الكفاءات المحلية و المهاجرة".. بين التكريم و التثمين و التمييز

2025-02-19 06:00:49

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>"ماذا سيفيد الجامعة (الجزائرية) الحصول على جائزة نوبل؟ حتى ولو كان لدينا 10 فائزين بجائزة نوبل، فماذا سيتغير؟"، لم يكن هذا التصريح لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، الاسبق الطاهر حجار (2015-2019) عشية افتتاح السنة الجامعية 2018، والذي أثار ضجة إعلامية فاقت حدود الوطن، هفوة أو خطأ يمكن تبريره في سياق خطاب أسيء فهمه، بل كان تصريحا ثقيلا أكد تعامل سلطات الجزائر حينها مع العلم والبحث العلمي ونظرتها للعلماء، على لسان أعلى مسؤول في قطاع التعليم العالي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>&nbsp;ففي إحصاء قدمته الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (FOREM) سنة 2007، بيّن رئيسها البروفيسور مصطفى خياطي، أن عدد الباحثين الجزائريين المقيمين بالخارج يتراوح بين 30.000 و100.000 باحث.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وفي الدورة الخامسة لمجلس الأعمال الجزائري الأمريكي المنعقدة في الجزائر في أفريل 2017، صرح مدير المجلس، إسماعيل شيكون، أنه في تلك الفترة، أكبر قادة ومدراء "وادي سيليكون" (Silicon Valley) في الولايات المتحدة الامريكية، وهي قبلة التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة، هم من أصول جزائرية. وفسر إسماعيل شيكون هذا الوضع قائلا:" قبل فترة، كانت الهيمنة (في المناصب العليا) للهنود والصينين، وكان رد فعل حكوماتهم جيدا جدا، حيث ناشدت الموظفين ذوي المناصب الهامة في أحسن الشركات (غوغل، فيسبوك، إنتل، الخ) بالعودة إلى الديار لإنشاء وادي سيليكون خاص بهم وعرضوا عليهم نفس الراتب الذي كانوا يتقاضونه في أمريكا". وفي ماي 2020 أكد وزير التعليم العالي آنذاك، شمس الدين شيتور، أن أكثر من 25.000 طالب يغادر الجزائر سنويا.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>رغم هذا التقييم المخيف، والذي يبقى غير شامل، بما أنه لا يحصي الكفاءات التي تركت مناصب شغلها في المؤسسات العمومية والخاصة سواء من الأطباء أو من الإطارات في مجال النفط لصالح شركات أجنبية، لم نلمس عند السلطات العليا للبلاد نية حقيقية لسد هذا النزيف في عالم اشتد فيه الصراع بين القوى الاقتصادية العظمى لجلب أكبر عدد ممكن من الكفاءات في ظل هيمنة الاقتصاد المبني على المعرفة أين أصبح الطالب والباحث هما الموارد الأساسية لتحقيق السيطرة الاقتصادية وحتى الأمنية.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في خضم هذا التغاضي المقصود عن مشكلة حقيقية رهنت حاضر ومستقبل البلاد، كانت هناك محاولات فردية من إطارات ومسؤولين في مؤسسات عمومية حاولت ربط الصلة مع كل اسم جزائري ذاع صيته في أقطار العالم لكفاءته من أجل تحسيسه بضرورة الالتفات إلى بلده الأصلي، وقُدمت له الدعوات لإلقاء محاضرات أو محاولة إدماجه في مشاريع، لكن في غياب إرادة سياسية حقيقية والتزامات فعلية بقيت هذه الدعوات ذات مفعول ضعيف أو "عمليات استشارية" عقيمة، كما وصفها الدكتور كريم زغيب، الذي تحصل على أعلى المراتب العلمية في كندا، مثل جائزة "ليونيل بولي" في مقاطعة كيبيك وصنف لثلاث سنوات على التوالي (2015 ، 2016 و2017 ) في قائمة العلماء الأكثر تأثيرا في العالم وانتخب في الأشهر الأخيرة زميلا في "الجمعية الملكية الكندية" وهي أقدم وأعرق منظمة للأكاديميين والعلماء والفنانين الكنديين وذلك تثمينا لأعماله وابتكاراته في مجال بطاريات الليثيوم، حيث قال : "هي دعوات للاستشارة فقط، من الواجب في هذا الشأن أن يكون سيد القرار حاضرا معنا ولا تكون اللقاءات عبارة عن عمليات استشارية فقط، نلتقي ونحتسي القهوة ثم يذهب كلا منا لانشغالاته" (انظر الحوار ص ...). ولكن القرار وسيده كانا غائبان رغم أن الجزائريين كانوا يشهدون حضور "علمائهم" و"كفاءاتهم" في محاضرات ولقاءات لم تتعد درجة الحملات الإعلامية والعمليات الاتصالية دون تأثير حقيقي على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الصحي للبلاد.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في الأشهر القليلة الماضية سعت الهيئات العليا للبلاد من الحكومة إلى رئاسة الجمهورية للعمل على محاولة تثمين الكفاءات العلمية الوطنية وكذا المقيمة في الخارج عبر تخصيص عدة جلسات لمجلس الحكومة لفائدة قطاع البحث العلمي وتفعيل الاكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا التي أنشأت سنة 2015 دون أن تقوم بأي عمل ملموس، وشدد فيها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وأعضاء الحكومة على أهمية إشراك الكفاءات الجزائرية المقيمة في الخارج في ديناميكية تطوير البلاد.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وفي 4 ديسمبر الجاري، منح رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق الوطني بدرجة "عشير" للباحث والمخترع بلقاسم حبة وهي أعلى درجة في مصف الاستحقاق الوطني التي أنشأها الرئيس الشاذلي بن جديد في 1984، وهو تكريم يعترف بالخدمات الجليلة المقدمة للوطن ويستهدف أيضا المواطنين الذين ساهموا عن قرب أو بعد في رفع مكانة الوطن وتعزيزه.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>كبادرة رمزية، كانت الخطوة التي أقدم عليها الرئيس، عبد المجيد تبون، بالغة الأهمية بالنظر إلى الرسالة التي قدمها للرفع من شأن أهم فئة في المجتمع وهم علماؤه وكفاءاته، ولكن اختيار هذا الباحث بالضبط طرح تساؤلات عديدة ومتشعبة في الأوساط العلمية وبين الكفاءات الوطنية وتلك المقيمة في الخارج التي أشادت على أهمية الرمزية ولكن شككت في حسن اختيار الشخصية المكرمة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لماذا بلقاسم حبة؟ ما هي المعايير التي أخذت بعين الاعتبار لتعيينه دون غيره؟ ماذا قدم هذا الباحث والمخترع للجزائر؟ أسئلة طرحت في "السر والخفاء" مخافة من التهديدات والشتائم التي يتلقاها كل من يجرؤ على طرحها من طرف "لوبيهات" وجماعات متشددة احتلت منصات التواصل الاجتماعي وجعلت من المبتكر "عالما فوق العادة" بل وتكاد أن تنزله منزلة القدسية ما زاد من حدة الشكوك حول الهالة بل الهول الإعلامي الذي أثير حوله.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>حقيقة، لماذا بلقاسم حبة؟ لماذا لم يتم اختيار البروفيسور إلياس زرهوني مثلا، أو كمال يوسف تومي، أو كريم زغيب أو أسماء أخرى كثيرة تعد بالآلاف بل المئات، بعضها قدم خدمات حقيقية للدولة الجزائرية في سرية تامة، فمنهم من قام بالتحويل التكنولوجي الحقيقي وكان يرسل أجهزة الكترونية وتكنولوجية دقيقة لفِرق البحث في الجزائر دون أي إشهار ولا نعرف حتى هويتهم، مخاطرين بمناصبهم وفي بعض الحالات بحياتهم، ومنهم من قدم منح تكوين بدرجات عالية لطلبة جزائريين في أكبر الجامعات العالمية وفرضوا وجود هذه الطاقات الجزائرية في مشاريعهم التي يترأسون مخابر البحث فيها، ومنهم أيضا من عادوا إلى أرض الوطن وضحوا بمسيراتهم العلمية العالمية وبوضعياتهم المهنية والمعيشية المريحة في أكبر جامعات ومراكز البحث في العالم، وعملوا في وضائف عمومية وفي الجامعات الجزائرية دون إحداث ضجة ودون طلب الاعتراف. ولماذا همش الباحثون "المحليون" مثل بن شرفة موفق، العباس عدة باديا، عبد الوهاب تونسي وهواري محمد سيد أحمد الذين صنفتهم المؤسسة المستقلة للملكية الفكرية " Clarivate Analyties Highly Cited Researchers" سنة 2018 في قائمة الألف باحث الأكثر استشهادا به في العالم؟ حقيقة ماذا قدم بلقاسم حبة وهو من الكفاءات الوطنية القليلة المقيمة في الخارج التي تحصلت على امتيازات موثوقة من طرف الدولة الجزائرية منذ سنوات عديدة والمتمثلة مثلا في فضاء واسع يزيد عن 200 متر مربع في بلدية سيدي امحمد في قلب العاصمة ووسائل أخرى كان من المفروض أن ينشأ بها حاضنة لمساعدة حاملي المشاريع في مجال التكنولوجيا لخلق مؤسسات ناشئة والحصول مثله على براءات اختراع، ولكن بقي "معهد حبة" عقيما إلى يومنا هذا؟</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لتبرير التكريم الذي حظي به الباحث حبة - ولسنا هنا بصدد محاكمة الشخصية أو التقليل من قيمته العلمية أو قدراته الابتكارية التي ساهمت بعضها في تطوير الهواتف الذكية والألعاب الالكترونية- أبرز مناصروه العدد الهائل من براءات الاختراع التي تحصل عليها، 1500 براءة اختراع، ما تجعل منه بطل العالم في الابتكارات. فانتشر هذا الخبر كالنار في الهشيم وخلق شبه هيستيريا في الفضاء الأزرق مفادها أن الجزائر لا تهتم بعلمائها وكفاءاتها جاعلة من المبتكر البطل الذي همشته الدولة. فهل انساق قصر المراية وراء الحملة الاتصالية الفاسبوكية؟ فلنطرح هنا السؤال المحرج الذي تحاشاه الكثير من العارفين بالمجال: هل هذا الكم من الاختراعات ممكن ؟</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في هذا الصدد يقول البروفيسور رشيد غربي، وهو أستاذ في علوم الكمبيوتر بجامعة باريس ساكلاي، فرنسا منذ 1988، والذي أدار العديد من المشاريع الممولة على المستوى الوطني والأوروبي، وهو عضو مرشح في لجنة CSP التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية: "إذا أخذنا بعين الاعتبار 1500 براءة اختراع، ولنفترض ان كل واحدة منها تستلزم شهرين لدراستها ولتصميمها وإنجازها وأخيرا للقيام بتسجيلها بطريقة رسمية عند إحدى الهيئات المعتمدة لبراءات الاختراع، ما يعني 1500 ضرب 2 تساوي 3000 شهرا، أي 250 سنة !<a>" (أنظر تدخل الأستاذ رشيد غربي ص..)، فأين الحقيقة من كل هذا؟</a></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أكثر من أي زمن مضى، جزائر اليوم تحتاج إلى كفاءاتها المحلية منها والمقيمة في الخارج على حد سواء، نظرا للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها. لذلك فعلى الدولة أن تجد الحلول الجدية لجلب هذه الكفاءات وذلك بتقديم إشارات صريحة وصحيحة مضمونا وشكلا لكي تستقطب كل من يمكنه تقديم قيمة مضافة للوطن والاخذ بعين الاعتبار الضمانات والاليات اللازمة لهذه الفئة المهمة، مثل تسخير المناخ الملائم وإطلاق مشاريع واقعية وحقيقية وطموحة لتحفيزها. في المقابل على هذه الكفاءات أن تتقبل بحقيقة الوضع وتستشعر كل ما فيها من الروح الوطنية والقومية نظرا للقدرات المادية المحدودة للبلاد والانخراط أو حتى خلق مشاريع فعلية على أرض الجزائر. ثم بعد هذا فليحاسب كل طرف الآخر في مدى احترامه للعقود والوعود المتبادلة.</p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات منوعات تكنولوجيا

الجزائر-جنوب افريقيا: محادثات ثنائية تخص عدة قطاعات

2024-12-06 13:01:00

banner

<h2>جرت، اليوم الجمعة، بمقر رئاسة الجمهورية، محادثات بين عدة وزراء مع نظرائهم لجنوب افريقيا, وذلك على هامش المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, مع نظيره لجمهورية جنوب افريقيا الشقيقة, السيد سيريل رامافوزا, الذي يقوم بزيارة دولة إلى الجزائر.</h2> <p>&nbsp;</p> <p>وتحادث الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة, رفقة وزير المجاهدين وذوي الحقوق, السيد العيد ربيقة, مع وزيرة الدفاع والعسكريين القدامى لجنوب افريقيا, السيدة أنجيلينا موتشيقكا.</p> <p>كما تحادث وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, السيد أحمد عطاف, مع وزير العلاقات الدولية والتعاون لجمهورية جنوب إفريقيا, السيد رونالد لامولا.</p> <p>وأجرى وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة, السيد محمد عرقاب, رفقة وزير الري, السيد طه دربال, لقاء مع وزيرة المياه الجنوب افريقية, السيدة بيمي ماجودينا.</p> <p>بدورهم, أجرى كل من وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية, السيد الطيب زيتوني, وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات, السيد محمد بوخاري,</p> <p>وكذا وزير الصناعة و الانتاج الصيدلاني, السيد سيفي غريب, لقاء مع وزير التجارة والصناعة والمنافسة الجنوب إفريقي, السيد باركس تاو.</p> <p>&nbsp;</p>

العلامات منوعات

في نزال مثير .. جيك بول يهزم الأسطورة مايك تايسون

2024-11-16 09:44:00

banner

<h3>في نزال مثير وحافل بالإثارة، نجح الملاكم الصاعد جيك بول في التغلب على الأسطورة مايك تايسون بقرار الحكام، حيث سجل بول 79 نقطة مقابل 73 لتايسون.</h3> <p>&nbsp;</p> <p>ورغم تأجيل النزال خمسة أشهر بسبب ظروف صحية لتايسون، أظهر الأخير أداءً قويًا يُبرز خبرته وإصراره، إلا أن لياقته البدنية المتراجعة أثرت على مجريات اللقاء.</p> <p>&nbsp;</p> <p>وقاتل&nbsp;بول وتايسون&nbsp;أمام 72300 مشجع في ملعب "آيه تي أند تي"، موطن فريق دالاس كاوبويز، حيث سيطر بول على معظم القتال ضد&nbsp;تايسون&nbsp;ليصبح المقاتل السادس الذي يهزم&nbsp;بطل الوزن الثقيل الأسبق&nbsp;في مسيرته الاحترافية.</p> <p>&nbsp;</p> <p>وكانت الجولات الافتتاحية متكافئة إلى حد ما، حيث تأقلم الملاكمان مع أساليب القتال لبعضهما البعض.</p> <p>&nbsp;</p> <p>وخرج تايسون بقوة في الجولة الثالثة، ومع ذلك رد بول بعد عدة لحظات وحشر تايسون بعدة لكمات جيدة، وبدا أنه يهز بطل الوزن الثقيل الأسبق.</p> <p>&nbsp;</p> <p>ولاحقا ظهرت علامات الإرهاق على تايسون (58 عاما) خلال المباراة، ليواصل بول (27 عاما) السيطرة على القتال من هناك، حيث قام بإسقاط مجموعاته من اللكمات مما تسبب في مشاكل لتايسون بعد 8 جولات.</p> <p>&nbsp;</p> <p>وانتقد الكثيرون قرار&nbsp;مايك تايسون&nbsp;بخوض النزال وهو في سن 58 عاما، خوفا من الأضرار التي لحقت بصحته.</p>

العلامات منوعات