!ليلى عسلاوي، اسم أخرج العفاريت من قمقمها
2025-11-08 17:46:06
<!-- wp:paragraph --> <p>تعيين الوزيرة والقاضية السابقة ليلى عسلاوي ضمن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة أول أمس أثار ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عليها دون غيرها من الأسماء التي تضمنتها القائمة، واتهموها بالاستئصال وبالعلمانية وكأن العلمانية كفر وغيرها من التهم الأيدولوجية الجاهزة، يخرجها اتباع التيار الأصولي كل حين.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>إحداهن قالت أنه سبق للسيدة واحتلت مقعد في هذا المجلس زمن بومعزة وعليها أن تختفي من المشهد، وأخرى بكت أن الثلث الرئاسي لم يضم مثقفون ولا كتاب، وهي تجهل أن لليلى عسلاوي عديد المنشورات، منها كتابها عن تجربتها في القضاء صدر بداية التسعينيات وروايات أخرى ناهيك عن مساهماتها الدورية في صحيفة لوسوار، وآخرون قالوا أنها ساندت في وقف المسار الانتخابي، وهي غير مرحب بها اليوم.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>كنت أتمنى أن يتخلى الرئيس حقا عن تعيين ثلث رئاسي مثلما جاء في الاقتراحات لتعديل الدستور، أو أن يلغى المجلس برمته فهو لم يضف جديدا للتجربة الديمقراطية، وقد استعمل في حقبة بوتفليقة لتدوير النفايات السياسية، بعضهم ثبت في حقهم الفساد ويقبعون حاليا في السجن.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أما أن تستهدف السيدة عسلاوي دون غيرها، وتوجه لها السهام لا لشيء إلا لأنها لا ترتدي الحجاب ولها قناعات تختلف عن قناعات اتباع التيار الذي أدخل البلاد في دوامة العنف فهذا أمر خطير ويكشف أن حربنا ضد التطرف والإرهاب ما زالت ستستمر لسنوات أخرى أو ربما عقودا.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ليلى عسلاوي التي قال عنها الرئيس المغدور محمد بوضياف أنها الرجل الوحيد في حكومته، وكانت وقتها وزيرة الشباب والرياضة، ورفضت أن تكون الوزارة، وزارة لكرة القدم قبل أن تصفق الباب خلفها بعد مقتل بوضياف، هي ضحية الإرهاب الذي أدمى الجزائر ورملها بقتل زوجها الذي دفع ثمن مواقفها. أما أن تتهم السيدة بأنها وقفت إلى جانب وزير الدفاع السابق وعضو المجلس الأعلى للدولة، فلولا وقفة هذا الرجل الذي مهما كانت الاتهامات الموجهة له اليوم، لكن افغانستان أخرى، وبعض المدونات ممن ينتقدها في الفايسبوك والتويتر مجرد جواري في حريم السلطان، السلطان الذي قال أن الديمقراطية كفر وأن انتخابات 1991 ستكون آخر انتخابات في الجزائر، والقاضية التي كانت ليلى عسلاوي فهمت الخطر الذي يهددنا، وتجربة إيران وافغانستان ما زالت أمام أعيننا.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لا ادافع على ليلى عسلاوي كشخص، ورأيي في المجلس عبرت عنه مرارا من قبل، لكن اختيارها من خلال تجربتها كقاضية ومثقفة وكمناضلة ضد التيار الظلامي يبقى اختيار سليم بل هو الأفضل ضمن كل الأسماء التي حملتها القائمة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>يكفي أن تنطق باسم عسلاوي لتطلع كل العفاريت المتخفية تحت ثوب الديمقراطية إلى السطح، تماما مثلما عرت حادثة إتلاف الجدارية بقلب العاصمة من أيام، على وجه مرعب للتيار إياه كنا نعتقد أننا انتصرنا عليه، لكنه للأسف ما زال يهدد مستقبلنا ويعرقل مسيرتنا نحو التغيير والعصرنة.</p> <!-- /wp:paragraph -->
حتى أنت يا تونس !
2025-11-08 07:00:00
<p dir="rtl">الاسم: الياس القصري، والمهنة: الحسن الثاني، الياس القصري ديبلوماسي تونسي سابق، خرج مؤخرا متشجعا بقرار الأمم المتحدة الخاص بالصحراء الغربية في قراءته المغربية المضللة للراي العام، يطالب بما أسماه بالأراضي التونسية التي سرقتها الجزائر، معتقدا أن الدولة الجزائرية في موقف ضعف وراح يعيد سردية الملك المقبور الحسن الثاني الذي قاد جيشا " لاسترجاع" ما اسماه بالصحراء الشرقية.</p> <p dir="rtl">هذا الكلام قرأت مثله في مذكرات الرئيس التونسي السابق الباجي قايد السبسي الذي يدعي أن الجمهورية التونسية تضم مدن قسنطينة، عنابة وسكيكدة الجزائرية، وهذا الكلام الخطير يعني أننا محاطون بالأعداء من كل جانب، الفرق فقط أن التوانسة لا يملكون الشجاعة والقوة للجهر بعدائهم لبلادنا.</p> <p dir="rtl">أين كنتم وأين كان أسلافكم لما واجه أسود الجزائر بصدورهم نيران أكبر قوة في الحلف الأطلسي؟ أم أنكم نسيتم أن لا المغرب ولا تونس كانا سينالان استقلالهما عن فرنسا لولا الرصاص الذي تكلم ليلة الفاتح من نوفمبر، عندما سارعت فرنسا للتخلص من تونس والمغرب لتتفرغ لجوهرة مستعمراتها، الجزائر؟</p> <p dir="rtl">ثم، وبلا منة، لو رفعت الجزائر يدها على تونس، لقتلكم الجوع، وعذرا للشعب التونسي الطيب الذي لم تجنده المخابرات المغربية ضد الجزائر، مثلما فعلت مع الرئيس السابق المرزوقي ووزير الداخلية التونسي في عهد قايد السبسي، وغيرهم، ممن يتطاولون عبر وسائل اعلام تونسية على ولي نعمتهم الجزائر، التي لولا وقوفها الى جانب تونس ومساعدتها ماليا وأمنيا لقضت عليها الجماعات الإرهابية، فليحمدوا ربهم أن لهم دولة تحمي ظهرهم، ولا تضمر الشر للشعب التونسي مثل الجزائر وشعبها.</p> <p dir="rtl">هيا،" كونوا صيودة وكولونا" على حد قول المثل الشعبي، كونوا أسود وشجعان وحاولوا أو أنووا على الأقل واحلموا بأنكم " استرجعتم" هذه الأراضي التي تدعون أنها ملكيتكم، وكلمة الاسترجاع هنا ليست في محلها، لأن استرجاع الشيء لمن يملكه، والخرائط التاريخية لا تبين أن هذه المدن الجزائرية كانت يوما ما تابعة لدويلة تونس عبر كل تاريخها.</p> <p dir="rtl">جربوا وستندمون مثلما ندم صديقكم المقبور على حدودنا الغربية، فهذه الأراضي سقيت بدماء الرجال عندما كنتم أنتم تنعمون في حماية فرنسا التي لا زالت تتحكم في مصيركم.</p> <p dir="rtl">على سلطات البلاد وجيشها المفدى أن يأخذوا هذا الكلام على محمل الجد، أعرف أنه مجرد تنفيس من بعض الشخصيات الباحثة عن الشهرة و"البوز"، لكن هو دليل أيضا عن الأحقاد التاريخية الدفينة، ولنبدأ بمراجعة حساباتنا مع هؤلاء ولا نكون كرماء مع من لا يستحق، مثلما فعلنا من أسابيع مع الرئيس اللبناني الذي ما أن استلم الصك راح يصرح من بيروت أن لبنان مع وحدة المغرب الترابية!</p>
وفاز ممداني رغم سخط ترامب !
2025-11-06 11:00:00
<p dir="rtl">مرة أخرى تمتحن الديمقراطية الأمريكية المزعومة في انتخابات عمدة نيويورك المسلم "زهران ممداني" الذي قال عنه الرئيس المعتوه ترامب أنه " في حال فوزه بهذه الانتخابات سيقطع التمويل على نيويورك".</p> <p dir="rtl">ومثل ترامب، سارع أصدقاءه في الكيان لدعوة اليهود إلى الهجرة من نيويورك نحو أرض الميعاد المزعومة حفاظا على حياتهم من العمدة لا لشيء إلا لأنه مسلم، والإسلام في نظرهم إرهاب، مع أنهم من صنعوا الإسلام السياسي وألصقوا به صفة الإرهاب والعنف لخدمة مصالحهم، ولزرع الفتن والكراهية بين الشعوب المسلمة ومن ديانات أخرى لفسح الطريق أمام تمدد الفكر التلموذي الذي يريدون فرضه على العالم بعد التخلص من بضعة ملايير من البشر.</p> <p dir="rtl">وخيرا دليل على هذه الكراهية والدوس على مبادئ الديمقراطية عندما قادت أمريكا جيشا لتدمير العراق باسمها، مثلما دمروا سوريا وليبيا وما زالوا يحاولون في جهات أخرى من البلدان المسلمة.</p> <p dir="rtl">ومما قاله الصهيوني بن غفير تعليقا على فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك أن " انتخاب ممداني وصمة عار أبدية حول كيف تتغلب اللاسامية على العقل السليم"، وهذا لأن ممداني ساند غزة، فكل من ساند غزة ووقف ضد الإرهاب الصهيوني يتهم بمعاداة السامية مع أن العرب هم أيضا ساميون، لكن هذه الصفة صودرت مثلما صودرت حقوق الإنسان وصودرت أراضي فلسطين لصالح اليهود وحدهم.</p> <p dir="rtl">مهما سخط ترامب ورفضه لهذا الفوز، وسخط أصدقائه الصهاينة، فإن ممداني المسلم الشيعي قد فاز بجدارة ومنحه سكان نيويورك ثقتهم، وسيصبح بذلك أول مسلم شيعي يفوز بهذا المنصب، في هذه المدينة التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني، وسبق وعانت من الإرهاب المنسوب إلى المسلمين، مع أن الكثير من الأدلة تدحض فرضية تفجير القاعدة لبرجي التجارة في نيويورك، وليس مستبعدا أن يضع اللوبي الصهيوني والرئيس الأمريكي العقبات أمام الرجل لمنعه من تسيير المدينة، هذا إذا لم يتم تصفيته مثلما حدث مع الرئيس الدرزي أبراهام لينكولن، والرئيس كينيدي لمعارضته سيطرة اللوبي الصهيوني وتجار السلاح على القرار في أمريكا.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">لكن<span class="Apple-converted-space"> </span>فوز ممداني الذي أدخل تحولا بنيويا في توجه الناخب الأمريكي الذي كان يسند هذا المنصب للسكان البيض أو اليهود ومكن الناخبين من خيارات<span class="Apple-converted-space"> </span>أخرى، يبقى محلي ويتكلف بتسيير شؤون المدينة من شرطة وخدمات والسهر على أمنها، بينما تبقى السلطة السياسية في يد حاكم المقاطعة ويمثلها أمام الحاكم الفدرالي ومع ذلك يفتح هذا الفوز المجال أمام نخب سياسية جديدة من خارج التنظيمات التقليدية السائدة في المجتمع الأمريكي ويشكل تحولا في الفكر السياسي بإدخال وجهات نظر جديدة حول القضايا الدولية الراهنة مثل القضية الفلسطينية.</p> <p dir="rtl">لكن يبقى التيار المسيطر على السياسة الأمريكية هو اللوبي الصهيوني الذي مهما كان الفائز في الانتخابات وخاصة الرئاسية في خدمة القضايا الخاصة باليهود وعلى رأسها دعم الكيان بكل الطرق سياسيا وإعلاميا وبالسلاح والمال لأن التحولات في الفكر السياسي مثل التحولات الاجتماعية بطيئة النضج.</p>