إشكالية التغير في محيط مرتبك !؟

2025-12-07 11:11:38

banner

<!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> بقلم: مراد مزار</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>لكل حقبة زمنية رجالها، و لكل جماعة بشرية قادتها الذين تسوقهم إلى سدة حكمها عوامل و مؤهلات ذاتية و أخرى يصنعها تظافر و تناسق معطيات، معقدة و متشابكة أحيانا كثيرة و بسيطة أحيانا أخرى. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>سادت الشرعية الثورية نظام الحكم في الجزائر حتى خطاب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في 2012 حينما صرح في جرأة واضحة ((طاب جناني)) و هو الذي كان أصغر وزير في الحكومة الجزائرية غداة الإستقلال، ليضيف في نفس الخطاب الذي كان يريده نقطة الإنعطاف في تاريخ النظام السياسي لجزائر الاستقلال : ''أن الأوان لتسليم المشعل إلى جيل الاستقلال". </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>و لولا أن ظروفا خاصة عبثت بالوسيلة لتم الإنعطاف و وضع القطار على السكة السليمة و لاجتنبنا أضحوكة عهدته الرابعة و مهزلة عهدته الخامسة التي حولت الإنعطاف إلى رجوع كاد أن يتحول إلى انحدار إلى هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>ولولا عناية الأقدار التي سخرت القيادة الرشيدة للجيش الوطني الشعبي الذي رعى التحول و أحتوى الغضب الجماهيري الثائرة في تصاعد هادئ كان سيقلب الموازين و يغير مجرى يوميات الجزائر فأفرزت حنكة رجال القانون الجزائريين لجنة الوساطة و الحوار التي تمخضت عن إنتخابات رئاسية منظمة بدقة كانت ثمرة جهود جبارة لنخبة من المخلصين من أبناء الوطن و كانت اينع ثمارها الدفع بالرئيس المنتخب ((عبد المجيد تبون)) إلى هرم السلطة في ظروف أقل ما يقال عنها إنها جد معقدة... و تسارعت أحداث بعضها يخص الجزائر وحدها و هو أول تمثل في وفاة قائد الأركان المرحوم أحمد ڨايد صالح وثانيها يعني الجنس البشري بكامله هو جائحة ((كوفيد19)).</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> هذان الحدثان و ما أنجر عنهما من تصفية تبعات فترة عبث العهدتين الرابعة و الخامسة للرئيس السابق، وتوقف كل مظاهر النشاط الإنساني على كامل الكرة الارضية، كان أدنى أثر له أن يعطل تنفيذ برنامج الرئيس و انجاز ما قطعه على نفسه من وعود للجزائريبن، كما كان من تأثير ذلك أن طال شخصه و امتثاله للعلاج من جائحة (( كورونا)). </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>و مع ذلك و بفضل الإختيار الموفق نسبيا للتركيبة البشرية للمحيط المقرب تمكن من تجاوز العقبات و تسيير مرحلة من أصعب و أعقد المراحل التي مرت بها الجزائر. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>إنهيار معالم تأطير المجتمع المدني دون بروز بديل يكسب ثقة الجماهير العريضة التي مازالت تتجرع مرارة إهتزاز الثقة بينهم و بين حكامهم إلى جانب إنخفاض أسعار البترول باعتباره السائل الحيوي ((الوحيد)) الذي يغذي شرايين الحياة الإقتصادية للبلاد بالإضافية إلى تكالب أطراف خارجية ترى أن عليها أن لا تفوت الفرصة لضمان إستمرار رعاية مصالحها و إيجاد البدائل لإنهيار منظومتها الخفية و المعلنة و استشراف مرحلة ما بعد قيود"" إيفيان""... و من ثنايا كل هذه المسائل المتداخلة و المعقدة لاح بصيص النور من بعيد و مر الإستفتاء على الدستور الجديد بسلام و ها نحن على أبواب التشريعيات إستكمالا للمشروع الرئاسي المتكامل و تجميعا للعناصر المتداخلة و المتشابكة للمربكة السياسية التي يكون من العبث الصبياني تصور حلها في ظرف سنة أو سنتين...</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> قد ترفع العهدة الرئاسية سقف أهدافها إلى أعلى ما يمكن، و ترمي إلى إعادة بناء هرم المجتمع و الدولة في إنسجام و تناسق ؛ بحيث يظهر المواطن المتمدن ذو السلوك المتوازن تجاه نفسه و إتجاه وطنه كما يظهر في الشق الأخر من الصورة المسؤول الذي يستحضر باستمرار دور الخادم لمواطنيه لا المستعلي عليهم.</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> و أن الراتب الذي يتقاضاه من الخزينة العمومية هو مقابل تلك الخدمة و ليس إمتيازا خاصا للمنصب الذي يشغله.</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> ولئن لم تتحقق هذه الصورة "المثالية" فلا أقل من زوال ذلك الشعور العام بالإحباط لدى الفئات العريضة من المجتمع ؛ إحباط ينتج عنه تنامي ظاهرتي التزلف (الشيتة) أو ظاهرة العدوانية ضد كل ما هو عمومي في قالب مخز ينبئ عن تدني المستوي الحضاري للإنسان الجزائري ضحية ذلك الإحباط و تلك العدوانية جراء شعوره بغياب العدالة و الأمن... و في ظل ذلك يتعاظم و يتوسع الدور الذي يجب أن يلعبه الدفاع و الأمن في الجزائر المنشودة. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>و في السياق ذاته لا بد من الإشادة بما تقوم به مؤسسة الجيش الوطني الشعبي بكل أركانها و فروعها و على رأسها قائد الأركان (السعيد شنقريحة) الذي ضمنت المؤسسة تحت قيادته إستمرارية المسيرة و مزيدا من الإنجازات داخليا و على الحدود من الجهات الأربعة.</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> إن التغيير المنشود قد لا نشعر به كأفراد و العبرة ليست بأفراد و لاحتى فئات بل بنمط عام و ظاهرة إجتماعية يراها خبراء علم الإجتماع و أساتذة العلوم القانونية و الإدارية و يستطيعون بحكم إختصاصهم من جهة و بحكم إحتكاكهم المباشر مع محيطهم الإجتماعي أن يبثوا بسلاسة وعيا حقيقيا بأشكال التغيير و مرحليته و ضرورة تدرجه. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>فليكن إنخراطنا في بناء جزائر التغير واعيا متبصرا مدركا لكل الظروف المحيطة مقدرا لحجم التضحيات التي قدمها المخلصون و مازالوا يقدمونها بعضهم في العلن و أغلبهم في الخفاء... "</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4></h4> <!-- /wp:heading -->

العلامات اساطير

عندما تتغلب بصيرة السلطة!

2025-12-06 06:00:00

banner

<p dir="rtl">عادة لا أناقش الأحكام القضائية مهما كانت قسوتها احتراما للعدالة التي تنطق بأحكامها باسم الشعب الجزائري، لكن الحكم الصادر على الزميل سعد بوعقبة في خصومتها مع ابنة بن بلة بالتبني، أثلج صدري، رغم أنه يدين الزميل ويضع على رأسه سيف الحجاج في حال أخطأ مرة أخرى فسيكون مصيره السجن.</p> <p dir="rtl">والذي يعرف سعد بوعقبة يدرك أنه لا يمكن له السكوت إذا ما قدم له ميكروفون وطرحت عليه أسئلة، فطوال خمسين سنة من عمره الإعلامي تحدث الرجل بكل حرية حتى أيام الحزب الواحد وقد كلفه هذا الكثير، كلفه مناصبه على رأس مؤسسات إعلامية وأحيانا حريته الشخصية، لكنه حقق أيضا الكثير من المكاسب، ومنها جمهور قرائه.</p> <p dir="rtl">الحكم على بوعقبة الذي جاء مخففا وكنا نتخوف من الاكراه البدني لسنوات، لكن بصيرة السلطة جنبت البلاد الكثير من اللغط، ليس لأن العشرات من المحامين وقفوا للدفاع عنه بحجة الدفاع عن حرية التعبير، بل لأن سجن عميد الصحفيين في هذا الظرف الحساس وبعد اللغط الذي أحدثه قرار رئيس الجمهورية السيادي لإطلاق سراح العميل والخائن صنصال، سيحدث استياء كبيرا لدى الراي العام، وأضراره أكثر من نفعه بل لا منفعة تجنيها السلطة ولا ابنة بن بلة بالتبني من وراء هذه العقوبة.</p> <p dir="rtl">أعرف أن الزميل بوعقبة الذي كان مدير علي في جريدة المساء سنوات التسعينيات مطلع على الكثير من الأسرار والخفايا بحكم قربه من المرحوم علي كافي وكثير من الشخصيات السياسية والتاريخية، وبما أنه ليست كل الحقائق قابلة للإفصاح عنها، وخاصة في هذا الظرف الحساس الذي نحن في حاجه فيه إلى لحمة وطنية، وتجنبا للتأويلات ولاستغلال بعض ضعاف النفوس لمثل هذه التصريحات واستعمالها في تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">ربما على الزميل سعد أن يدون مذكراته بكل ما يعرف من حقائق وبكل تجرد ونزاهة، في كتاب يتركه شاهدا للأجيال ليس على تاريخ الثورة فحسب، بل حول تجربته المهنية بسلبياتها وايجابياتها، فمن حقه بل من واجبه قول الحقيقة والمساهمة في تسليط الضوء على بعض نقاط الغموض بكل شفافية ومصداقية، حتى لا يستعملها الغير في غير محلها وفي تصفية حسابات.</p> <p dir="rtl">فهذه المرة تغلبت بصيرة السلطة وجنبت البلاد مطبا سياسيا نصب لها، وقوله أنه صار يخجل من قول أنه صحفي بعد إطلاق سراحه، غير صحيح، فالذي مارس مهنته بكل نظافة يد وبكل مصداقية لا يمكن له أن يخجل من الانتساب لمهنة شريفة مهما دنسها المتسلقون وخونة الرسالة.</p>

العلامات اساطير

وماذا عن إخوان الجزائر؟

2025-12-04 06:00:00

banner

<p dir="rtl">بينما يشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يدي الرئيس السوري والإرهابي السابق أحمد الشرع، ويستضيفه في البيت الأبيض ويقول له أنه يريد أن تنجح سوريا وأنه كرئيس بإمكانه تحقيق ذلك، تنتهك دولة الكيان التي يدعمها ترامب بكل ما أوتي من جبروت، يوميا الأجواء السورية وتعتدي على حرمة ترابها وحياة سكانها.</p> <p dir="rtl">لكن المفارقة الأكبر أن ترامب الذي صنعت بلاده كل الحركات الإرهابية الاسلاموية وسلحتها لزرع الفوضى في الوطني العربي والإسلامي بشهادة هيلاري كلينتون نفسه، يسعى اليوم لتصنيف حركة الاخوان كمنظمة إرهابية، بعد أن استعمل نفس التنظيم في انقلابات الربيع العربي، خاصة في مصر عندما أصرت هيلاري في زيارة لها بعد الرئاسيات المصرية سنة 2012 على إعلان مرشح الاخوان محمد مرسي رئيسا لمصر رغم أن نتيجة الصناديق كانت تميل للمرشح أحمد شفيق، مثلما جندت دولة قطر وقناة الجزيرة للعب هذا الدور التخريبي لتمكين الإخوان من الوصول إلى السلطة في كل البلدان العربية التي شهدت ما سمي اعتباطا بالربيع العربي.</p> <p dir="rtl">قرار ترامب تصنيف الاخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا يغذي الإرهاب، يخص بالدرجة الأولى حركة حماس في غزة الوحيدة التي لا تزال تقاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وإخراج حماس من غزة، وهو أمر ليس بالبساطة بعد أن فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها طوال سنتين من العدوان والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم رغم توقيع اتفاق سلام مزعوم.</p> <p dir="rtl">لكن كيف سيكون موقفه من أصدقاء أمريكا في قطر وتركيا، أليس اردوغان هو الزعيم الروحي لكل الإخوان، بمن فيهم إخوان الجزائر، وهو الذي قدم المساعدة لأمريكا في كل الفوضى التي زرعتها في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق؟</p> <p dir="rtl">ثم ماذا عن إخوان الجزائر؟ فهل ستسمح السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي، بهذا التصنيف، بعد أن سبق وصنف البيت الأبيض الجمعية الخيرية "بركة" بأنها إرهابية وهي التهمة التي جاءت "بنيران صديقة" رغم أن نشاطها يقتصر على مساعدة سكان غزة.</p> <p dir="rtl">القرار الأمريكي لم يتحدث عن إخوان الجزائر، بل ذكر إخوان الأردن ولبنان ومصر، وسبق لدول مثل السعودية ومصر تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية من سنوات، لكن هذا لن يمنع من التضييق على مناضلي الحركة في الخارج ما قد يسبب ازعاجا للسلطة في بلادنا، خاصة وأن إخوان الجزائر شركاء في الحكم، وساهموا في محاربة الإرهاب سنوات الأزمة الأمنية؟</p> <p dir="rtl">&nbsp;</p>

العلامات اساطير