الفاف، نكسة أخلاقية

2025-12-25 07:08:24

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>كثرت التعليقات والتحاليل حول خروج المنتخب الوطني في الدور&nbsp; الأول من كأس أمم إفريقيا "كان" الكاميرون، وتباينت آراء المعلقين والمحللين حول أسباب هذا الاقصاء لبطل إفريقيا وبطل العرب والمرشح الأول لنيل الكأس القاري للمرة الثانية على التوالي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>&nbsp;فمنهم من ركز على الجوانب التقنية، ومن اشتكى من التنظيم، وآخرون نددوا بمؤامرة حيكت على ظهر الفريق، ويبدو أن لكل من هذه الآراء نسبة من حقيقة النكسة التي عرفها المدرب بلماضي وأشباله.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لم يظهر رفقاء محرز في الثلاث مباريات التي خاضوها في ملعب "جابوما" في مدينة "دوالا" الكاميرونية على وجههم المعتاد، ولم يقدموا العرض الذي صنع تألقهم وبطولاتهم، بل ظهر لاعبو المنتخب كأن بالهم منشغل بأمور خارجة عن مساحة الميدان، وفي ارتباك وحسرة بدت واضحة لمحبي ومتتبعي "محاربو الصحراء"، فالمنتخب الذي ذاع صيته عالميا بروحه القتالية فوق المستطيل الاخضر، لعب دون روح.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في إحدى الفيديوهات المتداولة على الفايسبوك، صرح "ديدي يمكوا" وهو خبير كاميروني مختص في زرع وصيانة العشب الطبيعي ومسؤول عن نوعية أرضيات الملاعب التي تجري عليها مقابلات "كان" الكاميرون أن: «النوعية الرديئة لملعب جابوما كانت مخططة".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>&nbsp;إذا كانت نظرية المؤامرة ضد المنتخب الوطني تبدو مبالغا فيها، فقد جاء هذا التصريح الخطير ليؤكد أن ما لاحظناه من ارتباك ونقص في الأداء من رفاق محرز لم تقتصر أسبابه على الجانب التحضيري أو التقني للفريق فقط، بل على ضوء هذا الخبر يمكننا أن نتصور الحالة النفسية والبسيكولوجية التي كان فيها اللاعبون والفريق التقني منذ اليوم الأول من إقامتهم في مدينة "دوالا".&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في عدة فيديوهات أخرى عبر الفايسبوك والانستاغرام، سمعنا آراء وتعليقات شباب من هذه المدينة إثر إقصاء المنتخب الوطني من الكان، حيث قالت إحداهم بلهجة قوية مخاطبة مشجعي الخضر: "لماذا تبكون اليوم مغادرتكم للدورة؟ ماذا كنتم تظنون؟ هل فكرتم أنه بإمكانكم القدوم إلى مدينة "إيبوسي" الذي قتلتم، وسط أفراد قبيلته وعائلته دون تقديم العزاء وتظفرون بالكأس دون عقاب؟ إن روح "إيبوسي" هي التي قادت منتخب ساحل العاج الذي هزمكم، لعنة "إيبوسي" تابعتكم حتى النهاية"، خطاب حاد يظهر حجم الضغينة التي كانت في قلوب الكامرونيين تجاه المنتخب الجزائري إثر اغتيال أحد أبناء شعبهم "ألبرت إيبوسي" في ملعب تيزي وزو على إثر قذيفة أطلقها أحد الأنصار في أوت 2014. إذا كان هذا الاستياء والبغض يمكن فهمه –تصوروا لو كانت الضحية لاعب جزائري-، يبقى السؤال المطروح هو: كيف غابت على الاتحادية&nbsp; الجزائرية لكرة القدم هذه النقطة الحساسة؟&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لقد أقدمت الفاف هنا على خطأ فادح يتعدى حتى الروح الرياضية، بل داست على الأعراف والنخوة والمروءة الجزائرية، فمعروف أن من شيم الشعب الجزائري تقديم العزاء حتى لأعدائه، فكيف لم يتفطن مسيرو الكرة الجزائرية لهذا الواجب الأخلاقي تجاه عائلة إنسان قتل على أراضيها؟ كان من المفروض أن تنظم هذه الهيئة الكروية بالتنسيق مع سفير الجزائر في الكاميرون زيارة إلى أهل الضحية للتخفيف من حدة الشحناء. ماذا كانت تخسره إن قامت بمرافقة مدرب الفريق الوطني وقائد الفريق إلى منزل "إيبوسي" لتقديم العزاء وطلب الصفح؟.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لسنا في صدد تبرير المضايقات والتخفيف من الإخفاقات التنظيمية التي سادت وتسود "كان" الكاميرون، ولا تجريد المنتخب الوطني من مسؤوليته في هذه النكسة، وتبقى كل هذه في سياق المقبول في كل المنافسات الكروية، لكن من غير المقبول أن تخفق الهيئة الكروية والديبلوماسية الوطنية في أمور أخلاقية.  </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سمير عزوق </p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

على سفرائنا في المغرب الالتزام بأخلاق مجتمعنا !

2025-12-23 06:00:00

banner

<p dir="rtl">&nbsp;</p> <p dir="rtl">لم يعجبني تصرف عناصر الفريق الوطني عند استقبالهم في المغرب من قبل مضيفات يحملن التمر والحليب مثلما هو معمول به في البلدان الإسلامية كرمز لكرم الضيافة، عندما اشاحوا بوجوههم في الجهة الأخرى، وهو تصرف لا يمت لأخلاق الجزائري بصلة، وكان بإمكانهم أن يتعاملوا بمرونة مع الموقف، حتى وإن كانوا لا يثقون في الطعام المقدم لهم، وهو أمر غير مستبعد بسبب الأحقاد التي كنها لنا النظام المغربي.</p> <p dir="rtl">كان بإمكانهم التعامل ولو بابتسامة مع الموقف، حتى وإن لم يقبلوا العزومة، والاعتذار بلباقة، وهم يدركون أن كل الأضواء مسلطة على الفريق الجزائري والمناصرين وكل ما هو جزائري لإلصاق التهم به ، مثلما فعلوا عندما أخفوا صورة الملك من الفندق الذي نزلوا به وادعوا أن المشرفين على الفريق هم من فعلوا ذلك، ونسوا ما قام به ممثل البعثة المغربية في الأمم المتحدة الذي عمد الى إخفاء العلم الجزائري في بهو مجلس الأمن بعد جلسة التصويت الخاصة بالقضية الصحراوية.</p> <p dir="rtl">ولأننا ندرك أن كل الأضواء والاعلام مسلط على الفريق الجزائري والجزائريين في منافسات الكأس الافريقية كان بل وجب على كل من يمثل الراية الوطنية أن يتفادى المطبات التي ينشط المخزن لنصبها أمام الجزائريين، فنحن عندما ندافع عن موروثنا الثقافي في اليونسكو، ونتصدى لعملية النهب الممنهجة التي يقوم بها المغرب لنسب كل ما هو موروث جزائري للمملكة، فإن من واجب ممثلينا سواء في المغرب أو في اية مناسبة كروية أن يحسنوا التصرف ويكونوا أحسن سفراء لأخلاق المجتمع الجزائري وثقافته وحسن سلوكه، ونفوت على العدو فرصة التطاول علينا.</p> <p dir="rtl">ربما<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>طلب من عناصر الفريق الوطني عدم تناول أي طعام يقدم لهم في المغرب تفاديا للتسميم وهو أم مثلما اسلفت وارد جدا، ومن حقهم الا يفعلوا حماية لصحتهم وحياتهم، لكن لنتفوق عليهم بالتعامل معهم بأدب<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>حتى لا نمنحهم فرصة لإرسال صورة مختلفة علينا الى الخارج، وقد بدأ بالفعل بعض المطبلين من اعلاميين عرب بذم تصرفات فريقنا الوطني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.</p> <p dir="rtl">الرد الوحيد الذي سيخرص كل الأعداء هو الانتصار عليهم كرويا وأخلاقيا، لأن هذه هي رسالة الرياضة، ولأننا لا يمكن أن نثق فيهم وفي مودتهم، ولا نخلط السياسة بالرياضة، من واجب ممثلي الجزائر أن يكونوا في مستوى سمعة الجزائر الداعية دوما للسلام، ولا يرفعوا فقط العلم الوطني عاليا، بل يرفعوا من قيمة وقامة الجزائر وشعبها في هذه المنافسات وغيرها.</p>

العلامات اساطير

أحزاب القطيعة تقاطع القطيعة !

2025-12-22 07:00:00

banner

<p dir="rtl">الأحزاب التي قاطعت المناسبات الانتخابية الفترات الماضية رافعة شعار " ما كانش انتخابات مع العصابات"، قررت هذه المرة المشاركة في الانتخابات البرلمانية والمحلية بقوة، غير خائفة من تهمة "بوصبع الأزرق" التي يضحك بها على كل من يتجه الى صناديق الانتخاب ويدلي بصوته ويبصم بالحبر الأزرق، كانتقاص ممن يقومون بواجبهم القانوني والوطني.</p> <p dir="rtl">يبدو أن القطيعة التي مارستها هذه الأحزاب وإن كان قرار المقاطعة هو حق دستوري أيضا، لم تعد بنتيجة على تلك الأحزاب التي كانت تشارك<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>وتنشط في الساحة السياسية بمقابل، والمقابل هي حصة من المقاعد في المجالس المنتخبة، ومزايا أخرى سواء كانت نسبة من الاستثمارات أو من الريع وامتيازات مختلفة لا مجال لذكرها تفاديا للفتن، فمقاطعتهم لأي نشاط سياسي واستثني هنا الافافاس، ونادرا لويزة حنون الوحيدة التي تحاول التعبير عن رايها أحيانا<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>في القضايا الوطنية ووفق مصالحها الشخصية أحيانا أخرى، لم تؤد<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>الى جمود في الساحة السياسية مثلما خططوا له لعزل السلطة وإظهارها كأنها تمارس الغلق وترفض أي صوت للمعارضة، ولأنهم شاهدوا أن الحياة سياسية كانت أو اجتماعية سارت بإيجابياتها وسلبياتها من دونهم، ولم يؤثر غيابهم في الساحة، سارعوا للإعلان عن عودتهم ومشاركتهم وهو أمر يخصهم قبل أن يخص المواطن الذي اكتشف حقيقة هذه الأحزاب طوال تجربة التعددية السياسية، وفهم من خلال مساوماتها للسلطة أن هاجسها الأول مصالحها الشخصية قبل كل شيء.</p> <p dir="rtl">سابقا ، كانت مشاركة حزب التجمع الوطني الديمقراطي "أر سي دي"، تتحدد بناء على موقف حزب الدا احمد " الافافاس" من الموعد الانتخابي، فإن قرر الحزب العتيد -المحسوب على المنطقة مثل حزب سعيد سعدي- المشاركة في الانتخابات، يقرر الارسيدي المقاطعة، والعكس صحيح، لأن كلاهما يتقاسمان الوعاء الانتخابي الأكثر وفاء لحزب الرجل التاريخي، لكن اليوم هناك خطر على زعماء المنطقة وكل سكانها التصدي له ، وهو ما خططت له الصهيونية والمخزن المغربي وقبلهما فرنسا الوفية لماضيها الاستعماري، لضرب الوحدة واللحمة الوطنية واستقرار البلاد، وهو ربما ما دفع الأحزاب التي قاطعت في السنوات الأخيرة كل المواعيد الانتخابية رفضا للتعامل مع ما يعرفونه " بالنظام"، العودة الى النشاط السياسي في المجلس الانتخابية المحلية وتحت قبة البرلمان، وقرارهم هذه المرة قالوا أنه بدافع إحداث التغيير داخل البرلمان، وهو قرار صائب بل مصيري، لأنه ما فائدة وجود أحزاب تنهل من المال العام ولا تشارك في الحياة السياسية ، وتقاطع في كل مرة الانتخابات سواء بالترشح أو بالتصويت؟</p> <p dir="rtl">عودة الأحزاب الديمقراطية الى البرلمان مهم جدا، في الوقت الذي باتت يسيطر فيه التيار الأصولي على البرلمان وغاب فيه الراي المختلف وهو ما يشكل خطرا على التوجه الديمقراطي للبلاد، وعلى مستقبل المجتمع برمته&nbsp;!<span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span></p>

العلامات اساطير