أبناء الشعب يطيحون بمشروع ديغول و"الجزائر الفرنسية"

2025-02-05 07:02:16

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>عندما نزل ديغول بمطار زناتة خلال زيارته الثامنة والأخيرة للجزائر، كان قد أطلق كل قواته العسكرية في عمليات ما يسمى "البساط الساحق" للقضاء على جيش التحرير الوطني عسكريا، من خلال عمليات شال، ولم ينتبه الجنرال ديغول أن الامر لا يتعلق بمنظمة أو جيش بل قضية شعب لم يتوقف عن الصمود والقتال ومواجهة مخططات الابادة&nbsp;الاستعمارية الفرنسية منذ 130 سنة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>جاء ديغول وفي حسابه فقط كيف يتجاوز تعنت المستوطنين الكولون الذين جاؤوا به إلى السلطة بانقلاب، ولم يثقوا فيه عندما فهم الوضع وفقه أن فرنسا كدولة مهددة بالدمار إن لم تعترف لهذا الشعب بحقه في تقرير مصيره .. ديغول جاء شبه مطمئن، يصافح في تيموشنت من جاؤوا ليهتفوا بحياته وبسياسته الجديدة في الجزائر "الجزائر الجزائرية"، ويهرب من الكمائن التي نصبها له غلاة الجزائر الفرنسية في المدن الكبرى الذين أعلنوا إضرابا عاما وأرادوا الاطاحة به لفرض "الجزائر الفرنسية".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الجنرال لم يفكر دقيقة أن هناك طفلة اسمها صليحة وتيقي استشهدت مع العشرات من النساء والشبان والاطفال لإفشال مشروع ديغول ومعارضيه الاستعماريين في الجزائر، عمر صليحة ضعف سنوات الحرب التي أطلقت في أول نوفمبر 1954.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>&nbsp;كانت بتاريخ 11 ديسمبر 1960 بحي بلكور العتيق مع من خرج من أبناء الحي والأحياء المجاورة تحت زغاريد النساء من على أسطح البنايات، رافعين الرايات الوطنية، رافضين البقاء تحت راية المستعمر.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>كانت الشهيدة الصغيرة صليحة تلعب أمام بيت أهلها، وابتهجت بالمظاهرة التي حدثت في اليوم الفارط وبزهو الأعلام الوطنية التي كانت سلاح الشعب الوحيد في مواجهة قوات المظليين والشرطة وقطعان الأقدام السود وعصابة عنصريي جبهة الجزائر الفرنسية.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>والتحقت بجموع المتظاهرين مرددة الأناشيد الثورية ومتتبعة الراية الوطنية التي كان يحملها أحدهم. وكانت على غرار الآلاف تنادي بحياة الجزائر مقتحمين الحاجز الذي وضعته قوات القمع، القبعات الزرقاء، كانت صليحة فرحة بتجاوزها الحاجز، ولما رأى الشاب حامل الراية فرحتها وفخرها حملها على كتفيه لتحمل الراية الجزائرية عاليا، وبمجرد دخول الموكب الحي الأوروبي قابل الأوروبيون مشهد الملاك صليحة -حاملة العلم الذي يزعجهم- بالعنف، عندها سمعت طلقات الرصاص من شرفات المنازل، هذه الطلقات كانت مصوبة نحو صليحة والمتظاهرين السلميين العزل من السلاح، واستشهدت ابنة الـ12 ربيعا، فريد مغلاوي أيضا طفل ابن العشر سنوات لم يتقبل نزع رجل أمن العلم الوطني من أحد المتظاهرين فانقض الطفل على العلم وافتكه من الشرطي، ليستشهد بطلقات مسدس رشاش، ملتفا في العلم الذي انتزعه.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الشعب، الذي لم يحسب له أحد حسابا في أيام 10 و11 و12 ديسمبر قلب الموازين، متحديا الرصاص والقتل بأياد فارغة وواصل المواجهة بالخروج يوميا في اغلب المدن الجزائرية يقدم مئات الشهداء ولم يتوقف حتى السادس عشر من ديسمبر عندما طلب منه رئيس الحكومة المؤقتة ذلك.&nbsp;&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أعلنت الحكومة العامة&nbsp;يومها عن مقتل&nbsp;بالعاصمة فقط 120 من بينهم 112 مسلم ولم نحص حتى اليوم قتلانا في أحداث ديسمبر لكن ديغول&nbsp;أثبت أنه مجرم بإعادة&nbsp;قتل&nbsp;متظاهرين جزائريين بباريس بعد عام من مظاهرات ديسمبر بالجزائر.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>نعم صنع الشعب البسيط يومها الحدث، وأعاد ترتيب الأمور ودفعها كما أراد في اتجاه الحرية الكاملة والسيادة، رافضا الغلاة والاستقلال المزيف كما حدث مع بعض مستعمرات فرنسا.. نعم أسقط أسطورة "الجزائر الفرنسية".&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>المكان الذي سقطت فيه الوردة صليحة وكان&nbsp;مسرح الإطاحة بالاستعمار ومشروع ديغول كان قبل&nbsp;24 سنة من تلك الأحداث في 2 أوت 1936 أطاح بمشروع لا يقل خطورة&nbsp;عن مشروع ديغول مشروع إلحاق الجزائر بفرنسا كما طالب بذلك وفد المؤتمر الإسلامي&nbsp;حيث رفع وقتها الشعب زعيم نجم شمال افريقيا&nbsp;الذي صاح في وجه&nbsp;الاندماجيين "هذه الأرض ليست للبيع".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>منتصر البترون</p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

الكرة في مرمى ماكرون!

2025-02-03 18:00:00

banner

<p dir="rtl">لم أفهم لماذا تم تركيز التعليقات على حوار الرئيس عبد المجيد تبون الذي أدلى به لصحيفة "لوبينيون" الفرنسية أمس حول قضية التطبيع مع إسرائيل، عندما قال "أن الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها بإسرائيل في اليوم ذاته الذي تقوم فيه دولة فلسطينية"، حيث فسره البعض على أنه تحول ملفت في الموقف الجزائري حول التطبيع، وراحت أغلب المواقع الإخبارية التي تحدثت عن الحوار تركز على هذه الجزئية من الحوار الطويل الذي تناول فيه الرئيس كل القضايا الوطنية والدولية التي تهم الجزائر وخاصة التوترات في العلاقات مع فرنسا ماكرون.</p> <p dir="rtl">وفي الحقيقة ليست المرة الأولى التي يدلي فيها الرئيس تبون بهذا التصريح، فقد سبق وقال هذا الكلام في حوارات سابقة، وهو الموقف الثابت للجزائر التي ربطت دوما تطبيع العلاقة مع إسرائيل بشرط اعترافها وسماحها بقيام دولة فلسطين في حدود 1967، ودون ذلك لا اعتراف ولا تطبيع مع إسرائيل، مثلما قال الرئيس تبون في تصريح له من سنوات قليلة "أننا لن نهرول نحو التطبيع ولن تبارك الجزائر اتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل ولن تكون جزءا منها، وأن موقف الجزائر ثابت من القضية الفلسطينية".</p> <p dir="rtl">موقف الرئيس من هذه القضية ليس بجديد وهو موقف الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها منذ الاستقلال، ومنذ كل النزاعات العربية مع الكيان، وعليه فإن محاولة إخراج تصريحات <span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>الرئيس من سياقها وتفسيرها على أنه تحول في الموقف الجزائري من الكيان لا تلزم إلا أصحابها.</p> <p dir="rtl">المؤسف من هذه القراءات هو القصور الإعلامي لأصحابها، لأنها اهتمت بمسالة التطبيع أكثر من اهتمامها بالملفات الأخرى التي طرحها الرئيس في الحوار خاصة بالنسبة لعلاقاتنا مع فرنسا التي لأول مرة يتحدث عنها بصراحة مباشرة، والتي قال عنها الرئيس أن الكرة في مرماها، واتهم وزير داخليتها بمحاولة طرد مؤثر وملاحقة نشطاء جزائريين على التواصل الاجتماعي بينما تحمي مجرمين ومخربين وتمنحهم الجنسية وحق اللجوء محذرا ماكرون من السقوط فيما أسماه "افتراق غير قابل للإصلاح"، كما اتهم تصريحات اليمين المتطرف في فرنسا بخلق جو سام، وغيرها من المسائل التي عقدت الخلاف مع باريس ومنها ملف الذاكرة الذي يبقى نقطة سوداء في تاريخ فرنسا وعقبة في طريق تحسين العلاقات معها ما لم يسو نهائيا باعتراف واعتذار.</p> <p dir="rtl">الحوار جاء شاملا وصريحا ووضع النقاط على الحروف في كل القضايا، وحمل رسائل مشفرة لكل من يفسر مواقف الجزائر بالنسبة لفرنسا والمغرب ودول الساحل على أنها عزلت الجزائر في محيطها، فقد قالها الرئيس صراحة أنها مزاعم بعض السياسيين الفرنسيين والقول بأن الجزائر معزولة تضحكنا.</p> <p dir="rtl">ولم ينس أن يوجه من جهة أخرى سهاما لمن يتهموننا بأننا أتباع لروسيا، عندما قال أن الجزائر رفضت وجود قوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك، كما تطرق للخلاف مع السلطات الحالية في مالي وأنها لا تدعم الجماعات الإرهابية في مالي مثلما تدعي السلطات الانقلابية هناك، مثلما فضح سياسة الكيل بمكيالين الغربية في قضية دعم أوكرانيا وصمتها على المجازر في غزة.</p>

العلامات اساطير

زواج يهودي وطلاق عربي اسلامي

2025-02-03 11:54:00

banner

<h2>عملت زعيمة حزب "التجمع الوطني" في فرنسا، مارين لوبان، على مدى سنوات طويلة على تنفيذ واحدة من أبرز عمليات إعادة تشكيل الهوية السياسية في العالم الغربي، حيث نجحت في تحويل حزب متطرف هامشي أسسه والدها، جان ماري لوبان، إلى قوة سياسية رئيسية في فرنسا.</h2> <p>وقامت مارين لوبان في مناسبات عديدة بمكافحة الاتهامات بمعاداة المهاجرين والأجانب والعولمة والسامية والعنصرية، وأكدت على تغيير مواقف حزبها، لكنها ناورت بشكل فعال لجذب الناخبين الغاضبين من السياسات الحالية ومن موجات الهجرة والتحولات الاجتماعية في فرنسا.</p> <p>فمنذ أن تسلمت مارين لوبان رئاسة الجبهة الوطنية سنة 2011، بعد انقلاب عائلي وحزبي على والدها، كانت دائما ما تبدت رغبتها القوية في أن يتم استقبالها في إسرائيل. ومن أجل ذلك، استبعد الحزب مسؤولين ينتمون إلى مجموعة "لوفر فرانسيز"، الحركة القومية الفرنسية التي حلتها السلطات الفرنسية 2013، وبينهم "إيفان بينيديتي" الذي كان يصف نفسه بأنه "معاد للصهيونية والسامية واليهود".</p> <p>وفي صيف 2014، اتخذت مارين لوبان موقفا مؤيدا لرابطة الدفاع اليهودية، وأقدمت سنة 2015 على إقصاء والدها عن الحزب الذي ورثته منه، بعد إدلائه بتصريحات حول محرقة اليهود أثارت جدلا جدلا كبيرا حينها.</p> <p>التخلص من عقيدة معاداة اليهود في فكر اليمين المتطرف الفرنسي، دفع بمارين لوبان إلى أن ترفع سقف الخصومة مع والدها إلى درجة عالية من الحدة، حيث أقدمت على اتخاذ إجراء تأديبي في حق جان ماري لوبان، مؤسس الحزب، وأجبرته على اعتزال السياسة بعد تصريحاته بخصوص" غرف الغاز" اليهودية التي أقامها النازيون في الحرب العالمية الثانية. وكان جان ماري لوبان قد ذكر، في عدة تصريحات العالمية حول "غرف الغاز" والمحرقة اليهودية بأنها مجرد "تفصيل" في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وبقي جان ماري لوبان متشبثا بشأن تصريحاته بخصوص اليهود.</p> <p>وفي سبيل التقرب من نفود اليهود في المجتمع الفرنسي، وتقديم عدو مشترك لهما، تقول مارين لوبان أنها لن تسمح بمعاداة السامية في حزبها، وأن المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية "يخطئ في تحديد عدوه منذ سنوات"، معتبرة أن "التيار الإسلامي" بات العدو الأول، مع أن الجبهة الوطنية اعتبرت الإسلام لوقت طويل وحتى الثمانينيات والتسعينيات حليفا ضد "النظام الأمريكي الصهيوني". كما اقترحت سنة 2018 تغيير تسمية حزب والدها من الجبهة الوطنية إلى التجمع الوطني،</p> <p>في مقابل ذلك، سعت لوبان على مدى سنوات إلى التأكيد على محورين أساسيين يقتصر عليهما مستقبل العلاقات الفرنسية العربية، ويخصان التعاون ضد التطرف والإرهاب والتعاون لمنع المهاجرين العرب وغير العرب من الوصول بشكل أو بآخر إلى فرنسا مقابل مساعدات تقدم للبلدان العربية، وهو ما أكدت عليه خلال زيارتين إلى مصر ولبنان منذ مدة، وهي تدرك تمام الإدراك أن التقرب من اليهود، ولو بزواج متعة أنفع لها ولحزبها المتطرف بمحو الصورة النمطية عن كرهم لليهود، وتحقيق "نجاحات" أخرى في السيطرة على سلطة القرار الفرنسي، ولو تم ذلك بطلاق بينونة كبرى مع العرب والمسلمين، وغيرهم من الأجانب.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>لزهر فضيل</p>

العلامات اساطير