أمريكا تصفع فرنسا وتهين الاتحاد الأوروبي
2025-12-02 05:30:21
<!-- wp:paragraph --> <p>بعد الصفعة الأولى المدوية التي وجهتها أمريكا لحلفائها الغربيين بمغادرة أفغانستان دون استشارتهم أو إعلامهم، أمريكا تصفع مرة أخرى وبشدة فرنسا وتهين الاتحاد الأوروبي، الصفعة التي وجهت لفرنسا تمثلت في إلغاء صفقة ضخمة مبرمة لبيع الغواصات الفرنسية لأستراليا تفوق قيمتها 30 مليار يورو، وهي ضربة اقتصادية قاسية جدا على باريس سبقتها ضربة أخرى قامت بها بولندا التي ألغت شراء حوامات فرنسية وعوضتها بالأمريكية بعد سنوات من التشاور.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>واستعملت بولندا الأموال التي تتلقاها من الاتحاد الأوروبي واشترت بها الأسلحة الأمريكية، طبعا فرنسا لم تتعظ من الضربة الأولى حتى تلقت الضربة الثانية المزعجة لها كثيرا سياسيا واقتصاديا مهما حاولت التصريحات الالتفاف على الموضوع.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>فرنسا أحست بالصفعة القاسية لأنها كانت من البلدان الغربية المهرولة وراء أمريكا ودعمتها في ضربها للعراق وفي كل تدخلاتها الخارجية ولكن لم تستطع أن تتحول إلى شريك موثوق فيه مثلما هو الحال مع بريطانيا التي غادرت الاتحاد الأوروبي بدعم أمريكي وتعيد الآن صياغة مصالحها الخارجية بالتحالف مع أمريكا. الصفعة ستكون لها تبعات على مستوى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وحسب تصريحات جوزيف بوريل المكلف بالسياسة الخارجية الأوروبية فقد أحس الاتحاد بالصفعة التي وجهت لفرنسا ووصل إلى درجة الاحتجاج على الحليف الأمريكي الذي أسس حلف عسكري مع استراليا بريطانيا دون حتى إعلام الأوروبيين والذين سارعوا بالإعلان عن ضرورة التأسيس لجيش أوروبي موحد للتدخل في الخارج بغرض حماية مصالح الأوروبيين.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الحقيقة أن الصراعات الأوروبية الأمريكية الخفية ليست وليدة اليوم بل وصلت الذروة فقط هذه المرة، أمريكا لم تستطع إقناع كامل الدول الأوروبية ليعتبروا أن روسيا هي العدو لهم، والانخراط في حلف قوي لتدمير روسيا ومحاصرتها ولم تتبعها في هذا المنقط إلا البلدان السابقة التي كانت تحت الاتحاد السوفياتي وتحمل الكثير من الحقد وبريطانيا طبعا الحليف الأساسي لأمريكا والمدمرة لكل مشروع وحدوي أوروبي لسنوات باستعمالها الفيتو ضد كل مسعى لبناء دفاع أوروبي خارج الحلف الأطلسي.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الظروف الاقتصادية المتدهورة في العالم ستزيد من حدة المنافسة في السنوات القادمة لتصبح أكثر شراسة بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية التي تحضر لمواجهة الصين وروسيا ربما عسكريا.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>الحلف الأمريكي البريطاني المعلن عنه يثبت أن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي لم يكن اعتباطيا بل مدعوما من أمريكا كما كانت تدعم بريطانيا لإيقاف بناء أي مشروع وحدوي عندما كانت داخل الاتحاد، فالصراع سيكون على أشده في السنوات القادمة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><strong>بروكسل/ لخضر فراط - صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي</strong></p> <!-- /wp:paragraph -->
رسالة مفتوحة لمن يهمه الأمر!
2025-12-01 07:00:00
<p dir="rtl">من أيام نشرنا في " الفجر" رسالة مفتوحة لمواطنة كانت تشتغل "مديرة آمرة بالصرف" في معهد تكوين مهني ببرج البحري بالجزائر متخصص في الانشاءات الميكانيكية والمعدنية منذ سنة 2021، وجهتها لجملة من المسؤولين من بينهم الوزير الأول ووزير التكوين المهني، لكن رغم اهتمام المسؤولين على كافة المستويات بما ينشره المواطنون في صفحات الرسائل المفتوحة والتحقيق في أمرها، إلا أنه لحد الآن لم تعر وزارة التكوين المهني المعنية بهذه القضية أي اهتمام أو المطالبة بالتحقيق فيما جاء في فحواها.</p> <p dir="rtl">لهذ السبب، ولأن الكثير مما لحق بهذه السيدة واسمها تواتي سمية، والتي اشتغلت قبل منصب المسؤولية كاستاذة بقطاع التكوين المهني مختصة في البيئة والمحيط والطاقات المتجددة والرسكلة، لم تجرؤ على نقل تفاصيله في الرسالة المذكورة، مثل التهديدات التي وصلتها بالتصفية الجسدية حسب قولها وحسب صور الرسائل عن طريق تقنية صور الشاشة من طرف مسؤول بقطاع التكوين المهني بالجزائر العاصمة، فوجئت حال عودتها من العطلة بتنحيها من منصبها، دون أسباب ولا أخطاء اقترفتها، سوى لأنها رفضت الاستجابة لمطالب ما يمكن أن نطلق عليه عصابة جديدة، حيث تقدم مسؤول سابق بالقطاع بطلب شفهي، حيث قال لها أنه ومجموعة من الصينيين معه يريد منها تذويب كميات كبيرة من النحاس في ورشة السباكة التابعة للمعهد، وبعد رفضها هذا الطلب الذي رأت فيه عملية نصب واستعمال المشبوه لوسائل المعهد، وبعد التوقيع على محاضر زورا، وتزوير شهادات لصالح أشخاص لا يدرسون في المعهد الذي تشرف عليه (وقد قدمت الينا نسخ من هذه الوثائق)، واكتشافها وجود عتاد رقمي ضخم على مستوى المعهد معطل -على حد قولها- أرادت تشغيله<span class="Apple-converted-space"> </span>لتطوير تخصص التلحيم الصناعي لتكوين تقنيين للاستعانة بهم في إطار مشروع أنبوب ( نيجيريا، النيجر، الجزائر) ولأنه طلبت من المدير الولائي إمداد المؤسسات التكوينية بالعتاد الفائض على مستوى المعهد، واستعمالها لعتاد كان مخزنا منذ أشهر في معهد بالبرواقية وبالمدية، وتشغيل العتاد المذكور وجرده وتوزيعه على الورشات رفض مسؤولون بالوزارة ومحليون ما قامت به السيدة، وطلبوا منها تركه من أجل التصرف فيه لاحقا لأهداف غير قانونية كأن يتم بيعه بالمزاد العلني ، كما رفضت كتابة تقارير مغلوطة حول العتاد الموجود بالورشات بقيمة ملايير الدينارات، عندما طلبوا منها شفويا وليس بطريقة قانونية التنازل عن بعض العتاد، لكل هذه الأسباب وأخرى، تمت تنحيتها من منصبها عندما كانت في عطلة سنوية، لأنها قالت أنها ابنة عائلة ثورية وجدها شهيد، وأنها لا يمكن أن تخون رسالة الشهداء والوطن، ولن تقوم بهذا العمل غير القانوني، ردوا عليها أنهم سيأتون ببديلة عنها مستعدة للقيام بهذا العمل والاستجابة لكل ما يطلبونه.</p> <p dir="rtl">رسالة هذه السيدة التي تحمل شهادة مهندس دولة في الاختصاص وتتحدث بطلاقة خمسة لغات، تشبه وضعية الكثير من الإطارات التي تواجه في صمت عصابات متعددة الأوجه، رغم إصرار رئيس الجمهورية تطهير البلاد من هؤلاء الخونة، وهي اليوم موقوفة عن العمل، ورغم طرقها لكل الأبواب لم يصغ إليها أحدا، وما زاد من ألمها أنها بمجرد طردها من منصبها، قام المسؤولون على القطاع بغلق كل التخصصات التي استحدثتها لأول مرة في معاهد التكوين المهني، مثلما باعوا أربعة ورشات سباكة بطريقة غير قانونية من بين خمسة تم اقتناؤها في عهد الرئيس زروال في عز الأزمة الأمنية، والآن تقول بقيت ورشة واحدة يريدون التخلص منها بنفس الطريقة بعدما تم غلقها<span class="Apple-converted-space"> </span>منذ انهاء مهام السيدة سنة 2022، مثلما تم تعطيل العمل بورشة صيانة المصاعد، وورشة الاستصناع الميكانيكي.</p> <p dir="rtl">اليوم هذه السيدة التي لا هدف لها سوى أداء رسالتها الوطنية بكل صدق، ولا تحركها سوى الغيرة على الوطن ومستقبل الأجيال فيها، تنتظر من السلطات المعنية التحرك للتحقيق في كل التجاوزات التي هي شاهدة عليها في القطاع، وعلى التدمير المقصود من قبل عصابات متسترة، تسعى لتخريب البلاد وأكثر من ذلك تهدد بالتصفية كل من يقف في طريقها، فهل ستتحرك السلطة لوضع حد لهؤلاء المخربين قبل فوات الأوان؟</p>
نقاش لا جدوى منه !
2025-11-29 06:00:00
<p dir="rtl">منذ صغري وأنا اسمع في بيتنا الحديث عن ذهب وأموال صندوق التضامن، وكثير من الحكايات التي نسجت حولها، بعيدا عن اتهام أي إسم من الأسماء الثورية مثلما فعل للأسف الزميل سعد بوعقبة دون أن يتحرى الحقيقة ويقدم أدلة، ربما لأن بوعقبة مستمع جيدا وناقل لحديث المجالس، وهو من جالس لمدة طويلة الرئيس الأسبق علي كافي رحمه الله مثلما جالس الكثير من الأسماء التاريخية والسياسية.</p> <p dir="rtl">من المعلوم أن كل الثورات التي شهدها العالم تقع بها تجاوزات معزولة أو أخطاء فردية لأن من قاموا بها ليسوا ملائكة بل مجرد بشر يخطئون ويصيبون، ولهم نقاط ضعف مثلما لهم نقاط القوة، ويبقى الأهم في الثورة الجزائرية أننا تمكنا من افتكاك استقلالنا وإلحاق الهزيمة بإحدى أكبر قوى الحلف الأطلسي التي ما زالت حتى اليوم تتجرع مرارة الهزيمة، هزيمة ألحقها بها شباب لم يتخرجوا من سان سير ولا من أية مدارس حربية عالمية، شباب علمتهم المحن ورفضوا الظلم وقدموا أنفسهم وشبابهم فداء للحرية، ولا يقبل من أي كان اليوم أن يشكك في نزاهتهم وفي جسامة التضحيات التي قدموها من أجل أن نحيا اليوم بكرامة.</p> <p dir="rtl">ليس من حق بوعقبة أو أي كان أن يفتح مثل هذه الملفات اليوم ما دام لا أحد يملك الأدلة لإدانة هذا أو ذاك، والوحيد الذي كان من المفروض أن يفصل فيه، هو الرئيس الراحل هواري بومدين، لما له من نظافة يد ومن سلطة سياسية وتاريخية، لكنه تفادى فتح أي نقاش، لأنه ليس من حق أحد أن يشكك في نزاهة أسماء تاريخية مثل بن بلة أو آيت أحمد أو أي رجل تاريخي غير موجود اليوم بيننا ليرد على التهم.</p> <p dir="rtl">ومثلما ليس من حق بوعقبة أن يتهم بن بلة أو أي قامة تاريخية بمثل هذه التهم دون تقديم أدلة، ليس من حق أهل هؤلاء سواء كانوا ابناءهم بالتبني أو أقارب لهم المتاجرة بأسمائهم وبتاريخهم، فهم ملك لنا جميعا ومن واجبنا أن نحافظ على ذاكرتهم.</p> <p dir="rtl">أما عن التهمة التي تحدث عنها بوعقبة في حواره، سبق للصحفي أحمد منصور وطرحها في برنامج " شاهد على التاريخ" على الرئيس الراحل بن بلة، ورد بن بلة عن السؤال بعدما حاول الانتقاص منه بمناقشة الأرقام والتشكيك فيها، حيث نفى التهمة عن المرحوم خيدر وقال أنه لا يمكن أن يكون لصا، لأن السائل حمّل المسؤولية للمجاهد خيذر وحده دون سواه.</p> <p dir="rtl">لن أناقش هنا قرار العدالة، لكن سجن صحفي مسن (79سنة) ومريض لا يخدم أحد وربما كان يكفي توبيخه وعدم الخوض في نقاشات دون أدلة لا سيما في ظرف حساس مثل الذي تمر به البلاد حيث تواجه مخاطر على طول حدودها وأولويتنا هي رص الصفوف الداخلية وتفادي المسائل التي قد تحدث شرخا في اللحمة الوطنية.</p>