!الجزائر الجديدة والوجوه القديمة
2025-10-29 18:40:35
<!-- wp:paragraph --> <p>ماذا سيضيف المدعو بلقاسم ساحلي الذي يواجه داخل حزبه معارضة شديدة يقولون إنه اختطف حزب المرحوم رضا مالك؟ ماذا سيضيف للساحة السياسية ومن مصداقية للدستور، وهو المعروف بدفاعه الشرس على كل عهدات بوتفليقة؟</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>استضافة ساحلي، وعودة أحزاب السلطة التجمع والجبهة الى الواجهة قد يضر مساعي الرئيس في بناء الجزائر الجديدة الذي وعد بها الشعب الجزائري عند اعتلائه سدة الحكم.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>أعرف أن هناك تصحرا كبيرا في الساحة السياسية، بعد التدجين الذي طال الأحزاب معارضة وموالاة طوال سنوات حكم بوتفليقة، ما جعل الرئيس يركز على ضرورة الاعتماد على المجتمع المدني في كل الورشات التي سيفتحها على طريق التغيير، لكن أن يسمح لوجوه شاركت في الفساد السياسي الذي تعانيه البلاد بالعودة الى الواجهة واستشارتها في قضية مصيرية مثل الدستور، فهذا لا يمكن أن يسمح به في الجزائر الجديدة التي يجب أن يختفي من واجهتها أمثال هؤلاء.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>ساحلي المرفوض شعبيا وحزبيا، جاء يبحث من خلال برنامج الزميلة سوسن بن حديد على استعادة عذريته المفقودة، ويحاول التقرب من جديد من السلطة حفاظا على مكاسبه مع النظام السابق، ثم أين هي الأفكار البناءة أو الإضافة التي سيقدمها هذا الأخير، وهو لا يعرف إلا تقديم قرابين الولاء، الجزائر بحاجة إلى أشخاص لم يتلوثوا ولم يشاركوا في حرب الدمار التي استهدفت البلاد ومؤسساتها، لأن عودة هؤلاء الى الواجهة ليس فيه فقط ضربا لمصداقية السلطة، بل ستجعل النزهاء يتراجعون إلى الوراء وقد يفقدون الأمل في التغيير الموعود.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>من المبكر المطالبة بتطهير للساحة السياسية وإعادة بنائها من جديد، أحزابا وجمعيات مجتمع مدني، أمام الورشات المفتوحة من طرف الرئيس لإخراج البلاد من أزماتها المتعددة، لكن هذا لا يعني السماح بتلميع صورة من تآمروا على البلاد وعلى مؤسساتها وشعبها، وعلى الإعلام خاصة الرسمي هو الآخر أن يتجدد لمواكبة التغيير ويبتعد عن الفبركة والعمل بأساليب الماضي، فليس هكذا تستعيد السلطة ثقة المواطن التي هي أساس حل كل المشاكل القائمة.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>لا يمكن أن نبني الجزائر الجديدة بوجوه قديمة مستهلكة، وندعو المواطنين للانخراط معها في مسيرة التغيير !</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">حدة حزام</span></p> <!-- /wp:paragraph -->
السودان .. الحرب المنسية !
2025-10-29 06:00:00
<p dir="rtl">حيثما أقحمت دويلة الإمارات أنفها، حل الخراب والدمار، وهذا ما يحدث حاليا في الحرب المنسية في السودان الذي يعاني من حرب أهلية بين قوات الدعم السريع التي كانت تعرف سابقا بقوات "الجنجاويد" المدعومة من الإمارات وبين الجيش السوداني.</p> <p dir="rtl">فظائع الشعب السوداني لا تقل فظاعة عما حدث في غزة، فهذه الحرب التي تمزق السودان منذ أزيد من أربع سنوات، عندما حلم الشعب السوداني بانتقال ديمقراطي بدعم دولي ليجد نفسه وسط حرب أهلية صنعت إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ.</p> <p dir="rtl">لقد بلغ الصراع هذه الأيام حدا من الجنون لا يضاهيه إلا جنون الكيان في غزة، وأظهرت صور أقمار صناعية في مدينة "الفاشر" بدارفور، مشاهد لإعدامات ميدانية وبقع حمراء حول البيوت والعديد من الجثث المتفحمة بعد تصفية عشرات الرجال العزل بالرصاص أمام بيوتهم بتهمة الانخراط في صفوف الجيش السوداني.</p> <p dir="rtl">وأظهرت فيديوهات أخرى لإعدام قوات الدعم السريع التي يتزعمها المدعو دقلو لمئات الأشخاص في نفس المدينة "الفاشر" وسيطرتها عليها والتي أحكمت حصارها لأزيد من سنة ونصف ، بعدما سحب البرهان قوات الجيش السوداني من المدينة.</p> <p dir="rtl">كما تحدثت صفحات للجان المقاومة في هذا البلد عن حرق ميليشيات الدعم السريع نساء وأطفالا وشيوخا أحياء مرتكبة مجازر جماعية، حيث قتلت من قتلت، ولم يعرف مصير من تبقى من الأحياء وفرار البقية نحو مدينة طويلة، بعد أن احتلت عناصر الميليشيات بيوتهم وسلبوا ممتلكاتهم، واقترفوا أبشع المجازر في حق شعب أعزل، ولم ينج من المجازر حتى المتطوعين الذين كانوا يشرفون على توزيع المساعدات للمدنيين وحمايتهم أثناء المعارك.</p> <p dir="rtl">يأتي هذا تزامنا مع اجتماع الرباعية في واشنطن برئاسة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس بمشاركة كل من الإمارات ومصر والسعودية لبحث السلام في السودان، في مفارقة عجيبة حيث حضر ممثل الإمارات التي تعمل على تأجيج الصراع في السودان فهي تقوم من جهة بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع ومن جهة أخرى تناقش سبل التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة ووقف التدخل الأجنبي في هذا الصراع.</p> <p dir="rtl">المؤلم في كل هذا، هو التعتيم الإعلامي على المجازر وعلى الكارثة الإنسانية في هذه البقعة من إفريقيا واختفت أخبار السودان من شاشات الفضائيات العالمية مثلما في غزة بسبب استهداف الميليشيات لكل إعلامي أو مواطن يحاول نشر أي خبر عما يدور في الخرطوم أو أية مدينة سودانية أخرى موبوءة بقوات دقلو، فالإمارات وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، وما ألحقه الكيانان بغزة والسودان يبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، فإن كانت غزة استفادت من دعم شعوب العالم الحرة، تبقى الفاشر وكل ربوع السودان تعاني من صمت رهيب، لم يتمكن شعبها من إيصال صرختهم إلى العالم، وفضح اللعبة القذرة التي تلعبها دويلة الإمارات في السودان وفي ليبيا حيث تؤجج الصراعات والحروب الأهلية لتستفرد بثروات شعوبها.</p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p> <p dir="rtl"> </p>
أزمة مالي في انقلابييها !
2025-10-28 08:00:00
<p dir="rtl">لماذا لم يسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنجدة أصدقائه الانقلابيين في مالي، وهو الذي صرح من أيام ردا على سؤال صحفية جزائرية حول ارتكاب روسيا جرائم ضد المدنيين في مالي، وقال أن الحدود بين الجزائر ومالي موروثة عن الاستعمار مشككا في أحقية الجزائر في حدودها، لماذا ـ وهو الحامي لغويتا والطغمة العسكرية الانقلابية في مالي ـ لم يقدم المساعدة لفك الحصار على باماكو التي تغرق في الظلام، وأزمتها لم تأت من حدودها مع بلادنا التي قال عنها أنها موروثة عن الاستعمار، فهذه مغلقة منذ محاولة اختراق طائرة مسيرة لترابنا الوطني أفريل الماضي، بل من حدودها مع بوركينا فاسو وغينيا، حيث<span class="Apple-converted-space"> </span>شدد مقاتلو<span class="Apple-converted-space"> </span>الأزواد الخناق على جنوب البلاد ومنعوا وصول شاحنات الوقود إلى داخل مالي.</p> <p dir="rtl">اليوم، قررت الطغمة العسكرية في مالي وقف تام للدراسة لمدة أسبوعين في كل مدارس البلاد بسبب أزمة الوقود الذي أثر على سير المواصلات وحال دون تمكن الإطار التعليمي من الوصول إلى المدارس، حسب ما جاء في بيان مشترك بين وزارتي التربية والتعليم العالي على أمل حلها لأزمة الوقود التي استفحلت منذ قرار الجزائر غلق حدودها ومنع نقل السلع والوقود إليها من الجنوب.</p> <p dir="rtl">في الحقيقة، الأزمة في مالي ليست أزمة وقود فحسب، بل هي أزمة حكم وسوء تسيير السلطات الانقلابية للشأن العام في هذا البلد الذي تمزقه الانقلابات، ويواجه صراعات قبلية بين الأزواد (الطوارق) في الشمال والحكومة المالية، الصراع الذي سعت الجزائر لإنهائه باتفاق السلم والمصالحة أو ما بات يعرف باتفاق الجزائر لسنة 2015 بين الحكومة المركزية والجماعات السياسية والعسكرية المطالبة بالاستقلال عن دولة مالي، قبل أن ينقلب المجلس العسكري الانقلابي برئاسة غويتا على الاتفاق وينهي العمل به وتدخل البلاد من جديد في حرب أهلية، فقامت الحكومة الانقلابية بطردهم بعثة الأمم المتحدة واستعانت بقوات فاغنر الروسية التي ارتكبت مجازر ضد المدنيين في مالي.<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">قلت الأزمة في مالي ليست أزمة وقود فحسب، ولا سببها إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة تابعة للطغمة اخترقت حدود بلادنا بهدف التجسس، ما جعل غويتا يهدد بمتابعة الجزائر قضائيا في المحاكم الدولية، بل هي أزمة حكم، فحتي بعد مرور أزيد من أربع سنوات على انقلاب ماي 2021 الذي نصب من خلاله غويتا نفسه رئيسا على مالي، لم تتمكن الحكومة الانتقالية إلى غاية اليوم العودة للشرعية، إذ ما زالت تؤجل تنظيم انتخابات رئاسية كان مقررا تنظيمها في أفريل 2024، وقبلها انتخابات تشريعية بذريعة وجود عوائق فنية.</p> <p dir="rtl">أما الدستور الذي صوت عليه الماليون فقد أخاطه الانقلابي غويتا على المقاس بتمديد ولايته لمدة خمس سنوات إضافية قابلة للتجديد دون إجراء انتخابات رئاسية مما يتيح له السيطرة على البلاد لفترة معتبرة تسمح له بتقاسم خيرات الشعب المالي مع حلفائه الجدد.</p> <p dir="rtl">أما السبب الفعلي وراء عزوف غويتا على تنظيم انتخابات خوفه من خسارتها،<span class="Apple-converted-space"> </span></p> <p dir="rtl">لقد سارع هذا الانقلابي رفقة الطغمة العسكرية المحيطة لخنق كل الأصوات المعارضة وسجن الوجوه السياسية البارزة به وحل الأحزاب المعارضة المنتقدة لسياسته وطريقة حكمه وانقلابه على اتفاق الجزائر للبقاء وحيدا في الميدان كما لم يتقبل الانتقادات التي طالته بشأن الاستعانة بفاغنر ـ التي خلفت القوات الفرنسية في نهب ثروات البلاد ـ قبل أن تجبر هذه القوات على مغادرة البلاد تحت ضغوط جزائرية.</p> <p dir="rtl">وما زالت مختلف الأزمات تخنق الشعب المالي بسبب السياسة المتهورة للمجلس الانتقالي<span class="Apple-converted-space"> </span>وعداءه للدولة الجزائرية التي كان الشعب المالي يعيش على خيراتها.</p>