هذه هي إفريقيا

2025-02-05 04:44:46

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>تعرف&nbsp;"كان"&nbsp;الكاميرون&nbsp;منذ انطلاقتها&nbsp;حملة تشويه&nbsp;وتشويش&nbsp;قوية عبر مختلف وسائل الاتصال&nbsp;العالمية، الحملة تحت شعار "ماما&nbsp;أفريكا" ترمي إلى تقديم القارة الافريقية&nbsp;كتلك العجوز الهرمة والمترهلة&nbsp;غير&nbsp;القادرة على تولي أمورها بنفسها، بل المصابة بمرض&nbsp;الزهايمر&nbsp;التي يتربص&nbsp;بها المتنمرون للاستهزاء والاستهتار بكل أفعالها وخطواتها.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>فتُضخم الهفوات وتُعظم النقائص،&nbsp;ولا يكتفي رواد هذه الحملة بإبرازها على ما هي عليه، أي أخطاء تنظيمية راجعة إلى سوء تحضير البطولة، بل اغتنموا الفرصة&nbsp;لتسييس&nbsp;الإخفاقات واسقاطها على القارة بأكملها.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>حقيقة لم يرق&nbsp;تنظيم "كان الكاميرون" إلى المستوى الذي عرفته الكأس القارية في مصر&nbsp;2019&nbsp;،&nbsp;أو كأس العرب في قطر،&nbsp;أو&nbsp;كأس العالم في جنوب إفريقيا في 2010&nbsp;،&nbsp;أو&nbsp;معظم المناسبات الكروية والرياضية العالمية، فلا أرضية الملاعب ولا المرافق ولا حتى التحكيم لم يبلغ المستوى المنشود.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن وبغض النظر عن هذه النقائص الفادحة، الكاميرون اليوم يدفع ثمن تمرده ووقوفه في وجه إحدى أقوى الهيئات الرياضية في العالم، بل أقواها على الاطلاق،&nbsp;وهي الفيفا،&nbsp;التي حاولت تأجيل الموعد الكروي&nbsp;بمساعدة بعض الفدراليات الكروية الافريقية متحججة بالظرف الصحي وخاضعة لأهواء الأندية الاوروبية المهيمنة التي حاولت منع لاعبيها&nbsp;الأفارقة&nbsp;من المشاركة في البطولة. ولا تقتصر العقوبات التي يتحملها البلد المنظم على الحملة الإعلامية الشنعاء&nbsp;بل تفطن الملاحظون إلى شح الحملات الاشهارية وتثاقل الشركات العالمية التي اعتادت المشاركة بقوة عبر عمليات الرعاية (sponsoring) في مثل هذه المناسبات في&nbsp;ربط علاماتها بهذا العرس الكروي الافريقي، ما يمثل خسارة كبيرة&nbsp;لمنظمي الدورة وكسب فائت مهم.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إن الكاميرون اليوم تواجه معركة تتعدى المجال الكروي والرياضي، بل وتتعدى حتى حدودها الجغرافية،&nbsp;فبإيجابياتها&nbsp;وسلبياتها هي ترفع&nbsp;رغما عنها،&nbsp;تحدي قارة بأكملها&nbsp;أمام هيئات&nbsp;وجماعات مصالح&nbsp;عالمية لا تفوت أي فرصة لاستصغارها&nbsp;والاستهزاء بقدراتها، هيئات&nbsp;ولوبيات&nbsp;ترفض الاعتراف بالخصوصيات وتسحق الهويات،&nbsp;خاصة إذا كانت هذه الخصوصيات نابعة من العمق الافريقي.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إن لكرة القدم في إفريقيا خصائص تجعلها متميزة عن غيرها ومنافسات لها ذوقها الخاص الذي يتماشى مع مناخها وثقافات شعوبها، فنكهة كأس إفريقيا لأمم تختلف عن تلك التي يعرفها الجمهور الرياضي في كأس أوربا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مناخ قاس وأجواء فلكلورية&nbsp;بهيجة ولعب خشن وأرضيات صعبة&nbsp;وتحكيم "تقديري"، كل هذا قد يدعو&nbsp;بعض الأطراف إلى التقليل من أهمية هذا العرس الكروي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن لمن يحب كرة القدم العفوية والمنافسة المشوقة فكأس إفريقيا للأمم يبقى&nbsp;الموعد الذي لا يمكن تجاوزه.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أما عن المستوى الكروي فيكفي أن نحصي عدد اللاعبين&nbsp;الأفارقة&nbsp;في أكبر الأندية العالمية لندرك&nbsp;أهمية الخزان القاري من المواهب.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>فهذه إفريقيا،&nbsp;وهذه هي "ماما&nbsp;أفريكا"، ليست بالعجوز الهرمة وإنما هي منبع الأصول&nbsp;والحكمة بميزاتها وخصوصياتها التي حتى&nbsp;ولو &nbsp;أنها&nbsp;لا&nbsp;تروق للجميع، تبقى مصدرا&nbsp;للتشويق.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سمير عزوق</p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

الكرة في مرمى ماكرون!

2025-02-03 18:00:00

banner

<p dir="rtl">لم أفهم لماذا تم تركيز التعليقات على حوار الرئيس عبد المجيد تبون الذي أدلى به لصحيفة "لوبينيون" الفرنسية أمس حول قضية التطبيع مع إسرائيل، عندما قال "أن الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها بإسرائيل في اليوم ذاته الذي تقوم فيه دولة فلسطينية"، حيث فسره البعض على أنه تحول ملفت في الموقف الجزائري حول التطبيع، وراحت أغلب المواقع الإخبارية التي تحدثت عن الحوار تركز على هذه الجزئية من الحوار الطويل الذي تناول فيه الرئيس كل القضايا الوطنية والدولية التي تهم الجزائر وخاصة التوترات في العلاقات مع فرنسا ماكرون.</p> <p dir="rtl">وفي الحقيقة ليست المرة الأولى التي يدلي فيها الرئيس تبون بهذا التصريح، فقد سبق وقال هذا الكلام في حوارات سابقة، وهو الموقف الثابت للجزائر التي ربطت دوما تطبيع العلاقة مع إسرائيل بشرط اعترافها وسماحها بقيام دولة فلسطين في حدود 1967، ودون ذلك لا اعتراف ولا تطبيع مع إسرائيل، مثلما قال الرئيس تبون في تصريح له من سنوات قليلة "أننا لن نهرول نحو التطبيع ولن تبارك الجزائر اتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل ولن تكون جزءا منها، وأن موقف الجزائر ثابت من القضية الفلسطينية".</p> <p dir="rtl">موقف الرئيس من هذه القضية ليس بجديد وهو موقف الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها منذ الاستقلال، ومنذ كل النزاعات العربية مع الكيان، وعليه فإن محاولة إخراج تصريحات <span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>الرئيس من سياقها وتفسيرها على أنه تحول في الموقف الجزائري من الكيان لا تلزم إلا أصحابها.</p> <p dir="rtl">المؤسف من هذه القراءات هو القصور الإعلامي لأصحابها، لأنها اهتمت بمسالة التطبيع أكثر من اهتمامها بالملفات الأخرى التي طرحها الرئيس في الحوار خاصة بالنسبة لعلاقاتنا مع فرنسا التي لأول مرة يتحدث عنها بصراحة مباشرة، والتي قال عنها الرئيس أن الكرة في مرماها، واتهم وزير داخليتها بمحاولة طرد مؤثر وملاحقة نشطاء جزائريين على التواصل الاجتماعي بينما تحمي مجرمين ومخربين وتمنحهم الجنسية وحق اللجوء محذرا ماكرون من السقوط فيما أسماه "افتراق غير قابل للإصلاح"، كما اتهم تصريحات اليمين المتطرف في فرنسا بخلق جو سام، وغيرها من المسائل التي عقدت الخلاف مع باريس ومنها ملف الذاكرة الذي يبقى نقطة سوداء في تاريخ فرنسا وعقبة في طريق تحسين العلاقات معها ما لم يسو نهائيا باعتراف واعتذار.</p> <p dir="rtl">الحوار جاء شاملا وصريحا ووضع النقاط على الحروف في كل القضايا، وحمل رسائل مشفرة لكل من يفسر مواقف الجزائر بالنسبة لفرنسا والمغرب ودول الساحل على أنها عزلت الجزائر في محيطها، فقد قالها الرئيس صراحة أنها مزاعم بعض السياسيين الفرنسيين والقول بأن الجزائر معزولة تضحكنا.</p> <p dir="rtl">ولم ينس أن يوجه من جهة أخرى سهاما لمن يتهموننا بأننا أتباع لروسيا، عندما قال أن الجزائر رفضت وجود قوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك، كما تطرق للخلاف مع السلطات الحالية في مالي وأنها لا تدعم الجماعات الإرهابية في مالي مثلما تدعي السلطات الانقلابية هناك، مثلما فضح سياسة الكيل بمكيالين الغربية في قضية دعم أوكرانيا وصمتها على المجازر في غزة.</p>

العلامات اساطير

زواج يهودي وطلاق عربي اسلامي

2025-02-03 11:54:00

banner

<h2>عملت زعيمة حزب "التجمع الوطني" في فرنسا، مارين لوبان، على مدى سنوات طويلة على تنفيذ واحدة من أبرز عمليات إعادة تشكيل الهوية السياسية في العالم الغربي، حيث نجحت في تحويل حزب متطرف هامشي أسسه والدها، جان ماري لوبان، إلى قوة سياسية رئيسية في فرنسا.</h2> <p>وقامت مارين لوبان في مناسبات عديدة بمكافحة الاتهامات بمعاداة المهاجرين والأجانب والعولمة والسامية والعنصرية، وأكدت على تغيير مواقف حزبها، لكنها ناورت بشكل فعال لجذب الناخبين الغاضبين من السياسات الحالية ومن موجات الهجرة والتحولات الاجتماعية في فرنسا.</p> <p>فمنذ أن تسلمت مارين لوبان رئاسة الجبهة الوطنية سنة 2011، بعد انقلاب عائلي وحزبي على والدها، كانت دائما ما تبدت رغبتها القوية في أن يتم استقبالها في إسرائيل. ومن أجل ذلك، استبعد الحزب مسؤولين ينتمون إلى مجموعة "لوفر فرانسيز"، الحركة القومية الفرنسية التي حلتها السلطات الفرنسية 2013، وبينهم "إيفان بينيديتي" الذي كان يصف نفسه بأنه "معاد للصهيونية والسامية واليهود".</p> <p>وفي صيف 2014، اتخذت مارين لوبان موقفا مؤيدا لرابطة الدفاع اليهودية، وأقدمت سنة 2015 على إقصاء والدها عن الحزب الذي ورثته منه، بعد إدلائه بتصريحات حول محرقة اليهود أثارت جدلا جدلا كبيرا حينها.</p> <p>التخلص من عقيدة معاداة اليهود في فكر اليمين المتطرف الفرنسي، دفع بمارين لوبان إلى أن ترفع سقف الخصومة مع والدها إلى درجة عالية من الحدة، حيث أقدمت على اتخاذ إجراء تأديبي في حق جان ماري لوبان، مؤسس الحزب، وأجبرته على اعتزال السياسة بعد تصريحاته بخصوص" غرف الغاز" اليهودية التي أقامها النازيون في الحرب العالمية الثانية. وكان جان ماري لوبان قد ذكر، في عدة تصريحات العالمية حول "غرف الغاز" والمحرقة اليهودية بأنها مجرد "تفصيل" في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وبقي جان ماري لوبان متشبثا بشأن تصريحاته بخصوص اليهود.</p> <p>وفي سبيل التقرب من نفود اليهود في المجتمع الفرنسي، وتقديم عدو مشترك لهما، تقول مارين لوبان أنها لن تسمح بمعاداة السامية في حزبها، وأن المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية "يخطئ في تحديد عدوه منذ سنوات"، معتبرة أن "التيار الإسلامي" بات العدو الأول، مع أن الجبهة الوطنية اعتبرت الإسلام لوقت طويل وحتى الثمانينيات والتسعينيات حليفا ضد "النظام الأمريكي الصهيوني". كما اقترحت سنة 2018 تغيير تسمية حزب والدها من الجبهة الوطنية إلى التجمع الوطني،</p> <p>في مقابل ذلك، سعت لوبان على مدى سنوات إلى التأكيد على محورين أساسيين يقتصر عليهما مستقبل العلاقات الفرنسية العربية، ويخصان التعاون ضد التطرف والإرهاب والتعاون لمنع المهاجرين العرب وغير العرب من الوصول بشكل أو بآخر إلى فرنسا مقابل مساعدات تقدم للبلدان العربية، وهو ما أكدت عليه خلال زيارتين إلى مصر ولبنان منذ مدة، وهي تدرك تمام الإدراك أن التقرب من اليهود، ولو بزواج متعة أنفع لها ولحزبها المتطرف بمحو الصورة النمطية عن كرهم لليهود، وتحقيق "نجاحات" أخرى في السيطرة على سلطة القرار الفرنسي، ولو تم ذلك بطلاق بينونة كبرى مع العرب والمسلمين، وغيرهم من الأجانب.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لزهر فضيل</p>

العلامات اساطير