"عمي تبون" يعلنها ببساطة!
2024-07-13 06:00:00
<p dir="rtl">بكل بساطة وبعفويته المعهودة عبر أمس الرئيس عبد المجيد تبون عن نيته في الترشح لعهدة رئاسية ثانية تلبية للطلب العديد من الأحزاب والجمعيات ومنها البرلمان بغرفتيه الذي طالب من أيام من الرئيس الترشح لعهدة ثانية لإتمام عديد المشاريع التي باشرها ودعما لاستمرار إنجازات البلاد التي تعيش وسط محيط عدواني متقلب.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>ومرة أخرى يعلن تبون عن قطيعة مع الممارسات السابقة فلا مهرجان ولا تجمعات في القاعة البيضاوية، ولا تطبيل ورقص أو تهويل مثلما عودنا عليه النظام السابق، فقط الإعلان بكلمات بسيطة وفي لقاء من لقاءاته الإعلامية الدورية، وضع الرئيس مصيره بين أيدي المواطنين فهم وحدهم من سيقرر ذلك بتجديد ثقتهم فيه أو العكس وإن كان العكس مستبعدا بحكم الشعبية التي يتمتع بها "عمي تبون" في أوساط الشباب المعبر عليها يوميا في مواقع التواصل وحتى في اللقاءات الكروية مثل اللقاء الأخير بملعب 5 جويلية خلال نهائي كأس الجمهورية، حيث لم تتوقف هتافات الجماهير داخل الملعب وخارجه التعبير له عن حبهم ودعمهم له.</p> <p dir="rtl">لقد كان دائما صدى الملاعب في الجزائر الطريقة الأمثل لسبر آراء الجماهير فيما يتعلق بالمسؤولين، وقد أسقطت الملاعب احمد أويحيى وحكمت عليه قبل المحاكم الفعلية، مثلما أسقطت العهدة الخامسة حيث كانت ملاعب كرة القدم في الجزائر هي من بدأت الحراك قبل انطلاقه في الشوارع.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>في الحقيقة إعلان الرئيس عن نيته للترشح لعهدة ثانية هي تحصيل حاصل، أمام التصحر الذي عرفته الساحة السياسية، مع احترامي لكل من أعلنوا ومن أعلن عن رغبتهن في دخول سباق الرئاسيات ومنافسة الرئيس عبد المجيد تبون على منصب القاضي الأول للبلاد، ويكفي ضمانا له حصيلة حكمه التي لا يمكن إلا وصفها بالإيجابية في كل المجالات، الديبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي، فمن أيام فقط صنف صندوق النقد الدولي الجزائر في مرتبة متقدمة حيث حققت قفزة نوعية في الدخل القومي وعن تحسن في نصيب الفرد منه، ومن المتوقع أن تصبح خلال السنوات الثلاث المقبلة من بين البلدان الناشئة (pays émergent) وهذا ما يجعل كفة الرئيس هي الأثقل في هذا السباق.</p> <p dir="rtl">فرغم سنتي الجائحة التي عطلت كل البلدان بالإضافة إلى الأزمة العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا التي أثرت على أسعار المواد الغذائية وعلى الإنتاج بصفة عامة، فقد تمكن الرئيس من تجسيد الالتزامات ال 54 التي تضمنها برنامجه الانتخابي، ليبقى الصندوق هو الفيصل.</p>
نقاش لا جدوى منه !
2025-11-29 06:00:00
<p dir="rtl">منذ صغري وأنا اسمع في بيتنا الحديث عن ذهب وأموال صندوق التضامن، وكثير من الحكايات التي نسجت حولها، بعيدا عن اتهام أي إسم من الأسماء الثورية مثلما فعل للأسف الزميل سعد بوعقبة دون أن يتحرى الحقيقة ويقدم أدلة، ربما لأن بوعقبة مستمع جيدا وناقل لحديث المجالس، وهو من جالس لمدة طويلة الرئيس الأسبق علي كافي رحمه الله مثلما جالس الكثير من الأسماء التاريخية والسياسية.</p> <p dir="rtl">من المعلوم أن كل الثورات التي شهدها العالم تقع بها تجاوزات معزولة أو أخطاء فردية لأن من قاموا بها ليسوا ملائكة بل مجرد بشر يخطئون ويصيبون، ولهم نقاط ضعف مثلما لهم نقاط القوة، ويبقى الأهم في الثورة الجزائرية أننا تمكنا من افتكاك استقلالنا وإلحاق الهزيمة بإحدى أكبر قوى الحلف الأطلسي التي ما زالت حتى اليوم تتجرع مرارة الهزيمة، هزيمة ألحقها بها شباب لم يتخرجوا من سان سير ولا من أية مدارس حربية عالمية، شباب علمتهم المحن ورفضوا الظلم وقدموا أنفسهم وشبابهم فداء للحرية، ولا يقبل من أي كان اليوم أن يشكك في نزاهتهم وفي جسامة التضحيات التي قدموها من أجل أن نحيا اليوم بكرامة.</p> <p dir="rtl">ليس من حق بوعقبة أو أي كان أن يفتح مثل هذه الملفات اليوم ما دام لا أحد يملك الأدلة لإدانة هذا أو ذاك، والوحيد الذي كان من المفروض أن يفصل فيه، هو الرئيس الراحل هواري بومدين، لما له من نظافة يد ومن سلطة سياسية وتاريخية، لكنه تفادى فتح أي نقاش، لأنه ليس من حق أحد أن يشكك في نزاهة أسماء تاريخية مثل بن بلة أو آيت أحمد أو أي رجل تاريخي غير موجود اليوم بيننا ليرد على التهم.</p> <p dir="rtl">ومثلما ليس من حق بوعقبة أن يتهم بن بلة أو أي قامة تاريخية بمثل هذه التهم دون تقديم أدلة، ليس من حق أهل هؤلاء سواء كانوا ابناءهم بالتبني أو أقارب لهم المتاجرة بأسمائهم وبتاريخهم، فهم ملك لنا جميعا ومن واجبنا أن نحافظ على ذاكرتهم.</p> <p dir="rtl">أما عن التهمة التي تحدث عنها بوعقبة في حواره، سبق للصحفي أحمد منصور وطرحها في برنامج " شاهد على التاريخ" على الرئيس الراحل بن بلة، ورد بن بلة عن السؤال بعدما حاول الانتقاص منه بمناقشة الأرقام والتشكيك فيها، حيث نفى التهمة عن المرحوم خيدر وقال أنه لا يمكن أن يكون لصا، لأن السائل حمّل المسؤولية للمجاهد خيذر وحده دون سواه.</p> <p dir="rtl">لن أناقش هنا قرار العدالة، لكن سجن صحفي مسن (79سنة) ومريض لا يخدم أحد وربما كان يكفي توبيخه وعدم الخوض في نقاشات دون أدلة لا سيما في ظرف حساس مثل الذي تمر به البلاد حيث تواجه مخاطر على طول حدودها وأولويتنا هي رص الصفوف الداخلية وتفادي المسائل التي قد تحدث شرخا في اللحمة الوطنية.</p>
وداعا "بيونة" !
2025-11-26 07:00:00
<p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>رحلت أمس عن عالمنا الفنانة الجزائرية "باية بوزار" المعروفة باسم "بيونة" المرأة التي أسعدتنا في أحلك أيامنا، وقدمت لنا فنا أصيلا، ونقلت صورة جميلة عن الفن الجزائري إلى الخارج.</p> <p dir="rtl">عرفنا "بيونة" في المسلسل التاريخي الحريق (دار السبيطار) لمصطفى بديع سنوات السبعينيات، المقتبس من رواية محمد ديب، حيث قدمت من خلال المسلسل شخصية الفتاة الفضولية في بيت الجيران الذي يضم عددا من الأسر تسعى لإخفاء وضعها الاجتماعي الصعب، سنوات ما قبل الحرب، حيث الفقر المدقع والتوق إلى الحرية والحلم بجزائر مستقلة، حيث كانت قبل تجربة الحريق تحلم بأن تكون راقصة مثل سامية جمال، لكنها لم تتخيل أبدا أن تكون ممثلة قبل أن يعرض عليها صديقها " ديدي كريمو" المشاركة في مسلسل الحريق، الذي تقول عنه أن حياة دار سبيطار كانت تشبه حياة أسرتها، وفي الحقيقة تشبه حياة أغلب الجزائريين زمن القمع الاستعماري.</p> <p dir="rtl">كانت بيونة امرأة شابة، تعيش مثل الشخصيات التي تتقمصها، بسيطة بملامح المرأة العاصمية التي واجهت كل المصاعب التي عاشتها البلاد من سنوات الاستعمار، ثم الاستقلال وسنوات الأمل الكبير الذي عرفه الشعب الجزائري في السبعينيات، قبل الأزمة الأمنية التي هددت واستهدفت حياة الجزائريين من مثقفين وأمنيين، وبسطاء، حيث كانت تتنقل بين الولايات والثكنات العسكرية هروبا من الإرهاب أي كان يستهدفها، قبل أن تعود إلى الشاشة من خلال مشاركتها في برامج فكاهية في بلاطوهات التلفزيونات الفرنسية فقالت وقتها أنها ندمت على البقاء في الجزائر سنوات الأزمة الأمنية، وضيعت عنها فرص العمل والنجاح في فرنسا.</p> <p dir="rtl">لم أعرف المرحومة عن قرب، لكنني كنت أستمتع بفنها وبخرجاتها الفكاهية منذ زمن الأبيض والأسود، وأكثر ما ألمني فيها، عندما خرجت بداية الألفية تشتكي الغبن وقلة الحيلة ومعاناتها من أزمة السكن، قبل أن تتنقل إلى فرنسا لتستقر هناك، و إقدامها على محاولة الانتحار بعدما سدت سبل الحياة في وجهها عندما لم تجد لها عملا يوفر لها ولأسرتها مدخولا.</p> <p dir="rtl">في الأشهر الأخيرة من حياة الفنانة كثر الحديث عن محاولة ابتزازها ونهب ممتلكاتها قبل أن تخرج ابنتها لتكذب كل الإشاعات، في الوقت الذي تمكن المرض منها وتداولت إشاعة وفاتها مرات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن اليوم كنا نتمنى أن يكون خبر رحيلها مجرد إشاعة مثل التي سبقتها، لكن لله ما أعطى ولله ما أخذ.</p> <p dir="rtl">رحم الله بيونة وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها جميل الصبر.</p>