هذه هي إفريقيا
2025-07-12 00:55:59

<!-- wp:paragraph --> <p>تعرف "كان" الكاميرون منذ انطلاقتها حملة تشويه وتشويش قوية عبر مختلف وسائل الاتصال العالمية، الحملة تحت شعار "ماما أفريكا" ترمي إلى تقديم القارة الافريقية كتلك العجوز الهرمة والمترهلة غير القادرة على تولي أمورها بنفسها، بل المصابة بمرض الزهايمر التي يتربص بها المتنمرون للاستهزاء والاستهتار بكل أفعالها وخطواتها. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>فتُضخم الهفوات وتُعظم النقائص، ولا يكتفي رواد هذه الحملة بإبرازها على ما هي عليه، أي أخطاء تنظيمية راجعة إلى سوء تحضير البطولة، بل اغتنموا الفرصة لتسييس الإخفاقات واسقاطها على القارة بأكملها. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>حقيقة لم يرق تنظيم "كان الكاميرون" إلى المستوى الذي عرفته الكأس القارية في مصر 2019 ، أو كأس العرب في قطر، أو كأس العالم في جنوب إفريقيا في 2010 ، أو معظم المناسبات الكروية والرياضية العالمية، فلا أرضية الملاعب ولا المرافق ولا حتى التحكيم لم يبلغ المستوى المنشود.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن وبغض النظر عن هذه النقائص الفادحة، الكاميرون اليوم يدفع ثمن تمرده ووقوفه في وجه إحدى أقوى الهيئات الرياضية في العالم، بل أقواها على الاطلاق، وهي الفيفا، التي حاولت تأجيل الموعد الكروي بمساعدة بعض الفدراليات الكروية الافريقية متحججة بالظرف الصحي وخاضعة لأهواء الأندية الاوروبية المهيمنة التي حاولت منع لاعبيها الأفارقة من المشاركة في البطولة. ولا تقتصر العقوبات التي يتحملها البلد المنظم على الحملة الإعلامية الشنعاء بل تفطن الملاحظون إلى شح الحملات الاشهارية وتثاقل الشركات العالمية التي اعتادت المشاركة بقوة عبر عمليات الرعاية (sponsoring) في مثل هذه المناسبات في ربط علاماتها بهذا العرس الكروي الافريقي، ما يمثل خسارة كبيرة لمنظمي الدورة وكسب فائت مهم. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إن الكاميرون اليوم تواجه معركة تتعدى المجال الكروي والرياضي، بل وتتعدى حتى حدودها الجغرافية، فبإيجابياتها وسلبياتها هي ترفع رغما عنها، تحدي قارة بأكملها أمام هيئات وجماعات مصالح عالمية لا تفوت أي فرصة لاستصغارها والاستهزاء بقدراتها، هيئات ولوبيات ترفض الاعتراف بالخصوصيات وتسحق الهويات، خاصة إذا كانت هذه الخصوصيات نابعة من العمق الافريقي. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إن لكرة القدم في إفريقيا خصائص تجعلها متميزة عن غيرها ومنافسات لها ذوقها الخاص الذي يتماشى مع مناخها وثقافات شعوبها، فنكهة كأس إفريقيا لأمم تختلف عن تلك التي يعرفها الجمهور الرياضي في كأس أوربا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مناخ قاس وأجواء فلكلورية بهيجة ولعب خشن وأرضيات صعبة وتحكيم "تقديري"، كل هذا قد يدعو بعض الأطراف إلى التقليل من أهمية هذا العرس الكروي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن لمن يحب كرة القدم العفوية والمنافسة المشوقة فكأس إفريقيا للأمم يبقى الموعد الذي لا يمكن تجاوزه. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أما عن المستوى الكروي فيكفي أن نحصي عدد اللاعبين الأفارقة في أكبر الأندية العالمية لندرك أهمية الخزان القاري من المواهب. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>فهذه إفريقيا، وهذه هي "ماما أفريكا"، ليست بالعجوز الهرمة وإنما هي منبع الأصول والحكمة بميزاتها وخصوصياتها التي حتى ولو أنها لا تروق للجميع، تبقى مصدرا للتشويق. </p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سمير عزوق</p> <!-- /wp:paragraph -->
بين ليلى وليلى !
2025-07-09 13:55:00

<p dir="rtl">تأسفت بشدة<span class="Apple-converted-space"> </span>لمقارنة الكثير من صفحات التواصل، بين السيدة الكبيرة ليلى عسلاوي، والأخرى ليلى (مسعودة)، فالأولى وضع فيها رئيس الجمهورية ثقته بتعيينها عن جدارة في منصب رئيس المحكمة الدستورية (رغم مشكلة السن)، فمسيرتها المهنية والنضالية ومواقفها الوطنية تشفع لها، فقد وقفت في وجه نار الإرهاب ودفع زوجها رحمه الله الثمن عقابا لها عن مواقفها من هذه الآفة، ورغم استهدافها من الإرهاب لم تهرب ولم تطلب اللجوء السياسي في الخارج مثلما فعل الكثيرون ومنهم زوجة الدركي في الحرس الملكي البلجيكي، هذه التي تعلق أحيانا الصليب وتتحدث بلكنة متقمصة شخصية لبنانية، وحاربت مؤسسات الجمهورية وخاصة مؤسسة الجيش، حتى أنها قدمت شكوى أمام الاتحاد الأوروبي ضد بلادنا، وما زالت تواصل الابتزاز.</p> <p dir="rtl">ليلى عسلاوي لم تزر إسرائيل، ولم تطلب منها تمويلا لقناة تلفزيونية عربية خاصة بالنساء، لم تعاد الجزائر، ولم تخطئ الهدف ولا في العدو، ولذلك فمقارنة الاسمين حتى وإن كان الأول حقيقي والآخر مستعار مثلما هي مستعارة شخصيتها اللبنانية وانتسابها للمهنة الإعلامية التي استعملتها كهدف للابتزاز والاثراء، مثلما فعلت سابقا مع التلفزيون الوطني.</p> <p dir="rtl">لا، ليست قضية لم الشمل وإلا فهناك ممن هم أولى "بالعفو" وعودتهم لحضن الجزائر الجديدة، والأسماء كثيرة لم تؤذ البلاد عشر ما فعلته مسعودة، وإنما قضية رضوخ ربما أشخاص للابتزاز والمساومة، أو ربما تقاسم المنافع.</p> <p dir="rtl">ثم ماذا ستضيفه هذه للدفاع عن الوطن أمام المتكالبين عليه وكانت واحدة منهم، فالفاقد للمصداقية والحاقد على البلاد لن يؤتمن ولن يجند للدفاع عنه، فقد يبيع القضية لمن يدفع أكثر ما دام المال هدفه، ويبيع نفسه للشيطان حتى، ومن عرض على الصهاينة خدمات وتلفزيون موجه للنساء العربيات لا يمكن أن يكون مخلصا للقضايا الوطنية وفي تاريخ هذا الشيء ما يكفي من أدلة ومحطات خيانة لا تزال محفوظة في ذاكرة الانترنيت.</p> <p dir="rtl">أخاف أن يفقد بعض المخلصين الأمل، عندما يرون من حاربوا الوطن من الخارج، يكرمون ويحتفى بهم وهي للأسف بعض الممارسات الموروثة عن عهد العصابة وكنا نتمنى اختفاءها مع الجزائر الجديدة، جزائر الأمل التي حاربت طغيان الإرهاب والفساد وخونة الداخل والخارج وانتصرت.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">أخاف أن تكون القضية محاولة اختطاف وتشكيك فيما يقوم به الرئيس من مجهودات لتحدي الحاقدين على التاريخ وعلى الجغرافيا وهو الذي واجه منذ اعتلائه سدة الحكم عدوانا متعدد الجنسيات من المستعمر الحاقد على بلادنا إلى الجوار الطامع في ترابنا وثرواتنا وصولا عند الصهاينة ومخططاتهم للانتقام من مواقف بلادنا مع القضية الفلسطينية.</p> <p dir="rtl">يأتي هذا والبلاد على أهبة التعبئة العامة لمواجهة المخاطر التي تهددنا والتعبئة العامة تتطلب جبهة وطنية قوية ومتراصة الصفوف واختراقها من هذه المرتزقة فيه خطر على وحدة الصفوف وانسجامها !</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p>
هل مستقبلنا بين أيادي أمينة ؟
2025-07-09 05:00:00

<p dir="rtl">بعيدا عن رد الدكتور ناجح مخلوف من جامعة المسيلة على وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري حول إدراج دروس في الوطنية لطلبة التعليم العالي وخاصة المدارس العليا في سيدي عبد الله، حيث انتقد الدكتور مخلوف القرار واعتبره فشلا في المنظومة التربوية بهذا الشأن، لكن يبدو أن الوزير محق، والدليل فضيحة غياب النشيد الوطني أول أمس خلال افتتاح القمة الوطنية الشباب والمشاركة السياسية التي نظمها المجلس الأعلى للشباب، وهو إغفال أثار حفيظة الكثيرين واعتبر البعض هذا الأمر مدبر.</p> <p dir="rtl">هل يعقل أن يغفل شباب وضع رئيس الجمهورية ثقته فيهم، وأراد أن يصنع منهم خير خلف لخير سلف، وهو الذي راهن على الشباب وعلى المجتمع المدني كبديل للطبقة السياسية التي أثبتت فشلها مرارا في إخراج البلاد من الأزمات المتعددة التي مرت بها، فمنذ توليه الحكم قالها الرئيس تبون مرارا أن مستقبل البلاد بين أيدي شبابها وهو الفخور بكل الانجازات التي يحققها أبناؤنا في المسابقات العلمية والرياضية عبر العالم، فكيف لهذا الشباب أن "يدوس" على النشيد الوطني مع أن القمة برمجت خصيصا تزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الـ 63 للاستقلال، المناسبة التي مهما كتبنا ومهمة قلنا عما تمثله لشعبنا ولأمتنا لن نكفيها حقها، فشهر جويلية مثل نوفمبر هي محطات من المفروض أنها محفورة في وجدان كل جزائري، فلولا تضحيات النساء والرجال لكنا لا نزال عبيدا تحت أقدام أحفاد السفاح روفيغو وبيجو وحفيدات سفاح فيلا سوزيني جون ماري لوبان.</p> <p dir="rtl">في مثل هذه الحالات لن يكفي إدراج دروس الوطنية في كل مراحل التعليم، بل وجب إعادة النظر في مناهج مقررات التاريخ التي وكأنها كتبت تحت وصاية فرنسية، تغفل الكثير من الوقائع التاريخية والمجازر التي اقترفها الاستعمار في حق الشعب الجزائري، ناهيك عن عمليات التجويع المقصودة مثلما يحدث الآن في غزة، والمداخن التي قضت على الآلاف من الجزائريين خلال السنوات الأولى من الاستعمار، مداخن سبقت عقودا المحارق النازية، وإغفال النشيد الوطني في قمة للشباب الذي من المفروض أنه يمثل النخبة التي يعول عليها مستقبلا لتسيير البلاد والمحافظة على استقلاله وعلى ذاكرة شهدائه والرقي به، هي واقعة وجب التحقيق فيها وفي هوية المشرفين على هذه التنظيمات<span class="Apple-converted-space"> </span>خوفا من الاختراق في هذا الظرف الذي تستهدف فيه الجزائر من كل جهة، حيث تتوعدنا الصهيونية وأذنابها في باريس وفي الجوار وفي الحركة الانفصالية التي ربما لها أيدي في هذه التنظيمات لإفشالها، فهذه ليست هفوة تمر مرور الكرام بل تكون متعمدة.</p> <p dir="rtl">يحدث هذا في الوقت الذي طالب نائب فرنسي تزامنا مع الاحتفال بعيد الاستقلال من حكومته منع حكومات المستعمرات السابقة وخاصة الجزائر من الاحتفال بأعيادها الوطنية وبذكرى استقلالها عن فرنسا، لأن في هذا إهانة لفرنسا، ونسى أن من أهان فرنسا هو تاريخها الإجرامي، وحاليا سقوط حكامها في العمالة للصهيونية، فليس في تاريخ فرنسا ما يشرفها، فحتى ثورتها المزعومة كانت مجرد حربا أهلية بين إثنياتها المتعددة، وحتى الآن لا يزال الكثير من سكانها يرفضون الهوية الفرنسية التي أسست وأجبروا عليها بعد القضاء على الملكية.</p> <p dir="rtl">فهل من حق الفرنسيين الاحتفال بسقوط الملكية، بينما لا يحق لشعبنا الاحتفال بنصر أجدادنا العظيم على أكبر قوة في الحلف الأطلسي؟</p>
