اسمعوا لهذا الصوت يا عباد..
2025-10-23 15:35:08

<!-- wp:paragraph --> <p>أنا فطيمة بدّار، عشت في هذه الدنيا 15 سنة، استشهدت منذ ستين عاما بنهر السين بباريس، حيث ألقى بي رجال البوليس بعد ان ضربوني ضربا مبرحا، ثم قذفوا بي في نهر السين بباريس، مساء السابع عشر من اكتوبر عام 1961..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>يومها خرجت من الكوليج والتحقت، ومحفظتي على ظهري، بمظاهرات إخواني الجزائريين احتجاجا على قرار حظر التجوال العنصري الذي أراد محافظ شرطة باريس فرضه على الجزائريين، وكذا للمطالبة بحق شعبنا في تقرير المصير والاستقلال.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>قبل الحديث عن ذلك اليوم المشهود، دعوني أقدم نفسي وعائلتي: أنا فطيمة بدار، ولدت في الخامس من شهر اوت 1946 ببلدة تيشي الساحلية، الواقعة بمحافظة بجاية.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ترعرعت هناك مع أمي حتى السنة الخامسة من عمري، وكان والدي يعمل في فرنسا بمحافظة السان، سان دني بالمنطقة الباريسية. هاجرت وأنا في الخامسة من عمري (سنة 1951) الى فرنسا مع أمي، جيدة، لنلتحق بوالدي، حسين بدّار، الذي كان يشغل منصب مسخن فرن بشركة "غاز دو فرانس".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سكنا في البداية حيا قصديريا بشارع بلاييل Pleyel بسان سان-دني ثم انتقلنا الى عمارة بنهج الميناء باوبيرفيليي، ثم الى سارسيل Sarcelles عام 1959 ثم سكنت العائلة في الاخير بستاين Staines.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لدي ستة أخوة، أكبرنا زهرة ولويزة وأصغرنا جودي، الذي ولد سنة 1956. كان عمري ثماني سنوات عندما اندلعت ثورة التحرير في بلادي في الفاتح نوفمبر 1954.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>مساء 17 اكتوبر، بحث عني والداي حتى ساعة متأخرة من الليل دون أن يجداني، ثم عادا الى البيت ينتظران عودتي. كنت قد التحقت بالمظاهرة وحدي، الشرطة كانت تصرع وتقتل الجزائريين المحتجين بالعشرات.. انهال افرادها عليّ ضربا ثم رموني في مياه نهر السين بعد أن صرعوني، فغرقت بعد 73 يوما من عيد ميلادي الخامس عشرة..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إلتحقت روحي ببارئها مساء السابع عشر اكتوبر، لكن والدي حسين بدّار، الذي انتظر طول الليل عودتي دون جدوى أبلغ في اليوم الموالي محافظة شرطة ستاين عن اختفائي، لم أكن من الاحياء، لكن أخي جودي شهد أن أبي عومل معاملة سيئة بمحافظة شرطة ستاين سان-دني وتعرض للإهانة والشتم والتعنيف.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أمي، التي كانت حاملا بابنها الثامن، بقيت تبحث وتصول لمدةاسبوعين بأحياء سان دني والمدن المجاورة بالناحية الباريسية رفقة أخي جودي باكية وداعية الله أن تعثر على ابنتها دون جدوى..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p> والدي طاف بكل محافظات الشرطة بالمنطقة الباريسية لنشر بلاغ وطني للبحث عن ابنته المفقودة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في الـ 31 اكتوبر 1961 اكتشف عامل جثتي بمعية 15 جثة أخرى محصورة في القفل السابع لقناة سان دني.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p> ( 7eme ecluse) بعد انتشال الجثث التي بقيت عائمة14 يوما، تعرف والدي على جثتي يومها من ظفيرة شعري الطويلة السوداء, وفي اليوم الموالي أعيدت محفظتي لأسرتي، وأجبر والدي حسين، الذي ساهم في تحرير فرنسا من النازية ولا يعرف قراءة الفرنسية، على إمضاء محضر للشرطة يقرأن ابنته فطيمة بدّار انتحرت وماتت غرقا..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في الثالث من نوفمبر 1961 دفن جثماني بمقبر ستاين البلدية وبقيت رفاتي هناك حتى سنة 2006، حيث نقلت بفضل مساعي مؤسسة 8 ماي 1945 وأعيد دفني بمربع الشهداء بمقبرة بلدة تيشي مسقط راسي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وبعد مرور 60 سنة على تلك المذبحة، أردت أن أقول لإخواني الجزائريين واخواتي الجزائريات لا تنسوا شهداءكم.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><strong>بقلم منتصر اوبترون</strong></p> <!-- /wp:paragraph -->
الحرب على الفساد لم تنته !
2025-10-23 07:00:00

<p dir="rtl">تخوض الجزائر حروبا على كل الجبهات، جبهة الفساد التي يبدو أنها لا تنتهي، وجبهة عصابات العنف واختطاف الأطفال التي زادت استفحالا رغم وسائل التواصل المنتشرة في كل ركن والتي تكشف المجرمين بالصوت والصورة.</p> <p dir="rtl">أما الحرب على الفساد التي لم ينجو منها أقرب المقربين من المحيط الرئاسي فالمحيّر أن المتورطين فيها لم يستعيضوا بتجربة نساء العصابة ورجالها، فهم لم يكونوا أقوى ولا أذكي من شقيق الرئيس بوتفليقة ولا أويحيى وسلال أو خليدة تومي وغيرهم من المحكوم عليهم بالسجن في قضايا معروفة بتفاصيلها لدى الرأي العام، وإلا بماذا نفسر تورط إطارات وموظفين بوزارة التجارة في قضايا نصب واحتيال بتسهيلهم الحصول على تراخيص الاستيراد بطرق احتيالية، رغم أن رئيس الجمهورية كان واضحا في كل مرة يتحدث فيها عن الاستيراد بأنه لن يتسامح مع من يستورد سلعا تصنع ببلادنا.</p> <p dir="rtl">فأين الخلل في هذه القضية؟ هل في الوزراء المشرفين على القطاع، أم في الإطارات التي كانت تظن أنها في مأمن من المتابعة وراحت تقوم بنفس المهام القذرة في عهد العصابة واعتقدت أن سيف القضاء لن يصلها؟</p> <p dir="rtl">أما عصابات الأحياء والمتجبرين من أمثال المدعو "هشام الوهراني"، ممن يتفاخرون بجرائمهم وتصويرها ونشرها على وسائل التواصل، والمعتدين على القصر ومختطفي الأطفال، فقد صارت أخطر على المجتمع الجزائري من الجماعات الإرهابية التي حرقت الأخضر واليابس واقترفت المئات من المجازر، ولا شك أن وراءها عصابة سياسية تحاول ضرب المجتمع في العمق، من أجل تأليب المواطنين على السلطة ونشر الكراهية ضد الحكام، فمثلما تورطت في حرائق الغابات كل صائفة، تعمل حاليا على<span class="Apple-converted-space"> </span>نشر الكراهية والإحساس بانعدام الأمن والخوف بين المواطنين، للدفع بهم إلى الحرقة والانقلاب على السلطة التي يصورون على أنها عاجزة عن حماية المواطنين، والدليل أنهم يصورون وينشرون فيديوهات جرائمهم على وسائل التواصل في تحد صارخ لها ولقوات الأمن التي من المفروض أنها من تضمن أمن وحماية الناس في الشوارع والمدن، وفي نفس الوقت لنشر الذعر بين الناس، فلا مشروع يثمر وسط الخوف والرعب.</p> <p dir="rtl">وأمام هذه الظواهر التي تقف حجر عثرة في طريق السلطة وتعرقل نواياها الحسنة للخروج من الأزمات وتجسيد المشاريع المختلفة التي باشرها الرئيس منذ اعتلائه سدة الحكم وتحقيق النقلة النوعية، من بلد كان مقبلا على الإفلاس إلى اقتصاد متوازن، الأول إفريقيا من يحقق أمنه الغذائي بفضل المشاريع الفلاحية الناجحة التي أثارت غيرة وحسد الجيران، على السلطة أن تكون أكثر تشددا مع الفساد، ومع المسؤولين المتلاعبين بالمال العام ومع الوصوليين وكل من يستغل منصبه لمآربه الخاصة، مثلما يجب أن تتعامل مع عصابات الرعب بنفس الحدة واللا تسامح التي تعاملت بها مع عصابات الإرهاب.</p>
لا حرب ولا سلام مع المخزن !
2025-10-21 20:00:00

<p dir="rtl">هل نجح ترامب في وقف العدوان على غزة حتى يكلف نفسه بما لا يعنيه ويقول أنه سيعمل على تحقيق سلام بين الجزائر والمغرب، فكل يوم يقصف الكيان مناطق متفرقة في غزة ، ويقوم بغارات على جنوب لبنان وما زال سكان القطاع يدفعون يوميا قرابين من الدم، ومع ذلك يدعي هذا المجنون أنه لا أحد اخترق اتفاقية السلام، ليوهم العالم بأن الحرب قد انتهت في غزة، ويوفر غطاء ديبلوماسيا لجزار غزة ليواصل جريمته ويطبق الحل النهائي على الغزاويين، هذا الحل الذي للأسف لم يتمكن هيتلر من تطبيقه، فعندما يتعلق الأمر بإسرائيل يختفي شعار ترامب " أمريكا أولا" ليصبح الكيان أولا؟</p> <p dir="rtl">ثم نحن لسنا في حرب ليقترح الرئيس الأمريكي حل النزاع بين الجزائر والمغرب مثلما يدعي مبعوثه ويتكوف وساطة ويتوصل على حد تعبيره لاتفاق سلام في الشهرين المقبلين، والجزائر سبق لها وقالت رأيها بشأن الوساطات المزعومة على لسان وزيرها للخارجية السابق رمطان لعمامرة عندما تدخلت دولا عربية غداة قطع العلاقات بهدف حل الأزمة القائمة بين البلدين ومحاولة إعادة الدفء للعلاقات.</p> <p dir="rtl">والسلام الذي على أمريكا تحقيقه هو بين الشعب الصحراوي والاحتلال المغربي، وعلى ترامب أن يلتزم بالقوانين الأممية التي تعتبر القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار، وليس مع الجزائر التي يبدو أنه يريد الضغط عليها بهدف فتح الحدود، لتمكين المحتل الإسرائيلي في المغرب من التسلل إلى داخل الجزائر وتلغيمها من الداخل وقتل علمائنا وتخريب اقتصادنا والتلاعب بأمننا مثلما حاولوا ذلك سنوات الأزمة الأمنية.</p> <p dir="rtl">على ترامب أن يبدأ من بيته، ويتوقف على تضييق الخناق في بلاده على الجارة المكسيك التي منذ أن عاد إلى الحكم وهو يقود حربا حقيقية ضد المهاجرين، فأقام الحواجز والأسلاك الشائكة لمنع المهاجرين من دخول أمريكا، ثم يأتي مرتديا ثوب العفة كرسول سلام بين الجزائر والمغرب، في أمر يخصنا وحدنا، وأغلب المواطنين الجزائريين قبل السلطة يرفضون فتح الحدود وعودة العلاقات، منذ أن أدخل المخزن الفيروس الصهيوني في أرض المغرب ليستقوي به على النيل من الجزائر، فحتى المغاربة أنفسهم لم يسلموا من هذا الاحتلال الصهيوني الجديد لبلادهم، وهم يوميا يطردون من ممتلكاتهم وبيوتهم لتمنحها عدالة المخزن للصهاينة العائدون من فلسطين بحجة أنها كانت ملكا لهم قبل هجرتهم إلى أرض الميعاد المزعومة.</p> <p dir="rtl">ترامب يدرك أن المغرب هي إسرائيل الجديدة، ولا يهمه مصلحة الشعب المغربي الذي ابتلي بأسوأ نظام ملك في العالم، بل ليمهد الطريق<span class="Apple-converted-space"> </span>للمشروع الصهيوني في المنطقة، ويذلل أمامه العقبات في الجزائر، وليس مستبعدا أنه سيحاول الضغط على بلادنا من أجل التطبيع مع الكيان مثلما تلاعب من قبل بالإمارات والبحرين، ولا أقول المملكة المغربية لأنها كانت أول المطبعين حتى قبل اتفاقيات كامب دافيد المذلة بين مصر والصهاينة.</p> <p dir="rtl">يبدو أن الأمر اختلط على ترامب الذي لهث وراء نوبل للسلام قبل أن يمنح لواحدة أكثر صهيونية منه ومن ناتنياهو، وهو يرى الحروب في كل مكان ويسعى لإطفائها في تخطيط منه لنيل هذا الشرف المزيف، لكنه يعمى على الحروب الفعلية والفوضى التي زرعتها بلاده في مناطق متفرقة من العالم وعلى رأسها فلسطين والعراق ولبنان، ويغض الطرف لأنه لا يمكن أن يتخذ قرارات تغضب صديقه الأحق منه بجائزة نوبل للحروب وليست للسلام ناتنياهو.</p> <p dir="rtl">قبل أن يحاول التدخل في الشأن الجزائري الداخلي، على ترامب أن يخرج صديقه الجزار من وحل غزة أولا ويجبره على احترام اتفاق شرم الشيخ المزعوم، ثم لكل حدث حديث.</p> <p dir="rtl"> </p>
