الاسترزاق بالقانون وليس بالدوس عليه
2025-06-20 14:00:00
<h3 dir="rtl">بسبب الاقتصاد غير الرسمي، أو التجارة الفوضوية، أو السوق السوداء، تنتشر في الجزائر ظاهرة اكتناز الأموال في البيوت، أو ما يعرف بـ"الشكارة"، التي يكون مصدرها نشاطات تجارية واقتصادية غير مصرح بها.</h3> <p dir="rtl">وبالنظر إلى اتساع رقعة الاقتصاد الموازي، انتشر الدفع نقدا "كاش" بعيدا عن الفواتير أو الدفع الإلكتروني أو المعاملات البنكية تحت غطاء شراء السلم الإجتماعي.</p> <p dir="rtl">فرغم الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتحجيم هذه التجارة التي تبتلع الدينار الجزائري ولا تعيده إلى الدورة الاقتصادية الرسمية، حتى تجاوزت الكتلة النقدية المتداولة في السوق الموازية 90 مليار دولار، إلا أن هذه التجارة التي يزيد عمرها عن 30 سنة، وهي المدة التي استفحلت فيها، بشكل أصبح من الصعب التحكم فيها،</p> <p dir="rtl">إذ أخذت مشروعيتها من كونها غطاء اجتماعيا، إلا أن هذه التجارة يظهر أنه سيكون لها "سنوات عز أخرى". فغض البصر الذي التزمت به عدة حكومات، بحجة شراء السلم الاجتماعي، وهو في الحقيقة للتغطية على الفشل السياسي، على مدى أكثر من 30 سنة اتجاه فوضى البيع والشراء واكتناز الأموال خارج الأطر الرسمية، لا يمكن إصلاحه في ظرف 5 أو 6 سنوات، رغم ما يتم بدله من جهود في إطار الرقمنة والإجراءات التحفيزية المتخذة خلال السنوات الأخيرة لدفع مكتنزي الأموال من التجار الصغار وبارونات التجارة الفوضوية بإدخال أموالهم إلى المنظومة البنكية،</p> <p dir="rtl"> إلا أن التجاوب مع إجراءات هذه المبادرة لم يسجل إلا نتائجا جزئية لم تؤثر كثيرا على حجم الكتلة النقدية الضخمة المتداولة خارج البنوك، وهذا من منطلق أن من اعتاد أن يجني أموالا طائلة من هذه التجارة بعيدا عن يد الضرائب لن يقبل بأن يلتزم بالقانون، بل ويفضل الدوس عليه ويعمل على تعطيل كل إجراء أو قانون أو مبادرة لضرب محاولات تنظيم قطاع التجارة في الجزائر،</p> <p dir="rtl">وهذا المثال ينطبق على التاجر البسيط مالك طاولة بيع الخضر والفواكه وعلى كبار تجار القوم أو البارونات ممن كونوا ثروات هائلة في لمح البصر ووصل بهم الأمر حتى التحكم في قوت الجزائريين.</p> <p dir="rtl">محاربة التجارة الفوضوية هي مهمة الجميع.. السلطات العمومية عن طريق مختلف الإجراءات التحفيزية والقانونية لتحجيم دور السوق الموازية في الاقتصاد الوطني، وأعوان الدولة من أسلاك الأمن المختلفة ومراقبي قطاع التجارة بالرقابة الصارمة تحت أعين القانون والمواطن بالنفور من ارتياد أماكن التجارة الفوضوية والتوقف عن التحجج بأن ما يباع فيها أقل سعرا من المتاجر،</p> <p dir="rtl"> وهي حجة واهية، عندما ندرك، مثلا، أن سعر البيض لا يختلف كثيرا بين التاجر الفوضوي والتاجر الخاضع للقانون رغم أن الثاني خاضع للضرائب وللرقابة وأمواله تدخل في نطاق الدورة الاقتصادية، عكس الأول الذي لا يخضع لأي قانون ولأي اجراء صحي.</p> <p dir="rtl">ويمكن أن أسوق في هذا الإطار مثالا عن أن هناك من يفضل التجارة الفوضوية لمكاسبها الصافية التي يجنيها، حيث قامت السلطات العمومية ببناء فضاءات تجارية عبر المئات من البلديات في الجزائر، إلا أنها ظلت فارغة من أي نشاط تجاري وهياكل بدون روح لسبب بسيط وهو أن من استفادوا منها يفضلون احتلال الشوارع والأرصفة، بحجة كسب لقمة العيش،</p> <p dir="rtl"> على الإنتقال إلى هذه الفضاءات التجارية التي يمكن عن طريقها تنظيم الأسواق الرسمية وتحجيم كل ما له علاقة بالتجارة الفوضوية التي لا يمكن القضاء عليها نهائيا لكن بتظافر جهود كل مكونات المجتمع، وإلا فستغرق أكثر كل شوارع وأرصفة الجزائر، دون استثناء، وحتى طرقاتها السيارة،</p> <p dir="rtl">وتتحول إلى بازار كبير للبيع والشراء وفوضى التجارة بحجة الإسترزاق الذي يجب أن يكون بالإحتكام إلى القانون وليس بالدوس عليه، والكل مطالب بالإنظام إلى هذا الجهد الوطني الذي بدونه سيعود الضرر على الجميع.</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl">لزهر فضيل</p>
عندما تتغلب بصيرة السلطة!
2025-12-06 06:00:00
<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>
وماذا عن إخوان الجزائر؟
2025-12-04 06:00:00
<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl"> </p>