أوروبا أمام مفترق الطرق

2025-12-08 03:15:09

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>أزمة فرنسا مع الولايات المتحدة الأمريكية تعيد للواجهة مسألة الانسجام بين دول الاتحاد الأوروبي وتعيد للأذهان فكرة توسيع الاتحاد اللامتناهية إلى دول شرق أوروبا التي اعتبرت من بعض مؤسسي الاتحاد بأنها فكرة لإضعاف الاتحاد الأوروبي أمام الولايات المتحدة الأمريكية وحذروا منها بل اقترحوا بناء نواة أوروبية صلبة يمكن أن تنضم إليها بلدان أخرى ولكن تأثيرها يكون قليلا على مسار المجموعة الصلبة.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>خروج بريطانيا اعتبرته المجموعة المؤسسة للاتحاد فرصة للعودة إلى بناء أوروبا الفيدرالية التي عارضتها بريطانيا باستعمال الفيتو ضد كل مشروع توحيدي لأوروبا من الدفاع المشترك إلى نظام ضريبة أوروبي إلى سياسة خارجية موحدة بل رفضت حتى التسمية وإضفاء صفة وزير الخارجية على من يتكلف بالسياسة الخارجية وأصبح فقط اسمه مفوضا ساميا مكلف بالسياسة الخارجية.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أعداء المشروع الوحدوي للاتحاد الأوروبي استغلوا فرصة الظروف الاقتصادية الصعبة لتوجه ضربة قاسية للاتحاد الأوروبي عبر ضرب فرنسا صاحبة الأفكار الاستقلالية في داخل المنظومة الأوروبية الموحدة و صاحبة فكرة التأسيس لنظام دفاعي أوروبي خارج الناتو ومستقل عن أمريكا و هي أيضا صاحبة فكرة التأسيس لصناعة عسكرية أوروبية موحدة لمواجهة التحديات العالمية و هيمنة السلاح الأمريكي على أوروبا و هذا ما كان قد حذر منه داسو شخصيا في البرلمان الأوروبي حيث قال إذا لم نوحد مجهوداتنا في مجال الدفاع ستكون أوروبا مضطرة لشراء طائراتها الحربية للدفاع عن نفسها من الخارج قريبا وقال هذا منذ حوالي 10 سنوات.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أمريكا حاصرت القرار الأوروبي بمجموعة من الدول التي كانت تحت حماية الاتحاد السوفييتي سابقا وأصبحت عضوا في الاتحاد الأوروبي وفي الناتو وهي الأعنف على الاطلاق في تبني سياسة العداء لروسيا والأكثر امتثالا لأوامر واشطن إلى حد الساعة ليتحول توسع الاتحاد الأوروبي إلى فشل بناء مجموعة أوروبية موحدة ككتلة فاعلة في العالم.&nbsp;</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الولايات المتحدة الامريكية حاربت بشدة استقلال أوروبا عسكريا ومازالت تحاربها وتلزمها بالبقاء في الحلف الأطلسي تحت حمايتها وما يؤكد ذلك هو نشر دراسة أمريكية في شهر جويلية الماضي تؤكد أن الجيش الفرنسي رغم أهميته فهو غير قادر أن يصمد في الحرب أكثر من 24 ساعة ثم ينهار وهذا طبعا موجها لباقي الدول الأوروبية وحتى غير الأوروبية التي تعتمد على الحماية الفرنسية وترى بأن لديها قدرة دفاعية قادرة على توفير الحماية لها. هذه الهجومات ضد فرنسا القصد منها إرباك كل البلدان الأوروبية ومنعها من الالتفاف حول الأفكار الفرنسية الهادفة لبناء حلف عسكري أوروبي مستقل عن الحلف الأطلسي وحتى الاعتماد على ألمانيا غير مضمون لأنها كثيرا ما تركع للأوامر الأمريكية في المجال العسكري والسياسي وتخالفها فقط لحد المواجهة في المجال الاقتصادي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><strong>بروكسل / لخضر فراط ـ&nbsp;</strong></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><strong>صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي</strong></p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

عندما تتغلب بصيرة السلطة!

2025-12-06 06:00:00

banner

<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>

العلامات اساطير

وماذا عن إخوان الجزائر؟

2025-12-04 06:00:00

banner

<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p>

العلامات اساطير