أمريكا تصفع فرنسا وتهين الاتحاد الأوروبي

2025-12-07 21:20:26

banner

<!-- wp:paragraph --> <p>بعد الصفعة الأولى المدوية التي وجهتها أمريكا لحلفائها الغربيين بمغادرة أفغانستان دون استشارتهم أو إعلامهم، أمريكا تصفع مرة أخرى وبشدة فرنسا وتهين الاتحاد الأوروبي، الصفعة التي وجهت لفرنسا تمثلت في إلغاء صفقة ضخمة مبرمة لبيع الغواصات الفرنسية لأستراليا تفوق قيمتها 30 مليار يورو، وهي ضربة اقتصادية قاسية جدا على باريس سبقتها ضربة أخرى قامت بها بولندا التي ألغت شراء حوامات فرنسية وعوضتها بالأمريكية بعد سنوات من التشاور.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>واستعملت بولندا الأموال التي تتلقاها من الاتحاد الأوروبي واشترت بها الأسلحة الأمريكية، طبعا فرنسا لم تتعظ من الضربة الأولى حتى تلقت الضربة الثانية المزعجة لها كثيرا سياسيا واقتصاديا مهما حاولت التصريحات الالتفاف على الموضوع.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>فرنسا أحست بالصفعة القاسية لأنها كانت من البلدان الغربية المهرولة وراء أمريكا ودعمتها في ضربها للعراق وفي كل تدخلاتها الخارجية ولكن لم تستطع أن تتحول إلى شريك موثوق فيه مثلما هو الحال مع بريطانيا التي غادرت الاتحاد الأوروبي بدعم أمريكي وتعيد الآن صياغة مصالحها الخارجية بالتحالف مع أمريكا. الصفعة ستكون لها تبعات على مستوى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وحسب تصريحات جوزيف بوريل المكلف بالسياسة الخارجية الأوروبية فقد أحس الاتحاد بالصفعة التي وجهت لفرنسا ووصل إلى درجة الاحتجاج على الحليف الأمريكي الذي أسس حلف عسكري مع استراليا بريطانيا دون حتى إعلام الأوروبيين والذين سارعوا بالإعلان عن ضرورة التأسيس لجيش أوروبي موحد للتدخل في الخارج بغرض حماية مصالح الأوروبيين.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الحقيقة أن الصراعات الأوروبية الأمريكية الخفية ليست وليدة اليوم بل وصلت الذروة فقط هذه المرة، أمريكا لم تستطع إقناع كامل الدول الأوروبية ليعتبروا أن روسيا هي العدو لهم، والانخراط في حلف قوي لتدمير روسيا ومحاصرتها ولم تتبعها في هذا المنقط إلا البلدان السابقة التي كانت تحت الاتحاد السوفياتي وتحمل الكثير من الحقد وبريطانيا طبعا الحليف الأساسي لأمريكا والمدمرة لكل مشروع وحدوي أوروبي لسنوات باستعمالها الفيتو ضد كل مسعى لبناء دفاع أوروبي خارج الحلف الأطلسي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الظروف الاقتصادية المتدهورة في العالم ستزيد من حدة المنافسة في السنوات القادمة لتصبح أكثر شراسة بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية التي تحضر لمواجهة الصين وروسيا ربما عسكريا.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الحلف الأمريكي البريطاني المعلن عنه يثبت أن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي لم يكن اعتباطيا بل مدعوما من أمريكا كما كانت تدعم بريطانيا لإيقاف بناء أي مشروع وحدوي عندما كانت داخل الاتحاد، فالصراع سيكون على أشده في السنوات القادمة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><strong>بروكسل/ لخضر فراط - صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي</strong></p> <!-- /wp:paragraph -->

العلامات اساطير

عندما تتغلب بصيرة السلطة!

2025-12-06 06:00:00

banner

<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>

العلامات اساطير

وماذا عن إخوان الجزائر؟

2025-12-04 06:00:00

banner

<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p>

العلامات اساطير