الإسلام في "بواكي" قصة عمرها يتجاوز الـ 400 سنة

2024-01-18 11:35:00

<p>&nbsp;</p> <p><br />يعتبر الدين الإسلامي الديانة الأولى في مدينة "بواكي" الايفوارية ,حيث يفوق عدد المسلمين في المدينة الـ 80 بالمائة تقريبا.&nbsp;</p> <p>وتعتبر "بواكي" ثاني أكبر مدينة في كوت ديفوار، حيث يفوق تعداد سكان المدينة 975,300 نسمة وفق تقديرات ،وتقع المدينة في الجزء الأوسط من كوت ديفوار، وتبعد حوالي 350 كلم من أبيدجان، وحوالي 120 كلم من العاصمة "ياموسوكرو".</p> <p>وبشكل عام فقد دخل الإسلام إلى "كوت ديفوار" في القرن العاشر من قبل تجار من شمال إفريقيا. ومع ذلك ، لم يبدأ الإسلام في الانتشار في المنطقة إلا في القرن الثامن عشر ، وذلك بفضل جهود العلماء والتجار في نشره من خلال الدعوة اليه بشكل مباشر أو عير مبار من خلال تعاملهم مع الناس.&nbsp;</p> <p>وأصبحت مدينة "بواكي" مركزًا رئيسيًا للتعلم والممارسة الإسلامية ،حيث لعبت دورًا مهمًا في انتشار الإسلام في ساحل العاج وخارجها.&nbsp;</p> <p>ويعد التاريخ الإسلامي والعمارة والثقافة في "بواكي" أجزاء مهمة من هوية المدينة وتراثها ,حيث تعكس مساجد المدينة والمباني الإسلامية الأخرى التقاليد المعمارية الغنية للإسلام ، بينما يعكس المطبخ والموسيقى والفن التأثير الثقافي للدين. يعتبر التراث الإسلامي لـ "بواكي" شهادة على تنوع وثراء تاريخ وثقافة كوت ديفوار.</p> <p><strong>العمارة الإسلامية في "بواكي" تظهر في المساجد والمدارس القرآنية</strong></p> <p>وتعكس العمارة الإسلامية في مدينة "بواكي" التأثير الكبير الذي تركه المسلمون لحد الساعة على المدينة. وأبرز مثال على العمارة الإسلامية في "بواكي" هو المسجد الكبير ، الذي تم بناؤه في الأربعينيات.&nbsp;</p> <p>والذي يتميز بتصميم من الطراز السوداني التقليدي ، مع فناء مركزي كبير وقاعة للصلاة بأقواس مدببة وأعمال قرميدية معقدة.كما يعتبر المسجد أيضًا موطن لمكتبة ومدرسة مدرسة إسلامية ، والتي توفر التعليم الديني للطلاب بشكل عام.</p> <p><strong>مسجد "الفتح" مثال أخر على تأثر"بواكي" بالحضارة الإسلامية</strong></p> <p>وعلى غرار المسجد "الكبير" في مدينة "بواكي" يوجد مثال آخر على العمارة الإسلامية في هذه المدينة الهادئة وهو مسجد "الفتح" الذي يقع في حي المدينة وسط المدينة,حيث يتميز هذا المسجد بتصميم حديث بقبة ومئذنة زرقاء لامعة كما يحتوي كذلك على قاعة للصلاة كبيرة مزودة بوسائل الراحة الحديثة ، مثل التكييف وأنظمة الصوت.</p> <p><strong>ثقافة مدينة "بواكي" متأثرة كثيرا بالدين الاسلامي</strong></p> <p>كان للإسلام تأثير كبير على ثقافة مدينة "بواكي",حيث يمارس المسلمون في"بواكي" الممارسات الدينية اليومية على غرار الصلاة والصيام خلال شهر رمضان والزكاة للفقراء. كما تحتفل المدينة بالأعياد الإسلامية ، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى ، والتي تتميز بالولائم والصلاة والتجمعات العائلية.</p> <p><strong>الثقافة الإسلامية متواجدة حتى في المطبخ</strong></p> <p>كما أثرت الثقافة الإسلامية أيضًا على مطبخ مدينة "بواكي", فالمسلمون في "بواكي" مشهرون بأطباق مثل "مافي" المصنوع بالفول السوداني و"ياسا" المعمول من اللحم أو السمك المتبل ، وهو الطبق الذي يحظى بشعبية كبيرة في مطاعم ومنازل المدينة.وغالبًا ما تُصنع هذه الأطباق من البهارات التقليدية ، مثل الزنجبيل والتمر الهندي ،الأمر الذي يمنحها نكهة مميزة.</p> <p><strong>الموسيقى المحلية والفن كذلك</strong></p> <p>بالإضافة إلى المطبخ ، أثرت الثقافة الإسلامية أيضًا على الموسيقى والفن في مدينة "بواكي" ,حيث تحظى الموسيقى الإسلامية مثل "القوالي" والنشيد ، بشعبية في المدينة ، ويقوم العديد من الفنانين المحليين بدمج مواضيع وزخارف إسلامية في أعمالهم.</p> <p><strong>المدينة تعيش في سلام بعد دوامة من العنف</strong></p> <p>دوامة منَ العنف عاشتها مدينة "بواكي" بكوت ديفوار وذلك بعد انتخابات عام 2002 , وهي الأزمة، جعلت المتمردينَ المناهضينَ للرئيس "غباغبو" أنداك يجعلون من مدينة "بواكي" عاصمة لهم.&nbsp;</p> <p>وفي عام 2004 ، قصفَت طائرات الجيش الإيفواري معسكراً للقوات الفرنسية وهي الواقعة التي كانَت بمثابة حدث فاصل في تاريخ الأزمة و التي أفضت بعد ثلاث سنوات إلى توقيع اتفاقية السلام في "واغادوغو".&nbsp;</p> <p>ولا تزال معالم مذينة "بواكي" شاهدة على سنوات الحرب، لكن بعد مرور 20 عامًا على بداية الأزمة الإيفوارية، تغيرت ملامح المدينة وكل ما يريده السكان في مدينة "بواكي" هو طي صفحة الماضي والعيش بسلام.</p> <p><br />سليم.ف</p>