الجريمة مستمرة وعلى المباشر!
2025-04-07 06:00:00

<p dir="rtl">يبدو أن خطة ترامب لإخلاء غزة وربما كل فلسطين لاحقا من الشعب الفلسطيني تطبق بدقة متناهية، فبدل التهجير القسري الذي اعتبر انتهاكا للقانون الدولي وأدانه الجميع، يقوم اليوم الكيان بدعم من الرئيس الأمريكي، بحرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة للقضاء على ما تبقى من سكان القطاع لإجبارهم على الفرار من جحيم القصف المستمر، وبفرض سياسة التجويع، حتى أن رفح سويت كلها بالأرض وكعادة الكيان لم يسلم لا الأطفال ولا الأطقم الطبية ولا المنظمات الإنسانية من القتل العمدي.</p> <p dir="rtl">يحدث هذا أمام تعتيم إعلامي وصمت رهيب، من قبل أمة المليار خائن، والمشاهد التي ينقلها فيديو وجد في هاتف أحد الشهداء نشرته نيويورك تايمز يوثق لحظة إعدام ميداني للمسعفين الفلسطينيين وهم يتلون الشهادة تحت وابل من الرصاص وصور المقابر لعناصر الدفاع المدني في رفح، غير مسبوقة في بشاعتها وعنفها.</p> <p dir="rtl">عودة العدوان في غزة كانت متوقعة منذ البداية، ووقف إطلاق النار دام لأيام فقط بمجرد أن تم تحرير الرهائن، لتبدأ خطة الحل النهائي التي لا تقل بشاعة عن خطة الحل النهائي النازية، فالكيان يطبق بدقة وببشاعة أكبر وأمام صمت العالم المتباكي على المحرقة من جرائم هتلر، ما قام به هذا الأخير في حق اليهود، وإن كان ليس هتلر من ابتدع المحرقة، بل استنسخ التجربة المسكوت عنها من جرائم فرنسا في الجزائر.</p> <p dir="rtl">أين هم من توسطوا من أجل إقناع حركة حماس لتوقيع اتفاق وقف العدوان مع الكيان، لماذا يصمتون الآن وغزة تباد على آخرها في عدوان أكثر عنف من السابق؟ أين من عقدوا القمم لإعادة إعمار غزة، هل ينتظرون مسحها بالكامل من السكان والمباني لتحقيق أرباح أكبر؟<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">أين ابن سلمان الذي رفض التوقيع على التطبيع ما لم يتوقف العدوان على القطاع، فوحدها المملكة وبالنظر لأهمية علاقاتها بأمريكا وبترامب تحديدا الذي يصرح في كل مرة يعود فيها إلى البيت الأبيض بإجباره المملكة وبلدان الخليج الأخرى على دفع ثمن حماية أمريكا لهم، لماذا لا تقايض أمن الغزاويين وحل القضية الفلسطينية بضمانها مصالح أمريكا، فعوض تكفيرها لحركة حماس وتحميلها تبعات الأزمة الحالية وما يتعرض له سكان القطاع من تقتيل ومن حرب إبادة وتهجير طوعي هروبا من هذا الجحيم، أن تعمل من أجل قبول حماس بقرارات الأمم المتحدة، لحل القضية بالوصول إلى سلطة فلسطينية موحدة من دون بائع القضية المنتهية ولايته من أزيد من سنوات محمود عباس.</p> <p dir="rtl">هل كانت الأنظمة الأوروبية ستسكت لو مشاهد قتل المسعفين في غزة حدثت في أوكرانيا أو في أي بلد أوربي آخر، أو حتى في سوريا في عهد الأسد مثلما كانوا يفتعلون المجازر من أجل إدانة النظام السوري، أو فرض العقوبات على بوتين في حالة أوكرانيا؟</p> <p dir="rtl">لم تعد مصطلحات الإدانة تنفع لحماية أطفال غزة من الطغيان الصهيوني، فقد استهلك كل الكلام دون نفع، فحتى أصوات الملايين الذين خرجوا في كل عواصم العالم بما فيها في دولة الكيان تنديدا بجرائمه في غزة لم تعد مسموعة بعدما عجزت المحكمة الدولية على تنفيذ العقوبات التي أصدرتها ضد السفاح ناتنياهو، ولم يعد للقانون الدولي من قوة لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة، أمام آلة الدمار الصهيو ـ أمريكية في غزة .</p> <p dir="rtl"> </p>
من يحرك الخم الإفريقي؟
2025-04-09 20:00:00

<p dir="rtl">الحرب الإعلامية والديبلوماسية التي تقودها مالي وبعض الدول الإفريقية على الجزائر ينطبق عليها المثل الشعبي الجزائري " السردوك (الديك) تعيشه عام ما يعشيكش ليلة" أي تطعمه سنة ولا يكفيك لوجبة عشاء، ولحسن الحظ أن أرشيف الصحف متوفر، لتذكير الديك المالي ودجاج الخم الذي يقوده بخير الجزائر عليه شخصيا عندما حررته من الأسر عندما اعتقلته حركة الأزواد عام 2012 حيث دخل وقتها الأراضي الجزائرية فأوته الجزائر وانقذته من الأسر،<span class="Apple-converted-space"> </span>وكذلك على بلاده وعلى بلدان إفريقية أخرى، عندما قرر الرئيس تبون منذ أقل من سنتين تخصيص ما لا يقل عن مليار دولار كاستثمار في الصحة والتعليم والماء الشروب في عدد من البلدان الإفريقية تحدد بنفسها احتياجاتها لهذه الاستثمارات.</p> <p dir="rtl">ولتذكير دجاج الخم الإفريقي، أن بلادنا مسحت مرارا الديون (1.4 مليار دولار) المستحقة لدى عدد من البلدان الافريقية من بينها مالي والنيجر وبوركينا فاسو ودول أخرى، إيمانا منها بدعم التحرر والتنمية الاقتصادية للبدان الإفريقية ودعوتها إلى تحقيق التعاون الدولي من أجل عالم متضامن.</p> <p dir="rtl">ولم تلجأ حتى للمساومة بهذه الديون مقابل مصالح ومواقف مثلما يجري الآن مع الحكام الانقلابيين في هذه البلدان ممن وضعوا بلدانهم ومصالح شعوبهم خدمة لأطراف معادية للجزائر وتريد جر الجزائر إلى حرب إقليمية، مسرحها التراب المالي.</p> <p dir="rtl">فبعد فشل الطغمة العسكرية في مالي وإن كنت أرفض في بداية الانقلاب هذه التسمية معتقدة أن هذا الشاب الذي انقلب على المصالح الفرنسية سيقود مالي إلى التحرر من الاستعمار، وإذا به يبيع بلاده ومصالح شعبه التائه جوعا في صحاري وشوارع المدن الجزائرية إلى استعمار جديد هدفه إضعاف الجزائر التي وضعت كل مقوماتها وإمكانياتها للنهوض بإفريقيا إيمانا منها بعمقها الإفريقي وتصدت وتتصدى يوميا لكل أنواع الاستعمار ومنها أطماع الكيان الذي حاول مرارا اختراق المنظمة الإفريقية حماية لثروات القارة من النهب.</p> <p dir="rtl">المضحك في الأمر أنه في الوقت الذي تستشهد أمريكا بنجاعة سياسة مكافحة الإرهاب الجزائرية وتستعين بخبراتها في هذا المجال، تتهم الطغمة الانقلابية في بلدان الساحل الثلاث الجزائر برعاية الإرهاب، لأنها أفسدت المحاولة المالية الفاشلة للتجسس على ترابها بإسقاطها الدرون التركي، وكشفت من خلال هذه العملية غير المسبوقة المستفيد الفعلي من التشويش على الجزائر، الجزائر التي حاربت لأزيد من عشريتين أكبر مؤامرة إرهابية على بلادنا ودفعت الآلاف من الأرواح كانوا ضحايا هذه الآفة العابرة للقرارات والتي خططت <span class="Apple-converted-space"> </span>ومولتها مخابر الإمبريالية في الغرب، بل نسبت حتى إرهابيي القاعدة في بلاد المغرب للجزائر واتهمتها بصناعتهم متجاهلة الحرب التي قادتها دون هوادة لتطهير الجنوب ومنطقة الساحل من هذا الخطر الذي لا يخفى على أحد أن فرنسا هي من رعته وتحركه لتبرر تدخلها في شمال مالي لبسط يدها على ثرواته.</p> <p dir="rtl">ولولا الجزائر والحرب التي قادتها على الجماعات الإرهابية بكل مسمياتها، لكانت مجمل البلدان الإفريقية وخاصة منطقة الساحل اليوم أفغانستان أخرى، وسوقا للعبيد والسبايا، ليعيد تاريخ العبودية نفسه مثلما حدث ذلك قرونا مضت !</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span></p>
ليس إسقاط "الدرون" من يحرك غويتا!
2025-04-08 05:00:00

<p dir="rtl">في الحقيقة لا يستحق البيان من قبل النيجر ومالي وبوركينا فاسو، حتى الرد عليه والتوقف أمام ما جاء فيه من اتهام " النظام" في الجزائر بإسقاط الطائرة المسيرة المالية "بيرقدار" مساندة لمن سموهم بإرهابيي أزواد، لأنه وعلى حد تعبير رواد التواصل الاجتماعي يكفي أن نكلف شباب الكشافة الإسلامية بتسوية أمرهم.</p> <p dir="rtl">القضية تتجاوز العملية النوعية لإسقاط المضادات الجوية الجزائرية لمسيرة استطلاع هجومية اخترقت المجال الجوي الجزائري ليلة عيد الفطر، التي وجه من خلالها رجال الجيش الوطني الشعبي عدة رسائل إلى النظام الانقلابي في مالي الذي كان يعتقد أن عيون جيشنا مشغولة بعطلة العيد تاركة له المجال ليستفزنا ويسجل هدفا عسكريا ضد بلادنا التي لا يمض يوما إلا ويجددون اتهامها برعاية ما يسمونه إرهاب الازواد مع أن الرسالة الأكبر<span class="Apple-converted-space"> </span>وجهتها الجزائر إلى نظام أردوغان بكشفها عن هشاشة<span class="Apple-converted-space"> </span>طائراته المسيرة "بيرقدار" التي يدعي أنه لا يمكن إسقاطها، ولم تمض إلا بضعة ثوان بمجرد دخولها التراب الجزائري حتى تم قصفها، وهم بهذا سيلحقون خسائر كبيرة بصناعة هذه الدرونات.</p> <p dir="rtl">قلت القضية تتعدى عملية إسقاط الطائرة المسيرة، ولا هي رعاية للإرهاب كما يدعون، لأنه ليس هناك بلدا عانى وحارب الإرهاب مثلما حاربته الجزائر عندما كانت تواجه الجماعات الإرهابية بمفردها لأزيد من عشرية دفعت إثرها ثمنا باهظا، بينما كانت كل البلدان بمن فيها بلدان الجوار إن لم تقدم الدعم للإرهابيين مثلما فعلت المملكة المغربية، كانت تنتظر أن يؤدي الإرهاب الاسلاموي انهيار الدولة الجزائرية.</p> <p dir="rtl">وعليه لا يختلف اثنان أن بوادر التهدئة وعودة العلاقات بين الجزائر وفرنسا هي من أزعجت الأنظمة الانقلابية في الساحل التي تشجعت في انقلابها على فرنسا بالموقف الجزائري الذي عرى هشاشة سياسة ماكرون واليمين المتطرف في فرنسا، وأجبر السياسيين الفرنسيين الذين قادوا حربا إعلامية وسياسية ضد الجزائر على التراجع عن سياستهم العدوانية ضد بلادنا وإيجاد حل للأزمة بعيدا عن الذم والشتم مراعاة لمصلحة البلدين.</p> <p dir="rtl">كما أن أحد أهم الملفات التي ناقشها وزير خارجية فرنسا مع الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره أحمد عطاف والذي أقلق حتما الطغمة العسكرية الانقلابية في مالي وعرابها هو اتفاق الجزائر وفرنسا على الاستئناف " الفوري" للتعاون الأمني وتبادل المعلومات بشأن الوضع في منطقة الساحل حيث تعيث ميليشيات "فاغنر" فيه فسادا.</p> <p dir="rtl">وليس مستبعدا أيضا أن يكون لأعداء الجزائر وعلى رأسهم المغرب يدا في التشجيع على القطيعة مع الجزائر والتشويش على<span class="Apple-converted-space"> </span>مشروع أنبوب الغاز الجزائري الذي سيمر بالأراضي النيجرية، المشروع الذي أسقط حلم المملكة في مرور الأنبوب عبر ترابها وتوجه بهذا صفعة لبلادنا التي توقفت عن استعمال الأنبوب المتجه إلى اسبانيا عبر التراب المغربي، بعد وقف العلاقات الديبلوماسية مع الجارة الغربية بسبب محاولة استقوائها على الجزائر بالكيان الصهيوني، وإقحام النيجر في هذا الموقف العدائي لا ينبئ بالخير، لكن الخسارة لن تكون جزائرية بما أن المشروع هو الأكثر جدوى والأقل تكلفة مقارنة بالمشروع الذي تطرحه المملكة المغربية.</p> <p dir="rtl">من حق الجزائر ومن واجب رجال الجيش الوطني الشعبي التصدي لأي عدوان على ترابنا مهما كانت جنسيته، وخاصة لما يكون على رأس بلد مثل مالي رئيس انقلابي اتخذ من الجزائر عدوا له، ووضع بلاده في خدمة كل من يريد النيل من بلادنا، من المغرب الى الامارات والكيان، وربما أيضا روسيا التي لا يخدمها وجود أنبوب يوصل الغاز الافريقي إلى أوروبا وينافسها في عقر قارتها.</p> <p dir="rtl">يأتي هذا بعد كل العناء الديبلوماسي الذي تكبدته الجزائر من أجل حماية النيجر من عدوان فرنسي بحجة ملاحقة الجماعات الإرهابية، ليرد حاكمها اليوم جميل الجزائر بالسير وراء الانقلابي غويتا الذي يرفض لمواطنيه من الازواد حقهم في المواطنة المالية ويقود حربا دون هوادة عليهم ويتهمهم بالإرهاب.</p> <p dir="rtl"> </p>
