هل ستصبح منطقة الساحل آمنة بعد دروكدال؟

هل سيغير مقتل زعيم القاعدة في بلاد المغرب، دروكدال خريطة الإرهاب في المنطقة، ويبعد ربط الظاهرة بالجزائر التي عانت منها عقودا، وحاربتها دون هوادة؟
مقتل دروكدال على يد الجيش الفرنسي في شمال مالي سيجبر بقايا القاعدة على النزوح نحو الجنوب، وستبحث عن التمركز في بلدان إفريقية أخرى وستنقل مركز عملياتها نحو بوركينا فاسو أو كوت ديفوار، وقد تغير اسمها ليتخلص خليفته المقبل على رأس التنظيم الإرهابي من إرث زعيمه، وربما ستملأ جماعة الدفاع عن الإسلام والمسلمين، الفراغ الذي سيخلفه اختفاء القاعدة التي ستتمركز خارج منطقة المغرب العربي، إذا سيبعد لجوء هذا التنظيم الإرهابي إلى بلدان إفريقية شبهة الإرهاب على بلادنا التي التصقت بها لأزيد من عشرين سنة.
الهجمات الإرهابية التي قامت به القاعدة في بلاد المغرب وزعيمها دروكدال في شمال مالي والمجازر التي اقترفتها ، وما قامت به أيضا جماعة بوكوحرام في النيجر، كانت سببا في دخول القوات الفرنسية الى مالي سنة 2013، بحجة ملاحقة التنظيم الذي هدد المصالح الفرنسية، باتفاق مع دول المنطقة الخمسة (مالي، موريتانيا، بوركينافاسو، النيجر وتشاد)، العملية التي كلفتها بضعة آلاف من عناصر الجيش ، والعشرات من الجنود الفرنسيين قتلوا على يد عناصر التنظيم، لكنها تمكنت من إرساء قاعدة لها في شمال مالي ومطار عسكري ، ما يوحي بأن الجيش الفرنسي لن يخرج من مالي حتى بعد القضاء على آخر عنصر من العناصر الإرهابية مهما كانت تسميته.
قد تبرر فرنسا تواجدها في منطقة الساحل بالأزمة في ليبيا التي لن تنتهي بسيطرة حكومة الوفاق حتى على المناطق الشرقية، فقد تشكل الميليشيات الإرهابية التي نقلتها تركيا من سوريا خطرا أكبر على المنطقة بعد أن تنتهي المهمة التي جيء بهم من أجلها، فيتحولون إلى قنابل موقوتة على كل المنطقة، مثلما حدث مع جماعة بن لادن بعدما انتهت مهمتها في أفغانستان وأجبرت على الانتقال إلى السودان قبل أن تشكل ما سمي لاحقا بتنظيم القاعدة ليقود كل العمليات الإرهابية المروعة التي مست كل العالم.
ولن يختفي الخطر الإرهابي في منطقة الساحل، ما دامت للقوى الكبرى مصالح هناك وتحتاج المزيد من المبررات لبقائها!