إشكالية التغير في محيط مرتبك !؟
2025-02-05 07:46:35
![banner](https://alfadjr.dz/storage/wp-content/uploads/2021/04/104202197_897351890767977_2355651245079980747_n.jpg)
<!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> بقلم: مراد مزار</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:paragraph --> <p></p> <!-- /wp:paragraph --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>لكل حقبة زمنية رجالها، و لكل جماعة بشرية قادتها الذين تسوقهم إلى سدة حكمها عوامل و مؤهلات ذاتية و أخرى يصنعها تظافر و تناسق معطيات، معقدة و متشابكة أحيانا كثيرة و بسيطة أحيانا أخرى. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>سادت الشرعية الثورية نظام الحكم في الجزائر حتى خطاب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في 2012 حينما صرح في جرأة واضحة ((طاب جناني)) و هو الذي كان أصغر وزير في الحكومة الجزائرية غداة الإستقلال، ليضيف في نفس الخطاب الذي كان يريده نقطة الإنعطاف في تاريخ النظام السياسي لجزائر الاستقلال : ''أن الأوان لتسليم المشعل إلى جيل الاستقلال". </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>و لولا أن ظروفا خاصة عبثت بالوسيلة لتم الإنعطاف و وضع القطار على السكة السليمة و لاجتنبنا أضحوكة عهدته الرابعة و مهزلة عهدته الخامسة التي حولت الإنعطاف إلى رجوع كاد أن يتحول إلى انحدار إلى هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>ولولا عناية الأقدار التي سخرت القيادة الرشيدة للجيش الوطني الشعبي الذي رعى التحول و أحتوى الغضب الجماهيري الثائرة في تصاعد هادئ كان سيقلب الموازين و يغير مجرى يوميات الجزائر فأفرزت حنكة رجال القانون الجزائريين لجنة الوساطة و الحوار التي تمخضت عن إنتخابات رئاسية منظمة بدقة كانت ثمرة جهود جبارة لنخبة من المخلصين من أبناء الوطن و كانت اينع ثمارها الدفع بالرئيس المنتخب ((عبد المجيد تبون)) إلى هرم السلطة في ظروف أقل ما يقال عنها إنها جد معقدة... و تسارعت أحداث بعضها يخص الجزائر وحدها و هو أول تمثل في وفاة قائد الأركان المرحوم أحمد ڨايد صالح وثانيها يعني الجنس البشري بكامله هو جائحة ((كوفيد19)).</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> هذان الحدثان و ما أنجر عنهما من تصفية تبعات فترة عبث العهدتين الرابعة و الخامسة للرئيس السابق، وتوقف كل مظاهر النشاط الإنساني على كامل الكرة الارضية، كان أدنى أثر له أن يعطل تنفيذ برنامج الرئيس و انجاز ما قطعه على نفسه من وعود للجزائريبن، كما كان من تأثير ذلك أن طال شخصه و امتثاله للعلاج من جائحة (( كورونا)). </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>و مع ذلك و بفضل الإختيار الموفق نسبيا للتركيبة البشرية للمحيط المقرب تمكن من تجاوز العقبات و تسيير مرحلة من أصعب و أعقد المراحل التي مرت بها الجزائر. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>إنهيار معالم تأطير المجتمع المدني دون بروز بديل يكسب ثقة الجماهير العريضة التي مازالت تتجرع مرارة إهتزاز الثقة بينهم و بين حكامهم إلى جانب إنخفاض أسعار البترول باعتباره السائل الحيوي ((الوحيد)) الذي يغذي شرايين الحياة الإقتصادية للبلاد بالإضافية إلى تكالب أطراف خارجية ترى أن عليها أن لا تفوت الفرصة لضمان إستمرار رعاية مصالحها و إيجاد البدائل لإنهيار منظومتها الخفية و المعلنة و استشراف مرحلة ما بعد قيود"" إيفيان""... و من ثنايا كل هذه المسائل المتداخلة و المعقدة لاح بصيص النور من بعيد و مر الإستفتاء على الدستور الجديد بسلام و ها نحن على أبواب التشريعيات إستكمالا للمشروع الرئاسي المتكامل و تجميعا للعناصر المتداخلة و المتشابكة للمربكة السياسية التي يكون من العبث الصبياني تصور حلها في ظرف سنة أو سنتين...</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> قد ترفع العهدة الرئاسية سقف أهدافها إلى أعلى ما يمكن، و ترمي إلى إعادة بناء هرم المجتمع و الدولة في إنسجام و تناسق ؛ بحيث يظهر المواطن المتمدن ذو السلوك المتوازن تجاه نفسه و إتجاه وطنه كما يظهر في الشق الأخر من الصورة المسؤول الذي يستحضر باستمرار دور الخادم لمواطنيه لا المستعلي عليهم.</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> و أن الراتب الذي يتقاضاه من الخزينة العمومية هو مقابل تلك الخدمة و ليس إمتيازا خاصا للمنصب الذي يشغله.</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> ولئن لم تتحقق هذه الصورة "المثالية" فلا أقل من زوال ذلك الشعور العام بالإحباط لدى الفئات العريضة من المجتمع ؛ إحباط ينتج عنه تنامي ظاهرتي التزلف (الشيتة) أو ظاهرة العدوانية ضد كل ما هو عمومي في قالب مخز ينبئ عن تدني المستوي الحضاري للإنسان الجزائري ضحية ذلك الإحباط و تلك العدوانية جراء شعوره بغياب العدالة و الأمن... و في ظل ذلك يتعاظم و يتوسع الدور الذي يجب أن يلعبه الدفاع و الأمن في الجزائر المنشودة. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>و في السياق ذاته لا بد من الإشادة بما تقوم به مؤسسة الجيش الوطني الشعبي بكل أركانها و فروعها و على رأسها قائد الأركان (السعيد شنقريحة) الذي ضمنت المؤسسة تحت قيادته إستمرارية المسيرة و مزيدا من الإنجازات داخليا و على الحدود من الجهات الأربعة.</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4> إن التغيير المنشود قد لا نشعر به كأفراد و العبرة ليست بأفراد و لاحتى فئات بل بنمط عام و ظاهرة إجتماعية يراها خبراء علم الإجتماع و أساتذة العلوم القانونية و الإدارية و يستطيعون بحكم إختصاصهم من جهة و بحكم إحتكاكهم المباشر مع محيطهم الإجتماعي أن يبثوا بسلاسة وعيا حقيقيا بأشكال التغيير و مرحليته و ضرورة تدرجه. </h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4>فليكن إنخراطنا في بناء جزائر التغير واعيا متبصرا مدركا لكل الظروف المحيطة مقدرا لحجم التضحيات التي قدمها المخلصون و مازالوا يقدمونها بعضهم في العلن و أغلبهم في الخفاء... "</h4> <!-- /wp:heading --> <!-- wp:heading {"level":4} --> <h4></h4> <!-- /wp:heading -->
الكرة في مرمى ماكرون!
2025-02-03 18:00:00
![banner](https://alfadjr.dz/storage/rxvNUDwczN5zNjfChzthw0Ih0DfRHmIlCUrCir9Z.jpg)
<p dir="rtl">لم أفهم لماذا تم تركيز التعليقات على حوار الرئيس عبد المجيد تبون الذي أدلى به لصحيفة "لوبينيون" الفرنسية أمس حول قضية التطبيع مع إسرائيل، عندما قال "أن الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها بإسرائيل في اليوم ذاته الذي تقوم فيه دولة فلسطينية"، حيث فسره البعض على أنه تحول ملفت في الموقف الجزائري حول التطبيع، وراحت أغلب المواقع الإخبارية التي تحدثت عن الحوار تركز على هذه الجزئية من الحوار الطويل الذي تناول فيه الرئيس كل القضايا الوطنية والدولية التي تهم الجزائر وخاصة التوترات في العلاقات مع فرنسا ماكرون.</p> <p dir="rtl">وفي الحقيقة ليست المرة الأولى التي يدلي فيها الرئيس تبون بهذا التصريح، فقد سبق وقال هذا الكلام في حوارات سابقة، وهو الموقف الثابت للجزائر التي ربطت دوما تطبيع العلاقة مع إسرائيل بشرط اعترافها وسماحها بقيام دولة فلسطين في حدود 1967، ودون ذلك لا اعتراف ولا تطبيع مع إسرائيل، مثلما قال الرئيس تبون في تصريح له من سنوات قليلة "أننا لن نهرول نحو التطبيع ولن تبارك الجزائر اتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل ولن تكون جزءا منها، وأن موقف الجزائر ثابت من القضية الفلسطينية".</p> <p dir="rtl">موقف الرئيس من هذه القضية ليس بجديد وهو موقف الدولة الجزائرية بكل مؤسساتها منذ الاستقلال، ومنذ كل النزاعات العربية مع الكيان، وعليه فإن محاولة إخراج تصريحات <span class="Apple-converted-space"> </span>الرئيس من سياقها وتفسيرها على أنه تحول في الموقف الجزائري من الكيان لا تلزم إلا أصحابها.</p> <p dir="rtl">المؤسف من هذه القراءات هو القصور الإعلامي لأصحابها، لأنها اهتمت بمسالة التطبيع أكثر من اهتمامها بالملفات الأخرى التي طرحها الرئيس في الحوار خاصة بالنسبة لعلاقاتنا مع فرنسا التي لأول مرة يتحدث عنها بصراحة مباشرة، والتي قال عنها الرئيس أن الكرة في مرماها، واتهم وزير داخليتها بمحاولة طرد مؤثر وملاحقة نشطاء جزائريين على التواصل الاجتماعي بينما تحمي مجرمين ومخربين وتمنحهم الجنسية وحق اللجوء محذرا ماكرون من السقوط فيما أسماه "افتراق غير قابل للإصلاح"، كما اتهم تصريحات اليمين المتطرف في فرنسا بخلق جو سام، وغيرها من المسائل التي عقدت الخلاف مع باريس ومنها ملف الذاكرة الذي يبقى نقطة سوداء في تاريخ فرنسا وعقبة في طريق تحسين العلاقات معها ما لم يسو نهائيا باعتراف واعتذار.</p> <p dir="rtl">الحوار جاء شاملا وصريحا ووضع النقاط على الحروف في كل القضايا، وحمل رسائل مشفرة لكل من يفسر مواقف الجزائر بالنسبة لفرنسا والمغرب ودول الساحل على أنها عزلت الجزائر في محيطها، فقد قالها الرئيس صراحة أنها مزاعم بعض السياسيين الفرنسيين والقول بأن الجزائر معزولة تضحكنا.</p> <p dir="rtl">ولم ينس أن يوجه من جهة أخرى سهاما لمن يتهموننا بأننا أتباع لروسيا، عندما قال أن الجزائر رفضت وجود قوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك، كما تطرق للخلاف مع السلطات الحالية في مالي وأنها لا تدعم الجماعات الإرهابية في مالي مثلما تدعي السلطات الانقلابية هناك، مثلما فضح سياسة الكيل بمكيالين الغربية في قضية دعم أوكرانيا وصمتها على المجازر في غزة.</p>
زواج يهودي وطلاق عربي اسلامي
2025-02-03 11:54:00
![banner](https://alfadjr.dz/storage/3JR2TuXuVOAnmPfJPF5xPGZ6Mj6mnxpF3vhFsIly.webp)
<h2>عملت زعيمة حزب "التجمع الوطني" في فرنسا، مارين لوبان، على مدى سنوات طويلة على تنفيذ واحدة من أبرز عمليات إعادة تشكيل الهوية السياسية في العالم الغربي، حيث نجحت في تحويل حزب متطرف هامشي أسسه والدها، جان ماري لوبان، إلى قوة سياسية رئيسية في فرنسا.</h2> <p>وقامت مارين لوبان في مناسبات عديدة بمكافحة الاتهامات بمعاداة المهاجرين والأجانب والعولمة والسامية والعنصرية، وأكدت على تغيير مواقف حزبها، لكنها ناورت بشكل فعال لجذب الناخبين الغاضبين من السياسات الحالية ومن موجات الهجرة والتحولات الاجتماعية في فرنسا.</p> <p>فمنذ أن تسلمت مارين لوبان رئاسة الجبهة الوطنية سنة 2011، بعد انقلاب عائلي وحزبي على والدها، كانت دائما ما تبدت رغبتها القوية في أن يتم استقبالها في إسرائيل. ومن أجل ذلك، استبعد الحزب مسؤولين ينتمون إلى مجموعة "لوفر فرانسيز"، الحركة القومية الفرنسية التي حلتها السلطات الفرنسية 2013، وبينهم "إيفان بينيديتي" الذي كان يصف نفسه بأنه "معاد للصهيونية والسامية واليهود".</p> <p>وفي صيف 2014، اتخذت مارين لوبان موقفا مؤيدا لرابطة الدفاع اليهودية، وأقدمت سنة 2015 على إقصاء والدها عن الحزب الذي ورثته منه، بعد إدلائه بتصريحات حول محرقة اليهود أثارت جدلا جدلا كبيرا حينها.</p> <p>التخلص من عقيدة معاداة اليهود في فكر اليمين المتطرف الفرنسي، دفع بمارين لوبان إلى أن ترفع سقف الخصومة مع والدها إلى درجة عالية من الحدة، حيث أقدمت على اتخاذ إجراء تأديبي في حق جان ماري لوبان، مؤسس الحزب، وأجبرته على اعتزال السياسة بعد تصريحاته بخصوص" غرف الغاز" اليهودية التي أقامها النازيون في الحرب العالمية الثانية. وكان جان ماري لوبان قد ذكر، في عدة تصريحات العالمية حول "غرف الغاز" والمحرقة اليهودية بأنها مجرد "تفصيل" في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وبقي جان ماري لوبان متشبثا بشأن تصريحاته بخصوص اليهود.</p> <p>وفي سبيل التقرب من نفود اليهود في المجتمع الفرنسي، وتقديم عدو مشترك لهما، تقول مارين لوبان أنها لن تسمح بمعاداة السامية في حزبها، وأن المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية "يخطئ في تحديد عدوه منذ سنوات"، معتبرة أن "التيار الإسلامي" بات العدو الأول، مع أن الجبهة الوطنية اعتبرت الإسلام لوقت طويل وحتى الثمانينيات والتسعينيات حليفا ضد "النظام الأمريكي الصهيوني". كما اقترحت سنة 2018 تغيير تسمية حزب والدها من الجبهة الوطنية إلى التجمع الوطني،</p> <p>في مقابل ذلك، سعت لوبان على مدى سنوات إلى التأكيد على محورين أساسيين يقتصر عليهما مستقبل العلاقات الفرنسية العربية، ويخصان التعاون ضد التطرف والإرهاب والتعاون لمنع المهاجرين العرب وغير العرب من الوصول بشكل أو بآخر إلى فرنسا مقابل مساعدات تقدم للبلدان العربية، وهو ما أكدت عليه خلال زيارتين إلى مصر ولبنان منذ مدة، وهي تدرك تمام الإدراك أن التقرب من اليهود، ولو بزواج متعة أنفع لها ولحزبها المتطرف بمحو الصورة النمطية عن كرهم لليهود، وتحقيق "نجاحات" أخرى في السيطرة على سلطة القرار الفرنسي، ولو تم ذلك بطلاق بينونة كبرى مع العرب والمسلمين، وغيرهم من الأجانب.</p> <p> </p> <p> </p> <p>لزهر فضيل</p>
![](https://alfadjr.dz/storage/HPkkcDfbNIQfIExbuJOZNHQ5xXKNNBgDeRXJbjxO.png)