السودان .. الحرب المنسية !

2025-10-29 06:00:00

banner

<p dir="rtl">حيثما أقحمت دويلة الإمارات أنفها، حل الخراب والدمار، وهذا ما يحدث حاليا في الحرب المنسية في السودان الذي يعاني من حرب أهلية بين قوات الدعم السريع التي كانت تعرف سابقا بقوات "الجنجاويد" المدعومة من الإمارات وبين الجيش السوداني.</p> <p dir="rtl">فظائع الشعب السوداني لا تقل فظاعة عما حدث في غزة، فهذه الحرب التي تمزق السودان منذ أزيد من أربع سنوات، عندما حلم الشعب السوداني بانتقال ديمقراطي بدعم دولي ليجد نفسه وسط حرب أهلية صنعت إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ.</p> <p dir="rtl">لقد بلغ الصراع هذه الأيام حدا من الجنون لا يضاهيه إلا جنون الكيان في غزة، وأظهرت صور أقمار صناعية في مدينة "الفاشر" بدارفور، مشاهد لإعدامات ميدانية وبقع حمراء حول البيوت والعديد من الجثث المتفحمة بعد تصفية عشرات الرجال العزل بالرصاص أمام بيوتهم بتهمة الانخراط في صفوف الجيش السوداني.</p> <p dir="rtl">وأظهرت فيديوهات أخرى لإعدام قوات الدعم السريع التي يتزعمها المدعو دقلو لمئات الأشخاص في نفس المدينة "الفاشر" وسيطرتها عليها والتي أحكمت حصارها لأزيد من سنة ونصف ، بعدما سحب البرهان قوات الجيش السوداني من المدينة.</p> <p dir="rtl">كما تحدثت صفحات للجان المقاومة في هذا البلد عن حرق ميليشيات الدعم السريع نساء وأطفالا وشيوخا أحياء مرتكبة مجازر جماعية، حيث قتلت من قتلت، ولم يعرف مصير من تبقى من الأحياء وفرار البقية نحو مدينة طويلة، بعد أن احتلت عناصر الميليشيات بيوتهم وسلبوا ممتلكاتهم، واقترفوا أبشع المجازر في حق شعب أعزل، ولم ينج من المجازر حتى المتطوعين الذين كانوا يشرفون على توزيع المساعدات للمدنيين وحمايتهم أثناء المعارك.</p> <p dir="rtl">يأتي هذا تزامنا مع اجتماع الرباعية في واشنطن برئاسة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس بمشاركة كل من الإمارات ومصر والسعودية لبحث السلام في السودان، في مفارقة عجيبة حيث حضر ممثل الإمارات التي تعمل على تأجيج الصراع في السودان فهي تقوم من جهة بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع ومن جهة أخرى تناقش سبل التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة ووقف التدخل الأجنبي في هذا الصراع.</p> <p dir="rtl">المؤلم في كل هذا، هو التعتيم الإعلامي على المجازر وعلى الكارثة الإنسانية في هذه البقعة من إفريقيا واختفت أخبار السودان من شاشات الفضائيات العالمية مثلما في غزة بسبب استهداف الميليشيات لكل إعلامي أو مواطن يحاول نشر أي خبر عما يدور في الخرطوم أو أية مدينة سودانية أخرى موبوءة بقوات دقلو، فالإمارات وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، وما ألحقه الكيانان بغزة والسودان يبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، فإن كانت غزة استفادت من دعم شعوب العالم الحرة، تبقى الفاشر وكل ربوع السودان تعاني من صمت رهيب، لم يتمكن شعبها من إيصال صرختهم إلى العالم، وفضح اللعبة القذرة التي تلعبها دويلة الإمارات في السودان وفي ليبيا حيث تؤجج الصراعات والحروب الأهلية لتستفرد بثروات شعوبها.</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p>

العلامات اساطير

أزمة مالي في انقلابييها !

2025-10-28 08:00:00

banner

<p dir="rtl">لماذا لم يسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنجدة أصدقائه الانقلابيين في مالي، وهو الذي صرح من أيام ردا على سؤال صحفية جزائرية حول ارتكاب روسيا جرائم ضد المدنيين في مالي، وقال أن الحدود بين الجزائر ومالي موروثة عن الاستعمار مشككا في أحقية الجزائر في حدودها، لماذا ـ وهو الحامي لغويتا والطغمة العسكرية الانقلابية في مالي ـ لم يقدم المساعدة لفك الحصار على باماكو التي تغرق في الظلام، وأزمتها لم تأت من حدودها مع بلادنا التي قال عنها أنها موروثة عن الاستعمار، فهذه مغلقة منذ محاولة اختراق طائرة مسيرة لترابنا الوطني أفريل الماضي، بل من حدودها مع بوركينا فاسو وغينيا، حيث<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>شدد مقاتلو<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>الأزواد الخناق على جنوب البلاد ومنعوا وصول شاحنات الوقود إلى داخل مالي.</p> <p dir="rtl">اليوم، قررت الطغمة العسكرية في مالي وقف تام للدراسة لمدة أسبوعين في كل مدارس البلاد بسبب أزمة الوقود الذي أثر على سير المواصلات وحال دون تمكن الإطار التعليمي من الوصول إلى المدارس، حسب ما جاء في بيان مشترك بين وزارتي التربية والتعليم العالي على أمل حلها لأزمة الوقود التي استفحلت منذ قرار الجزائر غلق حدودها ومنع نقل السلع والوقود إليها من الجنوب.</p> <p dir="rtl">في الحقيقة، الأزمة في مالي ليست أزمة وقود فحسب، بل هي أزمة حكم وسوء تسيير السلطات الانقلابية للشأن العام في هذا البلد الذي تمزقه الانقلابات، ويواجه صراعات قبلية بين الأزواد (الطوارق) في الشمال والحكومة المالية، الصراع الذي سعت الجزائر لإنهائه باتفاق السلم والمصالحة أو ما بات يعرف باتفاق الجزائر لسنة 2015 بين الحكومة المركزية والجماعات السياسية والعسكرية المطالبة بالاستقلال عن دولة مالي، قبل أن ينقلب المجلس العسكري الانقلابي برئاسة غويتا على الاتفاق وينهي العمل به وتدخل البلاد من جديد في حرب أهلية، فقامت الحكومة الانقلابية بطردهم بعثة الأمم المتحدة واستعانت بقوات فاغنر الروسية التي ارتكبت مجازر ضد المدنيين في مالي.<span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span></p> <p dir="rtl">قلت الأزمة في مالي ليست أزمة وقود فحسب، ولا سببها إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة تابعة للطغمة اخترقت حدود بلادنا بهدف التجسس، ما جعل غويتا يهدد بمتابعة الجزائر قضائيا في المحاكم الدولية، بل هي أزمة حكم، فحتي بعد مرور أزيد من أربع سنوات على انقلاب ماي 2021 الذي نصب من خلاله غويتا نفسه رئيسا على مالي، لم تتمكن الحكومة الانتقالية إلى غاية اليوم العودة للشرعية، إذ ما زالت تؤجل تنظيم انتخابات رئاسية كان مقررا تنظيمها في أفريل 2024، وقبلها انتخابات تشريعية بذريعة وجود عوائق فنية.</p> <p dir="rtl">أما الدستور الذي صوت عليه الماليون فقد أخاطه الانقلابي غويتا على المقاس بتمديد ولايته لمدة خمس سنوات إضافية قابلة للتجديد دون إجراء انتخابات رئاسية مما يتيح له السيطرة على البلاد لفترة معتبرة تسمح له بتقاسم خيرات الشعب المالي مع حلفائه الجدد.</p> <p dir="rtl">أما السبب الفعلي وراء عزوف غويتا على تنظيم انتخابات خوفه من خسارتها،<span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span></p> <p dir="rtl">لقد سارع هذا الانقلابي رفقة الطغمة العسكرية المحيطة لخنق كل الأصوات المعارضة وسجن الوجوه السياسية البارزة به وحل الأحزاب المعارضة المنتقدة لسياسته وطريقة حكمه وانقلابه على اتفاق الجزائر للبقاء وحيدا في الميدان كما لم يتقبل الانتقادات التي طالته بشأن الاستعانة بفاغنر ـ التي خلفت القوات الفرنسية في نهب ثروات البلاد ـ قبل أن تجبر هذه القوات على مغادرة البلاد تحت ضغوط جزائرية.</p> <p dir="rtl">وما زالت مختلف الأزمات تخنق الشعب المالي بسبب السياسة المتهورة للمجلس الانتقالي<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>وعداءه للدولة الجزائرية التي كان الشعب المالي يعيش على خيراتها.</p>

العلامات اساطير

روتايو يخلف روتايو !

2025-10-27 07:00:00

banner

<p dir="rtl">في السياسة الفرنسية مثلما في قانون المرور، روتايو يمكن أن يخفي روتايو آخر، مثلما قد يخفي قطار قطارا آخر، وهذه المرة روتايو الجديد في حكومة لوكورنو اسمه فيليب تابارو ويتقلد منصب وزير النقل وهو نجل أحدد مؤسسي الجيش الإرهابي السري في وهران لعرقلة استقلال الجزائر، ويبدو أن ملف الحقد والكراهية الذي كان وزير الداخلية السابق روتايو يسهر على تأجيجه، قد سلمه إلى وزير النقل الذي لم نكن نسمع له تدخلا في قضية العلاقة مع الجزائر، رغم أنه كان يحتل نفس المنصب.</p> <p dir="rtl">الرابط المشترك بين الرجلين أنهم من ذرية مؤسسي المنظمة الإرهابية سيئة السمعة التي حاولت منع استقلال الجزائر بالتفجيرات والاغتيالات "أو أ أس" ورثهم آباؤهم، وزرعوا فيهم كراهية الجزائر وأوصوهم بمواصلة مشروعهم الاستعماري لبلادنا بشتى الطرق للاستمرار في نهب ثرواتها ومحاربة هويتها، ووضع كل العراقيل في طريقها لمنعها من التطور والرقي لتحقيق الاستقلال الفعلي للبلاد، وفرض سيادتها واستقلال قرارها السياسي عن عدوها الأبدي، فرنسا.</p> <p dir="rtl">ولمواصلة الحرب الديبلوماسية والسياسية الفرنسية ضد بلادنا، التي باشرها في الحقيقة ماكرون قبل أن يطلق العنان لورثة مشروع الجزائر الفرنسية، في تبادل للأدوار، في محاولة يائسة للنيل من الجزائر، صرح تابارو في قناة "سي نيوز" الفرنسية الإرهابية بغضب، ونفث سمومه ضد بلادنا، حيث قال أنه بالنسبة<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>للجرائم الاستعمارية لفرنسا في الجزائر، لن نعتذر لا عن الماضي ولا على الحاضر، وأنه يجب أن تكون فرنسا صارمة في علاقاتها مع الجزائر، لأن الجزائر هي من تسجن مواطنين فرنسيين ويقصد بذلك بوعلام صنصال والصحفي المزعوم كريستوف غليز الذي ضبط في مهمة جوسسة في منطقة القبائل.</p> <p dir="rtl">موقف يؤكد مرة أخرى أن فرنسا مستمرة في محاولتها لي ذراع السلطات الجزائرية، رغم ما قيل عند تعيين وزير داخلية جديد<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>لوران نونياز خلفا لروتايو، والده من الاقدام السوداء<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>كرهان عن حسن نية فرنسا لإعادة الدفء للعلاقات مع الجزائر، فالإعلام الفرنسي ما زال يصب الزيت على النار لتأجيج الحرب الإعلامية والديبلوماسية التي تقودها فرنسا ضد الجزائر، حيث خرج من جهته صحفي فرنسي " سيباستيان لونيي" على قناة "أوروبا 1 " يقول أنه " يجب أن نشرح للجزائر أن فرنسا بإمكانها أن تدوس على الحكومة<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>الجزائرية وتسحقها إذا ما أرادت فرنسا سحق الحكومة الجزائرية، وأنه يرفض مقترح العودة إلى الحوار لأن الضغوطات لم تؤد إلى نتيجة لأن النظام الجزائري لا يفهم إلا لغة القوة ...&nbsp;"</p> <p dir="rtl">هذا الإعلامي الذي يبدو أنه يعيش في برج عاجي، ما زال يعتقد أن فرنسا لا تزال إحدى أكبر قوة في العالم، ولا يدري أن بلاده صارت جمهورية من جمهوريات العالم الثالث، ينهك الجوع شرائح واسعة من مواطنيها، بعد طردها من إفريقيا، ورئيسها يهان يوميا من قبل الرئيس الأمريكي الذي لا يخفي سخريته منه، دولة تمزقها الأزمات، وبلغت درجة من الضعف والهزال بحيث لم يتمكن رئيسها من إيجاد شخص لينصبه وزيرا أولا، بعد دوسه على الدستور، وسحقه للانتفاضة الشعبية للسترات الصفراء، واحتقاره للمعارضة التي تطلب منه الرحيل لفشله في إدارة البلاد ناهيك عن فضائح زواجه من متحول جنسي،<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>فهل بقي لفرنسا من قوة لتسحق الجزائر.</p> <p dir="rtl">ولا بأس لو حمل ماكرون على محمل الجد اقتراح هذا المعتوه، لأعطانا ربما فرنسا ولما بدأه أسلافنا في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا الفاتح من نوفمبر.</p>

العلامات اساطير