لا يرمم الزجاج المكسور بصور الصداقة

2025-12-07 00:57:18

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>يبدو أنه لم يبق لفرنسا إلا التشريفات لتفرض وجودها على الساحة الإقليمية بعدما تراجع نفوذها في المحافل الدولية وحتى في المناطق التي كانت تهيمن عليها.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أمام عجزها في تحقيق نتائج فعلية وصريحة في الملفات العالقة سواء في منطقة الساحل أو في ليبيا وحتى في الأزمة الديبلوماسية مع الجزائر، بدى تنظيم الملتقى الدولي حول ليبيا في باريس كأنه مناسبة أرادها الإليزيه لجذب الأنظار وفرض وجوده كفاعل مهم في القضية، ولا يهم إن غاب عن هذه القمة رؤساء أهم الدول الفاعلة في الأزمة، فلم يحضر لا الرئيس الأمريكي ولا الروسي ولا الجزائري ولا التركي، وهذا دليل على مستوى أهمية اللقاء.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن بالنسبة لباريس ورئيسها إيمانويل ماكرون المحب للعمليات الاتصالية، فالمهم هو الصورة والأهم أن يذاع في وسائل الإعلام العالمية أن باريس هي مركز القرار حتى ولو لم يسفر اللقاء عن أي قرار جديد، مقارنة بما حدث إثر قمم برلين الأولى والثانية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، وأهمها التأكيد على ضرورة إقامة الانتخابات في آجالها ومغادرة الجماعات المسلحة الأجنبية والميليشيات الأراضي التركية. &nbsp;وفي هذه النقطة الأخيرة أعلن المشاركون عن مؤتمر باريس مغادرة 300 فرد من القوات الخاصة الروسية ليبيا مع أن عدد المرتزقة والمقاتلين يمثل عشرات الآلاف.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>من جهة أخرى اغتنم ماكرون فرصة مشاركة وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بعد أن رفض الرئيس الجزائري حضور اللقاء على خلفية الأزمة الديبلوماسية القائمة بين البلدين، للتودد أمام عدسات الإعلام التي سارعت تثبيت تعابير الجسم والحركات التي تعبر عن المحبة والترحاب كتلك الصورة التي يظهر فيها الرئيس الفرنسي واضعا مرفقه على كتف الوزير الجزائري كبادرة صداقة. وقد اغتنمت بعض وسائل الإعلام الفرنسية هذه الصورة لتتكهن بعودة العلاقات الديبلوماسية قريبا إلى وضعها الطبيعي وأن الأزمة في طريق الزوال.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ولكن هل تكفي الحركات الجسدية والإيماءات البروتوكولية لفض خلافات عميقة وخلق توافق حول تصورات استراتيجية متضاربة في مسائل شديدة التعقيد كقضية ليبيا، منطقة الساحل أو قضية الصحراء الغربية؟ قد يقول قائل إن الحوار والتبادل في ظل احترام متبادل وفي جو أخوي يفضي حتما إلى حلول توافقية وناجعة، ولكن الجزائر اليوم لا يمكنها التعامل بأمان مع مسؤول برتبة رئيس جمهورية أساء إلى كل مقوماتها، وهذا مهما وصل مستوى الاعتذار الذي قد تلجأ إليه باريس، فلا يمكن التعامل مع طرف هز أهم ركن من أركان التبادل الواعد وهو الثقة. فالثقة كالزجاج إذا كسر لا يمكن ترميمه أبدا.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سمير عزوق</p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

عندما تتغلب بصيرة السلطة!

2025-12-06 06:00:00

banner

<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>

العلامات اساطير

وماذا عن إخوان الجزائر؟

2025-12-04 06:00:00

banner

<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p>

العلامات اساطير