الجزائر في حالة حرب!

2025-08-25 12:00:00

banner

<h2>"تمكنت مصالح الجمارك الجزائرية، في إطار مكافحة تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، من حجز أزيد من 8,5 طن من الكيف المعالج و570 كلغ من الكوكايين وقرابة 11 مليون وحدة من الأقراص المهلوسة، عبر كامل التراب الوطني خلال 2024"... "حجز واحد قنطار و15 كلغ من المخدرات الصلبة" في علمية واحدة على مستوى الجهة الغربية من البلاد"... عندما نقرأ مثل هذه الأخبار، فالنتيجة المباشرة لذلك أننا نصاب بالذعر والإكتئاب لأن الجزائر فعلا في حالة حرب بفعل هذا الخطر الداهم الذي يضرب المجتمع في خليته الأولى، وهي الأسرة ومن وراء ذلك يهدد كيان البلد بأسره. علينا أن نعي فعلا بهذه الخطورة المزلزلة لأنه لن يكون في معزل عنها أي شاب وأي أسرة وأي مؤسسة.</h2> <p>&nbsp;</p> <p>هذه الحرب لا ينطبق عليها حكم فرض كفاية، بل هي فرض عين على كل جزائري، ولا يمكن أن ننتصر فيها إلا إذا انظم إليها كل الجزائريين مثلما برهنت على ذلك الجزائر خلال العشرية السوداء، فلولا "الرجال والنساء الواقفون" لكان حالنا الآن يسر العدو ولا يسر الصديق.</p> <p>في تلك المرحلة الحرجة التي مرت بها الجزائر في بداية تغول الخطر الإرهابي، قال أحد المواطنين ممن لا زالت نخوة رجال الثورة التحريرية تسري مجرى الدم فيه، بعدما أقدمت مجموعة إرهابية على اقتراف مجزرة في حق سكان المنطقة الجبلية المعزولة التي يسكن فيها بوسط البلاد: قال "دم سارة ما يروحش خسارة"... هذا الإسم هو لفتاة اغتالها تجار الدين، وهو بريئ منهم، وهي في ريعان شبابها.. مع ضحايا آخرين من نساء ورجال من سكان الدوار.</p> <p>ومن تلك المقولة، بدأت وأخذت في الإنتشار عملية تنظيم لجان الدفاع الذاتي والحرس البلدي ورجال المقاومة لمساندة العمل الكبير الذي كانت تقوم به مصالح الأمن والدرك والجيش في دحر فلول الإرهاب الأعمى. ولولا مثل هذه الهبات التي لبى النداء فيها الشعب الجزائري، بكل أطيافه في المدن والقرى لأصبح البلد نسخة من أفغانستان أيام حكم طالبان أو أكثر سوء.</p> <p>اليوم... الجزائر في حالة حرب أخرى، وكأنه كتب عليها القتال منذ عهد المقاومة الشعبية للإستعمار على الثورة المجيدة، فمن محاربة فلول الإرهاب إلى محاربة العصابات التي نهبت البلاد، إلى الحرب على المخدرات والأقراص المهلوسة. حرب إن لم يشارك فيها الجميع، فإن هذه السموم ستجتاح بيوتنا بعد أن اجتاحت الأحياء والشوارع في المدن والقرى، مثلما يلاحظه الجميع على أرض الواقع.</p> <p>في هذه الحرب، إما أن يشارك فيها الجميع حتى ولو بالتبليغ عن ابن أو شقيق أو عم أو خال ولا حتى أم، ممن يروجون المخدرات والأقراص المهلوسة، وإما نقبل بأن تتحول بيوتنا إلى أوكار لبيع وشراء واستهلاك هذه السموم، فمثلما يقال في المثل الأمريكي حول مثل هذه المخاطر أنها "لا تحدث إلا عند الآخرين".</p> <p>شخصيا، أصاب بالذعر على مستقبل أبنائي وعلى مستقبل البلاد، فليس لدينا بلد ولا جنسية بديلة عن أن نعيش في الجزائر وكجزائريين، وأنا ألاحظ أن مختلف الأحياء، سواء في العاصمة أو الولايات الأخرى، ببلدياتها وقراها، تحولت في ظرف سنوات قليلة إلى بؤر للإتجار واستهلاك هذه السموم وما ينجم عنها من جرائم لا تبقي ولا تذر... حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي أصبح فيها أمن المجتمع والدولة في خطر داهم.</p> <p>في هذه الحرب التي يجب أن يتم إدارتها بمنطق "صفر رحمة"، للمروجين، لا يمكن أن نلقي بالمسؤولية فيها على مختلف مصالح الأمن لوحدها، لأن منطق الأشياء لا يجعل بمقدور اليد الواحدة أن تصفق بمفردها، فإما أن يشارك في هذه الحرب الجميع وإما أن يخسر فيها الجميع، فمصالح الأمن المختلفة عبارة عن جسد للبلد والمجتمع بمثابة أذرعه، والعجز والموت مصير هذا بدون ذاك.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لزهر فضيل</strong></p>

العلامات اساطير

من مصالحة "عبدقا" إلى صلح قادة !

2025-08-24 06:00:00

banner

<p dir="rtl">قبل أن يربي اللحية كان عليه أن يربي نفسه ويتحكم في غريزته الحيوانية حتى لا يؤذي أحدا، فما بالك بالاعتداء على امرأة وعلى طفل بتلك الصورة الحيوانية ومعذرة للحيوانات التي هي أكثر آدمية من هذا الوحش المفترس، الذي أطلق كل غله وقهره ومكبوتاته على امرأة وطفلها بصورة لا تمت لا للحية ولا للقميص أو الدين الذي يخادع المؤمنين بالانتساب إليه بصلة، فالإسلام هو دين رحمة ورأفة بالمؤمنين، وليس بالصك والرفس مثلما تفعل البغال عند الدفاع على نفسها وليس بالاعتداء على من لم يؤذيها.</p> <p dir="rtl">الأمر من الغضب والقهر الذي عاشته تلك السيدة وهو يطرحها أرضا ويركلها بكل ما أوتي من قوة، هو المصالحة المزعومة بين أشباه الرجال أمام منظرها، الأمر من هذا المشهد، منظر زوج الضحية وهو يشد على اليد التي اعتدت على حرمه وهو يبتسم، بينما هي تتألم من الداخل مثلما توحي ملامحها، وهي تشاهد نفاق الرجال، فالصلح تم بينهم على حساب كرامتها وكرامة طفلها، إذ يجوز في "دينهم" لمس المرأة عند رفسها وضربها ولا تجوز مصافحتها عند الصلح، فزوجها الذي من المفروض هو من يحميها ويحمي عرضها، وقف في الصف الآخر، يمد يده مسامحا، غير مبال بالضرر الجسدي والمعنوي الذي لحق بزوجته، فليس هو من مرغ في التراب وداسته أقدام نجسة تدعي الورع والتقوى.</p> <p dir="rtl">صورة مجلس الصلح برعاية "الحاج كلوف" المسمى قادة، آلمت الجزائريين بنفس الدرجة التي أثرت فيهم مشهد الضرب المبرح والدوس عليها، وهي تحاول الدفاع عن نفسها وعن طفلها، وجلسة الصلح هذه لا يجب أن تلغي المتابعة القضائية فقانون العنف ضد المرأة واضح وعلى العدالة أن تتحرك، ولا تجعل من هذه القضية سابقة يقاس عليها مستقبلا، بعد أن يفش الظالم غله في ضحيته يأتي طالبا الصفح من شخص ينصب نفسه من غير حق وليا عليها.</p> <p dir="rtl">الجريمة واضحة وموثقة بالصور والأدلة، لا يمكن أن تمحى بمنح الضحية مصحف كان على المجرم أن يعمل هو أولا بما جاء فيه من رسالة محبة وتسامح والابتعاد عن ظلم الآخر، وعلى العدالة أن تتحرك حفاظا على هيبة الدولة والقانون، وإلا يتنازل القاضي على رسالته النبيلة دفاعا عن الحق العام، لصالح شخص متسلق مثل المدعو قادة، يريد أن يمنح نفسه دور المصلح، بالدوس على حق هذه المسكينة التي يبدو أنها أرغمت على قبول المشاركة في مسرحية مهينة، مقابل عمرة، وكان بإمكانها أن ترمي به في السجن وتعيد له الختان من جديد ربما يصبح رجلا بعد سنوات من القهر في السجن الذي هو مكانه الحقيقي لحماية المجتمع منه ومن الحقد الذي يكنه للنساء، وحتى لا يصبح الإفلات من العقوبة القاعدة المعمول بها، عندما يكون المعتدي قادر على شراء صمت الضحية، مستغلا ضعفها وقلة حيلتها.</p> <p dir="rtl">من سنوات كانوا يذبحون النساء والفتيات أمام أبواب المدارس وفي مناصب العمل بحجة عدم ارتدائهن الحجاب، واليوم يتعرض لكل أنواع العنف من رفس في التراب والحرق بماء النار، والدوس تحت العجلات ناهيك عن تعرضهن للشتم والسب، واتهامهن بأخذ مناصب الشغل التي هي من حق رجال لم ينجحوا في شيء إلا في خداع المجتمع بالتدين الكاذب مثل هذا الوحش المفترس.</p> <p dir="rtl">ما زلنا ضحية الأحقاد والعنف الذي زرعه التيار السلفي والإرهابي في مجتمعنا، والمصيبة أن لا أحد يحرك ساكنا لوقف هذا الطوفان المرعب، ولو بحثنا في ماضي هذا الوحش لربما يكون ممن استفادوا من قانون المصالحة التي سوت الإرهابي بضحيته، وربما أعطت الإرهابي حصانة على حساب المجتمع برمته.</p>

العلامات اساطير

من ورّث غزة لترامب !؟

2025-08-23 08:00:00

banner

<p dir="rtl">يبدو أن جنون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس له حدود، فبعد إهانته للزعماء الأوروبيين الأسبوع الماضي ومعاملتهم كتلاميذ غير نجباء مثلما فعل من أسابيع مع خمسة من الزعماء الأفارقة، خرج مرة أخرى يصرح "أنهم"-ولا أدري من "هم" الذين معه، هل الصهاينة أم الأمريكيين إلا إذا هو نصب نفسه رئيسا للكيان - سيخرجون الغزاويين من القطاع ويأخذونه؟</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span>في الحقيقة الرجل منذ البداية تعامل مع القضية الفلسطينية مثل تاجر عقارات، على أنها قطعة أرضية إما يجزئها ويبيعها لمرقين عقاريين وما أكثرهم بين المطبعين من مصر الى المغرب مرورا بالإمارات والبحرين أو حتى<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>مملكة ابن سلمان، أو يقدمها هدية لأصهاره الصهاينة غير مبال لا بتاريخ المنطقة ولا بنضال شعبها، ولا أن الأرض أرض شعب ظلم وشرد والآن يسعى الكيان بدعم من ترامب والغرب برمته لتصفيته في أبشع عملية إبادة عرقية مثلما فعل المستعمر الأبيض من أجداد ترامب بالهنود الحمر، عندما أبادوهم بكل الطرق بالسلاح وبالأوبئة المفتعلة حيث كان السلاح البيولوجي الأقل تكلفة لإبادة السكان الأصليين للقارة التي ولدحض الأكذوبة التاريخية لم<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>يكتشفها أمريكو فوسبوتسش ، ولا كريستوف كولومبس سنة 1492 تزامنا مع سقوط غرناطة، بل كانت بها حضارة الانكا العريقة، ووصلها قبلهم المسلمون ونشروا بها الدين الإسلامي، وكان مسلمو الاندلس هم من<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>زودوا كولومبس بإحداثيات اتجاهات الرياح ومعلومات أخرى أفادته في سفره، وقد ساعده في نسب الإنجاز له سقوط الاندلس وانهيار الحكم العربي الإسلامي هناك ولم يكن هناك من يعري أكاذيبه مثل الكثير من الأكاذيب الأخرى ونسبة العديد من الاكتشافات العلمية العربية والإسلامية للغرب بما فيها نظرة الجاذبية.</p> <p dir="rtl">أعود للتاريخ الحاضر الذي يزور أمام أعيننا، بسعي هذا " اليانكي" المتهور للقضاء على قضية شعب عريق والعمل على اقتلاعه مرة أخرى من أرضه بالقوة وتخييره بين الموت قصفا أو بالتجويع، أو التهجير القسري، هكذا جهارا نهارا بالدوس على القانون الدولي، ككل مرة عندما يتعلق الأمر بالجرائم التي يقترفها الكيان الصهيوني، حتى أن أحد مسؤوليه قال الأسبوع الماضي أن القانون الدولي يطبق على الآخرين وليس عليهم " الكيان".</p> <p dir="rtl">فبأي حق<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>يسمح ترامب لنفسه بالاستيلاء على أرض شعب، ويخرجهم منها بالقوة تهجيرا أو تقتيلا، وماذا يعرف هذا المعتوه المتورط في قضايا أخلاقية واغتصاب الأطفال في فصيحة جزيرة ابستاين، عن فلسطين، وعن القدس مدينة الديانات السماوية الثلاث، وعن كنيسة القيامة، والمسجد الأقصى، وعن التعايش بين سكانها من كل الطوائف في سلام قرونا من الزمن، هل قرأ شيئا عن تاريخ المنطقة، وعن الحضارات التي مرت من هناك قبل أن يقرر محو أي أثر للفلسطينيين في غزة، على أن يلتفت بعدها إلى الضفة الغربية ويسلمها إلى صديقه الجزار ناتنياهو مثلما وعد أثناء حملته الانتخابية؟</p> <p dir="rtl">المصيبة أن هناك ممن صدعوا رؤوسنا عقودا من الزمن بالعروبة وبالنخوة والكرم العربي، وبأننا أمة واحدة وحدنا الإسلام واللسان العربي من سيشدون على يد ترامب وربما سيمولون أيضا مشروعه التدميري لفلسطين طمعا في نصيب لهم في كعكة اقتسام غزة، لكن التاريخ مهما تم تزويره وتغيير سيرورته بالقوة من قبل راعي البقر هذا، سيأتي من يصححه، مثلما تعود المياه إلى مجراها الطبيعي مهما تم تحويل وجهة جداولها، وزمن الخيانات مثل حبل الكذب، قصير مهما طال!</p>

العلامات اساطير