xkhd6sd x1h91t0o xkh2ocl x78zum5 xdt5ytf x13a6bvl x193iq5w x1iyjqo2 x1eb86dx" role="presentation"> </div> <p dir="rtl"> </p>
مخيم "أمبرة".. معاناة اللاجئين اللامحدودة
2025-09-06 16:40:00

<p>على بعد 50 كيلومتراً من الحدود الموريتانية-المالية، وبالقرب من مدينة "باسكنو"، كبرى حواضر الشرق الموريتاني، يقع مخيم "أمبره" الذي يمتد على مساحة كبيرة تجعل منه "مدينة خيام" تحتضن عشرات إلى مئات آلاف النازحين الماليين الهاربين من جحيم حرب لا تهدأ إلا لتزداد اشتعالا.</p> <p>ووفقاً للتقديرات الأممية، يتجاوز عدد قاطنيه الـ 200 ألف، حيث يشكل مخيم "أمبره" الوجه الآخر للمأساة التي تعيشها دولة مالي، ومشهد يعيد فيه التاريخ المالي نفسه على الأراضي الموريتانية، حيث يتزايد عدد اللاجئين فيه باستمرار كلما تجددت الاشتباكات، بفعل التدخلات الدولية في شمال مالي بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية.</p> <p>وبحسب تقارير حقوقية وأممية فإن المخيم يشهد أوضاع إنسانية مأساوية، يأتي ذلك وسط فوضى أمنية يعيشها السكان في شمال مالي، بسبب الصراعات التي تشهدها المنطقة نتيجة التدخلات الخارجية الغربية .</p> <p> ويجري استغلال معاناة سكان المخيم وحاجتهم من قبل بعض الدول الأفريقية والأوربية بهدف التسويق للدعاية السياسية التي تخدم مصالحهم.</p> <p>روايات متضاربة وسرديات متناقضة لسكان المخيم تثير الشبهات</p> <p>في سياق متصل، قام وفد من "المنظمة الدولية للهجرة" بزيارة مخيم "أمبرة" لتفقد المخيم والاطلاع على أحوال اللاجئين هناك. حيث قام الوفد بجولة ميدانية في المخيم والتقى عدد كبير من اللاجئين وتفقد المرافق الحيوية للمخيم واستمع لمطالب وأحوال قاطنيه.</p> <p>وبحسب مصادر صحفية مرافقة للوفد، فقد قدم اللاجئون للوفد الأممي روايات متضاربة ومعلومات متناقضة حول تفاصيل رحلة لجوئهم وأسباب اللجوء وما حدث معهم قبل وبعد وصولهم للمخيم. ووفقاً لمصادر من ضمن الوفد الأممي، فإن عدد كبير من اللاجئين عرض على الوفد الدولي تقديم الرواية التي تناسبهم، أي امتداح الخدمات بالمخيم، مقابل مبالغ مالية، مما يثير الشكوك والشبهات حول مدى صحة ودقة الروايات والقصص التي تنقلها المنظمات الدولية والحقوقية عن سكان المخيم. </p> <p>ووفقاً للخبراء، فإن كل ذلك يشير إلى أنه من المحتمل أن بعض الجهات والمنظمات قد عرضت بوقت سابق مبالغ مالية على اللاجئين مقابل تقديم روايات وشهادات تناسبهم.<br /> <br />ووفقاً للمصادر الصحفية نقلاً عن أحد سكان المخيم، فإن اللاجئين يأتون إلى المخيم وهم يحملون روايات متعددة حول الأوضاع في مدن شمال مالي، مع استعداد مسبق منهم لتقديم الرواية التي تناسب من يقدم لهم المال مقابل تلك الرواية، وبحسب المصدر فإنه ورغم تضارب الروايات فإن الخوف يبقى هو الرابط الوحيد بينها.</p> <p>وبحسب خبراء ومراقبين فإن الأوضاع الإنسانية والخدمية السيئة في المخيم، تجعله عرضة للاستغلال السياسي والإعلامي، وتجعل التقارير حول أوضاع اللاجئين فيه عرضة للتشكيك بمصداقيتها ولا يمكن الاعتماد عليها. لذا من الضروري تشكيل لجان دولية مستقلة لزيارة المخيم والوقوف بموضوعية حول أوضاع اللاجئين وتقديم تقارير محايدة بخصوص الأوضاع هناك. </p> <p>ووفقاً للخبراء، فإن كل ذلك يشير إلى أن سكان المخيم يعيشون بأوضاع مأساوية تحتاج لمعالجة سريعة، وبالتالي من الضروري تحسين الأوضاع الخدمية والإنسانية وتوفير المساعدات للاجئين كأولوية لحل الملفات الأخرى.</p> <p>أوضاع سيئة.. التحديات والأزمات الإنسانية بمخيم "أمبرة"</p> <p>وفقاً لمصادر صحفية وشهود عيان ومصادر من داخل المخيم، فإن المخيم يعاني من كثير من المشكلات الخدمية والإنسانية، حيث يتجاوز عدد سكان المخيم قدرته الاستيعابية مما يشكل ضغطًا على الموارد المحلية. <br />وبحسب المصادر، يواجه اللاجئون صعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية، ويتعرضون لخطر نقص الغذاء والمجاعة بسبب نقص التمويل للمساعدات الإنسانية.</p> <p>وتستضيف موريتانيا اللاجئين بدعم من منظمات دولية مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبرنامج العالمي للأغذية. وتواجه تحديات تتعلق بتوفير الموارد الأساسية والضغط الاقتصادي باعتبارها دولة مضيفة. <br />وتقول الحكومة الموريتانية إنها تسعى إلى توفير الوسائل الضرورية للحياة الكريمة التي يحتاجها اللاجئون. لكنها لا تخفي مخاوفها من الفوضى وعدم الاستقرار.<br />وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني قد قال في وقت سابق في تصريح لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، بأن تدفق اللاجئين كلف موريتانيا أثمانا باهظة على صعيد الأمن والاستقرار .</p> <p>وكانت بعض التقارير الحقوقية وتقارير بعض الخبراء المستقلين، أشارت إلى أن بعض الدول الغربية والأفريقية المجاورة لمالي قامت باستغلال ورقة مخيم "أمبرة" وشهادات اللاجئين لأهداف سياسية رخيصة تخدم مصالحها.</p> <p> </p> <p>الكاتب .. عبدالرحيم التاجوري .. الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية</p>
سوريا أمام مفترق طرق
2025-09-03 12:22:00

<h2>لا تزال سوريا تمر في مرحلة انتقالية بالغة التعقيد بدأت بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، حيث تواجه تحديات جسيمة تعيق بناء الدولة الجديدة، أبرزها الانقسامات المجتمعية العميقة وانهيار البنية الأمنية وتدخل القوى الخارجية المتنافسة. في هذا السياق المتأزم، برز مفهوم الفيدرالية كحل مطروح لإدارة التنوع المجتمعي ومنع التفكك، لكنه أيضًا يثير مخاوف مشروعة من التقسيم وتفكك الوحدة الوطنية.</h2> <p> </p> <p><strong>التحديات الرئيسية</strong></p> <p>تواجه سوريا أزمات متعددة ومعقدة، حيث تفاقمت الانقسامات الطائفية والقبلية بشكل كبير، وقد تجلت بوضوح في الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء بين مجتمع الدروز والبدو العرب، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وعمليات تهجير قسري واسعة النطاق. وتواجه الحكومة المركزية الجديدة صعوبات جمة في فرض سيطرتها الفعلية على الميليشيات المسلحة المنتشرة في مناطق مختلفة، والتي تتصرف أحياناً كدول داخل الدولة.</p> <p>كما يستمر التدخل الخارجي في تعقيد المشهد السوري، حيث تُتهم إسرائيل بدعم جماعات مسلحة في منطقة السويداء، بينما تسعى دول إقليمية ودولية مثل تركيا وفرنسا والولايات المتحدة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية عبر دعم فصائل مختلفة. ويُضاف إلى هذه التحديات الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تعانيه البلاد، حيث تدهور القطاع الخدمي بشكل غير مسبوق، ووصلت البطالة إلى معدلات قياسية، مما يزيد من معاناة الشعب السوري.</p> <p> </p> <p><strong>مفهوم الفيدرالية في السياق السوري</strong></p> <p>نظام الفيدرالية يعني نظاماً لا مركزياً يمنح المناطق المختلفة حكماً ذاتياً واسعاً في إدارة شؤونها المحلية، مع الحفاظ على وحدة الدولة المركزية. في سوريا، هذا المفهوم ليس جديداً بالكامل؛ فقد جرى الترويج له منذ عهد الانتداب الفرنسي عندما قسمت فرنسا سوريا إلى دويلات طائفية وإثنية.</p> <p>وفي الوقت الراهن، تفرض "الإدارة الذاتية" التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية، في مناطق الشمال والشمال الشرقي واقعًا إداريًا وأمنيًا منفصلًا عن دمشق منذ سنوات، ويبدو أن إعلان الانفصال الرسمي عنها أصبح مسألة وقت فقط، خصوصًا في ظل الانسداد السياسي القائم في البلاد.</p> <p>يرى مؤيدو الفيدرالية في سوريا اليوم أنها ضمانة أساسية لحماية حقوق الأقليات وتحقيق توزيع عادل للسلطة والثروة بين مختلف المناطق، مستشهدين بنماذج دولية ناجحة مثل سويسرا وكندا والعراق.</p> <p> بينما تعارضه الحكومة المركزية بشدة، معتبرة إياه بوابة للانفصال وتكريساً للانقسامات الطائفية والإثنية، ومشيرة إلى مخاطر تقسيم سوريا إلى كانتونات طائفية.</p> <p>الأحداث الدافعة للمطالبة بالفيدرالية أعطت أحداث العنف الأخيرة دفعة قوية للمطالبات بتبني نظام فيدرالي، خاصة بعد أحداث الساحل السوري الدامية في مارس 2025، حيث تعرض المدنيون العلويون لهجمات انتقامية واسعة النطاق، قُتل فيها 1426 شخصاً معظمهم من المدنيين، بينهم 90 امرأة، خلال ثلاث أيام، وكذلك أزمة السويداء في يوليو التي أسفرت عن سقوط أكثر من 400 قتيل وتأسيس ما يسمى بـ"الحرس الوطني" المحلي.</p> <p>هذه الأحداث الأليمة عززت فقدان الثقة المتزايد في قدرة الحكومة المركزية على فرض الأمن وحماية المدنيين، مما دفع مناطق مختلفة كالسويداء والشمال الشرقي إلى المطالبة بحكم ذاتي وإدارة محلية لأمنها وشؤونها. وقد عبرت هذه المطالب عن نفسها عبر تشكيل مجالس محلية ومطالبات علنية بأنظمة حكم لا مركزي.</p> <p>وفي تطور جديد ومهم، أُعلن في 28 أغسطس الجاري عن تشكيل "المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا" بمشاركة شخصيات سياسية واجتماعية من مجتمعي العلويين والسنة من محافظتي اللاذقية وطرطوس وأجزاء من حمص وحماة. حيث يطالب المجلس الجديد بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي وصياغة دستور جديد، ويرفض حكومة دمشق الحالية التي يصفها بحكومة "اللون الواحد"، كما يدعو إلى إقامة عدالة انتقالية تشمل إحالة مجرمي الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتبني نظام فيدرالي يحقق العدالة ويحفظ حقوق المكونات المختلفة ضمن وحدة الأراضي السورية.</p> <p> </p> <p><strong>الخلاصة</strong></p> <p>تقف سوريا اليوم على مفترق طرق مصيري، فأما الاستمرار في النموذج المركزي التقليدي الذي أثبت فشله في تحقيق الاستقرار والعدالة، أو تبني نموذج لا مركزي يحفظ الوحدة الوطنية مع الاعتراف بالتنوع الغني للمجتمع السوري.</p> <p>النظام الفيدرالي قد يكون طريقاً واقعياً للمصالحة الوطنية إذا ما نُفذ ضمن عقد اجتماعي جديد عادل، يراعي الخصوصيات الثقافية والدينية ويضمن توزيعاً متوازناً للسلطة والثروة. لكن نجاح هذا النموذج يتطلب حواراً وطنياً شاملاً يشارك فيه جميع المكونات السورية، وإرادة دولية حقيقية داعمة لبناء سوريا جديدة تقوم على أسس المواطنة المتساوية والسلام الدائم.</p> <p> </p> <p> </p> <p><strong>الكاتب الدكتور محمد صادق: الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية</strong></p>
