عن منازلة طوكيو المذلة للمخزن!
2024-08-25 05:00:00
<p dir="rtl">ليست الصفعة الأولى التي تلقنها الجزائر لدبلوماسية تلوين الخرائط المخزنية، فقذ سبق وأفسدت عليها البعثة الجزائرية السنة الماضية إقحام الكيان كعضو ملاحظ في القمة الافريقية بأديس ابابا، وهذه المرة لقن الدبلوماسي الجزائري درسا في حلبة الملاكمة للبلطجي المغربي برتبة دبلوماسي، من نوع الدروس التي لقنتها بطلتنا الأولمبية لخصومها والمتنمرين عليها في الألعاب الأولمبية، فحيثما تكون البلطجة ومحاولات استعمال القوة ضد الجزائر وأصدقاء الجزائر، يفور الدم الجزائري الثائر ويرد بقوة، مثلما حدث في ملحمة أم درمان، أين نال بلطجية مصر جزاؤهم المستحق على الحملة الإعلامية الشرسة ضد الجزائر وعلى الاعتداء على الفريق الوطني في القاهرة، وها هو الوفد المغربي الحاضر في طوكيو يطرد شر طرد من الاجتماع ويهان إهانة مستحقة.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">دبلوماسية الأطماع التوسعية والعداء للجزائر، وذبابها الالكتروني حاولت الترويج لفكرة أن الوفد الصحراوي هو من تسلل لقاعة الاجتماع التحضيري لقمة الشراكة الإفريقية اليابانية في طوكيو، مع أن الجمهورية الصحراوية عضو مؤسس في الاتحاد الافريقي قبل المغرب الذي انضم لاحقا للمنظمة، وأن الوفد الصحراوي برئاسة وزير خارجية الجمهورية الصحراوية يشارك في الاجتماع بصفة رسمية مثله مثل كل الوفود الإفريقية، واليوم يحاول إبعاد الجمهورية الصحراوية من كل المنابر التي احتلتها وانتزعت اعترافا بها، ومنها الاتحاد الافريقي الذي يسعى المغرب لاستصدار قرارات للتقليص من عدد الدول المشاركة في اجتماعات الشراكة بهدف إقصاء الصحراء الغربية منها، وادعت وسائل الإعلام المغربية ومواقع التواصل الاجتماعي أن الاتحاد الإفريقي قد أقصى الجمهورية الصحراوية من المشاركة في اجتماعات الشراكة وتروج لهذه الأكاذيب على أنها انتصارات دبلوماسية.</p> <p dir="rtl">هذا وبعد انكشاف كل ادعاءات المخزن وأكاذيبه ويئست كل محاولاته في إقصاء الوفود الصحراوية من المشاركة في اجتماعات الشراكة، تحول إلى استعمال العنف الجسدي والبلطجة، في اجتماع رسمي وفي بلد يحترم القوانين بصرامة، ويعتدي وعلى المباشر على الوفد الصحراوي الذي يحضر إلى طوكيو بصفة رسمية ويوفر له البلد المضيف كل الحماية والرعاية، وبالفعل فقد اضطر المشرفون على التنظيم إلى طرد الوفد المغربي من الاجتماع ويعود أدراجه مثل كل مرة يجر أذيال الخيبة متجرعا مرارة الهزيمة.</p> <p dir="rtl">أما<span class="Apple-converted-space"> </span>"الطريحة" التي تلقاها الدبلوماسي البلطجي على يد الدبلوماسي الجزائري، فستسجل في تاريخ الهزائم المغربية على يد الجزائر وهي كثيرة، وهي رسالة موجهة لنخب تلوين الخرائط الذين يروجون يوميا لأكاذيب عن الجزائر ويطالبون بما يسمونها الصحراء الشرقية التي سبق لملكهم المقبور وتلقى بسببها هزيمة نكراء سنة 1963 عندما قاد جيشا جرارا لاحتلالها، واليوم يطالبون فرنسا التي تعدد هزائمها بالداخل قبل الخارج، مساعدة مملكة الزطلة لما بما يسمونه "استرجاعها" على أنها كانت ملكا لهم وسلمتها فرنسا لنا، ويتناسوا أن فرنسا لو كانت لها القدرة لما وقعت على اتفاقية الاستقلال ولما احتفظت مثلما رغبت وخططت له بفصل الصحراء عن الجزائر وإقامة إمارة تابعة لها، لكنها فشلت امام إصرار الرجال وحديث الرصاص على الاعتراف باستقلال بلادنا الشامل.</p> <p dir="rtl">وفي "الطريحة" الجزائرية بطوكيو رسالة أخرى لماكرون ولكل من يضمر الشر للجزائر.<span class="Apple-converted-space"> </span></p>
أحلام المخزن تتبخر في مجلس الأمن !
2025-10-30 20:00:00
<p>تأجلت عملية التصويت حول مشروع القرار الأمريكي المتعلق بالصحراء الغربية في مجلس الأمن إلى مساء الجمعة 31 أكتوبر الجاري، حيث جاءت مجريات الجلسة معاكسة لما روجت له آلة الدعاية المغربية التي استبقت الأحداث مدعية أن الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتيها في مجلس الأمن فرنسا وبريطانيا ستصوتان لصالح ما يعرف بمشروع الحكم الذاتي المغربي.<br />والحقيقة أنه بمجرد طرح مناقشة القضية الصحراوية بمجلس الأمن أو أي هيئة أممية أخرى، فهو يمثل إهانة للمغرب التي لا تريد طرح ما تسميه "وحدتها الترابية" للنقاش، لأن في الأمر تشكيك فيما تريد المملكة ومخزنها إقناع الدول بأن الصحراء الغربية التي كانت مستعمرة من طرف إسبانيا وتحررت منها سنة 1975 هي أراضي مغربية.<br />إلا أن الأوضاع في أروقة مجلس الأمن لم تسر مثلما كان يحلم به نظام المخزن وجاءت مخالفة لكل توقعاتها، رغم أنه حاول الترويج للدعاية المغربية بأن أمريكا وعدت على لسان رئيسها ترامب الذي لا يفقه شيئا في حقيقة الصراع أنها ستفض النزاع لصالحها وستصدر قرارا من مجلس الأمن يعترف بمغربيتها.<br />وتابع نظام المخزن أوهامه قائلا أن " الولايات المتحدة الأمريكية ستجبر الجزائر على مصالحة المغرب أو مثلما سماه باتفاق سلام بخضوع الجزائر إلى الشروط المغربية" قبل أن يصفع مجلس الأمن نظام المخزن بتأجيل النقاش والتصويت على المقترح الأمريكي الذي عدلت نسخته مرارا وتكرارا ووزعت البعثة الأمريكية في مجلس الأمن مساء الخميس ثالث نسخة معدلة من مشروع قرارها المطروح للتصويت.<br />والحقيقة أن المقترح تضمن تعديلات جوهرية، لا سيما ما تعلق بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو) بـ 12 شهرا، عكس المقترح السابق الذي تحدث عن تمديدها بثلاثة أشهر فقط مثلما كان مقترحا في النسخة الأولى من المشروع.<br />وتم التأكيد مرتين في النص وبصورة صريحة وواضحة على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره مع التأكيد على أن هذا الحق يكون متوافقا مع القانون الدولي ومع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، بحيث لم يعد مرتبطا مثلما كان في النسخة الأولى بالحكم الذاتي أو بالأحرى بالمقترح المغربي.<br />كما دحضت النسخة الثالثة من المشروع الأمريكي الأطروحات المغربية الرامية إلى الانتقاص من الصفة القانونية للشعب الصحراوي ولممثله الشرعي والوحيد "جبهة البوليساريو" إذ يتحدث بصفة صريحة عن الشعب الصحراوي مشيرا إلى الدور المنوط بجبهة البوليساريو في هذه المفاوضات كأحد طرفي النزاع.<br />كما تم حذف كافة التوصيفات التي كرستها النسخة الأولى من مشروع القرار لخطة الحكم الذاتي، حيث لم تعد تعتبر بأنها الأساس الوحيد للمفاوضات، مثلما لم تعد توصف بأنها الحل الوحيد الممكن للنزاع في الصحراء الغربية وتفتح النسخة الجديدة من مشروع القرار المجال واسعا أمام طرفي النزاع، لاسيما الطرف الصحراوي لتقديم مقترحات وأفكار جديدة بغية الوصول إلى حل نهائي لقضية الصحراء الغربية وذلك خارج إطار الحكم الذاتي.<br />ولا تزال المفاوضات بين أعضاء مجلس الأمن متواصلة إلى غاية اللحظات الأخيرة بغية إضفاء المزيد من التعديلات على مشروع القرار بما يتماشى مع الإطار الطبيعي لمسألة الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار.</p>
اللوفر...سارق يسرق سارق !
2025-10-30 09:00:00
<p dir="rtl">منذ حادثة سرقة اللوفر من أيام، اللغز الذي لم يحل بعد، باستثناء توقيف مشتبهين فيهما أحدهما كان بصدد الذهاب إلى الجزائر والأخر نحو دولة مالي، وأنا أفكر في كل المسروقات التي يزخر بها هذا المتحف الشهير، فقد زرته مرارا ولم أتمم في كل مرة زيارة كل أجنحته، وكنت أخرج بألم وحسرة، لكل ذلك الإرث الإنساني الذي نهبته فرنسا الاستعمارية من مستعمراتها، بل حتى من غير مستعمراتها، فهي لم تستعمر لا العراق ولا إيران، لكن جناحا كبيرا خاصا بالآثار الفارسية، ولا أتحدث عن الآثار الإفريقية التي في الحقيقة خصص لها الرئيس جاك شيراك متحفا خاصا بها لكثرة المنهوبات.</p> <p dir="rtl">وبدون خجل تشفيت كثيرا في ما لحق بالمتحف الذي يعد من أكثر الأماكن حراسة خاصة في أجنحة المجوهرات الملكية التي تحتويها خزائنه، ولا شك أن الكثير من النفائس في هذا المتحف تعود لملكية الجزائر التي نهبتها فرنسا غداة احتلالها لبلادنا والتي تحدث عنها الكاتب الفرنسي "بيار بيان" في كتابه : "Main Basse sur Alger"، وهو تحقيق خصصه لنهب ذهب الجزائر ومعادنها النفيسة شهر جويلية 1830 ونقلتها فرنسا على متن عدد من البواخر، مولت بها نشاطها الاستعماري في افريقيا وبلدان أخرى، مثلما استعانت بقمح الجزائر لمواجهة الجوع الذي عانى منه الفرنسيون، حتى أنهم أكلوا الفئران، حيث كانوا يصطادونها في شوارع المدن الفرنسية القذرة.</p> <p dir="rtl">المثل العامي يقول " سارق يسرق سارق"، وهذا بالفعل ما يمكن أن نصف به عملية السطو التي تعرض لها اللوفر، وكلمة لوفر بالفرنسية هي جناس لكلمة السارق بنفس اللغة (louvre , voleur)، وربما يكون من أطلق هذا الاسم على المتحف، من غير أن ينتبه أن يجعله شاهد على عملية السرقة التاريخية التي بنت عليها فرنسا الاستعمارية مجدها، ولن تكفي المجلدات لتعداد ما نهبه هذا البلد من ثروات الشعوب عبر كل القارات التي استعبد سكانها، ويكفي زيارة هذا المتحف ومتاحف أخرى للوقوف على جزء ضئيل من حجم المسروقات، فصفة السرقة في الحقيقة لصيقة بكل الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وقبلهما إسبانيا التي كدست أطنان الذهب المنهوب من أمريكا اللاتينية، ومع ذلك لم يجعل منها هذا دولة ذات شأن اقتصاديا.</p> <p dir="rtl">لن أثق في التقارير الإعلامية الفرنسية التي تتهم جزائري بالمشاركة في السطو على المتحف، ولماذا لا يكون الفاعل صهيوني فقد هدد صهاينة فرنسا من أسابيع فرنسا بالويل بعد اعترافها بدولة فلسطين، فكم من عملية تدنيس مساكن ودور عبادة خاصة باليهود ثبت تورط صهاينة فيها ومحاولتهم تلبيس التهمة لمسلمين، فهو لم يفعل شيئا مقارنة بما فعلته ولا يزال يفعله هذا النظام الاستعماري ببلادنا وبالعديد من الدول الافريقية التي لا تزال تدفع ضريبة الاستعمار.</p> <p dir="rtl">متاحف فرنسا لا تخزن النفائس والجواهر الثمينة واللوحات الفنية الشهيرة مثل الموناليزا فهي تضم في أقبيتها آلاف الجماجم لأبطال جزائريين ومن بلدان أخرى قاوموا الاستعمار، تقف كشاهد على فظاعة وبشاعة الجرائم الفرنسية، التي تحاول اليوم التفاخر بأنها دولة ديمقراطية وشعب حضاري وما هي إلا عبارة عن منظومة إجرامية تسيل أنهار الدماء من صفحات تاريخها الأسود.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl"> </p>