هل يستحق درارني كل هذا؟

تألمت جدا للصورة التي أطل بها الزميل خالد درارني عبر تطبيق السكايب أثناء محاكمته أول أمس، ولست هنا لأناقش التهم المنسوبة، ولا التماس النيابة العامة في حقه، لكن هل يستحق صحفي في قامة خالد درارني كل هذا؟ هل يستحق أن يرمى في السجن إلى جانب اللصوص الذين نهبوا البلاد؟ التقيت خالد لأول مرة عندما استضافني في قناة “دزاير تي في” لمالكها علي حداد في إحدى النشرات الإخبارية بعد توقيفي من قبل الشرطة أثناء المظاهرات الرافضة للعهدة الرابعة، لما كنا كمشة قليلة نخرج إلى الشارع في حراك قبل الحراك، وعرفت لاحقا أن استضافتي في تلفزيون صديق السعيد بوتفليقة الذي كان الرئيس الفعلي للبلاد، قد سببت متاعبا لخالد، وكانت إحدى أسباب توقيفه من العمل في هذه القناة، ثم عرفته لاحقا في برنامج “CPP” على “راديو أم ” رفقة الزميل إحسان قاضي، وكان خالد يدير البرنامج بمهنية وسقف عال من الحرية، ولم أعرف عن الرجل إلا حبه للمهنة وللزملاء الذين كان يسارع لمساندتهم كلما لحق بهم أي أذى.
خالد كان الصوت الذي رفع مطالب الحراك عاليا وأوصلها إلى كل العالم، فهو الصحفي الذي عشق مهنته، ربما يكون أخطأ أحيانا، فكلنا نتعثر ونخطئ، لكن مهما كانت أخطاؤه ولا أعتقد أن يكون قد اقترف أخطاء، فمكان خالد ليس في السجن، والجزائر الجديدة التي نسعى لبنائها لا يمكن أن تبنى ورجال من قامة خالد في السجن، الجزائر الجديدة في حاجة لكل أبنائها ممن لم يتورطوا مع النظام السابق.
أمام السلطة الكثير من الورشات التي يجب فتحها للنهوض بالبلاد، ولإخراجها من الأزمات المتراكمة التي سببتها العصابة، فليس لها أن تتعثر الآن بقضايا جانبية، ولا أن تسيء لسمعتها بسجن صحفيين.
ألا يكفي الثمن الذي دفعته المهنة على يد الإرهاب الذي دمر البلاد، عندما استهدف الصحفيين لخنق أي صوت يكشف فظائعهم وحقيقتهم أمام العالم، ومع ذلك كشف الصحفيون الذين كانوا يحملون كل صباح أكفانهم على أكفهم، حقيقة البروباغندا الإعلامية التي تروجها بعض القنوات والحكومات ضد الجزائر.
حدة حزام