ولي "العهد الجديد" في المملكة!
2025-12-07 14:09:06
<!-- wp:paragraph --> <p>لا أدري ماذا سيكون مصير المتشددين إن لم أقل الإرهابيين من أتباع السلفية الجهادية التي نشرتها المملكة العربية السعودية من عقود في بلادنا وفي باقي البلدان العربية والإسلامية، بعد تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي ركل عش الدبور وما نتج عنه من إرهاب وقتل وتنكيل، وتقهقر لمجتمعاتنا التي فعل فيها الفكر الوهابي وسموم ابن تيمية فعلتها؟</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>محمد بن سلمان قال أن دستور المملكة ومنهجها الدائم هو كتاب الله وما صح عن الرسول محمد (ص)، من الأسس والمرتكزات التي قامت عليها هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية، والتي نص عليها النظام الأساسي للحكم، وهو ما رحبت به الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية التي قالت "أن المملكة تنعم باعتدال ووسطية في كل مناحي الحياة، وبينت أن الاعتدال الذي تحدث عنه ولي العهد هو سياسة حكم وحياة شعب، يستوي في ذلك حكامها وشعبها وعلى ذلك مؤسسات الدولة وسياسات الحكم ومناهج التعليم، وبهذه الوسطية والاعتدال اتصلت المملكة بالعالم، فأسهمت في استقراره وتنميته بما تتحدث عنه الأرقام والإحصاءات، ومن منطلق كونها مركز اعتدال حاربت المملكة الإرهاب بصوره كافة، وأصبحت في مقدمة الدول التي اجتثته من جذوره".</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>وإن كان كلام هيئة كبار العلماء فيه من النفاق ما يتعارض مع ما كانت تنشره المملكة من إرهاب خاصة في بلادنا سنوات التسعينيات من القرن الماضي، وتؤكده هيئة علمائها بفتاوى وجوب الجهاد في الجزائر وفي باقي البلدان العربية والإسلامية التي الذي استهدف الدول الوطنية وأدخلها في دوامة من العنف والخراب.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>تصريحات ابن سلمان، لن تنفي عن المملكة الإرهاب الذي نشرته في العالم، والذي كانت تزوده بالمال والفتوى، مثلما سبق وأكدت عليه وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي شهدت أمام الكونغرس أنهم (أي أمريكا) من صنعت الجماعات المتشددة لمحاربة الروس في أفغانستان، بمساعدة المملكة العربية السعودية التي زودتها بالمال والفتاوى، فبن لادن لم يخرج من العدم.</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p> لكن كيف ستصحح المملكة كل هذا الفساد الذي نشرته في عقول الشعوب المسلمة خلال عقود من الزمن، كيف ستقوّم الإعوجاج الذي خلفته أفكار ابن تيمية والزنداني وغيره من دعاتها في عقول الشباب؟ فالقضية هي أكبر من قرار سياسي يتخذه الأمير الشاب تحت إملاءات الغرب وأمريكا تحديدا، بعدما لم تعد هذه في حاجة إلى سلاح الإسلام والسياسي في حروبها القذرة، بعدما انقلب السحر على السارح، وصارت أمريكا والغرب هدفا للإرهاب العابر للقارات؟</p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:paragraph --> <p>نعم، ماذا سيكون مصير من تبنوا الفكر الوهابي، في بلداننا وما خلفه إرهابهم من دمار في البنية التحتية، لبلادنا، عندما كانوا يفتون لهم بحرق الزرع وقطع الضرع، فحرقوا وذبحوا وسبوا ونهبوا، وهم يرون اليوم ولي العد السعودي، ينأى ببلاده بعيدا عن الإرهاب، ولا هم له إلا بناء اقتصاد مملكته، وجلب الاستثمار السياحي لها، وجعلها تتجه عكس الوجهة التي كانت تسير عليها من عقود، وهم من خرّبوا بلدانهم بأيديهم وسفكوا دماء الأبرياء ظلما، وأي منقلب سينقلبون؟</p> <!-- /wp:paragraph -->
عندما تتغلب بصيرة السلطة!
2025-12-06 06:00:00
<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>
وماذا عن إخوان الجزائر؟
2025-12-04 06:00:00
<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl"> </p>