اسمعوا لهذا الصوت يا عباد..

2025-12-07 18:11:11

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>أنا فطيمة بدّار، عشت في هذه الدنيا 15 سنة، استشهدت منذ ستين عاما بنهر السين بباريس، حيث ألقى بي رجال البوليس بعد ان ضربوني ضربا مبرحا، ثم قذفوا بي في نهر السين بباريس، مساء السابع عشر من اكتوبر عام 1961..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>يومها خرجت من الكوليج والتحقت، ومحفظتي على ظهري، بمظاهرات إخواني الجزائريين احتجاجا على قرار حظر التجوال العنصري الذي أراد محافظ شرطة باريس فرضه على الجزائريين، وكذا للمطالبة بحق شعبنا في تقرير المصير والاستقلال.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>قبل الحديث عن ذلك اليوم المشهود، دعوني أقدم نفسي وعائلتي: أنا فطيمة بدار، ولدت في الخامس من شهر اوت 1946 ببلدة تيشي الساحلية، الواقعة بمحافظة بجاية.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ترعرعت هناك مع أمي حتى السنة الخامسة من عمري، وكان والدي يعمل في فرنسا بمحافظة السان، سان دني بالمنطقة الباريسية. هاجرت وأنا في الخامسة من عمري (سنة 1951) الى فرنسا مع أمي، جيدة، لنلتحق بوالدي، حسين بدّار،  الذي كان يشغل منصب مسخن فرن بشركة "غاز دو فرانس".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سكنا في البداية حيا قصديريا بشارع بلاييل Pleyel بسان سان-دني ثم انتقلنا الى عمارة بنهج الميناء باوبيرفيليي، ثم الى سارسيل Sarcelles عام 1959 ثم سكنت العائلة في الاخير بستاين Staines.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لدي ستة أخوة، أكبرنا زهرة ولويزة وأصغرنا جودي، الذي ولد سنة 1956. كان عمري ثماني سنوات عندما اندلعت ثورة التحرير في بلادي في الفاتح نوفمبر 1954.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>مساء 17 اكتوبر، بحث عني والداي حتى ساعة متأخرة من الليل دون أن يجداني، ثم عادا الى البيت ينتظران عودتي. كنت قد التحقت بالمظاهرة وحدي، الشرطة كانت تصرع وتقتل الجزائريين المحتجين بالعشرات.. انهال افرادها عليّ ضربا ثم رموني في مياه نهر السين بعد أن صرعوني، فغرقت بعد 73 يوما من عيد ميلادي الخامس عشرة..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إلتحقت روحي ببارئها مساء السابع عشر اكتوبر، لكن والدي حسين بدّار، الذي انتظر طول الليل عودتي دون جدوى أبلغ في اليوم الموالي محافظة شرطة ستاين عن اختفائي، لم أكن من الاحياء، لكن أخي جودي شهد أن أبي عومل معاملة سيئة بمحافظة شرطة ستاين سان-دني وتعرض للإهانة والشتم والتعنيف.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أمي، التي كانت حاملا بابنها الثامن، بقيت تبحث وتصول لمدةاسبوعين بأحياء سان دني والمدن المجاورة بالناحية الباريسية رفقة أخي جودي باكية وداعية الله أن تعثر على ابنتها دون جدوى..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>&nbsp;والدي طاف بكل محافظات الشرطة بالمنطقة الباريسية&nbsp;لنشر بلاغ وطني للبحث&nbsp;عن ابنته&nbsp;المفقودة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في الـ 31 اكتوبر 1961 اكتشف عامل جثتي بمعية 15 جثة أخرى محصورة في القفل السابع لقناة سان دني.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p> ( 7eme  ecluse) بعد انتشال الجثث التي بقيت عائمة14 يوما، تعرف والدي على جثتي يومها من ظفيرة شعري الطويلة السوداء, وفي اليوم الموالي أعيدت محفظتي لأسرتي، وأجبر والدي حسين، الذي ساهم في تحرير فرنسا من النازية ولا يعرف قراءة الفرنسية، على إمضاء محضر للشرطة يقرأن ابنته فطيمة بدّار انتحرت وماتت غرقا..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في الثالث من نوفمبر 1961 دفن جثماني بمقبر ستاين البلدية وبقيت رفاتي هناك حتى سنة 2006، حيث نقلت بفضل مساعي مؤسسة 8 ماي 1945 وأعيد دفني بمربع الشهداء بمقبرة بلدة تيشي مسقط راسي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وبعد مرور 60 سنة&nbsp;على تلك المذبحة، أردت أن أقول لإخواني الجزائريين واخواتي الجزائريات لا تنسوا شهداءكم.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><strong>بقلم منتصر اوبترون</strong></p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

عندما تتغلب بصيرة السلطة!

2025-12-06 06:00:00

banner

<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>

العلامات اساطير

وماذا عن إخوان الجزائر؟

2025-12-04 06:00:00

banner

<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p>

العلامات اساطير