اسمعوا لهذا الصوت يا عباد..

2025-11-27 17:45:15

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>أنا فطيمة بدّار، عشت في هذه الدنيا 15 سنة، استشهدت منذ ستين عاما بنهر السين بباريس، حيث ألقى بي رجال البوليس بعد ان ضربوني ضربا مبرحا، ثم قذفوا بي في نهر السين بباريس، مساء السابع عشر من اكتوبر عام 1961..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>يومها خرجت من الكوليج والتحقت، ومحفظتي على ظهري، بمظاهرات إخواني الجزائريين احتجاجا على قرار حظر التجوال العنصري الذي أراد محافظ شرطة باريس فرضه على الجزائريين، وكذا للمطالبة بحق شعبنا في تقرير المصير والاستقلال.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>قبل الحديث عن ذلك اليوم المشهود، دعوني أقدم نفسي وعائلتي: أنا فطيمة بدار، ولدت في الخامس من شهر اوت 1946 ببلدة تيشي الساحلية، الواقعة بمحافظة بجاية.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ترعرعت هناك مع أمي حتى السنة الخامسة من عمري، وكان والدي يعمل في فرنسا بمحافظة السان، سان دني بالمنطقة الباريسية. هاجرت وأنا في الخامسة من عمري (سنة 1951) الى فرنسا مع أمي، جيدة، لنلتحق بوالدي، حسين بدّار،  الذي كان يشغل منصب مسخن فرن بشركة "غاز دو فرانس".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>سكنا في البداية حيا قصديريا بشارع بلاييل Pleyel بسان سان-دني ثم انتقلنا الى عمارة بنهج الميناء باوبيرفيليي، ثم الى سارسيل Sarcelles عام 1959 ثم سكنت العائلة في الاخير بستاين Staines.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لدي ستة أخوة، أكبرنا زهرة ولويزة وأصغرنا جودي، الذي ولد سنة 1956. كان عمري ثماني سنوات عندما اندلعت ثورة التحرير في بلادي في الفاتح نوفمبر 1954.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>مساء 17 اكتوبر، بحث عني والداي حتى ساعة متأخرة من الليل دون أن يجداني، ثم عادا الى البيت ينتظران عودتي. كنت قد التحقت بالمظاهرة وحدي، الشرطة كانت تصرع وتقتل الجزائريين المحتجين بالعشرات.. انهال افرادها عليّ ضربا ثم رموني في مياه نهر السين بعد أن صرعوني، فغرقت بعد 73 يوما من عيد ميلادي الخامس عشرة..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إلتحقت روحي ببارئها مساء السابع عشر اكتوبر، لكن والدي حسين بدّار، الذي انتظر طول الليل عودتي دون جدوى أبلغ في اليوم الموالي محافظة شرطة ستاين عن اختفائي، لم أكن من الاحياء، لكن أخي جودي شهد أن أبي عومل معاملة سيئة بمحافظة شرطة ستاين سان-دني وتعرض للإهانة والشتم والتعنيف.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أمي، التي كانت حاملا بابنها الثامن، بقيت تبحث وتصول لمدةاسبوعين بأحياء سان دني والمدن المجاورة بالناحية الباريسية رفقة أخي جودي باكية وداعية الله أن تعثر على ابنتها دون جدوى..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>&nbsp;والدي طاف بكل محافظات الشرطة بالمنطقة الباريسية&nbsp;لنشر بلاغ وطني للبحث&nbsp;عن ابنته&nbsp;المفقودة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في الـ 31 اكتوبر 1961 اكتشف عامل جثتي بمعية 15 جثة أخرى محصورة في القفل السابع لقناة سان دني.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p> ( 7eme  ecluse) بعد انتشال الجثث التي بقيت عائمة14 يوما، تعرف والدي على جثتي يومها من ظفيرة شعري الطويلة السوداء, وفي اليوم الموالي أعيدت محفظتي لأسرتي، وأجبر والدي حسين، الذي ساهم في تحرير فرنسا من النازية ولا يعرف قراءة الفرنسية، على إمضاء محضر للشرطة يقرأن ابنته فطيمة بدّار انتحرت وماتت غرقا..</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>في الثالث من نوفمبر 1961 دفن جثماني بمقبر ستاين البلدية وبقيت رفاتي هناك حتى سنة 2006، حيث نقلت بفضل مساعي مؤسسة 8 ماي 1945 وأعيد دفني بمربع الشهداء بمقبرة بلدة تيشي مسقط راسي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وبعد مرور 60 سنة&nbsp;على تلك المذبحة، أردت أن أقول لإخواني الجزائريين واخواتي الجزائريات لا تنسوا شهداءكم.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><strong>بقلم منتصر اوبترون</strong></p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

وداعا "بيونة" !

2025-11-26 07:00:00

banner

<p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space">&nbsp;</span>رحلت أمس عن عالمنا الفنانة الجزائرية "باية بوزار" المعروفة باسم "بيونة" المرأة التي أسعدتنا في أحلك أيامنا، وقدمت لنا فنا أصيلا، ونقلت صورة جميلة عن الفن الجزائري إلى الخارج.</p> <p dir="rtl">عرفنا "بيونة" في المسلسل التاريخي الحريق (دار السبيطار) لمصطفى بديع سنوات السبعينيات، المقتبس من رواية محمد ديب، حيث قدمت من خلال المسلسل شخصية الفتاة الفضولية في بيت الجيران الذي يضم عددا من الأسر تسعى لإخفاء وضعها الاجتماعي الصعب، سنوات ما قبل الحرب، حيث الفقر المدقع والتوق إلى الحرية والحلم بجزائر مستقلة، حيث كانت قبل تجربة الحريق تحلم بأن تكون راقصة مثل سامية جمال، لكنها لم تتخيل أبدا أن تكون ممثلة قبل أن يعرض عليها صديقها " ديدي كريمو" المشاركة في مسلسل الحريق، الذي تقول عنه أن حياة دار سبيطار كانت تشبه حياة أسرتها، وفي الحقيقة تشبه حياة أغلب الجزائريين زمن القمع الاستعماري.</p> <p dir="rtl">كانت بيونة امرأة شابة، تعيش مثل الشخصيات التي تتقمصها، بسيطة بملامح المرأة العاصمية التي واجهت كل المصاعب التي عاشتها البلاد من سنوات الاستعمار، ثم الاستقلال وسنوات الأمل الكبير الذي عرفه الشعب الجزائري في السبعينيات، قبل الأزمة الأمنية التي هددت واستهدفت حياة الجزائريين من مثقفين وأمنيين، وبسطاء، حيث كانت تتنقل بين الولايات والثكنات العسكرية هروبا من الإرهاب أي كان يستهدفها، قبل أن تعود إلى الشاشة من خلال مشاركتها في برامج فكاهية في بلاطوهات التلفزيونات الفرنسية فقالت وقتها أنها ندمت على البقاء في الجزائر سنوات الأزمة الأمنية، وضيعت عنها فرص العمل والنجاح في فرنسا.</p> <p dir="rtl">لم أعرف المرحومة عن قرب، لكنني كنت أستمتع بفنها وبخرجاتها الفكاهية منذ زمن الأبيض والأسود، وأكثر ما ألمني فيها، عندما خرجت بداية الألفية تشتكي الغبن وقلة الحيلة ومعاناتها من أزمة السكن، قبل أن تتنقل إلى فرنسا لتستقر هناك، و إقدامها على محاولة الانتحار بعدما سدت سبل الحياة في وجهها عندما لم تجد لها عملا يوفر لها ولأسرتها مدخولا.</p> <p dir="rtl">في الأشهر الأخيرة من حياة الفنانة كثر الحديث عن محاولة ابتزازها ونهب ممتلكاتها قبل أن تخرج ابنتها لتكذب كل الإشاعات، في الوقت الذي تمكن المرض منها وتداولت إشاعة وفاتها مرات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن اليوم كنا نتمنى أن يكون خبر رحيلها مجرد إشاعة مثل التي سبقتها، لكن لله ما أعطى ولله ما أخذ.</p> <p dir="rtl">رحم الله بيونة وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها جميل الصبر.</p>

العلامات اساطير

أمنعوه من الدخول!

2025-11-25 06:00:00

banner

<p dir="rtl">يبدو أن أشهر السجن التي أمضاها العميل صنصال في سجن الجزائر جعلته يسترجع ملامح الرجولة بعدما حلقوا له شعر الخيانة، فظهر بمظهر لائق بفضل الرعاية الصحية التي تلقاها في المستشفى الجزائري حيث كان يدعي المرض، لكنه ظهر كأنه غير واثق من نفسه، محاولا التحقق من كل كلمة يقولها، وكأنه تم تلقينه من أسياده ليوجه الرسالة التي يريدون إيصالها للجزائر.</p> <p dir="rtl">ففي لقاء له مع فضائيات فرنسية مساء الأحد، قال العميل أنه أبلغ ماكرون بأنه سيزور الجزائر الأسبوع القادم، متحديا السلطات الجزائرية، مستقويا بالدعم الفرنسي له ما يفهم منه أن يدوس على قرار العدالة الجزائرية التي سبق وأدانته بالجرم المشهود.</p> <p dir="rtl">والسؤال الواجب طرحه هنا، هل ستتسامح مع هذا الخائن وتترك له المجال مفتوحا ليتهكم علينا ومن بلادنا مثلما استفزنا عندما قال أنه يتمتع بصحة جيدة، بعد ادعائه المرض،<span class="Apple-converted-space">&nbsp; </span>السبب الذي استعمله الرئيس الألماني في الطلب الذي رفعه الى الرئيس تبون، يترجاه فيها العفو عنه لدواعي إنسانية؟</p> <p dir="rtl">على السلطات الجزائرية التي أهينت بسبب هذا العميل، ان تمنع دخوله مرة أخرى، وهذا ما كان عليها أن تفعله في المرة السابقة، مثلما منعت دخول مواطنين جزائريين بسبب تهم ليست بخطورة تهم الخيانة والعمالة التي توبع بها صنصال، وليعد من حيث يأتي أو إلى البلاد التي تفانى في خدمتها وباع شرفه دفاعا عنها وتجسس لها على أسرار قطاع الصناعة لما كان إطارا بالوزارة، فيكفي الدنس الذي ألحقه بتراب بلادنا.</p> <p dir="rtl">هذا المسخ الذي صنعه الحكم عليه بالسجن والغوغاء الإعلامية والسياسية التي صاحبت سجنه، ومنحته شهرة لم تمنحها إياه خربشاته التي يسميها روايات والتي تباع بحرية في الجزائر ولا أحد يقرأ له مثلما يقرأ لمحمد مولسهول المدعو ياسمينة خضرا، رغم أن الحملة الإعلامية التي قادها الإعلام الفرنسي دفاعا عنه تدعي أنه سجن بسبب كتاباته.</p> <p dir="rtl">المرة السابقة التي دخل فيها إلى بلادنا والتي تم توقيفه وسجنه والحكم عليه، كانت بنصيحة من المخزن ومن عدو الجزائر السفير الأسبق دريانكور، لإثارة اللغط ضد بلادنا، فمن الذي نصحه هذه المرة العودة لاستفزاز السلطات والشعب الجزائري، فهل هو ماكرون، أم الصهاينة، وما الغرض هذه المرة من القدوم إلى الجزائر، ولهذا وجب على السلطات أن تعطي أمن الحدود عبر مطارات الجزائر الأوامر بإرجاعه من حيث أتى، فوجوده في بلادنا لا يخدم أحدا ومن يدري قد يقتل وتلحق التهمة بالجزائر التي لم يشف بعد الإعلام واليمين المتطرف من الحقد عليها&nbsp;؟</p>

العلامات اساطير