عرض فيلم الملكة الاخيرة في مختلف قاعات السنيما
2023-06-24 18:00:00

<p> </p> <p><br />عرض فيلم الملكة الاخيرة بمختلف قاعات السينما بعد رفع الحظر عنه و الذي يروي مصير مدينة الجزائر وملكتها الاخيرة مطلع القرن ال16.</p> <p><br />فيلم الملكة الاخيرة قام باخراجه كل من عديلة بن ديمراد وداميان أونوري وانتجه المركز الجزائري للتطوير السينمائي.</p> <p>الملكة الاخيرة فيلم يتطرق , في 113 دقيقة إلى مصير هذه الشخصية، من أساطير مدينة الجزائر وآخر من نجى من عائلة الملك سليم تومي (أداء محمد طاهر زاوي) الذي سيسعى القائد الجديد عروج برباروس للظفر بخدماتها إلا أن هذه الشخصية ستقف في وجه النظام الجديد القائم.</p> <p>وبعد تحرير مدينة الجزائر من الغزو الإسباني, أقام عروج برباروس أداء دالي بن صالح ورجاله تدريجيا في هذه المدينة التي يحكمها سليل سيدي عبد الرحمن الثعالبي قبل اغتياله وتشاع معلومات عن ضلوع برباروس في مقتله.</p> <p><br />كما شارك في هذا الفيلم ممثلون آخرون على غرار مينة لشطر وتنو خيلولي و طارق بوعرارة و سليمان بنواري وربيع أوجاوت وأحمد زيتوني.</p> <p>ويجسد فيلم "الأخيرة" الذي عرض خلال مهرجان البندقية السينمائي الأخير حيث افتك جائزة, مدينة بني مزغنة ويتطور في ظل سيدي عبد الرحمن الثعالبي الحاضر في الفيلم.</p> <p>وقد أجمع الجمهور الكبير الذي حضر هذا العرض الشرفي على المستوى العالي للأداء الفني لطاقم الفيلم بل أيضا بالجهود الجبارة لإعادة استحداث الديكور والأزياء الخاصة بتلك الحقبة.</p> <p>و اتخذ تصويره مكانا في أماكن عالية من التراث الثقافي الجزائري مثل قصر المشور في تلمسان وقصر دار مصطفى باشا و قصر الرياس وفيلا دار عبد اللطيف وشوارع ومساجد قصبة الجزائر العاصمة مما يعكس تراثا هندسيا علمانيا.</p> <p>وقد فاز هذا الفيلم الذي عُرض بحضور المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري, أحمد راشدي، بجوائز في المملكة العربية السعودية والسويد وتونس وفي سويسرا مؤخرا خاصة للأداء الرائع للممثلة عديلة بن ديمراد. </p>
في الدورة 78..مهرجان "كان" وأسئلة ما قبل الرحيل وبعده !
2025-05-16 09:56:00

<h2>في مدينةٍ لا تنام على ضجيج الزمن، ولا تتوانى عن ارتداء ثوب الأسطورة كل ربيع، عاد مهرجان كان ليحمل على كتفيه سؤالًا يتيمًا يتكرر كل عام: ما الذي يمكن للسينما أن تقوله في وجه العالم، حين يصمت العالم؟</h2> <p> </p> <p><strong>السجادة الحمراء فعلاً</strong></p> <p> </p> <p>بين السماء المزدانة بزرقة الربيع "من 13 إلى 24 ماي 2025"، وبحرٍ لا يكلّ من مراقبة النجوم وهي تخطو على شاطئه، افتُتحت الدورة 78 من مهرجان كان بمشهدٍ هادئ، لكنه مشبع بالدلالة. لم يكن البريق هو البطل، بل الوعي، والرهبة، والتمهّل.</p> <p> فقد تقدمت جولييت بينوش "رئيسة لجنة التحكيم"، برشاقتها المعتقة، ووقفت أمام جمهورٍ لم يكن ينتظر خطبة بقدر ما كان ينتظر موقفًا. وفي إيماءة فنية وإنسانية، ذكرت بينوش الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي استشهدت قبل أسابيع فقط.</p> <p>لم يكن ذكرها تكرارًا لحدثٍ سياسي، بل إعلاء لفكرة السينما كمرآة للضمير، لا كسلعة على الرفّ.فالسينما حسب أفلام الدورة 78 ليست مرآةً لزينة العالم، بل مطرقةً ناعمة على زجاجه الهش. وهذا، ربما، هو ما عكسته العروض الأولى للأفلام حتى الآن.</p> <p>هكذا بدأت كان. لا بالأزياء، ولا بالتصفيق، بل بخيطٍ إنساني شفاف، يُعيد طرح دور السينما بوصفها صوتًا لما لا يُقال.</p> <p> </p> <p><strong>وعودة الذات من شقوق الغياب</strong></p> <p> </p> <p> في البداية أعتبرت خطوة إختيار فيلم “الرحيل يوماً” للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، مجازفة وخطوة جرئية لمهرجان كبير قرر منح الفرصة لمخرجة شابة تقدم أول عملا روئيا طويلا لها لتكون في إفتتاح أعرق المهرجانات السينمائية في العالم،</p> <p>لكن المجازفة تحولت إلى تتويج لحفل الإفتتاح، فالفيلم لم يكن مجرد دراما عن الطفولة المفقودة أوالعودة إلى الجذور، بل هو تشريح داخلي لحالة إنسانية هشّة، تتمثل في امرأة تواجه طبقات متعددة من الغياب: غياب الأب، غياب الهوية، وغياب الطمأنينة.</p> <p>ما يميز العمل أنه لا يقدّم الحنين كخلاص، بل كمحاكمة. البطلة لا تعود إلى مسقط رأسها بحثًا عن حبٍ ضائع أو فرصة جديدة، بل لتفكيك صورة نفسها كما شكلها الآخرون. الصورة التي ورثتها عن المجتمع، عن المطبخ، عن الأبوة، وحتى عن الحب.</p> <p> </p> <p><strong> تغييرات تنبع من الجدل</strong></p> <p>هذا العام، بدا أن "كان" لا يريد فقط أن يُبهر، بل أن يُفكر. تغييرات بروتوكولية صغيرة، كحظر الفساتين ذات الذيول المبالغ فيها والملابس الشفافة، لم تكن مجرد تعديل على قواعد الموضة، بل كانت جزءًا من محاولة لإعادة تعريف الجمال، بعيدًا عن الابتذال.</p> <p>أما القنبلة الأخلاقية التي انفجرت مع صدور الحكم على جيرار ديبارديو، فقد ألقت بظلها الثقيل على كل سجادة حمراء. تحوّلت الحوارات من “ماذا ترتدي؟” إلى “ماذا تقول؟”، وهو أمر نادر الحدوث في مهرجانات تمتهن بالسطحية.</p> <p> </p> <p><strong> صوت العالم، وصورة الداخل</strong></p> <p>المسابقة الرسمية لم تكن هذا العام استعراضًا لنجوم الإخراج، بل معرضًا حيًا للانشغالات النفسية والاجتماعية والسياسية التي تخترق المجتمعات من الداخل. كما تحملها المخرجة الحائزة على الأوسكار جوليا دوكورنو بفيلمها الجديد “ألفا”، بطولة “ إيما مكاي وطاهر رحيم”، ليس عن الإنسان، بل عن ما قبله، وما بعده،حيث تتحول البطلة ببطء إلى كائن غامض، ليس في شكلها فحسب، بل في دواخلها. الجسد هنا ليس موضوعًا للرغبة أو للمرض، بل لسؤال فلسفي: ما الذي يعنيه أن تظل إنسانًا في عالمٍ لم يعد يرحب بك كما أنت؟</p> <p> إنها النافذة التي تفتح الأبواب للجدل السياسي بين الدول، وتسلط الضوء على أصوات الممنوعين من العرض في بلادهم، هكذا يقول كان أنه مهرجان المهمشين والمنبوذين والهاربين من سلطة الأمر الواقع في أوطانهم، كما هو شأن المخرج الإيراني جعفر بناهي الذي جعل منه كان مخرجا عالمياً، وصنع له المخرج في المقابل،</p> <p>مواقفا بعنوان ” لم يكن مجرد حادث”، عبر حبكة جديدة ينطلق بطل بناهي من حادث سيارة عادي، لكنّه يتحول إلى كابوس بيروقراطي وأخلاقي، حيث يواجه المواطن الفرد آلية السلطة المتخفية في الإجراءات. ما يميّز الفيلم هو سرده الهادئ، وغياب أيّ محاولة للمبالغة. بناهي يجعل من البساطة أسلوب مقاومة، ومن اللامبالاة العامة صرخة ضمنية.</p> <p>لقد قال المخرج الألماني ماشا شيلينسكي الشيء ذاته تقريبا، عبر واحد من أجمل الأفلام حتى الأن في البرمجة الرسمية، وهو فيلم”صوت السقوط”، الذي نعود معه إلى أربع نساء يفصل بينهن الزمن ويجمعهن المكان. السقوط في العنوان ليس موتًا فحسب، بل هو سقوط داخلي مستمر، يعيد تشكيل الذات بعد كل علاقة، وكل خيانة، وكل صمت. استخدام الضوء الطبيعي، الأصوات المحيطة، والصمت المديد يجعل من الفيلم تجربة شبه شعرية، حيث الحكاية لا تُروى بل تُستشعر.</p> <p> تماما كما في حبكة المخرجة الإسكتلندية لين رامسي وفيلمها “مت حبيبي”، المأخوذ عن رواية تحمل العنوان ذاته، لكنه يتجاوز مصدره ليتحول إلى فحص مرعب للعقل الأنثوي المضطرب. البطلة، في أداء مدهش من جينيفر لورانس، لا تصرخ، بل تتفتت. الكاميرا قريبة حدّ الخنق، والإيقاع بطيء كنبض في غرفة طوارئ. فيلم يتحدث عن الرغبة في الاختفاء، لا كفعل هروب، بل كاحتجاج ضد الشكل الذي فُرضت به الحياة.</p> <p> </p> <p><strong> .. والسينما الجماهيرية تعود بشروط</strong></p> <p>ظهور توم كروز المفاجئ لم يكن مجرد مفاجأة دعائية، بل كان بمثابة نداء لسينما الأكشن لإثبات قدرتها على البقاء ضمن فضاء المهرجانات الجادة. فيلمه “لمهمة المستحيلة: المواجهة الأخيرة" عُرض خارج المسابقة، لكنه جذب انتباه النقاد والجمهور، لقدرته على الموازنة بين التشويق والمضمون السياسي المتخفي في حبكة التجسس.</p> <p> </p> <p><strong> “سيراط “ للمخرج الإسباني أوليفر لاكس</strong></p> <p><strong>عدسة 16 ملم لكسر حواجز الأسئلة الوجودية</strong></p> <p>يأخذنا المخرج الإسباني أوليفر لاكس المعروف بحساسيته الهادئة واهتمامه بالعلاقات العائلية المعقدة، في رحلة بصرية تحمل معها العديد من الأسئلة الوجودية، فيلمه الجديد “ سيراط”، عرض ضمن المسابقة الرسمية للدورة 78 لمهرجان كان،كأنه لوحة بصرية من كوكب آخر.</p> <p>بهذا الشكل يُكمل أولفير فيلم الرهان على خطه الفني، بعد أن خطف سنة 2016 جائزة مسابقة “أسبوع النقاد” بفيلمه “ميميوزا”عن طريق التركيز على القصص العائلية في فضاءات طبيعية قاسية ومهجورة، حيث تصبح العلاقة بين الإنسان والطبيعة خلفية للتأمل في الهشاشة الإنسانية.</p> <p> في "سيراط" نلتقي بين السرد الوجودي والتجريب البصري. تدور الأحداث حول قصة أب (جسد دوره الممثل الإسباني سيرجي لوبيز) نطلق في رحلة عبر الصحراء بحثًا عن ابنته المفقودة بعد اختفائها في حفلة موسيقية صاخبة، وبرفقة ابنه الصغير. تتحول هذه الرحلة إلى تجربة وجودية تتقاطع فيها الأسئلة الروحية والسياسية مع أجواء من التمرد الثقافي.</p> <p>بإيقاع بطيء، وكوادر واسعة، وحوار شحيح، وهدوء تكسره أصوات الطبيعة، في لحظات قاسية وصادمة، يمضى أبطال الفيلم، نحو مصير غامض ومجهول، في عمل درامي كتب بدقة شديدة لينقل التوتر دون أن صراخ،الحزن دون دموع، الألم دون أن يعتصر الضحية وجعا.</p> <p>لقد اختار أولفيه تصوير تلك الملهاة بكاميرا سوبر 16 ملم، بتعاون مع مدير التصوير ماورو هيرسي، وهو كما يبدو في الفيلم ليس إختيارا تقنيا فقط، بل عنصر جوهري في بناء هوية الفيلم الجمالية والدرامية.</p> <p>حيث منح التصوير على شريط 16 ملم الصورة حبيبات مميزة وتباينًا غنيًا، مما أضفي على المشاهد طابعًا حسيًا وواقعيًا. هذا الأسلوب عزز من شعور المشاهد بالانغماس في بيئة الفيلم الصحراوية القاسية، وجعل التجربة أكثر قربًا من الواقع الملموس،طيلة الساعتين من مدة الفيلم التي لم نشعر بثقيلها رغم بطئ الأحداث.</p> <p>إنه تأثير نفسي ودرامي،يتركه العمل السردي مع رحلة بحث تقليدية إلى تجربة وجودية مشحونة ينعكس بصريًا من خلال استخدام 16 ملم. التشويش البصري والضوضاء تعكس التوتر الداخلي للشخصيات وتعمق من الإحساس بالضياع والبحث عن الذات.</p> <p>ويُعتبر استخدام 16 ملم تقليدًا شائعًا في السينما التجريبية والمستقلة، مما يربط "سيراط" بتراث سينمائي يعارض التيارات السائدة في زمن التكنلوجيا الحديثة، يبدو المخرج الشاب أكثر رومانسية في علاقته الإخراجية مع أدوات الماضي. هذا الاختيار يعكس توجه لاكس نحو تقديم رؤية فنية تتحدى الأعراف وتبحث عن أصالة التعبير.</p> <p>بين “ميموزا” و”سيراط”، يؤكد المخرج عشقه لموضوع الرابطة الأبوية، ولكن هذه المرة من زاوية الأب الباحث عن ابنته، وهو ما يشكّل انعكاسًا معاكسًا لفيلم “ميموزا”، الذي تابع فيه رحلة شاب يرافق جنازة شيخ في جبال الأطلس، برفقة رجلٍ يبدو كأنه أب روحي. في "سيراط"، الأب ليس رمزًا، بل شخصية متصدعة، يحاول أن يفهم فجوة الجيل، وأن يواجه شعورًا بالذنب وصدمة فقدان السيطرة على أبنائه في عالم يتغير بسرعة.</p> <p>ورغم استخدام تقنية تصوير تقليدية، إلا أن الفيلم يوظفها بأسلوب معاصر، مما يخلق توازنًا بين الماضي والحاضر، ويعكس الصراع الداخلي بين التقاليد والحداثة الذي يعيشه الأب في رحلته.</p> <p>وبهذا الشكل فإن "سيراط" لم يكنمجرد فيلم عن رحلة بحث، بل هو تأمل بصري ودرامي في مفاهيم الهوية والتمرد والانتماء. اختيار التصوير بكاميرا 16 ملم يُعد قرارًا فنيًا يعزز من عمق التجربة السينمائية، ويمنح الفيلم طابعًا فريدًا يميز رؤيته الجمالية والفكرية، ما يعزز من حظوظه في الظفر بإحدى الجوائز القيمة للمهرجان.</p> <p> </p> <p><strong>محمد علال , مهرجان كان 2025</strong></p> <p> </p>
"زينات، الجزائر، السعادة".. تحية حب لـ "محمد زينات" من "محمد لطرش"
2025-04-27 08:45:00

<p> </p> <p><span style="color: #e03e2d;"><em><strong>+ الفيلم التحفة "تحيا يا ديدو" يعود من جديد</strong></em></span></p> <p><span style="color: #e03e2d;"><em><strong>+ تساؤلات حول دعم الإنتاج السينمائي الوطني واستعادة الأعمال المنسية</strong></em></span></p> <p> </p> <h2>شهدت قاعة السينماتيك الجزائرية، مساء أمس السبت، العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي "زينات، الجزائر، السعادة" للمخرج محمد لطرش، وسط حضور كثيف ملأ القاعة عن آخرها.</h2> <p>وتميّز العرض بحضور وزير الثقافة زهير بللو وإطارات من الوزارة، إضافة إلى شخصيات من مدرسة "براغ للسينما" الذين حلوا بالجزائر في إطار توقيع اتفاقية شراكة مع المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري بالقليعة، حيث نظموا ورشات لفائدة طلبة المعهد.</p> <p>كما كان لأسرة السينما الجزائرية والصحفيين حضور لافت خلال هذا الموعد السينمائي المميز.</p> <p>ويروي الفيلم المسار الإبداعي والإنساني للمخرج الراحل محمد زينات، من خلال استحضار محطات بارزة من حياته، وفيلمه الشهير "تحيا يا ديدو". وبين مشاهد القصبة العتيقة ومقتطفات أرشيفية نادرة، استطاع المخرج محمد لطرش أن يقدم عملاً مميّزًا، يكشف من خلاله قصة رجل مناضل واجه الكثير من التحديات.</p> <p>كما تحوّل اللقاء إلى مناسبة للاعتراف بمكانة محمد زينات في تاريخ السينما الجزائرية، ولطرح تساؤلات حول دعم الإنتاج السينمائي الوطني واستعادة الأعمال المنسية.</p> <p> </p> <p><strong> فيلم بسيط يحمل 25 سنة من البحث</strong></p> <p>قبل عرض الفيلم، عبّر المخرج محمد لطرش عن سعادته بالوقوف في هذه قاعة السينماتيك التاريخية التي اكتشف فيها، في صغره، فيلم "تحيا يا ديدو" لمحمد زينات، قائلا: " علّمنا هذا الفيلم الحب"، كاشفًا أنه، منذ أول فيلم قصير أخرجه، كان حلمه أن ينجز فيلما عن محمد زينات، وهو ما تحقق بعد 25 سنة من البحث والعمل.</p> <p>وأضاف: "نحن في وقت العولمة، أين الإنتاج دولي وعالمي، إلّا أنّه من الضروري أن تدعم الدولة السينمائيين الجزائريين، لأن الصوت الثقافي، خاصة عبر السينما، ضروري لأي أمة تريد أن يكون لها حضور، إنها قضية دولة يجب ألّا ننسى ذلك."</p> <p> </p> <p><strong>رحلة بحث عن أثر مخرج "تحيا يا ديدو"</strong></p> <p>استهل المخرج فيلمه الوثائقي من القصبة العتيقة، مهد طفولة محمد زينات، متنقلاً عبر مراحل حياته وأعماله، ومتوقفًا مطولًا عند فيلمه "تحيا يا ديدو". ويقول في وصفه: "محمد بالنسبة لي، زينات أخرج فيلمًا واحدا ووحيد "تحيا يا ديدو" الذي صوره في السبعينيات والذي سكنني منذ أن اكتشفته لأول مرة قبل 25 سنة".</p> <p>واعتمد "لطرش" على تعليق صوتي بضمير الأنا، ما منح الفيلم طابعًا حميميًا وشخصيًا، وجعل المشاهد يعيش علاقة المخرج الخاصة بمحمد زينات وفيلمه.</p> <p>وكشف لطرش أنّه حاول البحث عن الفيلم ليوزعه ويشاركه مع أكبر عدد من المشاهدين، لكن لم يفلح في ذلك، ووجد نسخة في حالة يرثى لها. الفيلم كان سيضيع إلى أن وُجدت نسخة داخل حافلة في الجزائر العاصمة، وتمت لاحقًا عملية ترميمه، لكنه لم يُعرض كما كان يجب.</p> <p>كما أبرز المخرج الجانب الإنساني من حياة زينات، بما في ذلك قصته العاطفية مع امرأة فرنسية عملت إلى جانبه في "تحيا يا ديدو"، وكذلك معاناته مع المرض.</p> <p>عرض الفيلم أيضًا مسار زينات النضالي، حيث كان مجاهدًا والتحق بصفوف جبهة التحرير الوطني وأُصيب خلال الثورة، مما استدعى نقله إلى تونس للعلاج.</p> <p>بعد الاستقلال، أراد محمد زينات إنجاز فيلم من مسرحيته "تيبلقاشوطين"، وكتب سيناريو حول حرب التحرير بنبرة ساخرة طالت الجميع دون استثناء سواء الجنود الفرنسيين أو عيوب رفاق السلاح، وكان يرى أنّ له الشرعية الثورية لإنجاز هذا الفيلم وفق رؤيته.</p> <p>إلّا أنّ النبرة الحرة لمحمد زينات -بحسب لطرش- لم تكن لها مكان في جزائر الستينات ومن تولوا آنذاك مقاليد السلطة رفضوا مشروعه. ليغرق بعدها في اكتئاب كبير.</p> <p>لاحقًا، وفي عام 1970، كلّفه رئيس بلدية الجزائر الوسطى "بشير منتوري"، وهو طبيب سابق في جبهة التحرير الوطني، وكان قد عالج محمد زينات في تونس خلال حرب التحرير، بإنتاج فيلم قصير للترويج لمدينة الجزائر "البهجة البيضاء"، بشروط واضحة وبسيطة تُبيّن جمال وغرابة المدينة الحديثة، لكن زينات غيّر المشروع وأخرج الفيلم الطويل "تحيا يا ديدو".</p> <p> </p> <p><strong> تحيا يا ديدو تحفة فريدة</strong></p> <p>ظهر بوجمعة كارش، المدير السابق لسينماتيك الجزائر، في الفيلم كأحد الشهادات المؤثرة، حيث وصف "تحيا يا ديدو" بالتحفة الفنية الفريدة، مؤكدًا أن الفيلم خرج عن القواعد التقليدية للسينما، ولم يكن يعتمد على سيناريو وهنا يتبيّن ذكاء زينات.</p> <p>كارش تحدث أيضا عن قمع الفيلم سنة 1978، حيث مُنع من العرض في قاعات السينما واعتُبر "فيلم بلدية" لا مكان له في القاعات، مما حطم محمد زينات وأجبره على الهجرة نحو فرنسا، ولكّنه بقي يقول "أنا فخور ببلدي". بعدها مرض محمد زينات ودخل مستشفى الأمراض العقلية الذي بقي فيه إلى أن وافته المنية في أفريل 1995.</p> <p> </p> <p><strong>"رضوان الصغير" يختتم الفيلم</strong></p> <p>اختتم الوثائقي بلمسة مؤثرة، إذ بحث لطرش عن شخصية الطفل الذي شارك في فيلم "تحيا يا ديدو"، وهو ابن أخت محمد زينات اسمه "رضوان"، الذي روى شهادته عن خاله.</p> <p>ومثلما انتهى الفيلم الأصلي بأخذ الطفل مكان "مومو"، اختتم الوثائقي هذه الرحلة بلقاء مع رضوان، الطفل الذي كبر، في دلالة رمزية عن استمرار الحلم رغم كل العوائق.</p> <p>كما حاول مخرج الوثائقي بث فيلم "تحيا يا ديدو" بنسخته المرممة على الجمهور بحيّ القصبة إلا أن جائحة كورونا منعت عرضه. عاد إلى فرنسا والفيلم لم يعرض.</p> <p> </p> <p><strong>التفاؤل بالمستقبل</strong></p> <p>خلال النقاش الذي تلا عرض الفيلم، ثمّن المخرج محمد لطرش جهود الدولة في ترميم "تحيا يا ديدو"، معتبرًا أن بعث الفيلم من جديد أمر مهم ويجب أن يشاهده كل الجزائريين.</p> <p>وحول فيلمه الوثائقي "زينات، الجزائر، السعادة"، أوضح لطرش أن التحدي الأكبر كان في تتبع خطى محمد زينات وتصوير الجزائر العاصمة في السبعينيات، ثم العودة إليها بعد 25 سنة، حيث تغيّرت المدينة بشكل ملحوظ. واصفًا الفيلم بأنه "حوار بين فيلم تحيا يا ديدو وفيلمي هذا".</p> <p>وأضاف المخرج أنه تعامل مع قصة محمد زينات بحرية تامة دون أي تدخل أو رقابة من أي جهة، سواء كانت السلطة أو الجهات الداعمة للفيلم، مؤكدًا أنه أراد تسليط الضوء على الواقع المر الذي عاشه زينات. وأشار إلى أن الوزير حضر العرض الشرفي للفيلم بروح رياضية، مما أتاح للجميع معرفة المعاناة التي مرّ بها السينمائيون الجزائريون، وأنّ الأمر الإيجابي هو أن نناقش واقعنا وتاريخنا معًا للمضي قدما.</p> <p>من جهته، وعد وزير الثقافة زهير بللو بعرض فيلم "تحيا يا ديدو" بنسخته المرممة في حي القصبة تحقيقًا لحلم المخرج محمد لطرش الذي عبّر عن سعادته قائلًا: "هذا الفيلم خرج من القصبة ولابدّ أن يعود للقصبة."</p> <p> </p> <p> </p> <p> </p> <p><strong>كنزة خاطو</strong></p>
