لا يرمم الزجاج المكسور بصور الصداقة
2025-09-17 13:43:48

<!-- wp:paragraph --> <p>يبدو أنه لم يبق لفرنسا إلا التشريفات لتفرض وجودها على الساحة الإقليمية بعدما تراجع نفوذها في المحافل الدولية وحتى في المناطق التي كانت تهيمن عليها.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أمام عجزها في تحقيق نتائج فعلية وصريحة في الملفات العالقة سواء في منطقة الساحل أو في ليبيا وحتى في الأزمة الديبلوماسية مع الجزائر، بدى تنظيم الملتقى الدولي حول ليبيا في باريس كأنه مناسبة أرادها الإليزيه لجذب الأنظار وفرض وجوده كفاعل مهم في القضية، ولا يهم إن غاب عن هذه القمة رؤساء أهم الدول الفاعلة في الأزمة، فلم يحضر لا الرئيس الأمريكي ولا الروسي ولا الجزائري ولا التركي، وهذا دليل على مستوى أهمية اللقاء.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن بالنسبة لباريس ورئيسها إيمانويل ماكرون المحب للعمليات الاتصالية، فالمهم هو الصورة والأهم أن يذاع في وسائل الإعلام العالمية أن باريس هي مركز القرار حتى ولو لم يسفر اللقاء عن أي قرار جديد، مقارنة بما حدث إثر قمم برلين الأولى والثانية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، وأهمها التأكيد على ضرورة إقامة الانتخابات في آجالها ومغادرة الجماعات المسلحة الأجنبية والميليشيات الأراضي التركية. وفي هذه النقطة الأخيرة أعلن المشاركون عن مؤتمر باريس مغادرة 300 فرد من القوات الخاصة الروسية ليبيا مع أن عدد المرتزقة والمقاتلين يمثل عشرات الآلاف.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>من جهة أخرى اغتنم ماكرون فرصة مشاركة وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بعد أن رفض الرئيس الجزائري حضور اللقاء على خلفية الأزمة الديبلوماسية القائمة بين البلدين، للتودد أمام عدسات الإعلام التي سارعت تثبيت تعابير الجسم والحركات التي تعبر عن المحبة والترحاب كتلك الصورة التي يظهر فيها الرئيس الفرنسي واضعا مرفقه على كتف الوزير الجزائري كبادرة صداقة. وقد اغتنمت بعض وسائل الإعلام الفرنسية هذه الصورة لتتكهن بعودة العلاقات الديبلوماسية قريبا إلى وضعها الطبيعي وأن الأزمة في طريق الزوال.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن هل تكفي الحركات الجسدية والإيماءات البروتوكولية لفض خلافات عميقة وخلق توافق حول تصورات استراتيجية متضاربة في مسائل شديدة التعقيد كقضية ليبيا، منطقة الساحل أو قضية الصحراء الغربية؟ قد يقول قائل إن الحوار والتبادل في ظل احترام متبادل وفي جو أخوي يفضي حتما إلى حلول توافقية وناجعة، ولكن الجزائر اليوم لا يمكنها التعامل بأمان مع مسؤول برتبة رئيس جمهورية أساء إلى كل مقوماتها، وهذا مهما وصل مستوى الاعتذار الذي قد تلجأ إليه باريس، فلا يمكن التعامل مع طرف هز أهم ركن من أركان التبادل الواعد وهو الثقة. فالثقة كالزجاج إذا كسر لا يمكن ترميمه أبدا.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سمير عزوق</p> <!-- /wp:paragraph -->
الدوحة وقمة اللطم على الخدود !
2025-09-16 23:19:00

<p><br />يقول المثل العربي " طباخ السم يتذوقه"، ويعني أن من يقوم بعمل مؤذٍ لشخص آخر، سيصاب هو نفسه بنفس الأذى، والمثل ينطبق بدقة على دولة قطر التي جندت قناة "الجزيرة" ومفتيها القرضاوي لنشر الفوضى والانقلابات في الوطن العربي تحت مسمى الربيع العربي الذي لم يزهر إلا مجازر ودمار وتشريد لشعوب المنطقة من العراق الى سوريا مرورا بليبيا ومصر، وحيثما جندت قناة الصهيو-قطرية كاميراتها لنشر الأكاذيب والدعوة لإسقاط الأنظمة وقتل الرؤساء مثلما أفتى القرضاوي بقتل القذافي على المباشر من منبر "الجزيرة".<br />العدوان على قطر للأسف وهذا ليس للشماتة، هو كارما لكل الشرور التي زرعتها في الوطن العربي لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وعرابي تفكيك المنطقة، من بينهم برنار لويس البريطاي، وزبنغيو بريجنسكي الأمريكي ووزير خراجية أمريكا الأسبق كيسنجر وغيرهم، تمهيدا لإقامة إسرائيل الكبرى على أنقاض ما كان يسمى بالوطن العربي، المشروع الذي أسست قناة "الجزيرة" من أجل تهيئة الشارع العربي وتحريكه لإسقاط الأنظمة، ولإدخال الراي الصهيوني الى البيت العربي باستضافة متحدثين صهاينة اعطتهم الكلمة تحت شعار الراي والرأي الآخر، في الوقت الذي يسعى الكيان الى تنفيذ مخطط إبادة ليس في القطاع فحسب بل في كل فلسطين.<br />اليوم تأتي قطر التي قبلت لعب الدور الوظيفي لدى أمريكا ومن ورائها الكيان، والتي كانت أول المطبعين مع الكيان، وبعد أن داس هذا الأخير بدعم أمريكي على كرامة أميرها وشعبها باستهداف قادة المقاومة الفلسطينية على ترابها، بعدما تم استدراجهم الى الدوحة بأوامر إسرائيلية أمريكية بهدف تصفيتهم، تبكي وتشتكي من العدوان الصهيوني، وتدعو العرب والمسلمين لإقامة مندبة معها، وتطلب منهم التنديد بالعدوان الذي تستثني من مسؤوليته أمريكا رغم علمها بدور ترامب في التشجيع على هذا العدوان، ونسيت دورها في إضعاف القرار وتفكيك الصف العربي، حتى أن مرة حاول وزير خارجيتها تهديد ممثل الديبلوماسية الجزائرية في إحدى لقاءات القمة دون حياء، معتقدا أن استقواءه بأمريكا سيجعل منه دولة مهابة وقوية، لتستفيق اليوم على رسالة من الكيان تنذر بانتهاء الدور المنوط بها، وأنه لن يكون العدوان الأخير عليها، فهي لا تساوي جناح ذبابة عند أمريكا وحليفتها، مهما كانت الرشاوى المقدمة لترامب ولأمريكا.<br /> المضحك المبكي في مخرجات قمة النواح، دعوتها "لمراجعة العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وتنسيق الجهود من أجل تعليق عضويتها بالأمم المتحدة، وتأكيدها على أهمية الالتزام بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة باعتبارها المرجعية الأساسية لتحقيق السلام الدوليين، وتعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر" وغيره من الهراء الذي صادقت عليه 57 دولة بالإجماع، أغلبها تعترف بإسرائيل اعترافا ديبلوماسيا وقانونيا، من بينها قطر، ساهمت في جلسة اللطم على الخدود، ما زالت تؤمن بأكذوبة الشرعية الدولية وبالقانون الدولي وبحقوق الانسان التي يدوسها يوميا الكيان والدول التي تدعمه في فلسطين، فهل من الشرعية الدولية فرض مجاعة على شعب، وهل من حقوق الانسان استهداف الأطفال عمدا، وتفجير المستشفيات وقتل الأطباء ونشطاء المنظمات الإنسانية؟<br />بيان القمة أشاد بما أسماه بالموقف الحضاري الحكيم والمسؤول الذي انتهجته الدوحة في تعاملها مع العدوان، وفي الحقيقة هو موقف الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، فلم تلتزم قطر ولا الامارات أو المملكة السعودية بموقف حضاري عندما شاركت في قوات درع الجزيرة في تدميرها لليمن بحجة إعادة الشرعية للحكومة اليمنية ضد الحوثيين.<br />كان على قطر أن تكون في مستوى الصورة التي تسوقها عن قوتها، وترد على العدوان بالمثل، مثلما فعلت إيران من بضعة أسابيع، فهي لم تندب حظها، ولم تقم مجالس لطم، بل قصفت وأرسلت الصواريخ ودمرت نسبة كبيرة من البنية التحتية للكيان، بما فيها معاهد دراسات كبرى، وقتلت جنرالات وعملاء موساد وعلماء وجنود، وما كانت لتتوقف لولا تدخل أمريكا، فهذا وحده الرد الذي تفهمه أمريكا ومحظيتها إسرائيل، وكان على قطر التي لم تستشر لا العرب ولا المسلمين عندما كان أميرها السابق يأخذ تسيبي ليفني بالأحضان ويسافر الى الكيان ويعقد معه الصفقات أن يحذو حذو طهران دفاعا على عرضه.<br />كان على القمة أن تطالب بالعودة الى مخرجات القمة العربية سنة 1967، واحياء لاءات الخرطوم الثلاث، " لا صلح لا اعتراف لا تفاوض"، وإلا لا فائدة ترجى منها !</p>
تسعة حقائب لتسع فحلات !
2025-09-16 08:00:00

<p dir="rtl">رقم قياسي سجله الرئيس عبد المجيد تبون ودون أدنى ضجيج، بوضع ثقته لأول مرة في تسعة وزيرات في حكومة سيفي غريب الجديدة، وهو رقم غير مسبوق حتى في عهد الرئيس بوتفليقة الذي فرض نسبة 30 بالمائة للنساء في القوائم الانتخابية، وأين كانت أصوات النسويات لا تتوقف عن المطالبة بالمناصفة في المناصب.</p> <p dir="rtl">وهذا ليس بغريب لا على الرئيس الذي يقدر المرأة الجزائرية حق قدرها، حتى وإن كان لا يجاهر بهذا ولم يجعل منه مادة مزايدة سياسية، فكل ما وعد به النساء وفى به، فالمرأة الجزائرية التي أثبتت تفوقها في الدراسة وفي كل الميادين، تحتل أكبر نسبة في مدرجات الجامعة، وتحتل الصدارة في قوائم النجاح في البكالوريا، وإسناد هذا العدد من الحقائب لفحلات جزائريات هو عرفان للمرأة الجزائرية بكل المجهودات المبذولة لبناء وطنها، مجهودات جاءت لتكمل ما قدمته جميلات الجزائر بدمائهن وجهادهن في طريق الحرية والانعتاق طوال عقود من الظلم.</p> <p dir="rtl">شخصيا دافعت دوما على الكفاءة بعيدا عن الجنس أو العمر، لكني عرفت عن قرب بعضهن مثل السيدة مولوجي أو السيدة كريكو، وكذلك وزيرة السياحة حورية مداحي التي عانت من ظلم العصابة بعد تنحية الوزير الأول وقتها عبد المجيد تبون، وعرفت أنهن كفؤات وقد برهن في تجربتهن على قدرتهن على تحمل المسؤولية وكن في مستوى ثقة الرئيس.</p> <p dir="rtl">بعض التعليقات على الوسائط الاجتماعية من التيار الظلامي صاحب مقولة "بلاصتك في الكوزينة"، تأففت من هذا التعيين، معتبرة أنهن سرقن حق الرجل في هذه المناصب، وأنه يوجد الكثير من الرجال يحملن شهادات عالية وهم أحق بهذه المناصب حسب عقولهم الموبوءة، وغيرها من السموم وترديدهم الأسطوانة المشروخة التي تتكرر دائما لما يتعلق بالمرأة وحقها في العمل والارتقاء في المناصب، مهما كانت كفاءتها، ومهما كان تفوقها في كل المراحل الدراسية وفيما تقدمه من أفكار في مجال عملها.</p> <p dir="rtl">يأتي هذا الاعتبار للمرأة الجزائرية، بعد قرار الرئيس رفع عطلة الأمومة الى خمسة أشهر، في التفاتة جميلة للأمهات، ما يساعدهن على البقاء فترة أطول مع فلذات أكبادهن، فهنيئا لنا وانحناءة احترام وتقدير لرجل يعمل في صمت لتمكين الجزائرية من كل الحقوق التي تستحقها، وهنيئا لصاحبات المعالي على الثقة التي وضعها فيهن رئيس الجمهورية.</p>
