شكرا جيزال حليمي!
2024-12-27 03:41:29
<!-- wp:paragraph {"align":"right"} --> <p class="has-text-align-right"><br>جميل أن تعزي وزارة المجاهدين وقيادة جبهة التحرير الوطن في المحامية الراحلة جيزال حليمي ، التي لا تقل جهادا وحبا للجزائر من الكثيرين ممن يدعون الوطنية، ويحملون وثائق مجاهدين مزورة.<br>جيزال أو زيزة، تستحق منا كل التكريم عرفانا لها على النضال الذي خاضته في صفوف شبكة جونسون لدعم الثورة التحريرية، ودافعت عن المجاهدات السجينات ، حتى أنها الفت كتابا عن المجاهدة جميلة بوباشا، وجندت صديقتها الفيلسوفة سيمون دو بوفوار ورفيقها سارتر الذي زلزل كتابه " عارنا في الجزائر" أركان الجمهورية. جندتهم للدفاع عن القضية الجزائرية وعلى استقلال الجزائر والوقوف في وجه استعمار شديد الظلم.<br>لم تقف هذه المرأة النادرة في وجه الجمهورية الفرنسية فقط، بل وقفت في وجه عائلتها وخاصة أمها التي خاصمتها بسبب نضالها من أجل الجزائر ، وقالت لها "كيف لك أن تدافعي عن إرهابيين"، وهو الاسم الذي تطلقه فرنسا الاستعمارية على المجاهدين، لكنها أصرت واستمرت في جهادها، الذي شمل كل القضايا العادلة في العالم، وخاصة قضية المرأة وحقوقها ، وهي الفتاة التي نشأت في تونس في بيئة تكره النساء و لم تحبها والدتها ، فأحبت كل المظلومين والمقهورين، ووصل صوتها الغاضب كل أطراف الدنيا. المحامية التي لم تهدأ، تدافع عن قضايا المظلومين، وتصدر المؤلفات التي ستبقى قبسا في طريق كل تواق للحرية، فهي من نفضت الغبار عن تاريخ جدتنا الكاهنة، في كتابها الرائع " الكاهنة"، حيث جعلت منها ملكة شاوية شجاعة دافعت بكل ما تملك من قوة في وجه الغزاة الذين جاءوا لسلب أرضها وعرضها، ولم تستلم إلى أن انهزمت وذبحت ونقل رأسها مثل بوبغلة إلى الخليفة النعمان بالشام.<br>رغم كونها من أصول يهودية، ناضلت جيزال بقوة ضد الصهيونية ووقفت الى جانب القضية الفلسطينية مثل الكثير من أحرار العالم.<br>جيزال التي عرفها المجاهدين الحقيقيين تستحق أكثر من تكريم، فقد واصلت دفاعها عن الجزائر حتى بعد الاستقلال، حتى أنها انتقدت الرئيس التونسي الراحل بورقيبة سنوات السبعينيات أثناء خلافه مع الجزائر، فكان يقول لها هذا الأخير لكونها من أصول تونسية " أنت تاعتنا فلماذا تدافعين عن الجزائر؟"<br>لكنها في الحقيقة هي " تاعت" كل المظلومين والمقهورين، واصولها التونسية، وأصول والدها الأوراسية، لم تربطها بمكان ، ولا بإثنية أو دين، فهدفها كان دائما العدل ، وإعادة الحق لذويه ، أيا كانت أرضهم ، وأيا كانت جنسياتهم.<br>حليمي مجاهدة من الساعات الأولى للثورة التحريرية، وكان علينا أن نمنحها ورفاقها من شبكة جونسون للدعم اللوجيستيكي للثورة التحريرية، التي قدمت الكثير من عناصرها شهداء على المقصلة، كان علينا أن نمنحهم الجنسية الجزائرية وكل الحقوق التي استفاد منها المجاهدون، كان علينا أن ندرس جهادهم الى جانبنا في كتب التاريخ التي تخلد بطولات الثوار، حتى نقطع الطريق على كل من يحاول أن يتنكر لنضال الاخرين، ويجعل من الثورة التحريرية ثورة دينية جاءت لتؤسس للجمهورية الإسلامية، مثلما يروج له في السنوات الأخيرة، والكل يعرف أنه حتى جمعية العلماء المسلمين كانت ضد الثورة، ولم يلتحق بعض عناصرها بها إلا متأخرين، بعد أن فرض السلاح وشجاعة الرجال منطقه على الجميع.<br>أعرف أن الراحلة ورفاقها لم تكن ينتظرون منا جزاء ولا شكورا، وما قدموه للثورة التحريرية كان إيمانا منهم بعدالتها وبرسالتهم النضالية ضد الظلم أيا كان موطنه أو جنسه، فهل كنا في هذا المستوى للعرفان؟</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>حدة حزام</p> <!-- /wp:paragraph -->
دمعة على قبر حبيب !
2024-12-17 19:17:00
<p dir="rtl">اعتذر لقرائنا الكرام على هذا الغياب الطويل، في هذه الظرف الحساس وطنيا ودوليا، حيث شحذ الأعداء في فرنسا وفي الجوار السكاكين للنيل من بلادنا، في الوقت الذي تتسارع فيه الاحداث في الشرق الأوسط <span class="Apple-converted-space"> </span>وتتغير جغرافية المنطقة باستسلام سوريا <span class="Apple-converted-space"> </span>لمخطط الدمار الصهيو- أمريكي بمباركة تركية إماراتية، وتسيطر الجماعات الإرهابية على البلاد تحت مسمى الثورة والديمقراطية، وتكشف الاحداث فضائع<span class="Apple-converted-space"> </span>وماسي إنسانية خرجت من تحت انقاذ السجون، وتشرف غزة التي صارت تتذيل الاحداث على الاختفاء بشعبها وتاريخها وأوجاعها نهائيا من الأرض.</p> <p dir="rtl">كل هذا وأنا كنت غارقة في حزني وأوجاعي، إذ مررت بتجربة مريرة لم أعهدها من قبل، بفقدي والد أبنائي، وصديق الصبا ورفيق دربي وزوجي، الذي ما ان عاد الى أبنائه بعد غياب طويل ومرير، ويسعد بلقائهم ويفرح لنجاحاتهم وأفراحهم، يختطفه الموت منهم ومني في لحظة فرح ، بنزيف في الدماغ سببته فرحة العودة والحب الكبير الذي قابله به أبناؤه رغم مرارة الفراق والظلم الذي عانوه في غيابه عندما اختار حياة أخرى وطريق آخر، ولم يكن الامر بالهين علي أن أربي ثلاثة أبناء أكبرهم لم يتجاوز الـ14 سنة، واصغرهم وأخوض كل صراعات وحروب المهنة والحياة، وأنا مكسورة الظهر وبلا سند طوال سنين.</p> <p dir="rtl">كانت لحظة الفراق هذه المرة على أبنائي و علي شخصيا، مرة وحارقة، فهذه المرة ذهب بدون عودة، وذهبت معه كل الوعود بتطبيب الجراح التي خلفها فراقه الأول وتعويض أبنائه كل الحب والحنان الذي حرموا منه. ذهب فجأة تاركا أبناءه وسط ذهول، فهم لم يشبعوا بعد من حضنه، ولم يقولوا له كل الكلام الذي كان مخزنا في صدورهم، لم يطرحوا كل الأسئلة المعلقة من قرابة العشرين سنة، أسئلة ستبقى عالقة وبدون رد ولا توضيح الى الابد، مثلما ستبقى وحشة الغياب مرة، ولوعة الفراق حارقة، فقد انهار السند وتبخرت كل الآمال بلم شمل الاسرة، وعودة الحياة جميلة مثلما كانت.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>لماذا طال الغياب؟ ولماذا كانت فرحة اللقاء مبتورة وخاطفة، كحلم جميل؟<span class="Apple-converted-space"> </span>لماذا يختطفه الموت بهذه السرعة منا وهو الذي كان أحوجنا جميعا لحضن العائلة ولبيته الذي طالما حن اليه؟ لكنها إرادة الله<span class="Apple-converted-space"> </span>ولا رد لقضائه.</p> <p dir="rtl">نعم الفرح يقتل أيضا، وكانت فرحة فقيدنا بالعودة الى أبنائه لا تضاهيها فرحة، وكانت مدمرة مثل قنبلة انشطارية لا شفاء منها، قبل أن يفارق الحياة في حضني مثلما كانت امنيته وكان يردد دائما " عودي الي يا حدة أريد أن أموت في حضنك"، ومات في حضني <span class="Apple-converted-space"> </span>فكان اسمي اخر ما نطق به لسانه قبل أن يصمت الى الابد، ظهر الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 بمستشفى العقبي بقالمة<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">ما كنت لأكتب أوجاعي هنا، وإن كنت أختار كلماتي بخجل، ولا أن أبيح بعواطفي التي هي أمور شخصية تخصني وعائلتي، لو لم يكن لهذا الرجل الكثير من الأفضال علي، رغم الفراق الأول وما خلفه من ندوب في نفسي ونفس أبنائي.</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"><img style="display: block; margin-left: auto; margin-right: auto;" src="/storage/photos/6/467489704_9342429489120390_1197994353121630991_n.jpg" alt="" width="505" height="1083" /></p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>هذا الرجل واسمه "عبدة عمار" ابن الشهيد الذي لم ير وجه والده ، تركه رضيعا لم يكمل شهره الثالث، هو الأب الروحي لصحيفة الفجر، كان هو الفكرة والتمويل، كان المشروع، فكان القارئ المثابر للفجر والناقد والموجه، وحتى عمود الراي" اساطير" هو من اختار تسميته، وهو من دفعني لكتابته، فكان أكثر إيمانا مني بقدراتي كصحفية، رغم كنت رافضة رفضا قاطعا أن أخوض التجربة لأنني أعرف مسبقا أنها لن تكون سهلة، مع مسؤولياتي كأم<span class="Apple-converted-space"> </span>وكزوجة، فإن كان للفجر مكانا في الساحة الإعلامية الوطنية والدولية فالفضل الأول والأخير يعود إليه، وإن كان لي شخصيا بصمة واسما في الوسط الإعلامي ، فما كان ذلك ليتحقق من دون تشجيعه ودعمه، فقد كان قارئي الوفي ، الفخور بي، المؤمن برسالتي ، وكان يردد دوما بأنني أصدق قلم صحفي، والأكثر وطنية، وحتى بعد أن تفرقت دروبنا.</p> <p dir="rtl">وحتى بعد ان تفرقت دروبنا، وتحملت ثقل مسؤولية ابنائي بمفردي، سنوات طوال، لم اعرف فيها طعم النوم، إلا واستيقظ مذعورة، خوفا على مستقبل ابنائي، ومن ضخامة التحدي لإنجاح هذا المشروع الذي لم يكن أبدا مشروعي ولا فكرتي، لكنني عرفانا مني بجميل المرحوم وتحديا له ولنفسي، قاومت وسط العواصف والضربات التي تلقيتها طوال 24 سنة من عمر جريدتنا، فالجر ما كانت لتطل يوميا على قرائها لولاه، ولولا تضحياته<span class="Apple-converted-space"> </span>بماله وبدعمه اللا مشروط ومن غير حساب.</p> <p dir="rtl">يمنعني خجلي أن أسر لكم هنا<span class="Apple-converted-space"> </span>كم أحببته، وكم أوجعني فراقه، ,اصف لكم حجم خسارتي بفراقه، وهو الذي ذاق اليتم طفلا، وغبنته صعاب الحياة شابا، وخسر حياته وماله كهلا، وخانته المنية ومنعته من تذوق طعم الفرح مع أبنائه وحفيده إلا أياما معدودات.</p> <p dir="rtl">رحمك الله عمار العزيز ومنحني وأبنائي وأخواتك جميل الصبر.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl"> </p>
تفتح أم تفسخ !؟
2024-11-18 05:00:00
<p dir="rtl">من حق ابن سلمان أن يختار المشروع المجتمعي والثقافي الذي يراه مناسبا لشعبه، وأن يعيد النظر في التراث الديني المتشدد وينفض عنه غبار قرون من الغلق والجمود المخالف لروح الإسلام وتعاليم الدين، ومن حقه أن يقيم الولائم والاحتفالات طوال السنة التي يريد من خلالها إرسال رسالة للغرب عن المملكة الجديدة، ويبعد عنه كل التهديدات باسم الحرية وحقوق الإنسان الكاذبة التي طالما استعملها الاستعمار الجديد ذريعة لنشر الفوضى في أوطاننا.</p> <p dir="rtl">ويبقى أهم شيء صنعه ولي العهد في المملكة العربية السعودية لفرض مشروعه الذي سيغير وجه المملكة هو إبعاد وقطع ألسنة شيوخ الدين في بلاده ممن أفتوا ودعوا للجهاد في الجزائر وقتل الأبرياء في إطار المخطط الأمريكي لنشر الإرهاب والتطرف الديني لضرب الدولة الوطنية التي بدأت تتحرر من آثار الاستعمار المدمرة للمجتمع وبعث الهوية الثقافية للمجتمع وإرساء مشروع تعليمي قوي لتكوين النخب الثقافية والإطارات التي تسير البلاد وتحررها من التبعية الاقتصادية وتحقيق الاستقلال الفعلي للأوطان التي خرجت لتوها من عقود من الاستعمار التدميري.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>وجميل أيضا أن يفتح أبواب المملكة ونوافذها على رياح التغيير ويبعث نهضة عمرانية غيرت وستغير وجهها لمنافسة العواصم الأخرى في المنطقة التي تشهد سباقا عمرانيا حداثيا لم يعرفه حتى الغرب نفسه، وأن يفتح مدن تاريخية مثل مدينة جدة على المنتجعات السياحية الحديثة بما فيها الشواطئ المختلطة لجذب السياح، غير السياحة الدينية التي تشكل أهم رافد للدخل القومي بعد المحروقات، فكل هذا يدفع في نفوسنا بعض الاطمئنان، أننا لن نتأذى بعد اليوم من فتاوى القتل ونشر الفتن التي كانت سببا في نشر القتل والحرق في بلادنا، بل وفرقت بين أفراد مجتمعنا ونشرت بيننا الكراهية والأحقاد باسم مذهب متطرف مهربة أفكاره من فقه مزيف حاقد على الحياة، وما زال بعد كل الدمار والقتل يفعل فعلته وسط مجتمعنا في الوقت الذي تحررت فيه المملكة من كل القيود الدينية ومن الأفكار الظلامية التي صورتها لنا عبر عقود من الزمن من أجل تمكين المشروع الأمريكي لمواجهة المد الروسي المزعوم في المنطقة وقتها.</p> <p dir="rtl"><span class="Apple-converted-space"> </span>لكن ليس من حق ابن سلمان أن يجاهر بالمعصية إلى هذه الدرجة، فطور موسم الرياض التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل والتي تصور مجسمات للكعبة في وسط فضاء العرض وترقص حوله نساء عاريات مثل ما فعلته جنيفر لوبيز ، أو استقبال المطربة الكندية مصاصة دماء الأطفال التي كانت من أشهر تحتظر وربما تكون امتصت دماء طفل أو طفلين لتستعيد قوتها، فهذه المشاهد تمثل شتيمة للمسلمين الحقيقين وإهانة لمعتقداتهم الدينية ودوس مشاعر المسلمين الذين يتأذوا منذ أكثر من سنة من مشاهد القتل والدمار في غزة، ومؤخرا في لبنان، بينما تحتضن المملكة منبع عقيدتهم وأرضهم المقدسة مثل هذه المشاهد التي تهين مقدساتهم وتدوس على عقيدتهم، فبعد أن كانت الكعبة مركز عبادتهم وحلم الملايين لزيارته والطواف حولها في خشوع، ها هي اليوم تدنس عن قصد في مشهد أقبح من مشهد الأصنام التي كانت تعبد هناك قبل الإسلام.</p> <p dir="rtl">الخوف كل الخوف أن يكون ما يحدث الآن في المملكة من تفتح أو تفسخ، جزء من المشروع التلمودي الذي تسعى الصهيونية لفرضه على كل شعوب العالم والذي تعد المطربة الكندية سيلين ديون أحد المروجين له، وإن صح هذا فقد زرع بذور هذا المشروع الحاقد على كل الأديان في قلب الإسلام باحتلال الأرض التي نشأ بها.</p> <p dir="rtl">سؤال آخر، ماذا تفعل المطربة اللبنانية نانسي عجرم وسط هؤلاء في الوقت الذي تتعرض فيه بلادها وشعبها لعدوان صهيوني، فهل هو حب المال أم هي الأخرى جزء من المشروع؟</p>