أسئلة كثيرة ومسؤوليات متشابكة !

2025-09-09 07:00:00

banner

<p dir="rtl">بدأت تظهر بعض خيوط اللعبة، ولا أقول المغامرة التي قام بها ثمانية أطفال قصر، ركبوا البحر وصولا إلى شواطئ إسبانيا من يومين، وبدأت تظهر التناقضات في حديثهم، حيث خرجوا يتحدثون على التيك توك يروون تفاصيل رحلتهم التي يبدو أنها لم تكن مضنية، ما يعني أن هناك حلقات مفقودة في الرحلة، حيث لم يظهر عليهم التعب ولم يصب أحدهم بدوار البحر، يظهرون وكأنهم سافروا على متن طائرة وليس في قارب صيد، فمرة يقول أحدهم أنهم سرقوا القارب، ومرة أخرى ينفي السرقة ويقول أن أشخاصا ساعدوهم في تنفيذ خطتهم، ويتحفظ عن ذكر الأسماء، ما يجعلنا نشك أن العملية مدبرة، وربما كان من يريد لهم نهاية مأساوية مثل حادثة حافلة الحراش لاستعمالها من قبل أعداء الجزائر في الداخل والخارج، ومن قبل المعارضة المشبوهة في حربها على ما تسميه بالنظام، خاصة وأنها تزامنت مع الحدث القاري الهام، معرض التجارة الافريقية البينية الذي تحتضنه الجزائر هذه الأيام.</p> <p dir="rtl">ليسوا<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>أطفالا أبرياء مثلما يتبادر إلى الأذهان، ولا هم أبطال، فجيل "زاد" الذي ينتمون إليه، هو جيل العولمة الذي فتح عينيه على الفايسبوك والتيك توك والنتفليكس، يعتقد أن كل شيء مباح، وأن لا شيء يحد بصره ولا طموحاته، ويريد الحياة التي يراها في الأفلام دون بذل أدنى مجهود، بما فيها النجاح في الدراسة كأهم واجب من واجباته، وتجده ناقم على البلاد لأنها لم تعطه حقه مثلما ردد أحدهم، لأن لا أحد علمه أنه قبل أن يطالب بحقوق هناك واجبات، وأولها الالتزام بدروسه، وفي حالة هؤلاء المراهقين لا أحد منهم متمدرس، ولا أقول ضحايا تسرب مدرسي، بقدر ما هم ضحايا أسر مستقيلة من دورها التربوي، والدليل أن لا أحد خرج من أوليائهم قلقا على مصيرهم، مما يوحي بأنهم من شجعوهم على الحرقة، أحد الأولياء فقط علق على الحادثة بعبارة " تهنيت منه"، أي أنه ارتاح من وجع الرأس الذي كان يسببه له، ونسي أنه هو المسؤول عن تنشئة ابنه.</p> <p dir="rtl">المؤسف هي التعليقات عبر وسائل التواصل، والرسائل التي وجهها المتفاعلون مع الأطفال القصر، يشجعونهم فيها على الحرقة كمراهقين مدعين أنها الأفضل وأنهم يتلقون معاملة أحسن، ما يعني أن الحادثة ستؤدي إلى انفجار حقيقي للظاهرة، في الغياب المعتمد لحراس الشواطئ الذين لم يقوموا بدورهم لمنع هؤلاء الأطفال من الحرقة، ، فالمعروف أن تمنفوست توجد بها مدرسة البحرية، ومن المفروض أن حراسة الشواطئ في منطقة عسكرية تكون مشددة.</p> <p dir="rtl">الأسئلة المطروحة بشأن العملية كثيرة، والمسؤوليات متشابكة، لكن تبقى المسؤولية الأولى على عاتق الأسر المستقيلة من واجبها التربوي وهذه هي الكارثة&nbsp;!</p>

العلامات اساطير

أين تصنف هذه "الحرقة" ؟!

2025-09-08 07:00:00

banner

<p dir="rtl">لا أدري في أية خانة أصنف ما فعله المراهقون الثمانية الذين "حرقوا" إلى الشواطئ الإسبانية بطريقة ذكية ووصلوا سالمين، لم يتاجر بهم تجار البشر من أصحاب المركبات، لم يدفعوا الملايين لأصحاب "السريع"، ولم يرم بهم أحد إلى الأمواج في حال تعطل المركب مثلما يفعل مصاصي دماء الشباب وتشجيعهم على الهجرة في قوارب الموت.</p> <p dir="rtl">هل أصنفها في خانة البطولة، لأنها مهما كانت الطريقة التي خرجوا بها وسرقة مركب جار لهم وجمعهم كميات من الوقود بطريقة ذكية دون أن تثير انتباه أصحاب محطات الوقود، وتمكنوا من الوصول بسلامة باستعمال التكنولوجيات الحديثة، حتى أن أحدهم تمكن من إصلاح العطب في المركب بسهولة، وتمكنوا من الإفلات من قبضة حراس الشواطئ ربما لأنهم اعتقدوا أنهم أطفال ولا يشبهون لصورة الحراق النمطية، يرتدون لباسا صيفيا مثل أندادهم، إذا لا تظهر عليهم علامات الفقر والحاجة التي تدفع بهم إلى المخاطرة بحياتهم،<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>ليتمموا رحلتهم<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>رغم المخاطر المحدقة بهم بكل شجاعة، وهذا في الحقيقة رغم المجازفة ليس غريبا على الشباب الجزائري المبدع، لأن هذه المغامرة فيها من الإبداع والشجاعة التي تذكرنا بالشباب الجزائري الذي قاد ثورة من أعظم الثورات التي عرفها التاريخ الحديث، فهم ليسوا أقل شجاعة من الطفل عمر ياسف الذي استشهد في القصبة في معركة الجزائر؟</p> <p dir="rtl">أم أصنفها في خانة الإجرام، بسرقتهم المركب، وتحايلهم لجمع كميات من الوقود كافية لرحلتهم نحو السواحل الإسبانية، فالعملية برمتها فيها من الذكاء الإجرامي ما يجب التنديد به ومحاسبة أوليائهم عن عدم احتواء أطفالهم ومراقبة ما يقومون به والانتباه لعلاقاتهم، فكان بإمكانهم أن يكونوا لصوص أحياء أو تجار مخدرات ما دام لا أحد من أوليائهم يهتم لهم كيف يمضون يومهم أو التأكد من سيرة علاقاتهم في الحي، أي ما ينطبق عليه المثل الشعبي " طيش وربي يعيش" الذي يطلق على الأولياء من عديمي الضمير والمسؤولية؟</p> <p dir="rtl">لحسن حظهم أنهم وصلوا بسلامة إلى الشواطئ الإسبانية، فهم لم يكونوا يقدرون عواقب ما قاموا به، ولا ما يكون مصيرهم عند وصولهم إلى الضفة الأخرى، فهم ليسوا بطالين خرجوا بحثا عن فرصة لحياة أفضل، وليسوا ضحية تسرب مدرسي، بل مجرد مغامرين أرادوا أن يجربوا حظهم، ويكتبوا قصتهم التي تليق أن تتحول إلى فيلم سينمائي يروي مغامرة شباب حقيقية مثل مغامرات "والت ديزني" المتخيلة <span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>لتي لا علاقة لها بالواقع.</p> <p dir="rtl">الإيجابية الوحيدة حتى الآن أنه تم التكفل بهم وإلحاقهم بالمدارس هناك، لكن يبقى مصيرهم مجهول فإسبانيا وأوروبا كلها ليست جنة فوق الأرض فشعوبها تعيش السنوات الأخيرة أزمات حقيقية.</p> <p dir="rtl">الخوف كل الخوف أن يتم تجنيدهم للقتال في أوكرانيا أو توظيفهم من قبل المافيا، ولهذا من واجب أوليائهم المطالبة باستعادتهم، فمسؤولية سلامتهم هي مسؤولية أسرهم أولا.</p>

العلامات اساطير

النجاح الباهر لن تحجبه أي غيمة !

2025-09-07 07:00:00

banner

<p dir="rtl">النجاح الباهر الذي حققه حفل افتتاح فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية 2025 في طبعته الرابعة لن تحجبه أي غيمة حتى ولو كانت مصطنعة، واتضح جليا أنه أزعج أعداء الجزائر غربا وجنوبا وفي الضفة الأخرى، وحتى من ينسبون أنفسهم للمعارضة في الخارج لكن في الواقع هم مجرد لصوص نهبوا أموال البلاد.</p> <p dir="rtl">وعلّق بعض الإعلام الفرنسي على صور استقبال رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد بالجزائر لحضور حفل الافتتاح رفقة زعماء أفارقة آخرين، بما أسماه بجزأرة تونس، وهو أمر مقلق على حد تعبير محلل سياسي في إحدى الفضائيات الفرنسية، حيث أزعجتهم العلاقة المتميزة التي تربط البلدين، وكانوا يتمنون أن تناصبنا الجارة الشرقية العداء مثلما تفعله معنا مملكة الليوطي ، التي تتحول يوميا إلى إسرائيل أخرى منذ تطبيع علاقتها بالكيان بتمكينها للصهاينة من أصول مغربية يدعون أنها أملاكهم فلجأوا إلى طرد المغاربة من بيوتهم وأراضيهم.</p> <p dir="rtl">ونسي المعلق الفرنسي المنزعج من العلاقات المتميزة بين البلدين الجارين، تونس والجزائر، والتي وصفها بجزأرة تونس، وهي أن العلاقات بين فرنسا وتونس صارت تحاكي العلاقات الجزائرية الفرنسية رغم أن استقلال تونس لم يتم عن طريق حرب، وأن علاقات تونس بفرنسا كانت جيدة قبل التقارب الجزائري التونسي، ونسي أيضا أن بلاده فرنسا صارت متصهينة ومستعمرة من قبل المجلس اليهودي الفرنسي "الكريف"، الذي يتحكم في مراكز القرار بفرنسا من خلال 60 نائبا في برلمانه يحملون جنسية الكيان، حتى أن الصهيوني "ميار حبيب" النائب السابق هدد من أيام فرنسا بعدوان يشنه عليها الكيان في حال اعتراف ماكرون بدولة فلسطين.</p> <p dir="rtl">لن أتحدث عن محاولات تقزيم التظاهرة الإفريقية التي تحتضنها الجزائر طيلة أسبوع وما ينجم عنها من توقيع اتفاقيات تجارية بملايير الدولارات بين البلدان الحاضر زعمائها حفل الافتتاح من ضيوف الجزائر، حيث قالوا أنه اجتماع لفقراء إفريقيا غاب عنه الأغنياء، مع أنه لا توجد دولة فقيرة في افريقيا من حيث الثروات، والتي تسمى فقيرة ما زالت لم تفتك ثرواتها من مخالب الاستعمار الفرنسي الحديث، لأن ما أزعجهم هو حضور الرئيس الصحراوي حفل الافتتاح، مثلما أزعجتهم عودة الرئيس تبون بقوة إلى الواجهة بعدما ادعى المخزن مرضه وغير ذلك من الأكاذيب المفضوحة.</p> <p dir="rtl">كما لم تهضم من جهتها الطغمة الانقلابية في مالي نجاح الحدث، وتحول الجزائر طيلة أسبوع إلى عاصمة إفريقيا بدون منازع، فحاولت رمي كمشة رمل على الشعاع المنبعث من الجزائر، بإعلانها في بيان سخيف أنها رفعت قضية ضد الجزائر لدى محكمة العدل الدولية، بتهمة إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي أفريل الماضي كانت اخترقت الحدود الجزائرية، الطائرة من نوع "بيرقدار" التي كانت اقتنتها من تركيا بدفع ثمنها على أقساط وقد ألحق رد الفعل الجزائري خلال ثوان قليلة خسارة تركيا صفقات خاصة بهذا الدرون مع المغرب وأفغانستان.</p> <p dir="rtl">خرجة الطغمة الانقلابية بمالي ليست بريئة وقد تكون بإيعاز من الجارة الغربية وربما من تركيا نفسها انتقاما من كشف الجزائر لهشاشة طائرتها المسيرة وما لحقها من خسارة الصفقات وانهيار أسعار هذه الدرونات .</p>

العلامات اساطير