الرئيس تبون واستعادة الثقة كأول خطوة
2025-04-12 16:09:00

<h2>عندما قرأت تفاصيل هذه التصريحات التي سأذكرها بعد أسطر، استوعبت بعدما تأكدت أنه خلال عشريات حاول البعض من مسؤولينا وطائفة من المنتفعين على عدة مستويات، أن يجعلوا من الجزائر مثالا ينطبق عليها مقولة "الشعب بالمغرف، أي "الملعقة" لم تتمكن عدة دول بأساطيلها البحرية التي تدخل تباعا موانئ الجزائر أن تلبي كل حاجيات المستهلك المحلي"....</h2> <p> </p> <p>لقد فضح رئيس الجمهورية، المجيد تبون، في تصريحاته، بعد حوالي عام من فوزه بأول عهدة رئاسية عندما تحدث عما كان يجري خلال عشريتين من حكم العصابة التي استولت على الدولة وإمكانياتها.</p> <p> </p> <p>هذه الحقائق وردت في كلمة ألقاها خلال الندوة الوطنية حول "مخطط الإنعاش الاقتصادي من أجل اقتصاد جديد" وجرت في صيف 2020، وللقارئ التمعن في بعض نقاط هذه الكلمة ليتأكد، بدوره، ما استخلصه الرئيس تبون:</p> <p> </p> <p>الجزائر تضيع ملايير الدولارات لنقل البضائع من الخارج، بينما هي أموال تسمح بامتلاك الجزائر شركات عمومية وخاصة بها في هذا المجال.</p> <p> </p> <p>إلى متى سنستمر في الواردات على حساب الإنتاج الوطني وهل يعقل استيراد العصير في بلد ينتج كثير من الفواكه؟</p> <p> </p> <p>ليس على الفلاح سوى الإنتاج وعليكم أنتم فتح كل أبواب الاستثمار بعده، من التخزين والتحويل الغذائي والتصدير.</p> <p> </p> <p>من الانتحار الاقتصادي استيراد رقائق البطاطا المقلية في بلد ينتج البطاطا بقوة.</p> <p> </p> <p>كان هدف الاستيراد عندنا هو تضخيم الفواتير ولا شيء غير ذلك.</p> <p> </p> <p>انتهى عهد التلاعب في استيراد السيارات ثم الإيهام بتصديرها</p> <p> </p> <p>. سأحرص شخصيا على عدم تكرار ما سبق من الاستثمارات الواهية خاصة تلك المتأتية من الخارج.</p> <p> </p> <p>علينا التوجه أيضا لخلق مواد أولية محلية واستغلالها قدر الإمكان لتخفيض التبعية إلى الخارج.</p> <p> </p> <p>لن تبيع الجزائر موادها الخام مجددا ولن نستورد لترا واحد من البنزين والمازوت بدءا من 2021.</p> <p> </p> <p>عار علينا انتاج ثلاجة بمكونات معظمها مستوردة بينما يتخرج من الجامعة 250 ألف جامعي وثروات تسمح بإنتاج كل مكونات الأدوات الكهرومنزلية.</p> <p> </p> <p>ينبغي الشروع في الرقمنة فورا بسبب الضبابية المفتعلة إذ لا يُعقل أن تنعدم الرقمنة في قطاع مثل الضرائب.</p> <p> </p> <p>هناك مليارديرات في الجزائر في المرتبة 154 من حيث دفع الضرائب.</p> <p> </p> <p>على المستثمرين في قطاع السكن استعمال أقل ما يمكن من المواد المستوردة، لأننا قادرون على انتاج آلات الأشغال ومواد البناء.</p> <p> </p> <p>سنوفر 400 مليون دولار بدءا من العام القادم في قطاع الصناعات الصيدلانية.</p> <p> </p> <p>أعدت قراءة هذه الإستنتاجات عدة مرات، في حينها سنة 2020، وخلال اليومين الأخيرين، بمناسبة انعقاد اللقاء الثاني لرئيس الجمهورية مع المتعاملين والذي سيجري اليوم، ما جعل ذاكرتي تعود إلى عدة تفاصيل عشتها من خلال الممارسة الإعلامية، حيث تذكرت حادثة مريبة وعجيبة وتطرح ألف تساؤل، من العشرات أسردها على سبيل المثال لا الحصر، وهذا عندما صرح، حينها، وزير الموارد المائية، عبد الملك سلال المسجون الآن في قضايا فساد، أنه السلطات العمومية، يقصد وزارته، تؤكد أن جميع المنتجات المحلية للمتعاملين الخواص من المياه لا تنطبق عليها صفة مياه معدنية، باستثناء مياه "سعيدة" و"بن هارون"، وهذا بالموازاة مع ما كان يجري استيراده من مياه معدنية فرنسية ولو بكميات قليلة.</p> <p> </p> <p>وفي أقل من 48 ساعة من تصريحات سلال، استقبلنا في قاعات التحرير بيانا من وزارة الموارد المائية يعيد فيه صفة المياه المعدنية لكل المياه تقريبا التي كانت تنتج محليا، وهو البيان الذي يناقض تماما ما تحدث عنه عبد المالك سلال قبل حوالي يومين.</p> <p> </p> <p>وقد تساءلت حينها عن الثمن الذي تم دفعه من أجل أن تتحول مياه الينابيع إلى مياه معدنية وتباع بنفس السعر، بقدرة وزير الموارد المالية، عبد المالك سلال، وليس بقدرة الطبيعة التي خلقها الله لتحول المورد المائي إلى مياه معدنية ومياه ينابيع في مدة مئات السنين أو أكثر.</p> <p> </p> <p>لم يكن من السهل، منذ سنة 2019، إعادة بناء أركان الدولة التي أرادت العصابة أن تجعلها من الورق، عندما تعود بنا الذاكرة لمثل هذه التفاصيل، فقد حولت عشرين عاما من حكم العصابة ولاية تبون الرئاسية إلى ولاية انتقالية، هدفها الأول إعادة بناء الدولة التي دمرت في عهد التلاعب بمقدرات الدولة والشعب، تكون فيه استعادة الثقة هي أول خطوة، وهو ما عمل عليه الرئيس تبون مع الوطنيين المخلصين</p> <p> </p> <p>. لزهر فضيل</p>
من يحرك الخم الإفريقي؟
2025-04-09 20:00:00

<p dir="rtl">الحرب الإعلامية والديبلوماسية التي تقودها مالي وبعض الدول الإفريقية على الجزائر ينطبق عليها المثل الشعبي الجزائري " السردوك (الديك) تعيشه عام ما يعشيكش ليلة" أي تطعمه سنة ولا يكفيك لوجبة عشاء، ولحسن الحظ أن أرشيف الصحف متوفر، لتذكير الديك المالي ودجاج الخم الذي يقوده بخير الجزائر عليه شخصيا عندما حررته من الأسر عندما اعتقلته حركة الأزواد عام 2012 حيث دخل وقتها الأراضي الجزائرية فأوته الجزائر وانقذته من الأسر،<span class="Apple-converted-space"> </span>وكذلك على بلاده وعلى بلدان إفريقية أخرى، عندما قرر الرئيس تبون منذ أقل من سنتين تخصيص ما لا يقل عن مليار دولار كاستثمار في الصحة والتعليم والماء الشروب في عدد من البلدان الإفريقية تحدد بنفسها احتياجاتها لهذه الاستثمارات.</p> <p dir="rtl">ولتذكير دجاج الخم الإفريقي، أن بلادنا مسحت مرارا الديون (1.4 مليار دولار) المستحقة لدى عدد من البلدان الافريقية من بينها مالي والنيجر وبوركينا فاسو ودول أخرى، إيمانا منها بدعم التحرر والتنمية الاقتصادية للبدان الإفريقية ودعوتها إلى تحقيق التعاون الدولي من أجل عالم متضامن.</p> <p dir="rtl">ولم تلجأ حتى للمساومة بهذه الديون مقابل مصالح ومواقف مثلما يجري الآن مع الحكام الانقلابيين في هذه البلدان ممن وضعوا بلدانهم ومصالح شعوبهم خدمة لأطراف معادية للجزائر وتريد جر الجزائر إلى حرب إقليمية، مسرحها التراب المالي.</p> <p dir="rtl">فبعد فشل الطغمة العسكرية في مالي وإن كنت أرفض في بداية الانقلاب هذه التسمية معتقدة أن هذا الشاب الذي انقلب على المصالح الفرنسية سيقود مالي إلى التحرر من الاستعمار، وإذا به يبيع بلاده ومصالح شعبه التائه جوعا في صحاري وشوارع المدن الجزائرية إلى استعمار جديد هدفه إضعاف الجزائر التي وضعت كل مقوماتها وإمكانياتها للنهوض بإفريقيا إيمانا منها بعمقها الإفريقي وتصدت وتتصدى يوميا لكل أنواع الاستعمار ومنها أطماع الكيان الذي حاول مرارا اختراق المنظمة الإفريقية حماية لثروات القارة من النهب.</p> <p dir="rtl">المضحك في الأمر أنه في الوقت الذي تستشهد أمريكا بنجاعة سياسة مكافحة الإرهاب الجزائرية وتستعين بخبراتها في هذا المجال، تتهم الطغمة الانقلابية في بلدان الساحل الثلاث الجزائر برعاية الإرهاب، لأنها أفسدت المحاولة المالية الفاشلة للتجسس على ترابها بإسقاطها الدرون التركي، وكشفت من خلال هذه العملية غير المسبوقة المستفيد الفعلي من التشويش على الجزائر، الجزائر التي حاربت لأزيد من عشريتين أكبر مؤامرة إرهابية على بلادنا ودفعت الآلاف من الأرواح كانوا ضحايا هذه الآفة العابرة للقرارات والتي خططت <span class="Apple-converted-space"> </span>ومولتها مخابر الإمبريالية في الغرب، بل نسبت حتى إرهابيي القاعدة في بلاد المغرب للجزائر واتهمتها بصناعتهم متجاهلة الحرب التي قادتها دون هوادة لتطهير الجنوب ومنطقة الساحل من هذا الخطر الذي لا يخفى على أحد أن فرنسا هي من رعته وتحركه لتبرر تدخلها في شمال مالي لبسط يدها على ثرواته.</p> <p dir="rtl">ولولا الجزائر والحرب التي قادتها على الجماعات الإرهابية بكل مسمياتها، لكانت مجمل البلدان الإفريقية وخاصة منطقة الساحل اليوم أفغانستان أخرى، وسوقا للعبيد والسبايا، ليعيد تاريخ العبودية نفسه مثلما حدث ذلك قرونا مضت !</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
ليس إسقاط "الدرون" من يحرك غويتا!
2025-04-08 05:00:00

<p dir="rtl">في الحقيقة لا يستحق البيان من قبل النيجر ومالي وبوركينا فاسو، حتى الرد عليه والتوقف أمام ما جاء فيه من اتهام " النظام" في الجزائر بإسقاط الطائرة المسيرة المالية "بيرقدار" مساندة لمن سموهم بإرهابيي أزواد، لأنه وعلى حد تعبير رواد التواصل الاجتماعي يكفي أن نكلف شباب الكشافة الإسلامية بتسوية أمرهم.</p> <p dir="rtl">القضية تتجاوز العملية النوعية لإسقاط المضادات الجوية الجزائرية لمسيرة استطلاع هجومية اخترقت المجال الجوي الجزائري ليلة عيد الفطر، التي وجه من خلالها رجال الجيش الوطني الشعبي عدة رسائل إلى النظام الانقلابي في مالي الذي كان يعتقد أن عيون جيشنا مشغولة بعطلة العيد تاركة له المجال ليستفزنا ويسجل هدفا عسكريا ضد بلادنا التي لا يمض يوما إلا ويجددون اتهامها برعاية ما يسمونه إرهاب الازواد مع أن الرسالة الأكبر<span class="Apple-converted-space"> </span>وجهتها الجزائر إلى نظام أردوغان بكشفها عن هشاشة<span class="Apple-converted-space"> </span>طائراته المسيرة "بيرقدار" التي يدعي أنه لا يمكن إسقاطها، ولم تمض إلا بضعة ثوان بمجرد دخولها التراب الجزائري حتى تم قصفها، وهم بهذا سيلحقون خسائر كبيرة بصناعة هذه الدرونات.</p> <p dir="rtl">قلت القضية تتعدى عملية إسقاط الطائرة المسيرة، ولا هي رعاية للإرهاب كما يدعون، لأنه ليس هناك بلدا عانى وحارب الإرهاب مثلما حاربته الجزائر عندما كانت تواجه الجماعات الإرهابية بمفردها لأزيد من عشرية دفعت إثرها ثمنا باهظا، بينما كانت كل البلدان بمن فيها بلدان الجوار إن لم تقدم الدعم للإرهابيين مثلما فعلت المملكة المغربية، كانت تنتظر أن يؤدي الإرهاب الاسلاموي انهيار الدولة الجزائرية.</p> <p dir="rtl">وعليه لا يختلف اثنان أن بوادر التهدئة وعودة العلاقات بين الجزائر وفرنسا هي من أزعجت الأنظمة الانقلابية في الساحل التي تشجعت في انقلابها على فرنسا بالموقف الجزائري الذي عرى هشاشة سياسة ماكرون واليمين المتطرف في فرنسا، وأجبر السياسيين الفرنسيين الذين قادوا حربا إعلامية وسياسية ضد الجزائر على التراجع عن سياستهم العدوانية ضد بلادنا وإيجاد حل للأزمة بعيدا عن الذم والشتم مراعاة لمصلحة البلدين.</p> <p dir="rtl">كما أن أحد أهم الملفات التي ناقشها وزير خارجية فرنسا مع الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره أحمد عطاف والذي أقلق حتما الطغمة العسكرية الانقلابية في مالي وعرابها هو اتفاق الجزائر وفرنسا على الاستئناف " الفوري" للتعاون الأمني وتبادل المعلومات بشأن الوضع في منطقة الساحل حيث تعيث ميليشيات "فاغنر" فيه فسادا.</p> <p dir="rtl">وليس مستبعدا أيضا أن يكون لأعداء الجزائر وعلى رأسهم المغرب يدا في التشجيع على القطيعة مع الجزائر والتشويش على<span class="Apple-converted-space"> </span>مشروع أنبوب الغاز الجزائري الذي سيمر بالأراضي النيجرية، المشروع الذي أسقط حلم المملكة في مرور الأنبوب عبر ترابها وتوجه بهذا صفعة لبلادنا التي توقفت عن استعمال الأنبوب المتجه إلى اسبانيا عبر التراب المغربي، بعد وقف العلاقات الديبلوماسية مع الجارة الغربية بسبب محاولة استقوائها على الجزائر بالكيان الصهيوني، وإقحام النيجر في هذا الموقف العدائي لا ينبئ بالخير، لكن الخسارة لن تكون جزائرية بما أن المشروع هو الأكثر جدوى والأقل تكلفة مقارنة بالمشروع الذي تطرحه المملكة المغربية.</p> <p dir="rtl">من حق الجزائر ومن واجب رجال الجيش الوطني الشعبي التصدي لأي عدوان على ترابنا مهما كانت جنسيته، وخاصة لما يكون على رأس بلد مثل مالي رئيس انقلابي اتخذ من الجزائر عدوا له، ووضع بلاده في خدمة كل من يريد النيل من بلادنا، من المغرب الى الامارات والكيان، وربما أيضا روسيا التي لا يخدمها وجود أنبوب يوصل الغاز الافريقي إلى أوروبا وينافسها في عقر قارتها.</p> <p dir="rtl">يأتي هذا بعد كل العناء الديبلوماسي الذي تكبدته الجزائر من أجل حماية النيجر من عدوان فرنسي بحجة ملاحقة الجماعات الإرهابية، ليرد حاكمها اليوم جميل الجزائر بالسير وراء الانقلابي غويتا الذي يرفض لمواطنيه من الازواد حقهم في المواطنة المالية ويقود حربا دون هوادة عليهم ويتهمهم بالإرهاب.</p> <p dir="rtl"> </p>
