الفاف، نكسة أخلاقية
2025-07-12 00:59:19

<!-- wp:paragraph --> <p>كثرت التعليقات والتحاليل حول خروج المنتخب الوطني في الدور الأول من كأس أمم إفريقيا "كان" الكاميرون، وتباينت آراء المعلقين والمحللين حول أسباب هذا الاقصاء لبطل إفريقيا وبطل العرب والمرشح الأول لنيل الكأس القاري للمرة الثانية على التوالي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p> فمنهم من ركز على الجوانب التقنية، ومن اشتكى من التنظيم، وآخرون نددوا بمؤامرة حيكت على ظهر الفريق، ويبدو أن لكل من هذه الآراء نسبة من حقيقة النكسة التي عرفها المدرب بلماضي وأشباله. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لم يظهر رفقاء محرز في الثلاث مباريات التي خاضوها في ملعب "جابوما" في مدينة "دوالا" الكاميرونية على وجههم المعتاد، ولم يقدموا العرض الذي صنع تألقهم وبطولاتهم، بل ظهر لاعبو المنتخب كأن بالهم منشغل بأمور خارجة عن مساحة الميدان، وفي ارتباك وحسرة بدت واضحة لمحبي ومتتبعي "محاربو الصحراء"، فالمنتخب الذي ذاع صيته عالميا بروحه القتالية فوق المستطيل الاخضر، لعب دون روح. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في إحدى الفيديوهات المتداولة على الفايسبوك، صرح "ديدي يمكوا" وهو خبير كاميروني مختص في زرع وصيانة العشب الطبيعي ومسؤول عن نوعية أرضيات الملاعب التي تجري عليها مقابلات "كان" الكاميرون أن: «النوعية الرديئة لملعب جابوما كانت مخططة".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p> إذا كانت نظرية المؤامرة ضد المنتخب الوطني تبدو مبالغا فيها، فقد جاء هذا التصريح الخطير ليؤكد أن ما لاحظناه من ارتباك ونقص في الأداء من رفاق محرز لم تقتصر أسبابه على الجانب التحضيري أو التقني للفريق فقط، بل على ضوء هذا الخبر يمكننا أن نتصور الحالة النفسية والبسيكولوجية التي كان فيها اللاعبون والفريق التقني منذ اليوم الأول من إقامتهم في مدينة "دوالا". </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في عدة فيديوهات أخرى عبر الفايسبوك والانستاغرام، سمعنا آراء وتعليقات شباب من هذه المدينة إثر إقصاء المنتخب الوطني من الكان، حيث قالت إحداهم بلهجة قوية مخاطبة مشجعي الخضر: "لماذا تبكون اليوم مغادرتكم للدورة؟ ماذا كنتم تظنون؟ هل فكرتم أنه بإمكانكم القدوم إلى مدينة "إيبوسي" الذي قتلتم، وسط أفراد قبيلته وعائلته دون تقديم العزاء وتظفرون بالكأس دون عقاب؟ إن روح "إيبوسي" هي التي قادت منتخب ساحل العاج الذي هزمكم، لعنة "إيبوسي" تابعتكم حتى النهاية"، خطاب حاد يظهر حجم الضغينة التي كانت في قلوب الكامرونيين تجاه المنتخب الجزائري إثر اغتيال أحد أبناء شعبهم "ألبرت إيبوسي" في ملعب تيزي وزو على إثر قذيفة أطلقها أحد الأنصار في أوت 2014. إذا كان هذا الاستياء والبغض يمكن فهمه –تصوروا لو كانت الضحية لاعب جزائري-، يبقى السؤال المطروح هو: كيف غابت على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم هذه النقطة الحساسة؟ </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لقد أقدمت الفاف هنا على خطأ فادح يتعدى حتى الروح الرياضية، بل داست على الأعراف والنخوة والمروءة الجزائرية، فمعروف أن من شيم الشعب الجزائري تقديم العزاء حتى لأعدائه، فكيف لم يتفطن مسيرو الكرة الجزائرية لهذا الواجب الأخلاقي تجاه عائلة إنسان قتل على أراضيها؟ كان من المفروض أن تنظم هذه الهيئة الكروية بالتنسيق مع سفير الجزائر في الكاميرون زيارة إلى أهل الضحية للتخفيف من حدة الشحناء. ماذا كانت تخسره إن قامت بمرافقة مدرب الفريق الوطني وقائد الفريق إلى منزل "إيبوسي" لتقديم العزاء وطلب الصفح؟. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لسنا في صدد تبرير المضايقات والتخفيف من الإخفاقات التنظيمية التي سادت وتسود "كان" الكاميرون، ولا تجريد المنتخب الوطني من مسؤوليته في هذه النكسة، وتبقى كل هذه في سياق المقبول في كل المنافسات الكروية، لكن من غير المقبول أن تخفق الهيئة الكروية والديبلوماسية الوطنية في أمور أخلاقية. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سمير عزوق </p> <!-- /wp:paragraph -->
بين ليلى وليلى !
2025-07-09 13:55:00

<p dir="rtl">تأسفت بشدة<span class="Apple-converted-space"> </span>لمقارنة الكثير من صفحات التواصل، بين السيدة الكبيرة ليلى عسلاوي، والأخرى ليلى (مسعودة)، فالأولى وضع فيها رئيس الجمهورية ثقته بتعيينها عن جدارة في منصب رئيس المحكمة الدستورية (رغم مشكلة السن)، فمسيرتها المهنية والنضالية ومواقفها الوطنية تشفع لها، فقد وقفت في وجه نار الإرهاب ودفع زوجها رحمه الله الثمن عقابا لها عن مواقفها من هذه الآفة، ورغم استهدافها من الإرهاب لم تهرب ولم تطلب اللجوء السياسي في الخارج مثلما فعل الكثيرون ومنهم زوجة الدركي في الحرس الملكي البلجيكي، هذه التي تعلق أحيانا الصليب وتتحدث بلكنة متقمصة شخصية لبنانية، وحاربت مؤسسات الجمهورية وخاصة مؤسسة الجيش، حتى أنها قدمت شكوى أمام الاتحاد الأوروبي ضد بلادنا، وما زالت تواصل الابتزاز.</p> <p dir="rtl">ليلى عسلاوي لم تزر إسرائيل، ولم تطلب منها تمويلا لقناة تلفزيونية عربية خاصة بالنساء، لم تعاد الجزائر، ولم تخطئ الهدف ولا في العدو، ولذلك فمقارنة الاسمين حتى وإن كان الأول حقيقي والآخر مستعار مثلما هي مستعارة شخصيتها اللبنانية وانتسابها للمهنة الإعلامية التي استعملتها كهدف للابتزاز والاثراء، مثلما فعلت سابقا مع التلفزيون الوطني.</p> <p dir="rtl">لا، ليست قضية لم الشمل وإلا فهناك ممن هم أولى "بالعفو" وعودتهم لحضن الجزائر الجديدة، والأسماء كثيرة لم تؤذ البلاد عشر ما فعلته مسعودة، وإنما قضية رضوخ ربما أشخاص للابتزاز والمساومة، أو ربما تقاسم المنافع.</p> <p dir="rtl">ثم ماذا ستضيفه هذه للدفاع عن الوطن أمام المتكالبين عليه وكانت واحدة منهم، فالفاقد للمصداقية والحاقد على البلاد لن يؤتمن ولن يجند للدفاع عنه، فقد يبيع القضية لمن يدفع أكثر ما دام المال هدفه، ويبيع نفسه للشيطان حتى، ومن عرض على الصهاينة خدمات وتلفزيون موجه للنساء العربيات لا يمكن أن يكون مخلصا للقضايا الوطنية وفي تاريخ هذا الشيء ما يكفي من أدلة ومحطات خيانة لا تزال محفوظة في ذاكرة الانترنيت.</p> <p dir="rtl">أخاف أن يفقد بعض المخلصين الأمل، عندما يرون من حاربوا الوطن من الخارج، يكرمون ويحتفى بهم وهي للأسف بعض الممارسات الموروثة عن عهد العصابة وكنا نتمنى اختفاءها مع الجزائر الجديدة، جزائر الأمل التي حاربت طغيان الإرهاب والفساد وخونة الداخل والخارج وانتصرت.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">أخاف أن تكون القضية محاولة اختطاف وتشكيك فيما يقوم به الرئيس من مجهودات لتحدي الحاقدين على التاريخ وعلى الجغرافيا وهو الذي واجه منذ اعتلائه سدة الحكم عدوانا متعدد الجنسيات من المستعمر الحاقد على بلادنا إلى الجوار الطامع في ترابنا وثرواتنا وصولا عند الصهاينة ومخططاتهم للانتقام من مواقف بلادنا مع القضية الفلسطينية.</p> <p dir="rtl">يأتي هذا والبلاد على أهبة التعبئة العامة لمواجهة المخاطر التي تهددنا والتعبئة العامة تتطلب جبهة وطنية قوية ومتراصة الصفوف واختراقها من هذه المرتزقة فيه خطر على وحدة الصفوف وانسجامها !</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p>
هل مستقبلنا بين أيادي أمينة ؟
2025-07-09 05:00:00

<p dir="rtl">بعيدا عن رد الدكتور ناجح مخلوف من جامعة المسيلة على وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري حول إدراج دروس في الوطنية لطلبة التعليم العالي وخاصة المدارس العليا في سيدي عبد الله، حيث انتقد الدكتور مخلوف القرار واعتبره فشلا في المنظومة التربوية بهذا الشأن، لكن يبدو أن الوزير محق، والدليل فضيحة غياب النشيد الوطني أول أمس خلال افتتاح القمة الوطنية الشباب والمشاركة السياسية التي نظمها المجلس الأعلى للشباب، وهو إغفال أثار حفيظة الكثيرين واعتبر البعض هذا الأمر مدبر.</p> <p dir="rtl">هل يعقل أن يغفل شباب وضع رئيس الجمهورية ثقته فيهم، وأراد أن يصنع منهم خير خلف لخير سلف، وهو الذي راهن على الشباب وعلى المجتمع المدني كبديل للطبقة السياسية التي أثبتت فشلها مرارا في إخراج البلاد من الأزمات المتعددة التي مرت بها، فمنذ توليه الحكم قالها الرئيس تبون مرارا أن مستقبل البلاد بين أيدي شبابها وهو الفخور بكل الانجازات التي يحققها أبناؤنا في المسابقات العلمية والرياضية عبر العالم، فكيف لهذا الشباب أن "يدوس" على النشيد الوطني مع أن القمة برمجت خصيصا تزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الـ 63 للاستقلال، المناسبة التي مهما كتبنا ومهمة قلنا عما تمثله لشعبنا ولأمتنا لن نكفيها حقها، فشهر جويلية مثل نوفمبر هي محطات من المفروض أنها محفورة في وجدان كل جزائري، فلولا تضحيات النساء والرجال لكنا لا نزال عبيدا تحت أقدام أحفاد السفاح روفيغو وبيجو وحفيدات سفاح فيلا سوزيني جون ماري لوبان.</p> <p dir="rtl">في مثل هذه الحالات لن يكفي إدراج دروس الوطنية في كل مراحل التعليم، بل وجب إعادة النظر في مناهج مقررات التاريخ التي وكأنها كتبت تحت وصاية فرنسية، تغفل الكثير من الوقائع التاريخية والمجازر التي اقترفها الاستعمار في حق الشعب الجزائري، ناهيك عن عمليات التجويع المقصودة مثلما يحدث الآن في غزة، والمداخن التي قضت على الآلاف من الجزائريين خلال السنوات الأولى من الاستعمار، مداخن سبقت عقودا المحارق النازية، وإغفال النشيد الوطني في قمة للشباب الذي من المفروض أنه يمثل النخبة التي يعول عليها مستقبلا لتسيير البلاد والمحافظة على استقلاله وعلى ذاكرة شهدائه والرقي به، هي واقعة وجب التحقيق فيها وفي هوية المشرفين على هذه التنظيمات<span class="Apple-converted-space"> </span>خوفا من الاختراق في هذا الظرف الذي تستهدف فيه الجزائر من كل جهة، حيث تتوعدنا الصهيونية وأذنابها في باريس وفي الجوار وفي الحركة الانفصالية التي ربما لها أيدي في هذه التنظيمات لإفشالها، فهذه ليست هفوة تمر مرور الكرام بل تكون متعمدة.</p> <p dir="rtl">يحدث هذا في الوقت الذي طالب نائب فرنسي تزامنا مع الاحتفال بعيد الاستقلال من حكومته منع حكومات المستعمرات السابقة وخاصة الجزائر من الاحتفال بأعيادها الوطنية وبذكرى استقلالها عن فرنسا، لأن في هذا إهانة لفرنسا، ونسى أن من أهان فرنسا هو تاريخها الإجرامي، وحاليا سقوط حكامها في العمالة للصهيونية، فليس في تاريخ فرنسا ما يشرفها، فحتى ثورتها المزعومة كانت مجرد حربا أهلية بين إثنياتها المتعددة، وحتى الآن لا يزال الكثير من سكانها يرفضون الهوية الفرنسية التي أسست وأجبروا عليها بعد القضاء على الملكية.</p> <p dir="rtl">فهل من حق الفرنسيين الاحتفال بسقوط الملكية، بينما لا يحق لشعبنا الاحتفال بنصر أجدادنا العظيم على أكبر قوة في الحلف الأطلسي؟</p>
